الحلقة الرابعة من دراسة نقدية في حوار ادبي مع فاديا الف

الحلقة الرابعة من دراسة نقدية في حوار ادبي مع الكاتبة فاديا الفقير

بقلم جمال السائح

السؤال الرابع :



* ماهي المرجعيات والأسباب وراء الإثارة قبل الإطلاع على العمل الأدبي ، والنموذج وليمة لإعشاب البحر،كيف تفسرين مثل هذه الإشكاليات؟



.................................................



مناقشة صيغة السؤال الرابع :



سؤال متراتب وفق تنويعه الفني

وجاء في محله ووقته المناسب

ويا ليته اختار نموذجا اخر

رغم ان وليمة لاعشاب البحر

تستحق الوقوف

لكن انتقاء نسخة اخرى من ثيمة اكثر توافقا

كان سيكون لها اكبر الدور في تفهيم المادة المسؤولة

يعني بالنسبة للقارئ

حين يتم وضع النقاط على اكثر الحروف

واليد على الداء او الجرح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



جواب السؤال الرابع :



* أعتقد لدي مشكلة حقيقية مع هذا الأمر، لأن كثيرا من النقد والكتابات التى تخرج ،حتى التقييم لإعمالي يقيمونها قبل الإطلاع عليها وقرأتها.

ويقيمون مسرحياتي قبل مشاهدتها، في أي عصر نحن نعيش، هل الجهل وصل إلى هذا الحد، وهل التزييف والخداع واللعب بعقول البشر وصل إلى هذا الأمر أيضا، وفي اعتقادي واحدة من الأسباب أن الكتاب غير متوفر،وهذا سبب أفهمه تماما، أحيانا لا توجد كتب لقرأتها، إلى وجود الحاجز اللغوي، هناك عوامل التعريف بأعمالنا صعبة لكن رغم كل هذا لايوجد عذر، إذا كنت ناقد أو مفكر تريد تفكيك أي عمل لأبدا وأن تقرأه او تشاهده، والإ تنتهي إلى عملية تزييف وخداع للقأري، وللأسف القأري في بعض الأحيان يمكن استغلاله لقلة معلوماته أو معرفته.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



مناقشة جواب السؤال الرابع :



........................................................

سيما والكاتبة تكتب بلغة غير لغتها

وغير اللغة العربية

لكنها تواجه صدودا رهيبا من قبل نقاد عرب

يثير عليها القراء العرب

فكيف بازمة الكتاب ووصوله الى القراء

ونحن نرى كيف ان الكاتب ينشر كتابه باللغة العربية

ومن قبل ان يقرأه الاخرون

تجد صيحاتهم تعلو ولا تهبط

فكيف بكتاب فاديا

وهو منشور بلغة انكليزية

ومع استعصاء حصول القراء على نسخ منه

نجد ان صيحاتهم تتعالى في اتجاهها

ومن قبل ان يقرأوا ما كتبت

مثلما حدث مع نجيب محفوظ

مع اولاد حارتنا

حينما تم الاعتداء عليه

وعندما ساءلوا الجاني المغرر به

قال بما معناه :

لم اقرأ لنجيب

ولم اقرأ له هذه

انما قالوا لي نجيب قال كذا وكذا

ولقد خرج عن دين الله

فاستحق بذلك عقابي

الذي هو عقاب الله

اي حمق وهراء الذي نشهده في قاراتنا ..

المحمولة على قدرة العقل والفكر

ثم ..

لنعود الى شرح اجابة فاديا

هل الجهل وصل إلى هذا الحد

وهل التزييف والخداع واللعب بعقول البشر

وصل إلى هذا الأمر أيضا

انا الاخر

اشد على يدي فاديا

واقول : بل اكثر

والادهى والاغبى

ان مثل هذا الخداع

يمارس من قبل نقاد ومفكرين

يمارسون سياسات التغرير بشباب بسطاء

في الفهم والتقدير

وشابات كذلك

ليمارسوا بعدها سياسات الغباء الجمعي

حين تعم مثل هذه الطاقات الفاحشة

ويصبح نفس المغرر

اداة لتمرير الخبث والنكد اللذين كانا اشاعهما

امثال هؤلاء العلماء والنقاد والمفكرين

بعد ان يستريحوا هم

من عناء النقد والتلويح

لانه في وقتها

ما كان سيكون لهم موقع من الاعراب

لان هؤلاء المغرر بهم

سيقومون بدورهم العملي

وعلى احسن ما يرام

ثم ..

انها تحاكم الناقد والمفكر

بانه هو الاخر لربما كان اغبى من القارئ البسيط

لانه يحكم على النص

ومن قبل ان يفككه ويعمل على تحليله

وقراءته المرة تلو الاخرى

لنجدها بالتالي

تحدث عن القارئ

وانه يمكن استغلاله

لقلة معلوماته أو معرفته

فهي لا تبرئ كلا العنصرين

الناقد او المفكر

والقارئ او المتلقي

لكنها تحمل على الاول

باعتباره عصا الدولاب

وانه من القوة بمكانة

يمكنه معها ان يفتح اذهان المتلقي العربي

بدل فتحها على سوداوية

ثم غلقها عليها والى الابد !

وهذا في الاساس

عملية تحنيط للنفس والفكر الانساني

وهي مهمة قاسية وبليغة في السلبية

سيحتمل وزرها كل من اقامها

وكل من عمل بها الى يوم القيامة

لكنها لا تعذر احدا

ومن حقها

حتى لو كانت النسخ غير متوافرة

او النسخة الاصلية غير مترجمة

او .. او ..

فيفترض قراءة النص

ثم تدقيقه وتمحيصه

ثم دراسته ونقده

وفق الضوابط والتقنية الفنية

بعيدا عن روح التهويم والتخرص والتكفير

حتى لو كان صاحب النص كافرا

لا يؤمن بالله

لان لكل امرء معتقده الشخصي

ونحن حين نتناول نصا او مشهدا

لا نتناول فيه الدينية والمصائر الجهنمية او الجناتية

لا نبحث في اشياء مردها الى الله

انما نبحث في امور تعد من اختصاصنا الموضعي

وربما توهم البعض

وقال ان تمثيل الامر يحدث كالاتي :

فليس لطبيب في مجمع علمي

ان يشرح زراعة الفجل وكيفية تصليح صنابير المياه

انا اقول لا

ان مثل هذا المثل

حين يضرب هنا

له ان يعكس ضرورة الحد من قدرة النص على الابداع

ولكن في مكانه ووقته وزمانه

وهذا يبيح للاخر الموتور حسب فهمه الخاطئ

ان يفسد على الاجيال حركتهم التاريخية ومسيرتهم الحضارية

ولكن وفقا للظرف واختياره للزمن  والوقت والمكان

لكنها اساسا منفية

يعني نحن لا نبحث عن متخصص في الزراعة والصناعة

كي نقول له

قل كلامك بدل الطبيب

ونوصي الطبيب بقول كلامه في مظانه التي تعنيها مهنته

لان المثال هنا لا ينطبق اساسا على هذا الوضع

لانه يبقي الشقاء في محله

ريثما تنجلي اسباب الاختلاف والخلط

فنحن في حينها

سنكون كما لو قلنا للطبيب

لا تتكلم انت في حرمة زراعة الفجل

سنوكل الامر الى مختصين في نفس قضية الفجل

يعني سيقولون لعالم الدين

انت لا تزحم نفسك

وتثقل على نفسك بتجشم مثل هذه المؤونة

سيكفيكها غيرك من نفس المختصين في عالم الادب

سنوكل اليهم ان يقولوا بحرمة الكتابة في هذه الموضوعات

يعني اننا لم نصنع سوى

تغيير الصور التنفيذية

والايذاء والتهمة والقصاص الحاقد والظالم والهاتك

قائم في محله ..

فارجو تفهّم ما عنيته

لانها في اليوم اصبحت سياسة عمياء طخياء

يقوم بها كبار من نفس الاختصاص

لانهم وقتها سيقولون

ارايتهموهم

هؤلاء منكم يشهدون عليكم

لم نتدخل

لكن نفس الادباء يرفضون هذا

لان انتماءهم الى الدين

يعني الينا بالتالي

انظروا الى التخرص والاستثناء والسفسطائية

كيف لها ان تقوم بدورها الحداثي

في مجتمع يلهب ظهره جلاد التعنصر لرغبات بائدة

وغاب عن المجتمع

ان هؤلاء الادباء الذين يعنون

ما كانوا قد علموا اساسا منهج الادب الحقيقي

كي يمكن اطلاق تسميات واخرى عليهم

لان الاديب الذي لا يتمثل الادب بحريته

لايمكن ان يطلق عليه اديب

لان ساحة الادب

اكبر من اي عقل يمكن ان تنحد به قضاياه

فالادب ينظر لكل العلوم

وليس لعلم ان ينظر له

ومن حد الادب

فقد حد نفسه

وليس له ان يحد اخرين

لانه في وقتها

سنحد من حرية الدين

ومن حرية رجال الدين

ومن حرية المتشددين والمفكرين الظلاميين

لانه شاء لنفسه حرية ..

اكبر من حريته الاصلية

ونصيبا .. اكبر من نصيبه الحقيقي

لذا ..

كان له ان يستولي بفكره على مساحات اخرى

لافكار اخرين

مساحات لا يملكها

ولا تعود له

فيقرر ما يصنع في ارض غيره

ويبني عمارات فوق اصقاع يمتلكها اخرون

كما لو كان هو شعب الله المختار

يعني فصيل الله المختار

له ان يقتل من يشاء

ويقرر ما يشاء

وان يكون له تسعا وتسعين نعجة

ولغيره لا يكون سوى نعجة واحدة

ربما ساهمه فيها وشاطره

وبذلك

للقانون الانساني

ان يشاطره مكره

ويحيله الى مكره السيء

والذي لا يحيق الا باهله

لان العواقب تدور على اصحابها

وان الحجر .. لا يرد

الا من حيث اتى ..

عندها سنضمن حرية الادب

وحرية الاجيال

حينما نلغي قيمومة مرجعية دون اخرى

وحكومة الاستبداد في الفكر والمعتقد والنهج

وقتها ستتعدد النواظير والاحزاب الادبية والعلمية

والمناظير الرؤيوية والتصاوير التوعوية

وستتنوع في وقتها تشكيلات الحياة

وبكل افهامها وشمولياتها

لانه للجميع في وقتها ان يشاركوها حظهم منها

فليس من ضريبة تحتسب على الفكر

سيما الادب بكل مدارسه وفنونه

ذلك ان اساسه الحرية في الكلمة

لان الاخيرة لا تتأت الا بفعل الموهبة

والموهبة ما كان لها ان تعيش الا في اصداء النفس

والنفس شيء حر

لايمكن الحد من حريته

وهذا

له ان ينعكس على سائر التيارات الاختصاصية الاخرى

الانسانية منها والعلمية

والاديب الذي لا يتناول الادب وقضاياه

بمعزل عن كل الاعراف والتقاليد والاهتمامات

من تلك التي تكون غير قابلة للهضم في أوساطه

فمتى ما تسود العدالة الاجتماعية

تسود نفسها في كافة المشاريع الانسانية والعلمية

سيما القطاعات الادبية وحرية النص المقروء والمسموع والمرئي

من ثم ...

فان من اعتى المصائب على الادب

ان يقف يتصدى للادباء

نفس الادباء

كما لو كان غيرهم قد دفعهم

لتقمص صفات المرجعية الدينية

ولكن بثوب اخر

يدفع عن المتشددين من اعيان الدين اي شائبة

لانهم ظاهرا فهموا الدرس

وانه عليهم ايفاد اناس متخصصين في الادب

يقوموا بنسف حريات نفس الادب

كي لا يقال ان احدا ما

تدخل في شأن الادب وخصوصياته وفنونه

وعمد الى تلوين مساحاته بفنون الفاتيكان الاسلامية

هذا الاخر مردود

لان الصور لشدما هي واضحة

تكاد تبين حتى في الليل ولصاحب العشو الليلي

بل لامثال هؤلاء الادباء

ان يختصوا بتقنين افنان منازلهم وبيوتهم

لا ان يعمموا سياسات الغباء على كل الحي

ريثما يتفاعل اهل بيوتهم مع حريات ابناء الحي

وقتها سيكون لهم انفسهم ان يعالجوا رب بيتهم

الذي اشعرهم بضيق المنطق والتشكيك في كل الحريات



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مع تحيات جمال السائح

Almawed2003@yahoo.com

www.postpoems.com/members/jamalalsaieh




View jamalalsaieh's Full Portfolio
tags: