الحلقة الخامسة من دراسة نقدية في قصة تمرد الفرشاة للمه

الحلقة الخامسة من دراسة نقدية في النص القصصي : تمرد الفرشاة للكاتب المصري الاستاذ المهندس الشربيني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم : جمال السائح

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



لقراءة نص القصة اتصل بهذا الرابط :



http://www.arabicstory.net/index.php?p=text&tid=4223&PHPSESSID=ba81734f1...



ـــــــــــــــــــــــــــــــــ



ولأخذ نبذة حكائية عن المؤلف يمكن التوصل الى هذا الرابط :



http://www.arabicstory.net/index.php?p=author&aid=415&PHPSESSID=ba81734f...



ـــــــــــــــــــــــــــــــــ



من قبل ان نحدث عما قاله المؤلف

يجب ان نلتفت الى الوراء

لان ثمة ما يستلفت قريحتنا

هل كان رنين الهاتف

رمزا يؤرق الحدث للحظات

او لكوامن من الوقت

ثم له ان يطلق الحدث بحذافيره

كأن يكون جرس الهاتف

ايذانا ببدء رحلة البطل

في عالم من الاستحضار

او التداعي والاستذكار

ومن ثم الولوج الى عالم الحديث النفسي أو المونولوج

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ



ثم ..

يقول المؤلف :

شعر بتيار بارد يتسلل إلي الغرفة .. كانت الستائر تتحرك بخفة.. توقفت  نظراته .. رأى طيفا يقترب من النافذة .. أغمض عينيه ثم فتحمها .. هز رأسه لا يصدق ما يراه .. عاود النظر كانت الستائر تتحرك ..أسرع إليها ..

وجد السكون يسود المكان وفرشاة الألوان ملقاة علي الأرض

...................................................



هذا المقطع الطويل المشتمل على عدة تجزئات حرة

متقاطعة مع نسيج الحدث كما الحس مع الشعور والحركة مع الحدث

تقاذف صورة الطيف الى الامام

ثم التيار البارد وتسلله

وحركة الستائر

وتوقف النظرات

واقترابه من النافذة

ولماذا الاغماض ثم فتح العينين

ومن ثم هز الرأس وعدم التصديق

ثم معاودة النظر

وحركة الستائر ما تزال تعلن عن ذوبانها في الحدث ومشاركتها له

حتى اسرع اليها

الى من ؟

الى النسيم خوف الرحيل

ام اليها قبل ان تسافر بطيفها المفاجئ

ولكن كل استيحاءاته كانت حول الحبيب

لم يكن بالطبع وجودها او حتى خيالها سببا في ارعابه

او ارهابه

لانه كان يعيش قصة حب

ربما اندثرت

لكن حتى الواقعي حين يفاجئنا

يصبح مخيفا

كمن يتحرك في مكان لوحده

ويعلم انه كذلك

لا احد يشاركه القطنى هنا

لكنه يفاجأ باخته

او اخيه

او ابيه وامه

او حتى حبيبته

او ابنه او ابنته

او صديق

سيرتعب

او يخاف

او حتى يتملكه الذهول

لا من شكل الشخص المرئي

لكن من حالته

وظرفية الكينونة التي استحال خلقه فيها

وتكون في خلالها

كلها عوامل تساعد المرء على استنجاز تصور خاص

غير التصور القديم

يحل محله

لفترة

للحظات

وربما بقيت اثاره

...............................

واذن وجود الحبيبة

طيفها

واثارها

وبكل اوجاعها

كان هذا كله له ان يثير بطل القصة

ويصطنع منه انسان مراهق وبالصدفة

لا يمكنه ان يتحدى ملاءات القدر

ولا حتى لحظات الصدفة

ولا ذكريات الشوق والاصطياف بين لالئ الايام الماضية

رائحة الذكرى حين تكون باردة

ربما تمتد لتنعكس على مدى هذا الوجع

وقوته

وبرودة النوع التي لازمت ايامه

هل كان ثمة جفاء بينه وبين الحبيبة

هل هو حالة من التمرد

لكن برودة الحال

تقتضي برودة العلاقة ما بينهما

لانه لم يحرك ساكنا لانقاذها من العيش مع انسان لا تهواه

لكنها تهوى هذا الفنان القابع في غرفته

والتي ان داخلها نسيم كان له ان يحدث في فراغ مخيلته كل الاوهام

والصيحات

والشعور بالبرد

النافذة تاتيه ببرد الايام المتصرمة

برد الذاكرة

ووجع

الستائر تتحرك

وهي التي لم تتحرك من قبل

اكان فتح النافذة لاول مرة

ام ان نسيما كان داعب ستائر نافذته

ولاول وهلة في تأريخ حضوره في هذه الغرفة

ام ان طيف الحبيبة ولاول مرة يعلن عن انفاسه في هذه الغرفة

ام ان النسيم حمل اليه شيئا من انفاس الحبيبة

وتركه في استذكار ووجع

رهاب وتنسك

اسراعه الى النافذة

كي يتأكد من الوضع والحال وما يجري

كانت الستائر تتحرك

ثمة شيء كان حركها

كان ينبض عبرها

اذن حركة الستائر تعبر عن نبض الزمان

زمان مندحر مثلوج مغلف بلون البرد والصقيع

علاقة فاترة لم تحرك في قلبه نوازعها الحقيقية

لكنها استطاعت ان تحرك في غرفته ستائره

زرعت فيها الحياة

وتركتها انشوطة من الانفاس

ترهبه نفسه

انه تأنيب الضمير

ووجع الحياة النفسي والقاسي معا

حركة بعيدة غائرة في داخل نفسيته المندحرة

لا يتحرك

منشغل هو ابدا بلوحاته

لكن انسام الريح

لها ان تهز المكان

وتشعره بالخوف من مكان كان قد اعتاد ارتياده

وربما العيش فيه

لكنه الان ربما شعر بالرهبة منه

بالخوف

نعم انسام الريح

لها ان تعبث بستائر نافذته

وتحرك فرشاته

وتقلبها

وتصرعها

وتصرع قدرته الفنية

فالحب يتغلب على الفن

لانه صانعه

ولولا الحب ما كان ثمة فن

هنا الحقيقة المتعالية

لا فن بدون انسانية

الفنان عليه ان يكون انسانا

ثم له ان يصبح فنانا

والا فليس خليقا بكل من ليس بانسان

ان يعبر عنه بفنان

هنا تأنيب تام

وشعور بالاحباط

وانسيابية مع النسيم في تيار بارد

لكنه اعار لاخر انصات

ملء وجوده

ثم رحيله

ترك بصماته على الارض

حينما ترك فرشاته مصروعة فوق الارض

هذا هو النسيم المعالج

وليس الوباء الذي ينسل عبر الريح

ومن خلال النافذة

لكن اغماضته وانفتاحة البصر لديه

هي تسجيل لحالة يقين عزلاء

مستيقن من صلابته

لكنه لا يفعّل الوانه التي لم يستطع الوقوف على ماهيته

رغم اشتغاله بها وبتركيبها ومزجها

باعتباره فنانا

لكنه قام باسترجاع البصر

كرة اخرى

وكرة اخرى

لينقلب بصره بصرا حديديا

او حسيرا

كاشفا للالوان الحقيقة

الوان الحبيب

لونه

سحنته

طيفه

تميزه ببلاغة

وقف عنده موقف الاجلال والاحترام

اشار اليه بعينيه

لان نسيم الحبيب داعبه

استطاب عنده

نشوة الانسان عادة ما تفسر

حينما تندمج باغماضة ونشونة

نشعر بالحب يندلق رهيبا

خاصة حينما نغلق الاجفان

نتطلع الى الداخل

الى الايام السالفة

الى الذكرى الفائتة

والايام الغابرة

اغماضة الجفنين والعينين

رجعة غير مخطئة

انها القاءة بصر على سالف المنثور

من تواريخ الزمن التي حلقت في مثل هذه الانسام

او كانت رحلت مع نظيرها

هو انفتاح على الداخل

وليس انغلاق

لانه اعاد النظر دون فاصلة

حتى لو كان ثمة فاصلة

فانها لا تعد ترنم على اضواء زمن متثالب

لكن

الحال كما لو انه شحذ كان للهمم

همم تصارعت

لكن صوت النسيم كان له ان يندرج في عملقة تياره

الذي له ان يلامس الخلايا في جوانية رئتيه

لانها المطلعة على صيغة الحدث

هو استنشاق لطلعة الحبيب

وايامه

وحسرة

لكنها لا تتكشف الا عن تصميم

لا يعلن عنه الكاتب

لكن عدم تصديق البطل

وهز رأسه

ليس شرطا اساسيا ان يكون لعلة الخوف

لكن لعلة اكثر اساسية

وهي تعلق الحبيبة بها

رغم ما ارتبطت به

رغم زوجها الاخر

رجل اخر معلق بها

ومعلقة به هي الاخرى

لكنه لا يصدق

ان بوسعها ان تأتيه

فوق موج الريح وظهر الانسام

لا يصدق ان حبيبته تفاجئه في بيته

في غرفته

في مرسمه

تقلب اوجاعه

تثيرها

لحظة تتفرد به كي تداويها

وتداري فيه السخط

وتلجم منه الغرور

لكنه لا يصدق انها زارته

ثم رحلت

بعد ان تركت كل شيء منثورا

من دون صوت او صدى

هكذا هو همسها

ولعبها المبرح

ونسيمها الدفيق

كالمها الهفيف

لحظة تعانقه بانسامها

هكذا كان له ان يطوقه المجون

ويغوص في عملقة ذاتية

عبر انغلاقية

وتأمل

وسكون

وهدأة

واغماضة عينين

لكنه حين فتحهما كان امام واقعية الحال

كل فنه هباء منثورا

طالما ان ذراعيه لم تشتملا على حضن الحبيب

ولو كان له ان ينجز اروع لوحة

لكنه طالما لم يحظ بواقعية الحبيب

فما كان ليبقى منه سوى اشلاء متناثرة

فالحبيب طالما بعيد هو عنه

حاله كحال هذه اللوحة

لا يمكن ان يمسك بصاحبتها المرسومة

ستظل حبيبته رسما

يقع في ذاكرته

فوق نسيج القماش المرسومة صورتها فوقه

رسم

لكن حقيقتها

تبقى في مكان اخر

خارج هذه الغرفة

تطبع انفاسها فوق ظل نسائمها

الرائحة والغادية

لانها ثورة الحب

المتعانقة مع ثورة الفن

هكذا يصنع الفنان لوحته

بتضحيته

طالما ان الوجود كان يقف الى جانبه

طالما ان الحبيبة ظلت الى جانبه

هكذا يدافع الحب عن اهله

ويتمسك بتلابيب صنائعهم

ولو بعد حين

ولو يرى منهم كل ضيم

او ادانة

او جفاء

او عدم ابالية وخفاء في المشاعر

وتملق جاف في الشعور

وظلامة نابية في الاحساس

وكثافة في التجريب غير المستساغ

ونعت في الصفات المغلوبة

لانه :

وجد السكون يسود المكان وفرشاة الألوان ملقاة علي الأرض

هذا السكون الذي غالبه طوال ايامه السالفة

والان يرجع يؤرقه

عليه ان يتغلب عليه

مهما كلف الظرف

لان علائم تمزيق مثل هذا السكون

لا يمكن ان تتم بنحي اللائمة على الفرشاة

بل على النسيم

والنافذة المفتوحة

والستائر المتحركة

وهل كانت النافذة مشرعة

ام ان الريح دافعتها والقت بندائها النسائمي في صحن الغرفة

هذه رسالتها

ليست رسالة وقحة

انما كانت رسالة مفجئة وقاضية

ولائمة حقيقية

يستحق صاحبها المرسل اليه

ان يتلقى مثل هذه النتيجة

لان هذا اقل ما يقال في امره

ذلك ان النسيم لم يفعل الا تذكيره

والقاء الفرشاة بالوانها على الارض

لانها فرشاة الالوان

ولماذا هذا التضميم والاضافة

فرشاة

يعرف عنها فرشاة الالوان

فلماذا هذه البدهية في الالقاء

ليعزوها الكاتب بالكلام الى الالوان

وهل ثمة فرشاة للفنان ان تسقط بجوار لوحته غير فرشاة الوانه

ربما ثمة فرشاة لطرد اليباس الحائل بين اللوحة وبين تنفسها

لكن الراغب بالحال

لا يجد فرشاته سوى فرشاة الالوان

فلماذا اعرب عنها بصورتها البديهية

هل كان الامر يحتمل لازمة بدهية

تسليم مقنع

ينضو عن القضية شيئا من ملابساتها

ليزيل احتقان التلبس الذي شانها

او شان البطل

تساقط الالوان

اعظم من الفرشاة

نفسها

لانها تعبر عن غلبة وعي

وليس اسقاط حال من التأويل

بلون الفرشاة

كفراشة تحمل شتى الوان الطبيعة فوق خيلائها

حين تطير

تطير

بين يدي فنان

حتى تصبح كريشة

كفرشاة

يزرعها في لوحاته

ويزرع صبغتها في اديمها

بعد ان يترك لجناحيها كل الضياء

كي تعرش به بين اشكاله المستباحة

فوق لوحته

وبكل الوانها الطبيعية

والحقيقية

لانها ثقل الطبيعة

وحقيقة الحبيبة

التي تعيش في مخيلته

رغم ما يتصارع في داخله فوق اللوحة

ساحة الصراع

نفس ذهنه

الذي تنعكس ضياءاته

الوانا تحاكي الواقع والطبيعة

في لوحته التي لم يكشف عنها الكاتب

لان فنانه كان يمثل بطلا محبطا

لانه يتسلق الكون

بصخبه وثقته

يحاول ان يفعل

لكنه لا يستطيع

فيعاجله الزمن

ويساعده القدر

لان الفرصة متأتية

وهي مهتاجة وليست مستاءة

................................

وفرشاة بالوانها

ظلت كظل للحبيب

يتلوى فوق الارض

هنا

نحن امام مشهد صريع

مصرع الحبيب

وتقلبه على الارض

واستحالته قدسية بين يدي الفنان

بعد ان اغمض عينيه وفتحهما

بعد استحالته كذلك

ومن قبل

الى عملاق

يهوى

لانه يمثل لديه كل فنه

وكل عظمته

ولولا الفرشاة

ما كان للرسام ان يرسم

ولولا الحبيبة

ما كان للفنان ان يستلهم

هنا عاقبة الاثر

هو ليس عليه ان يفكر بفنه وحسب

وانها ملهمته وحسب

بل انها السبب في عيشه

في وجوده

في اكتراثه بالوجود

لانه لولاها ما كان له ان يكترث بالنسيم النازف

بين يديه وهو ينسل في غرفته

مطواع كان

لانه انسحب حال فتح عينيه

ومهذب

رغم ما قام به

لكنه ظل ينزف

بالوانه

بفرشاته

لانها الحبيبة كانت ممددة على الارض

بدل الفرشاة

صريعة الحب

وهو لا يأبه لها

لكن متى ما تساقطت ادواته

أبه لها

واستيقظ شرفه الفني

والاجتماعي من بعدها

كمن يقال له

ان الطاغية قتل قديسا من قديسي الارض

لم يهتم

لان امره لا يهمه

لكنه كان يمتلك اذنا موسيقية عارمة

تحب لحن وغناء وصوت احدهم

فاذا ما اخبر بقتل الطاغية لهذا الفنان

الذي ظل يطربه زمنا  

هب وذعر

وثار وانقلب

كذلك بطلنا

هو اصبح لا يأبه

بحب حبيبته

والامها

لكن متى ما تهددت انانيته

وانضربت اوجاعه ترتسم في كل مكان من حولها

تتجسد طيّعة له

منيفة

زاهرة

ازهر في وقتها كل احساسه الموجع بالمسؤولية

وقتها جعل يحس بوجع الحبيب وانفاسه

بعد ان اصبح يواجه الامر

وجها لوجه

واستيقظ على حقيقة

ما زالت تعيش هي في العراء

امامه عزلاء

لكنها ما كانت تدهشه من قبل

كما تدهشه الساعة

كما تفعل معه الان

لانه ما كان يراها

واليوم ما عاد يرى سواها

لانه ما عاد يبصر احدا غيرها !

وجه حبيبته

فراشته

فرشاته

الحقيقية

بكافة الوانها

ودمها

وجسمها

وكل شيء فيها

وجمالها

فما كان لواقع خيالياته

الا ان تقمص وجه حبيبته

وتركها تلتبس ثوب فرشاته

كي تعمل تأثيرها فيه

وتطنب ضخامة وقع ازمتها في نفسه

لان فرشاته جملة مفيدة لديه

لكنها لم تكن كذلك

رغم ما يتظاهر به

لكن لا اباليته

وتضاده مع عنونته التطبيعية

لكل مفاهيم الحب والفن لديه

ما كانت تهزه

الا حينما تهتز فرشاته

وتهدد الريح

الوان لوحته

فتعقد ازمة في رأسه

تحيله امام مشكلة حقيقية

ثم يتبين بعدها

انها حبيبته

وليست فرشاته

وما كانت الاخيرة

الا سببا لكي تحيله الى الحبيبة

لان هذه ما جاءته متلبسة

الا بثوب فرشاته

كي تحيق به

وتعلن عن استنكاره لصناعته

وما كان تقمصها لفرشاته

الا وسيلة تتمكن ومن خلالها من النفوذ اليه

الى اعماقه

وسؤاله

والاستنكار عليه

واستأخاذه

ومحاسبته

ومساءلته بدهشة الموقف

وبكل سلبياته وايجابياته

وخوفياته ومؤانساته

التي صاحبها نسيم عذب

مع قوته

وتهديده لفنه ولوحته

هذه سعادة الفنان

وسعادة الفن

وسعادة نفس الحبيبة

والحبيب !

................................

استحالت فرشاته على الارض

لونا من الاضحية

بل من التضحية

لانها ما كانت الا فراشته

التي لا تتحرك ولا تطير

الا بملء رغبته

والوان اشتياقاته

لانها ما كانت الا فراشته المحبوبة

وحبيبته اللألاء

وقلبه اللازوردي

سحابته التي تظلله

وتمنع الالوان من الاندلاق فوق الارض

لانها تمسك بها

ولا تتركها الا في ذاكرته

تنساب كما اللون يعلق باديم لوحته

وهي الان فراشة

فرشاة

تداعب خيلائها فوق الارض

بعد ان سقطت مدانة

بعبء الضمير

ووحدانية القلب

وفردانية العشق والمحاولة والصراع والمعاناة

وحدها التي تصارع الاجل

وتكابد

الفرشاة وحدها على الارض

كما الحبيبة وحدها

على الارض تتلوى

تتقلب

تصارع لوحدها

لان الحبيب لا يحس بها



وهي تشتاق الى صنعه الجديد فيها

الى يده التي تنتزعها من وهدتها

من صراعها

حتى اصبح الحبيب مع حبيبته

وجها لوجه

وهو يبصر حقيقة امرها

وحاجتها اليه

وهي تنازعه الرغبات

وتستنجده

هي الاخرى فن عظيم

يجب الاحاطة به

لانها فن واقعي

انساني

ينبض بالحياة

هي لوحته الواقعية

والحقيقية

واذن

فرشاته

ما عادت كذلك

لانه اخل بوعده ووعوده

فلا يمكنه ان يقدم المزيد

طالما هو كان كذلك

فمتى ما ارتبط بانسانيته

كان له ان يعد فنانا حقيقيا

حتى لو كان ابدع

حين لم يكن انسانا

لكنه الان تحصل فيه الانسانية

بفعل واقعيته الممتزجة

مع واقعه الانساني

وآحاديته المتشربة بكل فنونه بالوان حبيبته

لانها ما كانت تمثل له

في الواقع والخيال

الا فراشته الملونة

فرشاته الملونة

لكنه لم يهتم بها حقيقة

الا في الخيال

وهذا سر اهتمامه بفنه

فقط

بفرشاته

وترك فراشته في العراء

حتى قرعت عليه الانواء

وطالبته بالدفء

دفء الصيرورة

والحضن والعبادة والعشق

فمن دون يد الحبيب

لا يمكن ليده ان تعانق فرشاته

لانها فراشته التي يوزع ومن خلالها

الالوان على فرشاته

ثم على لوحته

او بالاحرى

ما كان جناحيها الا فرشاته الحقيقية

لكن عليه ان يعيشها واقعا

وليس خيالا فقط

عليه ان يعيشها واقعا كفراشة حقيقية

وليست فرشاة فوق لوحة

عائمة كلون النور

النور الذي له ان يطلع من النافذة

لكن الكاتب لم يشر اليه

بل اشار الى النسيم

وستائر تحركها اشرعة الريح

بعد ان كانت تلاعب الريح

ولما تزل

بسباقاتها فوق لوحته

بفعل حقيقة وجدانياته بالنسبة لها

لكنه لما شعر بخذلان نصيبها

ونفسه عنها في تناء

وتداع

كان لها ان تصنع تنويها يزجره

يحرك فيه الضمير

والنفس

والاشجان

وهنا تحدث لديه الارتجاجة

والنسف

لكل ثوابته

ونسيم

وحركة

وستائر الازمنة الغابرة

والتي لها ان تكشف له عما استتر وراءها

من عنت زمانه

وصعوبة العيش لدى حبيبته

ستائر

زمان

يتكشف

عن ايامه

وعن حبيبته

وعن ذكرياته

ستائر من الحزن والوهم

مزيج من الواقعية والخيال

في رفض فرشاته للالوان

بعد ارتمائها على الارض

كحبيبة تتلظى بنار الفراق

فرشاته ترفض الوانه المعهودة

تتمرد على الوانه القديمة

وتكشف له عن ذكريات جديدة

عن ولع بالوان اخرى

عن تمرد فراشته الحقيقية

وحبيبته الصريعة

وعن رفضها انصياعها القديم

وحلمها

انها ثورة الحبيبة ضد لا ابالية حبيبها

صراع وتشظي

بالقرب من قدميه

وامامه

فيحدث رفض الالوان

ورفض الحال المؤسي له

من قبل فرشاته

يعني من قبل فراشة الوانه

لان الفراشات غالبا ما يتنفسن

الوان الطبيعة

فوق اجنحتهن

واذن هو صراع

بيبنه وبين الذاكرة

بينه وبين نفسه

بينه وبين خذلانه وشجاعته

داخليته وخارجيته

هو وحبيبته

صراع آثم

تجلى بوضوح

اثر انزياح ستارة الزمن التليد

وتحريكها

ونفض اثارها

فافاق على وجود اخر

وجود رافض

في نفسه

لكل اثام نفسه الحقيقية

واولها اقربهم اليه

لوحته

حبيبته

لانها الخيالية

وحبيبته الواقعية

يتنفس حبها فوق لوحته

دخانه يتطاير

كما الايام في عرصة زمان حبه لها

ثم تتدلى حالات الغضب

لان ثمة رفض لنفس الالوان

الوان العيش القديم

عليه ان يغير من سلوكياته القديمة

لانها الوان عفى عليها الدهر

فتمردت عليه الحبيبة

من قبل ان تتمرد عليه الفرشاة

فكانت تزجره

وسقوطها وصراعها

ما كان الا كذلك

سقوط فراشة

سقوط الحبيبة

تمرد الفرشاة

تمرد الفراشة

تمرد الحبيبة

تمردها بشيء من التأنيب والتهذيب

والتلويح والتنويه

والتضرع والتوسل

لكن باضافة الوانها الى الفرشاة

الوان الحياة

ضمخ التمرد بلون من الجبروت

من الغضب

من الثأر

من الوعد الجميل والوعيد القاسي

وما كان تمرد الفرشاة

الا صدى لتمرد فراشة حبيبته

على تقوقعه ومنواليته القديمة

وعلى سكوته وتخاذله وتكاسله عنها

لذا ..

عليه ان يستبدل الوان لوحته

ان يغير من رقعة ازمنته

ويحيل كل شيء الى جديد

حتى لو كان في اعين الاخرين غريبا

هذا ما سنراه في حلقتنا الاتية

من شرحنا لهذه القصة الجميلة

ولهذا الكاتب الاجمل الاستاذ المهندس الشربيني

ـــــــــــــــــــــــــــــ

احالات مكرورة الى خصائص تفتعل روح النص

...................



الغرفة 1 مرة

شعر بتيار بارد يتسلل إلى الغرفة .. كانت الستائر تتحرك بخفة.. توقفت  نظراته .. رأى طيفا



....................



النافذة 1 مرة

يقترب من النافذة .. أغمض عينيه ثم فتحمها .. هز رأسه لا يصدق ما يراه .. عاود النظر كانت الستائر تتحرك ..أسرع إليها ..



....................



الحمام 1 مرة

تردد هل يذهب الي الحمام ليطفئ ناره بدش بارد أم يكلمها ..



....................



جديدة او قصة حب جديدة  2 مرة

اقترب منها أحس بمن يقرص أذنه اليسرى .. ما هذه التهيئوات .. ماذا تريد أن تقول ..؟ .. أنت في حاجة إلي قصة حب جديدة

عادت قرصة أذنه اليسرى تؤلمه .. أنت محتاج ألي قصة حب جديدة



.................



الشارب 2 مرة

توقف أمام الصورة .. داعب شاربه الكثيف

خطر له ان يرسمها بشارب وحواجب



................



العينان 2 مرة

يقترب من النافذة .. أغمض عينيه ثم فتحمها .. هز رأسه لا يصدق ما يراه .. عاود النظر كانت الستائر تتحرك ..أسرع إليها ..

فسقطت علي الأرض ألتقطها ورفع رأسه إلي اللوحة .. جحظت عيناه .. كان الشيطان يتراقص فوق اللوحة  ..



....................



الابتسامة 2 مرة

دق بيده علي اللوحة .. قفزت ابتسامة ساخرة من مكمنها ..

قطب جبينه ..  ابتسامتها تتسع .. كانت صفراء ..



..................



الخطوط  2  مرة  

ألقى بفرشاة الألوان جانبا .. لم تعجبه الرتوش وخطوط اللوحة التي رسمها ..

غمس الفرشاة في باليته الألوان وراح يرسم خطوط جديدة وقد تضاربت أفكاره



........................



ورقة التوت 2 مرة  

توقفت الفرشاة في يده.. ـ كيف سيكون لون ورقة التوت ..؟

أسرع يغمس الفرشاة في اللون الأبيض لتغيرها .. يكفي أن يكون لون ورقة التوت أحمر .



...........................



فعل الزواج 2 مرة ــ  زوج 2 مرة ــ زواج 1 مرة

لكن كيف سأتزوجها..؟

آه كم أحبك .. هل تتزوجني يا ماهر ..؟

..................

وماذا ستقولين لزوجك ..؟

هل أكتشف زوجها شيئاً ..؟

..................

توقفت الفرشاة في يده ..-       كيف وعده بالزواج ..؟ .. وكيف يستطيع الحياة بدونها آه كم هي مثيرة .. مني صديقتها جميلة أيضاً



.....................



الدخان 3 مرات

كان ينفث دخان سيجارته لأعلي ..

تداخلت دوائر الدخان فأحاطت بصدرها المغرور ثم اختفت داخل خصلات شعرها الغجرية ..

دقات قلبه تردد .. من هناك ..؟ أطل من حلقات الدخان علي المكان .. القي السيجارة



.................



اللوحة  6 مرات

لم تعجبه الرتوش وخطوط اللوحة التي رسمها ..

دق بيده علي اللوحة .. قفزت ابتسامة ساخرة من مكمنها ..

خيل إليه أن الفرشاة تتراقص علي اللوحة ..

جلس إلي لوحة الرسم .. حاول إفراغ خواطره مع الألوان توقفت الفرشاة في يده..

أضاف كمية كبيرة من اللون الأسود للفرشاة فسقطت علي الأرض ألتقطها ورفع رأسه إلى اللوحة

جحظت عيناه .. كان الشيطان يتراقص فوق اللوحة  ..



.....................



الفرشاة  6  مرات

القى بفرشاة الالوان جانبا

خيل إليه أن الفرشاة تتراقص علي اللوحة

وجد السكون يسود المكان وفرشاة الألوان ملقاة علي الأرض

حاول إفراغ خواطره مع الألوان توقفت الفرشاة في يده.. ـ كيف سيكون لون ورقة التوت ..؟

توقفت الفرشاة في يده .. ـ       كيف وعده بالزواج ..؟

غمس الفرشاة في باليته الألوان وراح يرسم خطوط جديدة

أسرع يغمس الفرشاة في اللون الأبيض لتغيرها .. يكفي أن يكون لون ورقة التوت أحمر



.........................



فعل التراقص 2 مرة

خيل إليه أن الفرشاة تتراقص علي اللوحة

كان الشيطان يتراقص فوق اللوحة



..................



الرأس 4 مرات

أرهف أذنيه ..حرك رأسه بفزع .. حاول الوقوف ..

كانت هي فقط تضع رأسها علي صدره

هز رأسه لا يصدق ما يراه .. عاود النظر كانت الستائر تتحرك ..أسرع إليها ..

أضاف كمية كبيرة من اللون الأسود للفرشاة فسقطت علي الأرض ألتقطها ورفع رأسه إلي اللوحة



......................



الالوان   4  مرات

... ألقى بفرشاة الألوان جانبا

وجد السكون يسود المكان وفرشاة الألوان ملقاة علي الأرض

حاول إفراغ خواطره مع الألوان توقفت الفرشاة في يده.. ـ كيف سيكون لون ورقة التوت ..؟

غمس الفرشاة في باليته الألوان وراح يرسم خطوط جديدة وقد تضاربت أفكاره



....................



لون :

توقفت الفرشاة في يده.. ـ كيف سيكون لون ورقة التوت ..؟

ابتسامتها تتسع .. كانت صفراء .. أسرع يغمس الفرشاة في اللون الأبيض لتغيرها ..

يكفي أن يكون لون ورقة التوت أحمر ..

أضاف كمية كبيرة من اللون الأسود للفرشاة فسقطت علي الأرض ألتقطها ورفع رأسه إلي اللوحة



........................................



أربعة الوان  فقط  في القصة هي :  الاصفر ، الابيض ، الاحمر ، الاسود

قطب جبينه..ابتسامتها تتسع..كانت صفراء ..

أسرع يغمس الفرشاة في اللون الأبيض لتغيرها ..

يكفي أن يكون لون ورقة التوت أحمر ..

أضاف كمية كبيرة من اللون الأسود للفرشاة فسقطت علي الأرض ألتقطها ورفع رأسه إلي اللوحة



................................................................................................................................................





تمت الحلقة الخامسة وتليها الحلقة السادسة باذن الله

مع تحيات جمال السائح

2006-03-13

Almawed2003@yahoo.com

www.postpoems.com/members/jamalalsaieh




View jamalalsaieh's Full Portfolio
tags: