مبحث في طبقة الصوت عند المطربة مايا نصري (2) ـ

الحلقة الثانية من بحث في طبقة الصوت عند مايا نصري ( 2)



ان ما لا يمكن تجاهله حين الوقوف على مدى القدرة الصوتية عند المطربة الحداثية مايا نصري هو دفق الحركة الصوتية في معامل السمع لدى المستمع

ثمة صدى لا يمكن الاحساس به تلقائيا

الا بعد التركيز على نبرة الحس حين الانبعاث

تترك مايا مساحات متفرقة من الصدى

كانبعاثات لغمية من الصوت

لا تتفجر وقتها

ولكنها تنشطر تباعا وتلقائيا وبصور متناوبة

مما تترك في النفس صدىً ..

لنفس صوتها المنبعث من لدنها

حتى نستشعر مع صوتها اداء لا ينتهي

حتى بعد ان تنتهي من القاء شطر القصيدة ..

والمستتبع باسقاطة موسيقية

تغذي المتبوع الآتي من الكلام القادم

كمحطة استراحة فعلية للنص

بعد ان يركن الى السحابة الموسيقية

او الحقبة المخصصة من اللحن ..

اللاحق لاخر قطعة من النص

يعني حينما تقول

اخبارك ايه حبيبي طمني عليك حبيبي اخبارك ايه

عدد غلاوة الشوق يا حبيبي ...

.....

بعدها ستاتي فجوة موسيقية تغذي الخيال لدى المستمع

وتربي البيئة الروحية لنفس البناء الكلي لنسيج الاغنية

كما تتيح للمطربة ايضا الترجل عن صهوة الحكي

ريثما تستأخذ حبالها الصوتية

نفسا من الراحة

وفرصة من الاستلقاء والاسترخاء

لتعاود بعدها الشد والاهتزاز

بفعل ايقاع لاحق

....

في هذه الفترات الموسيقية المتقطعة

والمتوزعة على مختلف مساحات النص الاغنوي

نجد ان لصوت مايا

سفارات متوزعة خلل النص الموسيقي واللحن الغنائي

مع انها لا تغني

ولا تحرك شفتيها

ولا يبث الجهاز صوتها

لكننا نشعر ان صوتها السابق

ما يزال يغذي المساحة الموسيقية

بشعلات لاهبة متوهجة

من الدفق الرخيم

والصوت الجسيم

وهذا كله ما كان ليعبر الا عن محطات

للصوت عند مايا

كصدى غير مظهور

يتوزع كرد فعل

عن وتيرة الجرس المنبثق عن ..

اوتارها الصوتية

وعلى شكل فقاعات تحتمل نفس صوتها

كخزين حي يرتقي متن المساحات

بعد ان ينبث فيها

كقزع الغيم

ليشكل سحابا مركوما

يلغم به الاجواء المناخية للضخ الموسيقي

مما يعمل على تدعيم الصلة

ما بين العناق الموسيقي والتشكيل الصوتي

ليتسبب عنه بالتالي عناقا متشابكا

لا يخدم الا المستمع المفتون

بقوة الصدى الذي خلفه صوت مايا في نفسه

كي يستذكره ابدا

طوال النص الغنائي والمشتبك ..

بالمساحة الموسيقية عبر سجال رحيب

وعناق طويل

لتتغذى الاذن السماعية لدى المتلقي

بما يشبه التداعي الحاصل للنص الوجداني

بعد تلقيه من قبل الاذن الموسيقية

لكن عند مايا

وبصوتها وتدفقه الحيوي

فما كانت لتخلق لدى المتلقي

الا مثل هذه الاذن الموسيقية

وذلك بفعل تأثير وحيها الاستنطاقي فيه

والغزو الخلاب الذي نعزوه الى قوة المديات

التي يمكن لصوتها ان يحتكم اليه

او ان يتحكم به !



انتهت الحلقة الثانية

جمال السائح

Almawed2003@yahoo.com

www.postpoems.com/members/jamalalsaieh

2006-01-03

View jamalalsaieh's Full Portfolio
tags: