قصيدة نثرية : عيد ميلادي

عيد ميلادي



قصيدة نثرية





بقلم : جمال السائح







( 1 )



وعبق الاصطباح

وانوار الليل

واوراق كنت كتبت فيها كلمات

كلمات لم تنحن لاحد سواك

واحداق كنت الحظها تمور في عينيك

لانها كانت تشعر بها فلكا تدور فيها

كلها كنت جمعتها

كي اهديها لك في عيد ميلادك

وكم من مرة اسعدتني لحاظك

وهي تبتهج بثناء مقدمي

..

الا انك كنت تعودين لتقولي لي

ان عيد ميلادي لم يأت بعد



( 2 )



حبيبتي

انقضى العام وتلاه اخر

وها نحن في عامنا الثالث

ولمّا يأت بعدُ عيد ميلادك !



( 3 )



ولكن يا عذابي

ما لي اراني

أعد في الايام واحصيها مرارا  

واخالني ارقب اثارا لطلعتك

وما من دالة

تنوء بثقل عجيزة لك

الا

حينما تفجأيني بعريك

وانت تسدلين أطوالا من شعرك

في حيالي

كي لا امعن في دهشة

كانت تلاوحت فوق الشق

بين اشفار مرجلك ثمت !



( 4 )



غير انك كنت تعودين ثانية

تطلّّين عليّ كما القمر يطل ببسمته من شرفة نافذتي

وتعلنين لي في وقتها

ان ميلادك ما كان الا تأريخا

تسجد له السماوات

وتقشعر من دنوه كل الافاق

إذ لولاه

ما كان ثمة من صبح

ولا كان لليل الدهر ان يطول

لانه كان ..

مقرونا بلون القمر

النابت بين نهديك



( 5 )



وقتها ساءلتك

وهل للقمر لون غير البياض الذي ..

يشوبه شجن من الشحوب

قالت

يا هذا

ما كان شحوبه

الا فيئا من ظل

ويا روحي

فاني ..

واني ..

لأولد في كل شهر مرة

ولي مع كل قمر يولد

عرس ميلاد

وعيد يتفتح لي فيه كل نهد وآخر

وصبح يعرش بين كنفاته

كل جديد من القبلات والآهات ..

تلك التي تسعى نيرانها بين ساقَيّ



( 6 )



صبحك تغاريد

لا تبين رعشاتها الا ..

كنور شمس يترقرق بين اغصان الشجر

كما العلم عندك يبهجني

فتورق له ضياءات

تموج بالحركة بين سيقاني

لأن ..

لوهجك ان يتخاتل بين أعجازي

كما لو كنت تحاول استيلادي

ومن جديد

كي تستنسلني

وتخرجني من رحم امي



( 7 )



أو تعلم يا هذا

كم كان رحم امي دافئا

كم تركتُ هناك من قصص تذكرني

وكم عبثت ثمت

حتى ضجرت

ونادت

وصرخت

غير اني كنت اظنها تفعل مثل هذا

كي لا يسمع احد تنهيدتي التي

كنت عجنتها بماء الورد



( 8 )



لذا ،

كانت تستميلني في اغلب الاحيان

ان اترك هذا الماء وادعه ينساب

متخللا عنق رحمها

كي يمر من بين اعشابها

بعد ان يرطب مدخل عرشها

لانها

كانت تدخره لأبي

حينما يثور فيه كل خنوع لقبلتها

وينقلب يمتص رحيقها

اجل

نفس ذلك الماء

ماء الورد

الذي كانت تستجديه من جدران فيئها

وما كنت اظنه

الا ندىً تنقدني اياه

كعربون لحب يسبق اوانه

ومن قبل ان اخرج الى الهواء الطلق



( 9 )



نعم .. !

أفهمت  ؟

كان ابي يسكن عند باب الكهف الذي كنت ارقد فيه

وكلما كنت أتطلع الى فوهته

كنت

اراني اتطلع الى وجه يشبهني

ما كنت اعلم وقتها

انه وجه ابي

حينما كان يهتم بلعق فرج امي

وترك اخر بصماته هناك

تلك التي كان يعجنها بنفس ماء الورد

الذي كان ينسال من حجرتي

التي كنت استأجرتها هناك

حيث يقوم ..

رحم أمي !



انتهت



جمال السائح

Almawed2003@yahoo.com

www.postpoems.com/members/jamalalsaieh


View jamalalsaieh's Full Portfolio
tags: