إمكانية بناء سينما عربية عالمية



إمكانية بناء سينما عربية عالمية

جمال السائح



ان ما اطرحه هنا وباختصار هو امكانية بناء سينما عربية عالمية - يكون قوام نصوصها المنتجة سينمائيا قائم علي نصوص السيناريو المستوحاة من روايات وقصص الادباء في الدرجة الاولى وليس على الاعتماد كلياً على نصوص اناس احترفوا صناعة السيناريو الذي لا تتبع نصه عين ناقد الا بعد ان ينتج سينمائيا هذا ان احس احد ما بضرورة مراجعته . كما ادعو الى قراءة جديدة للنصوص التي تتعلق بمناقشة وطرح القضايا الجنسية وبالاخص الرمزية منها والغرائبية وما وراء الواقع باعتبار ان الجنس اصبح رسم من رسوم الخيال في ذهن القارىء العربي او حتى الكاتب العربي في ظل عمر لا ينصرم الا تحت وحي من اسياف التخبط في سياسات التكفير والاتهام والحظر والتعقيب المتسمة جميعا باساليب القمع الفكري المتأتية من قبل شغيلة الاستبداد وضعاف النفوس الذين تركوا شبابنا وشاباتنا يستوردون مفردات الحلول المعاصرة من مختلف ارجاء الدنيا .. حتى لطخوا الدين بلطخة العار والهوان من شدة ما القوا على مشاجبه من صناعات هو نفسه يرفض انتسابها اليه . لان ديننا اكثر حرية من اعين الخائفين على مصالحهم التي كلما شعروا بالخطر يتهددها اعلنوا حربهم على كل من حولهم تحت ذريعة الدفاع عن حياض الدين وافكاره وما علم الناس انهم ينافحون عن منافعهم ومواقعهم الاجتماعية والسياسية التي تتستر تحت ثياب قدسية وان تلبس اغلبهم بروح انتهازية يحسبون من خلالها انهم يحسنون صنعا وما يشعرون انهم لا يلقون باحد اول باول في الهاوية الا انفسهم .

نحن ندعو الى حرية في الفكر والكتابة .. ليس لاحد الحق في ان يسلط سيف القمع على اقلامنا وليس من حق احد ان يلزمنا بافكاره الدينية على انها آية منزلة ان هي الا وحي من وحي ذهنه الخاص لان لنا قراءة غير قراءته الدينية وكما هو يفهم الدين نحن الاخرون نفهم للدين لغة يتصل تسلسل مفردات كلمها الى حيث لا نهاية اذ تمتد ما وسعها افق الانسان الحر ومن كان منهم يلحق يراعنا وما يسطره بلائمة فليشعر الاعمدة الثابتة في الصحف والمجلات بوحي قلمه وليس عليه من لائمة من قبلنا بل على العكس نحن الذين نطمح الى سماع رأيه والاصغاء الى آراء غيره واثارة كل الافكار وما ينازعنا او يقلقنا او يتعدى اذهاننا الى حدود الهموم الادبية وسنكون قلباً وقاداً يلتمس الحب فان اخطأنا فلسنا اول الخطائين وان اصبنا فما ذلك الا من حسن ظن الرب والمؤمنين بنا لنكون عندها قد ربحنا جولة واستقمنا في خطى لا يمكن ان نقتصد في اشباع مساراتها .

خلاصة القول فاني ادعو الجميع الى فتح الابواب امام كل الاقلام حتى تلك التي تنفي اعز اعتقاداتنا او تلك التي تروج لا ضجر ما يمكن ان يثيرنا لان ذلك سيتيح لنا وللجميع ان يفهم سر الوجود واسرار من حوله من اشياء ويدخل سبيل الحوار المباشر من دون لف ودوران ومن دون الاحتفاظ بافكاره كخزين ينتظر فرصة كي يتفجر كبركان يواكب حركة الارض كي يقلع عالي قممها ويصهر بواطن موضوعاتها ليلقي بكل ما لديه دفعة واحدة لنصغي الى كل الكلمات من قبل ان تنقلب عقد سرطانية تغلي كمراجل تنتظر الانفجار في داخل قلوب وصدور المثقفين وحملة الاقلام لان لهم الحق ولنا جميعا في ان نقول كلمتنا حتى ولو كانت علي حساب اعتقادات غيرنا لانا لا نلتمس التقريع او الاهانة او التوبيخ او السخرية بل نلتمس وجه النور الذي امر الله ان نلحق بركبه لان الحرية اول طريق يشقه اصحاب اليقين للوصول الى حقيقة ما حولهم من افكار وانتخاب ما يشاؤون من عقائد واديان وافكار ومدارس ومذاهب وليس لاحد ان يتعدى على غيره بحجة انه يخالفه في الرأي والمعتقد والمشرب فان اكتب عن المرأة واناقش من خلالها مشكلات الجنس والعولمة فليس لشيخ او برجوازي او اقطاعي يحلم بالخلافة ان يتصدى لقمعي نفسياً وجسدياً ويوظف امواله للنيل من افكاري واغتيال ابطالي وهم لما يولدون بعد تحت خمائل النخل في ملاعب افكاري الغناء.



جمال السائح




Author's Notes/Comments: 

نشرت هذه المقالة في صحيفة الاتجاه الاخر ومن اراد مراجعتها فيمكنه التوصل اليها بهذا الرابط http://www.alitijahalakhar.com/archive/154/hide_park154.htm

View jamalalsaieh's Full Portfolio
tags: