دراسة الدكتور فاضل عبود التميمي عن رواية الصندوق الأسود

الصندوق الأسود وطرق التمثيل
مكامن إيديولوجيا الجسد المعطّل
الدكتور: فاضل عبود التميمي
تريد هذه الورقة أن تقف عند إيديولوجيا الجسد المعطّل في رواية الصندوق الأسود 1 للكاتبة كُليزار أنور لتكشف عن واحدة من طرائق التمثيل عن إشكالات الجسد التي لم تقف عندها الرواية النسويّة في العراق 2 ،معتمدة التحليل الجزئيّ لنصوص محدّدة من الرواية،وهي تنفتح على فضاء الجسد الساكت عن إنتاج أهم دلالاته الإنسانيّة الإنجاب .
الجسد في لسان العرب جسم الإنسان 3 ،وهو ذات متجسدة ومن دونه لن يكون الإنسان على ما هو عليه؛فهو موطنه،وهو الذي يحدد هويته،ويعطيه وجهه،ومن ثمّ تجب السيطرة عليه،وتحريره من سلطة الآخر،بوصفه مكاناً لسيادة الأنا،والجزء الذي لا يمكن قسمته 4 ،أو التغاضي عنه،فهو حيّزالذات،وكينونتها التي ينتسب من خلالها الإنسان الى الوجود المعلن في الحياة.
يُعد الجسد إحدى الركائز الأساسيّة لموضوعة الرواية النسويّة العربيّة بتجلياته المختلفة الباحثة عن مشكلة ما،وغالباً ما تنهض فرضيّة الأدب النسوي على تقريظ الجسد الأنثوي،وتمجيده والإحتفاء به،أو كشف تحولاته في ظل ثقافة قامعة لحريته 5 .
وإذا كان التقريظ السابق مبنيّاً على سلسلة من القراءات التي ترى في جسد المرأة مكاناً مفعماً بالجمال،والطراوة،وتناسق التشكيل،فإن من المفيد أن نشير الى قراءات أخرى صدرت من نساء ساردات عارفات في قضيّة المرأة،وإشكاليّة جسدها المتمثلة في انتكاسته،وظهور نقص فيه بوصفه عضواً معطلاً عن أداء إحدى وظائفه الممثلة بـ الإنجاب ،ففي وجود العطل لا يمكن للمجتمع الذكوري التقليدي أن يردّ الاعتبار الى الجسد المنكسرللقبول بفكرة تعطّله بايلوجيّاً في ظل سيادة ثقافة شائعة تنظر الى جسد المرأة على أنه منتج فحسب.
رواية الصندوق الأسود للكاتبة الروائية كُليزار أنور تنهض على ثيمة تقرأ إشكاليّة الجسد المعطّل عن أداء وظيفته الإنسانيّة،وتكاد تقترب من سيميائه،وهي تعرف أنّه في نظر الآخر ــ الرجل ــ فضاء إخفاق يبدو منهكاً،ومنهزماً ومخرّباً للصورة الأجناسيّة التي يحملها؛بسبب تلكّئه في التعبير الحسي عن وظيفته الإنسانيّة،مرتضياً لنفسه أن يعيش ممزّق الهويّة في ظل ثقافة ذكوريّة لا تعترف إلا بمزايا الجسد الفاعل.
فـ الصندوق الأسود واحدة من روايات البحث عن مشكلة موجودة تتيح للمتلقي أن يتأمل عبرها معاناة الجسد المنهزم،وهو ينهض من سبات رقدته القاسية مفتّشاً عن أمل ما،فضلا عن أنها رواية تنهض على وفق إطار فنيّ يستثمر ما وراء السرد المتشكّل من اليوميات،والسيرة ليقدم سردين متجاورين في نصّ واحد ليكونا علامة دالة على تحول من سياق الى آخر بصيغة الخروج على عماد السرد السابق بقطع السياق بسياق آخر لتحقيق التجاوز الذي يعني تحقيق حيازة جديدة من العبور الى منطقة جديدة 6 .
لقد قرأتْ الروائية كُليزار إشكاليّة العطب العضوي النسوي في روايتها عن قرب، ورأت من موقع العارف أنّ إخفاق جسد المرأة في التعبير عن كينونته يزيد من خسارة المرأة،ويعلي من شعورها بالذنب،والموت الرمزي،والتلف العضوي الذي لا يمكن للمرأة الضعيفة أن تتجاوز أطره الإشكاليّة لشعورها القار بأن ما تعانيه يدخل في باب محنة الجسد إزاء وجوده القلق في الحياة.
ومما بزيد من حجم الإشكاليّة في المجتمع ،و الرواية معاً شعور الكثير من النساء أنّ فكرة الإنجاب عند المرأة قضيّة وجوديّة تتجاوز الجماليّة الحسيّة التي تغطي ظاهر الجسد الى فكرة أخرى تعلي من شأن المرأة نفسها لاسيّما تلك التي تعيش في المجتمعات الشرقيّة التي تنظر الى الإنجاب على أنّه ضرورة تتمتع المرأة بوساطتها بحق الوجود، وموازاة فعل الآخر .
دخلت الروائيّة السرد بلسان الراوية الناطق بالأنا الساردة ممثلاً بصيغة الضمير المتكلم أنا ليكون وسيلة مجازيّة تقلّل من صوت المؤلف الداعم لفكرة احتمال وقوع الحكاية المسرودة 7 ،التي نراهن على واقعيتها،وتداول أنساقها مجتمعيّا،وإذ يؤكد د.عبد الملك مرتاض أنّ ضمير المتكلم يمتلك جماليات سرديّة لخّصها في
أ ــ يجعل الحكاية مندمجة مع روح المؤلف،ويلغي الحاجز الزمني الموجود بين زمن السرد وزمن السارد؛بحكم أن المؤلف يغيب في الشخصية التي تسرد.
ب ــ يجعل المتلقي يلتصق بالعمل السردي ويوهمه أن المؤلف إحدى الشخصيات.
ت ــ يحيل على الذات بشكل واضح وصريح.
ث ــ يتوغل في أعماق النفس البشرية.
ج ــ يذيب النص السردي في صاحب النص المؤلف 8 .
فإن ضمير الراوية السارد في الصندوق الأسود دخل في عمق الإشكاليّة،بنيّة البحث في طبيعة تشكلاتها،وعرض تفوهاتها،واستنطاق مخزوناتها،فهو راو عليم يروي ما يقع في الحضور،وما يُتأوّل في الغياب،وما له صلة بفضاء الرواية معبّراً عن ايديلوجيا محنة الجسد في جملة من التمثيلات السرديّة لعلّ من أهمّها
أولا تمثيل محنة الجسد
تتوق رواية الصندوق الأسود من خلال بوح الراوية إلى تمثيل محنة الجسد السابح في فضاء الإشكاليّة الإنسانيّة تمثيلاً سرديّاً واعياً يتقصد الإفصاح عن أنساق المحنة التي هي أعلى درجات الامتحان الحياتي على لسان الراوية فهي تعلّم الإنسان فن السرد..تجعله يبوح بأسراره وتفاصيل حياته الدقيقة كما افعل أنا ..ليس لشيء سوى تحرير النفس من همّ المحنة ص148.
فمن المحنة تخرج أنساق سرديّة ذات وظائف نفسيّة تحرّر العقل الإنسانيّ من وهم الجسد،وتطلق أفكاره حرّة واضحة تسوح بثقل الحقيقة،ومرارة صدقها لاسيّما الجسد الذي ينوء بعوز عضوي ظاهر،لا ومضة تتشكل في إجراءاته اليوميّة،ولا أمل يلوح في تصوراته؛لأنه جسد مهمل يخرج من فضاء الفاعليّة البايلوجيّة،ليدخل تحت غطاء زمنيّ ثقيل.
والمحنة التي تتحدث عنها الرواية وتحاول تمثيلها سرديّاً تتخطى البوح الفردي لتدخل في تمثّلات جمعيّة معمّمة ست عشرة امرأة متفاوتات الأعمار..سوريات وعراقيات.. مخطوفات النظرة،والخوف من أن تفشل العمليّة ..جئن بقلوب ملؤها الرجاء في أن تتكور بطونهن حالمات بشيء يكبر بين أحشائهن،ويبقى الأمل قارة نتمنى أن تطأها أقدامنا ص7.
فالنساء الحالمات ببطون مكوّرة بحسب وصف الراوية وجوه جافة جدبة لم تطأها النظارة من شدة الياس..وجوه كابية بائسة جاءت من أجل أمل كان خبيئاً من زمان ص20،وهي ــ وجوه الأجساد الباحثة عن التكوير ــ تشعر بالظلم المركّب الذي يطأ أرواحها قبل الأجساد،ظلم يتسيّد واجهة الحياة،ليعلن عن بشاعته المعهودة،تقول إحداهن تمثيلاً لمحنتها السائدة في وعيها كل يوم يذكرني بجدبي،وكأنه فيتامين أتناوله مع طعام الفطور،والغداء،والعشاء،لا أعرف كيف يفكر الناس فالعقم قدر من الله لم يُستثن حتى الأنبياءُ منه ص8.
ويصل الإحساس بالظلم عند الراوية حدّاً مؤثراً في قوّته حين تتيقن أنّ ما تعانيه يدخل في باب المستحيل غير الممكن ونظرتُ عبر ذاك السياج وقلتُ في نفسي حتى السماءُ ما عادت رحيمة معك ص24،فضلا عن تمثيلها الإحساس بجمود الجسد،وضمور حركته في فضاء حياة كل ما فيه يميل الى السرعة،والبهرجة،والإيقاع المعلن عن جماليته خمسة عشر يوما قضّيتها مستلقية على ظهري لا أنهض سوى للضرورات… أيامي مغلفة بالتوتر،والقلق، والترقب،هل يا ترى أنا حامل أم لا؟ ص151.
لا شك أنّ السؤال أحاط بمجمل إشكاليّة جسد الراوية ليعبر عن وفرة قلقها الوجودي المحتدم مع جدب الحياة،وسكونها،وتحجّر مفاصلها.
ثانيا البحث عن وسائل الخلاص
والجسد المعطل شأنه شأن كلّ الأجساد الباحثة عن أدوارها الحقيقيّة يحاول أن يدافع عن وضعة الشائك من خلال لجوئه الى بعض الإجراءات التي تهدف إلى ترميم صورة كينونته الناقصة بإنعاش الآمال في فكرة تحقق الإنجاب للّحاق وظيفيّاً في عالم الأجساد المنتجة المشبعة برائحة التفوق التي تتجاوز تحديات الذكورة للعطل الإنساني في الجسد النسوي تلك التي تُخرج أجساد الكثيرات من مركزيّة نسويّة منتجة لتدخلها في لا مركزية التهميش،لقد وفّرت الروائية لمتلقيها تمثيلات سرديّة بحثت عن وسائل الخلاص عبر.
أ ــ التقرّب من الذات الإلهيّة
وهو من أقدم الوسائل التي اعتمدها الإنسان للخلاص من محنه الحياتيّة،وهو في الرواية ثيمة تشير الى النسق الإنساني الذي تتشبث به الراوية للخلاص من محنة جسدها قبل أن أرتدي ثوبي الورديّ توضأتُ،وصلّيتُ في الشرفة صلاة الظهر، وركعتين نافلة لله داعية منه أن يكون معي،ومع أيّ امرأة حرمها من نعمة الأمومة ص10،فضلاً عن ممارسة الصلاة الممزوجة بالأدعية تقرباً الى الله المعين في المحن بقي زوجي في الباحة فدخلتُ،وصليتُ ركعتين تحيّة المسجد،وصليتُ الظهر أيضاً،أخذتُ قرآناً وجلستُ في ركن قصيّ لأقرأ فيه.. ودعوتُ من ربي أن يُنجّح مقاصدي، ويعيدُني إلى بيتي وأنا حامل ص66.
يبدو أن الراوية وهي في لحظة الإستسلام الى الفعّاليات الطبيّة ما كان لها إلا أن تفتح كوة باتجاه الله مستعينة به على محنة جسدها المبتلى كنت مستعينة بالله فقط،ولا أذكر سواه طوال العمليّة،والتي استمرت نصف ساعة في حفر لحمي ص149.
ب ــ التدخل الطبي
يبدو أن التدخل الطبي واحد من أهم وسائل الخلاص من عطب الجسد الذي لجأت إليه الراوية إيماناً منها بأهميّة العلم بوصفه سلطة تسهم في تحقيق الأحلام لتدرأ بها محنة الجسد العاطل عن فكّ شفرة الحياة بقي حلم الأمومة يراودني،ويعاود ذهني باستمرار عرضنا أنفسنا على الأطباء،ولم يكن هناك عارض سوى.. أنه أمر الله فالأطفال نصيب مثلما الزواج،والرزق وقررنا أن نلجأ بطريقة متطورة وصل إليها العلم لمثل حالتنا.. أن ننجب عن طريق الإخصاب خارج الجسم،أو كما يُسمى أطفال الأنابيب ص18.
فالتدخل الطبيّ اختيار ممكن لعلاج إشكاليّة الجسد غير المنتج،وذلك يتم بتدخل تقنيّ معروف كشفت عنه الراوية في تمثيلها الآتي أما علاجي فيتكون من نوعين من الحبوب،وسبع عشرة إبرة تحت الجلد ص29،فضلاّ عن إجراءات أخرى حدّدتها الراوية نفسها في قولها اليوم يوم السحب سحبوا قبل قليل الحيامن من زوجي.. والآن سيسحبون البويضات الناضجة مني،أدخلتني المعينة غرفة العمليات،وساعدتني بالإستلقاء على طاولة العمليات.. وضعت ذراعيّ على ذراعي السرير،وساقيّ على سواعد مرفوعة.. ووضعت ماسكة في سبابتي اليسرى،هذه الماسكة متّصلة عبر سلك كهربائيّ بجهاز أسود له شاشة مستطيلة تمرّ عليها إشارات ص11 .
وهناك سلسلة من التحفيزات الطبيّة التي غرضها ترويض الجسد،وتهيئته لأن يكون منتجاً،وفاعلاً في حياته اللاحقة ووصف لي العلاج الخاص لتحفيز المبايض لتكوين عدد كاف من البويضات،أعطاني حقناً هرمونيّة تحت الجلد،وعضليّة…سبع حقن يوميّاً، واحدة تحت الجلد،وست في العضل ص67،كلّ ذلك من أجل أن يكتمل الجسدُ صورة، وأداءً،ليغادر عاهته اللئيمة انتهت الحقن العضليّة،والتي تحت الجلد أيضا.. تصورتُها انتهت،لكن عندما راجعنا الطبيب في أوّل موعد للمراقبة وصف لي اثنتي عشرة أخرى عضليّة مع اثنتين تحت الجلد على أن نراجعه بعد يومين.. وراجعناه كان الفحصُ جيّداً ،والمبايضُ محفّزة بالشكل المطلوب.. وصف لي ستّ حقن عضليّة لليوم التالي مع إبرتي تفجير مبايض في الساعة الثانية من صباح اليوم الذي يليه،وحدّد عمليّة سحب البويضات يوم الجمعة ص100.
الحقن الهرمونيّة،والأخرى العضليّة التي تغرز تحت الجلد،وفي العضل،فضلاً عن المكرّرة،وإبرتي تفجير المبايض،وعمليات الإرجاع التي تحدث من دون تخدير مسامير تُدق في الجسد البضّ لتزيد من وتيرة آلامه التي تتوازى،وآلام الروح كانت عملية الإرجاع بدون تخدير العمليّة في منتهى الألم كمن يذبحُك،وأنت بكامل وعيك، ويرش جرحك بحفنة ملح،بهذا الوصف كان ألمي،لحظات لا توجد أصعب منها أبداً ص149 .
ت ــ الإستباقات
الإستباقات واحدة من أهم تقانات السرد،تؤدي أثراً مهمّاً في تسريع الزمن،وبثّ المغايرة التي تتعلق بالمستقبل،ومحاولة الوصول إليه،تدلّ عليها عبارات السياق بأدوات ظرفيّة،وعلامات تركيبيّة مميّزة شأنها في ذلك شأن باقي الأزمنة 9 ،وهي في الرواية من وسائل الخلاص المؤقت من عطب الجسد؛لأنها تمنح الراوية مفارقة التنزّه في المستقبل ،والخلاص من عذاب الجسد الآني،في لحظة نفسيّة تُشبه الحلم في الحلم..في الواقع، وجدتني أمّاً.. طفل جميل يحبو نحوي لأكون ملاذه،اخترت ــ ومنذ زمن بعيد ــ حتى قبل أن أتزوج لابني إسماً سيكون تاريخي الذي سأبني عليه ميلادي الجديد ص12.
وتصرّ الراوية في استباقها على تجاوز ماهو كائن الى ما سيكون إيماناً منها أنّ المستقبل كفيل بردم الهوّة التي تفصل بين صورتين مختلفتين للجسد سيكون لي إبن..تكوّرات لذيذة في الجسد،في امتداد الرحم،وأنا أحضنه،ستكون تكورات لها نبض ص13.
فالسين في سيكون أخذ شكله المحيل على ما يستقبل من الزمن القريب،إيماناً بما يدور في خلد الراوية من أفكار تحاول من خلالها تسريع الزمن لكي تحطم إشكالات الحاضر،وأنساقه الماثلة أبداً في ضمور الجسد،وحضور محنته.
فالطفل في صورته الإستباقيّة المتحوّلة ينهي معاناة الجسد المنكفئ على نفسه في ظل إحساس مرتبط بالآتي من الزمن يقدّمه تخيّل سرديّ بعيد كلّ البعد عن سلطة التحقق، والمطابقة الحياتيّة،وهذا وجه آخر من وجوه المفارقة وُلد ابني ودخل الجامعة وزوّجتُه.. ص67.
ث ــ التعويض
تحاول الراوية أن تعوّض عن إحساسها الدائم بقحول الجسد،وضمور إنتاجه فتهرب عنه الى الحلم تعويضاً عن خسارتها الكبرى في الحياة سيكون لي إبن ص13،وحين تتيقن من أنها تحلم،أو تستبق الحقيقة تعوّض الحلم بالهرب الى متعة الكتابة تساوقاً مع رغبات معلنة في عقل الروائيّة ،فالكتابة فضاء يتحقق فيه الوجود الإنسانيّ بعيداً عن إخضاعات الواقع،وإكراهات قوانينه،وميدان لاسترداد الحريات المستلبة 10 ،وفضاء تعويض نفسيّ؛ولهذا تصرّ الراوية على ممارسة الكتابة بوعي الإمساك باللحظة التي يتجلى بها الحلم الطفل سأكتبه أولاً..سأحقّقه بكتابتي لأني ما عهدت سوى الكتابة سبيلاً لتحقيق أحلامي ..أحتاج الى تأكيد ذاتي بكل حرف سيتشكّل بداخلي مثلما الجنينُ يتكّور لأحتوي على معناه ص13.
لقد أعادت كُليزار أنور تشكيل محنة الجسد المعطّل عن أداء جزء من وظيفته الانسانيّة عبر تفوهات الراوية الناطقة بإديلوجيا نسقها المغيّب في المعلن من الواضح الحياتي،فالجسد في الصندوق الأسود مثّل محنته الإنسانيّة اللائبة في فضاء مفتوح على محن أخرى.
الإحالات
1 ــ الصادرة عن المؤسّسة العربيّة للدراسات والنشر2010.
2 ــ تأكدت الورقة من ذلك برجوعها الى أطروحة الخطاب الروائي النسوي العراقي دراسة في التمثيل السردي التي تقدم بها الطالب محمد رضا عبد الستار محمد إلى مجلس كلية الآداب ــ جامعة البصرة وهي جزء من متطلبات نيل شهادة دكتوراه فلسفة في اللغة العربية وآدابها 2010.
3 ــ لسان العرب مادة جسد.
4 ــ ينظر دافيد لوبروتون، انتروبولوجيا الجسد والحداثة ، ترجمة محمد عرب صاصيلا ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر ، ط2، 1997، ص5 ، وص9.
5 ــ للمزيد ينظر موسوعة السرد العربي 2 379.
6 ــ ما وراء السرد عباس عبد جاسم 25
7 ــ بعض ملامح الأنا …. محمد الخبو مجلة فصول م16 ع 4 السنة 1998 212.
8 ــ في نظرية الرواية د عبد الملك مرتاض 159 ــ 160.
9 ــ ينظر زمن السرد في الخطاب القصصي د.عزالدين بوبيش مجلة المعرفة ع 439»2002ص129.
10 ــ ينظر مؤنث الرواية ، ص13. وينظر الأدب والنسوية ، ص95.
/4/2012 Issue 4178 – Date 19 Azzaman International Newspape
نُشرت في جريدة (الزمان) العدد (4178) بتاريخ 19/ 4/ 2012- طبعة لندن

View gulizaranwar's Full Portfolio