قراءة عن مجموعة "عنقود الكهرمان" بقلم: عبد العزيز محمد ا













عنقود الكهرمان.. للقاصة المبدعة.. كُليزار أنور

عبد العزيز محمد المعموري/ ديالى



لم أكن أسمع بقاصة عراقية بهذه الروعة، ولم أعرف كُليزار إلاّ من خلال نسخة مهداة بخطها الرائع إلى ولدي د. عصام، ورغم عدم اهتمامي بالقصة مثل عباس محمود العقاد، لأنها في تصوري مضيعة للوقت الذي نحرص على استغلاله لآخر دقيقة، إلاّ أن مجموعة (كُليزار) القصصية (عنقود الكهرمان) هزت معتقدي هذا وشدتني لقراءة كل قصص المجموعة البالغة (18) قصة في يوم واحد من دون أن أستطيع الفكاك منها لأنها تملأ القلب غبطة والنفس سعادة باسلوب يذكرني بأسلوب القاص الروسي الشهير (تشيخوف) الذي سئل مرة: كيف تختار عناوين قصصك ، فأشار إلى بقعة سوداء على الحائط وقال لمحدثه: ( أترى تلك البقعة السوداء؟ اني أستطيع أن أجعل منها عنواناً لقصة ناجحة).

إن كُليزار فعلت كما فعل تشيخوف وجعلت من امورنا الحياتية الاعتيادية عناوين لقصصها الرائعة، وبأسلوب نادر البساطة متدفق العاطفة صاغت كل قصصها، ويصدق عليها وصف السهل الممتنع ، فأنا وأنت وكل قارئ لقصصها يلوم نفسه لماذا لم يكتب هذه القصة العذبة بهذا اليسر والسهولة؟

اني من الأعماق أهنئ هذه القاصة العبقرية على ما تتمتع به من عبقرية، وأحسب انها خلقت لتكون القاصة التي لا تبارى. لم ألتق بهذه التحفة الفنية ورأيت صورتها فقط على غلاف المجموعة، وباركت لزوجها (محمد الأحمد) القاص الناجح هذا المكسب الثري بأن يجد زوجة بهذا الجمال والذكاء وامكانية التفوق بالفن القصصي الذي نعاني من مجاعة في انتاجه لا سيما حين تباشره أنثى مثل كُليزار.

من أعماقي أتمنى لها ولزوجها العزيز دوام التقدم فنحن بحاجة ماسة إلى هذا الفن والتفوق في مضماره.



نشرت في جريدة "البرلمان" العدد (80 ) الصادر في 27 / 8 / 2006

View gulizaranwar's Full Portfolio
tags: