بين الرحيل و الذات

في هذه اللحظة،

أتمنى أن تبحث عني في أعمق صمتك… فلا أكون.

أن تمدّ يدك إلى الفراغ، فلا تلقى سوى الهواء البارد.

أن تدرك، متأخرًا، أنني لم أرحل منك… بل عن نفسي التي كانت معك.

 

أتمنى أن لا تجد سوى أثر خطواتي،

كأنها نجوم انطفأت في سماء الذاكرة.

وحين يحين السكون الأخير،

تتذكر أني أحببتك بصدقٍ لم يخلُ من الرحيل.

 

وفي صباحٍ ما، سأستيقظ من نومي،

لن يمر اسمك في خاطري، وإن مرّ… لن يؤلمني.

لن أحاول الاطمئنان عليك، ولن أشتاق إليك.

لم يأتِ هذا اليوم بعد، لكنني أشعر بتحسن،

فقلبي لم يعد ينكسر في كل مرة، بل يتنفس بهدوءٍ متردد.

 

ذكراك لم تعد تؤذيني كما كانت،

تأتيني كنسمةٍ باردة، لا كعاصفةٍ تمزقني.

ما عدت أكتب إليك، ولا أشاركك ما تبقّى مني،

حتى وإن كنت تراقبني من بعيد،

ما زلت أفتقدك أحيانًا، لكن الافتقاد لم يعد وجعًا، بل أثرًا.

 

أنا التي كانت، وأنا التي تحررت.

لم أعد أبحث عنك، ولا عن نفسي القديمة فيك.

صرتُ أراك كما أرى الغروب: جميلًا، لكنه لا يُقيم.

أما أنا… فصرتُ الفجر الذي يأتي بعده.


Author's Notes/Comments: 

Nov 2024

a R@ven moment

View free_spirit's Full Portfolio