مسافة لا تنتهى ولا تفصل

Folder: 
مساورة

(1)





على حواف من فراغ مخمصتى

أقطع دابرى

اضرب أخماسى فى أسداسى

اعيد المزج الساخن

بين الأضداد

عينان

ويدان معلقتان

شاهدان

لرؤس تتدحرج من ابراج البيرامستان

تزلزل هذا الصمت النابت

فى جسد الكلمات

لا تستطيع

بأوجاعها

أن تطير



(2)



كانت لى

تحت اوار خرائطها

خيمة

تمطر كل صباح

رجالا هامتهم للشمس

نهرا للخيل الشاردة

وللبشر المصلوبين على التيه

قمرا ذاب على الرمل

يقايض ضوء النهار

بصيد النجوم

فتشهد ان فردوسها ساطعا

وتشهد أن جحيمى مقيم

قلت له:أنت الليلة ياشيخى حزين

لكنى اصعد فيك الأن

وقد أدركت مداك

شيخى:كيف تسير فى الصحراء

وتترك مجراك

أنك قد جاوزت الحزن

وأثقلت على

قال: صرت أنا العبد

وصار هو مولاى



(3)



كان الضباب يلف رأسه بجزع ,وكان (عجبا للأمر)يمسك العراء تحت ابطية.

ما يعنيه هو أن يدخل هو والقطيع الهائل من الهواء اثر شعوره بالدوار

عصمت النمر



******************





هذا شعرٌ بلا وصاية .. ولا عصا تهشُّ قطيع المفردات فتؤوب متعبة آخر السطر ..!

إنه الرؤيا الخالصة لوجه الشعر ...

عصمت النمر ...

قرأت هنا سفرًا باتجاه أراوح تسكن الجزر المجهولة ، وتنتظر النجوم الأكثر بريقا ليستدل بها

من كان مثلي معلقة أبصاره في السماء ...

لا يولد الإبداع بالوراثة حين يكون شعرا ، ولهذا أقف هنا مع نص استقلَّ بشخصيته وبأفقه التأويلي

فحق له أن نؤمن بوحدانيته وندخل إليه من أبواب متفرقة





دمتَ مطرًا



إبراهيم الوافي

*********************



لم يخالجنى

وقت انتظارك الشارة الخضراء

سوى اشتباك غير منظور

مع المصابيح التى تتراقص على الساحل

لماذا أشحت عينيك عما تراءى

كنت أتلو قصيدة

لا اعرف خالقها

حملتها فى درج ذاكرتى

خ م س ين عاما

باحثا عن وجه يلاحقنى



بعد وقت لم يطل

أبصرت شيئا راعنى

قشة منحنية

لا تشارك صديقاتها القشات ليلتهن الليلكية

قشة منحنية

تعرف ما تحتها وتسوق البوص

لا تصنع تاريخا

ولا ظلا

تعرف الطرق كلها

تدور على كومة ليل

(فالساحة واسعة)

غطينا انحناءة جرحها

بجذوة طيبتنا

وسقيناها

الأخضر

************

من يستطيع اقناع اليوت

أن يوليو أقسى شهور السنة

ورغم هذا

فالوافى بحضرتنا

يؤسس ماء الرجفة حولى

ويدارى كأبتنا بالجميل من الكلمات

عصمت النمر



*************

عصمت ...

حينما يأتي المساء ...

لاتسأل القطار عن أسماء راكبيه ، فالأسماء ودع الطريق ،

ولاتتساءل أيضا عن أعدادهم فالأصدقاء يتآكلون مع تعاقب المحطات

لا شيء ياصديق غير مصباح كفيف ورجل يرتدي الموت

وينادي على امرأة في بلاد الرمل

ومع هذا مازال يتجرَّأ على الريح قائلا :



( يمدُّ النخيلُ ذراعيه نحو السواقي ..

وبي من لهاثِ القصيدة مايجمع

القلبَ والنخلَ والأرض

أبي كان يزرعُ ضوءًا..

سقاه زمانًا وأهداه لي ..

ثمَّ قالَ :

(اسقه يابُــنَـيّْ)

وهاأنا ذا:

والنخيلُ أمامي تجرِّده الريحُ من كل شيْء

تعرَّيتُ للنخلِ حين استقامت يدي ...

وكانَ أبي : { أيها الأمُّ مدي ذراعكِ نحوي

أعطني من ترابِ الضياء العرقْ !

ظمئتُ بماء التعرُّقِ حتى الغرقْ

أيها الأم مدي حبالك نحوي .. لابأسَ

بالجذع

بالسّعْفِ

بالمائساتِ القدود ..

وكنتُ أبي :

أمدُّ يدي باتجاه الضياء

أرى النخلَ يلتفُّ بالنخلِ

( ليمونةً ظلَّلتْ في شفاتي الضحى )

أعيدُ إلى كتفي ماوهبتُه قبلاً

.. ليبقى أبي :

يصبُّ مياهَ القصائد فوق الظلالْ ..

يدوِّره باتجاه الضياء

{ دوائرْ

دوائرْ

دوارٌ

دوائر

دوارٌ ..دواااارْ

ويهوي أبي من جبين النهارْ..!!

***

أسحُّ دموعي على الثديِ حتى تملَّح

حتى تحلَّلَ

حتى تكوَّر ثم استوى

وكيفَ ارتوى ؟

حينما كانتِ الأرضُ أنثى

جمعتُ بها شهقاتِ الرمال



وكانت تهشُّ قطيعَ القصائد

تدفعه باتجاه الرجال

إليكَ بنيَّ : المحالُ.. المحالْ :

أسحُّ

أسحُّ

أسحُّ

كأنَّ التكوُّرَ كان البُهاقْ

أخافُ من الوأدِ إن كنتُ أنثى

ولكنني جئتُ شيئًا جديدًا

تندَّبَ فوق سطورِ الحياةِ

جميلاً

قبيحًا

سليمًا

معاق !!





دمتَ كما يشاء لك الشعر

إبراهيم الوافي

************************

لما أرى أشد حزنا من النخيل حين تجرده الرياح

**

لم أتابع شيئا بدأب

متابعتى قشة حزينة

***

لم أرى أغرب من المساء

نهاية كل شيئ

بداية كل شيئ

****

لم أرى اقسى من نفسى

الا الحنين الى نفسى

****

*********

المساء يجدد الغياب

عندما تتأرجح النار

أعتقد فى النهار

أو لا أعتقد

أقول وداعا للنهار الذى يدمرنا

أنظر الى القشة التى لا وجود لها

النخيل يرسل دخان يتبخر

يخترقنى الحنين الى نفسى

وأنا أبصر وجه الغائب

أعد الثوانى التى تفرق بيننا

يفعمنىالسرور برؤية

قشة مزرقة يكسوها مخمل جميل

وحافة منشارية ذات تصميم دقيق

أما الشكل فواضح جدا حتى بوسعك أن تعد خطوطه

ان شبكة المساء حيكت بكثافة

تخلع أوجاعها

تكتسى بعض السكينة

الف وجها سيلتحفون

المساء

ينثرون دفئهم

وسط انياب الزحام

صمت النوافذ

التى اصطفتك

دون الرفاق

لكأنك

أيها الوافى

مازلت ممتدا الى نخيلتك القديمة

متخم

تبحث بين شرودى

عن

دثار

وكنت تفتش قلب الليل

عن سرى

مازلت توشوش أمواجك

تتقلب بين

مضاجعه

حين تشاء

تحدثنى عن وجع ممتد

لمدائنك الظمأى

وأنا وان كنت أيضا

ياوافى

يفصلنى عنك

جملة وحيده فى آخر السطر

وفاصلة

تكتب فى المتن

وأكتب فىالهامش

نصفين

تحمل نصفى معك

وأحمل نصفك

معى

عصمت النمر





__________________





Web Counter
christmas collectable

View esmat11211's Full Portfolio