لا تقرأ هذا المقال !!

Folder: 
مقالات

بسم الله الرحمن الرحيم

ويظل مسلسل التجهيل مستمرا

عفوا أيها القارئ لا تقرأ هذا الموضوع

احترس فقد حذرتك

سوف تجد مرارة كبيرة في فيك

ودموعا في عينيك

عفوا هذا الموضوع للأحرار من بني أمتي

للثوار والمصلحين

للعشاق المتيمين بحب الوطن

لست أدري ماذا دهانا أيها الأحبة  السحب تركض فوق بيوتنا  ؟!

أرى اسوداد الجو قاتما وسفينتنا تتجه بسرعة نحو الهاوية

الكل من حولي فساد وتأخر فظيع خاصة في مجال عملي وبعين متأملة أجدني أرى الحياة بكل جوانبها رهيبة فظيعة فقد خيم فوقها شبح الدمار والانحلال بكل زاوية ومكان

عزيزي القارئ دعني أوضح لك حجم المأساة التي نعيشها لعلني أضع من فوق كاهلي هذه الهموم العاتية لعلك تقف وتؤازرني وتضع يدك في يدي لكي نصنع شيئا لله أولا وقبل أي شيء .

تعلم عزيزي القارئ أن التعليم هو جوهر الحياة بأي مجتمع من المجتمعات ومنه يكون الانطلاق لمسايرة ركب التقدم والرقي وجعل الوطن آمنا وفي مصاف الدول المحترمة التي لها شأن وكرامة ووجود ..

لهذا بدأت معظم الدول مسيرتها الراقية بتطوير التعليم ورعاية النشء والحرص على صنع الأجيال بنظم علمية واعية بعيدا عن العشوائية والمحسوبية والجهل ..

أخي القارئ إن المشكلة خطيرة تحتاج لوقفة سريعة وجادة ومخلصة فأرى يا عزيزي أننا لا نعلم بل نقوم على تجهيل المجتمع وتفريغه من كل ما هو جميل ومفيد ونافع ..

وبإيجاز أقول :

إن العملية التعليمية تقوم على ثلاث محاور رئيسية وهي الطالب والمعلم والمنهج

ولقد أصبحت ثلاثتها في خبر كان لقد دمرت هذه المستويات الثلاث .. كيف ؟



أولا الطالب أصبح تتجاذبه وسائل كثيرة ومغريات مفسدة منها التلفاز والنت ومؤسسات المجتمع المختلفة كالنوادي وغيرها كلها تجذبه بعيدا عن الجادة والصواب وأصبح وقت الدراسة للترفيه وممارسة وسائل التهريج والمرح وأحيانا ممارسة الأخلاق السيئة مع المعلمين بل ومع بعضهم البعض علاوة على أن الدراسة أصبحت تقوم على حشو مخ الطالب ببعض المعارف ليسكبها في الأوراق وفقط والطالب المتفوق هو من يستطيع أن يحفظ هذه المعلومات ويفرغها على أوراق الامتحان وخلال ذلك ننسى كل قدرات الطالب العقلية الأخرى

لقد أصبحت مستويات الطلاب في الغالب مؤسفة فالطالب يتخرج في الجامعة ولا يستطيع أن يجيد القراءة ولا الكتابة والأغرب أنه ينجح ويصعد من صف إلى آخر آليا .. سبحان الله ويظل مسلسل التجهيل مستمرا ..

لقد أصبح الغش تلك الجريمة التي باتت تهد كياننا كله جريمة علنية وبمكبرات الصوت ومن فوق الأسطح والعمارات لنكن أكثر شجاعة كي نستطيع أن نغير ونتقدم

"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "

وأصبحت التوصيات بلجان الامتحان والمحسوبيات وآفة الدروس الخصوصية وأمراض الحقد ودوامة الحياة المقيتة التي تجعل المعلم يبتكر في إيجاد وسائل تعينه على المعيشة  كغيره من أفراد المجتمع وعجبي ويظل مسلسل التجهيل مستمرا

وكم نعجب من القيادات المدرسية عندما ترى تدني نسبة النجاح نجدها تلقي بأوراق النتيجة بوجه ناظر المدرسة قائلة اذهب وارفع النتيجة يا أستاذ .. ما هذا التجني وما هذا التدمير وبأي ضمير تسير الأمور في بلادنا وعجبي يظل مسلسل التجهيل مستمرا ..

كل هذه الأمور تصب فوق المحور الأول وهو الطالب بسرعة مباشرة ..



أما عن المحور الثاني فحدث ولا حرج :

المعلم وما أدراك ما المعلم في زماننا هذا أصبح شغله الشاغل أن يتفنن ويبتكر في أي وسيلة تعينه على أعباء الحياة التي أصبحت لا تطاق ..

المعلم اليوم قدره أن أصبح معلما لقد أصبح المعلم اليوم مجرد موظف أهم ما يشغله هو الحضور والانصراف والتحضير اليومي ليس غير وعندما تحدثه عن رسالته أو عن أهم ما يميز طريقة تدريسه وهل لديه خبرة بالحاسوب أو هل يستطيع أن يقدم درسا على الحاسوب أو الوسائل التعليمية الأخرى تجده ينظر إليك وكأنك قادم من كوكب آخر إن المعلم اليوم جفت معلوماته وبليت خبراته التي تخرج بها ولم يعد يشغله كيف يطور نفسه وأداءه ولهذا يظل مسلسل التجهيل مستمرا ففاقد الشيء لا يعطيه ..

المعلم بات كالبحيرة تجف يوما بعد يوم حتى أصبح كتلميذ جيد بالفصل لا يضيف جديدا وليس له سمته الخاص به وليست له عقيدة حول ما يقدم والطامة الكبرى أن معظم  معلمي اليوم لا يدرون ما أبعاد رسالة التربية والتعليم وليس لديهم أسلوبا علميا في مهنتهم بل إن الأمور كلها تسير وفق عشوائية ( ماشية بالبركة ) وعجبي ويظل مسلسل التجهيل مستمرا

معلمو اليوم إما معلم مطحون أو معلم يمص دماء الآخرين أو معلم يلعن الزمن والناس والدنيا وما فيها أو معلم محاصر بين مافيا الدروس الخصوصية أو معلم محارب لأنه يريد أن يقدم شيئا أو معلم ينحت في صخر الوهم وديجور الأيام ومعلم يرعى الله في عمله وهؤلاء قلة نادرة في هذا الزمن وعجبي ويظل مسلسل التجهيل مستمرا ..

المعلم فوق كاهله أعباء من التصحيح تنوء بها الجبال يقيده بها الموجه عفوا المفتش الجهول وأصبح المعلم مجرد قلم أحمر ويضيع اليوم في ذلك القلم الأحمر وعجبي

المعلم مطالب بأن يقوم بتدريس مادة علمية لطالب لا يستطيع القراءة ولا الكتابة ولو نطق بالحقيقة اعتقلوه على أول قارعة طريق وعجبي من مسلسل التجهيل المستمر

المعلم كل رؤسائه من الوزير وحتى ناظر المدرسة فالمدرس الأول كلهم عوامل وجدت لمساعدته في الرقي بعمله ولكن مع الأسف اليوم كل هؤلاء تجمعوا جميعا لكي يضعوا الجبال فوق رأس المعلم ويضعوا في قدميه ألف قيد وقيد من البيروقراطية المقيتة وعجبي

ويظل مسلسل التجهيل مستمرا



أما عن المحور الثالث فشر البليلة ما يضحك في كل يوم ننتفخ ونقول بأعلى الصوت نحن دولة قيادية في المنطقة عجيبة هذه الأكذوبة التي ما ذهبت إلى أي مجتمع من المجتمعات العربية إلا وتجدهم يقولونها وبنفس الطريقة وكأنها دستور منقوش في رؤوسنا العربية

إن المنهج الذي يقدم للطالب اليوم معظمه أخطاء كتابية وأسلوبية ونحوية فضلا عن الإخراج الفني التربوي فمنتهى السوء والجهل هذا عن الشكل أما الجوهر فحدث ولا حرج قشور لا تسمن ولا تعن من جوع ولا يمكن أن تبني شخصية نافعة للوطن وعجبي يظل مسلسل التجهيل مستمرا

المنهج أصبح له خبراء ومتخصصون في أخذ يد المجتمع إلى الجهة التي يريدونها من هؤلاء المختصون قد تندهش هم أصحاب الكراسي الموسيقية بل والطامة الكبرى بعضهم مستشرقون أجانب وقد طرحت هذه القضية على شبكة الانترنت في أحد المنتديات وكانت الطامة الكبرى أن مستشارا أمريكيا يشرف بنفسه على لجنة إعداد المناهج في دولة مسلمة عربية وعجبي ويظل مسلسل التجهيل مستمرا

معذرة قارئنا الهمام فهذه زفرة من زفرات حارة

وفي جعبتنا الكثير حول هذا الموضوع كلما سنح الوقت سوف أكشف بعض السلبيات ونقدم الحلول بإذن الله تعالى لمشكلتنا التي تفاقمت بعصر الجهل والدمار وإن شئت لنقل بعصر الغاب ...



ابن خاطر






View eslam's Full Portfolio