الفصل الخامس





الفصل الخامس

مجـلـة بـراعـم الإيـمـان

ـ النموذج التطبيقي  ـ







محتويات الفصل





[1] عادات وأنماط قراءة مجلة (( براعم الإيمان ))

[2] تحليل محتوى مجلة (( براعم الإيمان ))

1) عينة البحث

2) المعالجة الإحصائية

3) الوصف الكمي للموضوعات

4) عرض النتائج الكمية في جداول إحصائية

5) وصف النتائج وتحليلها

6) الشرح التفصيلي لمحتويات التصنيف التحريري

[3] مجلة (( براعم الإيمان )) ـ عينة البحث ـ من حيث الشكل

[4] النماذج المختارة من (( براعم الإيمان ))

أ ) تحليل محتوى النماذج المختارة من (( براعم الإيمان ))

ب) تحديد الأدوار الإيجابية للنماذج المختارة من (( براعم الإيمان ))



الفصل الخامس

مجــــلــة بـــراعـــم الإيمــــان

ـ النموذج التطبيقي ـ



بعد أن استعرضنا ، في المسح السابق الشامل ، جميع مجلات الأطفال التي صدرت في الكـويت ، ماضياً وحاضراً ، نأتي في هذا الفصل إلى الجانب التطبيقي ، الذي نستطيع من خــلاله الحكم على إحدى تجارب مجلات الأطفال في الكويت ، وهي مجلة (( براعم الإيمان )) ، وهي مجلة متكاملة ، تصدر على هيئة ملحق بمجلة (( الوعي الإسلامي )) ، التي تصدرها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت ، منذ أكثر من 35 عاماً .

وقد ظهر لنا في الفصول السابقة مدى اهتمام الكويت بالطفولة ، ومدى التركيز على الجانب الإعلامي ، ولا يقلل من مستوى هذا الاهتمام ، التعثر أو التوقف والتراجع ، الذي تحكمه ظروف وأسباب ليست مدار بحثنا .

ولما كنا ندرس مدى تأثير المجلات في بناء شخصية الطفل المسلم ، كانت (( براعم الإيمان )) محطتنا المتعلقة بالنموذج التطبيقي ، لثلاثة اعتبارات :

الأول   : أنها تصدر عن جهة إسلامية متخصصة .

الثاني : أنها تصدر ملحقة بمجلة إسلامية عريقة ومعروفة .

الثالث : أنها إسلامية ، والوحيدة من نوعها في الكويت .

فضلاً عن أنها لا تزال تصدر حتى الآن ، منذ صدور عددها الأول في شهر رجب 1395هـ ـ يوليو 1975م ، ولم تتوقف إلا فترة قصيرة ولأسباب قاهرة . ويقول رئيس تحرير المجلة للباحث :( )  إن الهدف من إصدار (( براعم الإيمان )) ، توعية وتعليم أبناء المسلمين أمور دينهم قولاً وفعلاً ، وغرس القيم الإسلامية والتربوية ، وتوسيع دائرة المعارف من العلوم الشرعية والأدبية والعلمية ، وهي تخدم شريحة الأطفال من سن 6 إلى سن 10 سنوات .

ويوضح رئيس تحرير المجلة (( أن موضوعات براعم الإيمان تعتمد على القصص الحقيقية من القرآن والسنة ، وسير الصحابة والصالحين ، ولا تعتمد على الموضوعات المترجمة ، وتكتب بأسلوب قصصي جذاب ، وبلغة مبسطة مفهومة وبإخراج ورسوم فنية مشوقة )).

وقـد كـان عدد صفحاتها في بداية صدورها (16) صفحة ، وتطورت المجلة تدريجياً ، لتزيد على الضعف ، فوصلت في نهاية العام 1998م إلى 36 صفحة من الحجم الكبير (27×21سم) ، كما تطور عدد نسخ المجلة من خمسة آلاف نسخة إلى مائة ألف عام 1986م ، ثم انخفض العدد المطبوع بسبب تقليص الميزانية المخصصة للمجلة من الدولة ، إلى 70 ألفاً ، تم 50 ألفاً ، ثم 35 ألفاً ، وفي نهاية العام 1998م ، وصل العدد المطبوع إلى 32 ألفاً فقط ( ).

ورغم هذا التراجع في الأعداد المطبوعة شهرياً ، ورغم التناقص المستمر ، حافظت المجلة على مسـتواها وأهدافها ، ورفعـت من مسـتوى إخراجها ، وطباعتها ، وخطابها لتواكب العصر ، ولم تضع نفسها في قوقعة صغيرة ، حيث نلاحظ أنها تمكنت من تقديم مجموعة من الموضوعات القيمة ، شكلاً ومحتوى ، وهذا ما سنحاول أن نبينه في دراسة ميدانية إلى جانب دراستنا للمحتوى ، والأدوار والخصائص . وقد تبين لنا بعد إفراغ محتويات المجلة في فترة عينة البحث وجـود (27) موضوعاً سوف نتناولها ببعض التفصيل ، وتسير الدراسة في هذا الفصل وفق المنهج الوصفي التحليلي ، بشكل تفصيلي يلقي الضوء على موضوعات المجلة وعلاقتها بجمهورها .

ثم نقدم مجموعة من النماذج المختارة من مجلة (( براعم الإيمان )) ، مع تحديد الأدوار المختلفة لهذه النماذج .



الجدول رقم  (2)

تطور طباعة أعداد

مجلة براعم الإيمان

في نهاية كل سنة ميلادية



السنة الكمية

1975م

1976م

1977م

1978م

1979م

1980م

1981م

1982م

1983م

1984م

1985م

1986م

1987م

1988م

1989م

1990م

1991م

1992م

1993م

1994م

1995م

1996م

1997م

1998م 50  ألف عدد

55 ألف عدد

60  ألف عدد

60  ألف عدد

60  ألف عدد

60  ألف عدد

60  ألف عدد

60  ألف عدد

70  ألف عدد

   100  ألف عدد

100  ألف عدد

   100  ألف عدد

60  ألف عدد

65  ألف عدد

65  ألف عدد

65  ألف عدد

ـــــــ

30  ألف عدد

30  ألف عدد

  39  ألف عدد

39  ألف عدد

26  ألف عدد

35  ألف عدد

32  ألف عدد



المصدر : قسم التوزيع والاشتراكات في مجلة (( براعم الإيمان )) .



[1] عادات وأنماط قراءة مجلة براعم الإيمان

ضم أحدث استطلاع ميداني أجراه قطاع الشؤون الثقافية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت ( ) مجموعة من الخلاصات المهمة ، تلقي الضوء على جوانب كثيرة ، يجب عدم إغفالها في أي دراسة تتناول (( براعم الإيمان )) ، وهو استطلاع غير منشور ، يكتسب أهميته من اتساع شريحة المشاركين من داخل الكويت ومن خارجها .

وتأتي أهمية الاستطلاع ، للوقوف على آراء القراء من حيث : موقع المجلة بالنسبة إلى القارئ بين المجلات الإسلامية الأخرى ـ أنماط وعادات قراءة المجلة ـ أسباب قراءة المجلة ـ معوقات التوزيع ـ أهم الموضوعات التي يرغبون في حذفها ـ أهم المقترحات .

كما تـأتي أهمية الاستطلاع من اتساع الشريحة المشاركة ( القراء العاديون المتخصصون ـ أئمة المساجد ) وتم طرح الاستطلاع من خــلال العدد (378) من مجلة (( الوعي الإسلامي )) تاريخ صفر 1418هـ ـ مايو 1997م ، كما تم جمع البيانات الخاصة بهذا الاستطلاع داخل الكويت باستخدام أسلوب المقابلة الشخصية .

وفيما يلي الخلاصة النهائية للاستطلاع :

1) الحرص على قراءة مجلة (( براعم الإيمان )): يحرص الكثير من الفئات التي  شملها الاستطلاع على قراءة المجلة (94ـ98%) .

2) الرأي في مدى مناسبة مواد المجلة لسن الأطفال : كانت النسبة الغالبة ترى أن المواد تتناسب مع سن الأطفال المستهدفين ( 98 ـ 100%) .

3) الرأي في مدى انجذاب الأطفال نحو قراءة المجلة : وكانت النتيجة أن مجلة (( براعم الإيمان )) تجذب الأطفال تماماً لقراءتها (98 ـ 99%) .

4) الرأي في مدى سؤال الأطفال عن المجلة : معظم أفراد العينة يرون أن الأطفال يسألون دائماً عن مجلة (( براعم الإيمان )) في موعد صدورها ( 96 ـ 97%) .  

5) مدى سؤال الأطفال عن بعض موضوعات المجلة : معظم العينة توضح أن الأطفال يسألون عن بعض الموضوعات التي تغمض عليهم (95ـ97%) .

6) مـدى إعجاب الأطفال ببعض الموضوعات التي تنشرها المجلة : معظم  أفراد العينة يرون أن الأطفال يبدون إعجابهم ببعض الموضوعات التي تنشرها المجلة (98ـ100%) وبسؤالهم عن أسماء هذه الموضوعات أفادوا بالتالي : الكرتون ـ القصص القصيرة ـ مجاهد ـ التسالي ـ المسابقات ـ الموسوعة . كما تضمنت نتائج الدراسة الأبواب التي تعجب الأطفال وهي : كلمة البراعم ـ بأقلام البراعم ـ صور أصدقاء البراعم ـ القصص المسلسلة التي تطول حلقاتها ـ القصص المصورة التي تطول حلقاتها .

7) مدى مطالبة الأطفال بمساعدة الكبار في قراءة بعض القصص الواردة في المجلة : الغالبية العظمى ترى أن أولادهم يطلبون منهم أحياناً المساعدة في قراءة بعض الموضوعات (90ـ98%) .

8) الرأي في كفاية الموضوعات المنشورة في المجلة : رأى عدد كبير من أفراد العينة أنها كافية إلى حد ما (67ـ98%) ، واقترح بعضهم زيادة المحتوى ليشمل موضوعات أخرى مثل : فقه الطفل ـ أركان الإسلام ـ القاموس الإسلامي ـ كلمات متقاطعـة ـ الاكتشـافات العلمية الحـديثـة ـ معالم إسلامية ـ مسـاجد لها تاريخ ـ العلوم المبسطة ـ قصة آية ـ معارك إسلامية ـ الأنشودة ـ سلوكيات مختلفة ـ مسابقة كبرى في شهر رمضان ـ عادات وتقاليد إسلامية ـ مهارات يدوية ـ تلوين ـ قصص تربوية ـ مشكلات الأطفال ـ اختصار الموضوعات الطويلة ـ الجانب الرياضي والأخلاق الرياضية ، وغير ذلك من المقترحات .

9) الرأي في مدى شراء مجلات أخرى للأطفال : تباينت النسبة (53ـ78%) وبسؤال الذين يشترون مجلات أخرى عن أسماء المجلات جاءت على النحو التالي مرتبة حسـبما حصلت عليه من تكرار : العـربي الصغير ـ الفـردوس ـ المسلم الصغير ـ زمزم ـ باسم ـ علاء الدين ـ ماجد ـ الشبل ـ أحمد ـ سدرة ـ روايـات مصرية للجيب ـ سلسلة المعـارف للأولاد ـ سلسـلة كـتب عن كل شئ ـ ميكي ـ سمير ـ إصدارات مؤسسة سفير ـ سعد ـ ديزني لاند .

10) مدى مناسبة اللغة لمدارك الأطفال : غالبية العينة ترى أن اللغة التي تكتب بها الموضوعات في مجلة (( براعم الإيمان)) مناسبة تماماً لمدارك الأبناء (99ـ100%).

11) مدى مناسبة الأسلوب لمدارك الأطفال : الغالبية ترى أن أسلوب كتابة الموضوعات مناسب تماماً (59ـ69%) .

12) مدى مناسبة حروف الكتابة " البنط " بالمجلة للقراءة : اختلفت العينة في آرائها وجاءت الآراء متفاوتة (28ـ67%) ، فأوصت الدراسة بإدخال تعديلات طفيفة على حجم الحرف حتى يناسب الجميع ، بل ويجذبهم إلى قراءة المجلة .

13) مدى وجود أخطاء إملائية متكررة في (( مجلة براعم الإيمان )) : لاحظت الدراسة من خلال العينة عدم وجود أخطاء متكررة ملاحظة .

14) مدى الاستفادة الشخصية من (( براعم الإيمان )) : معظم أفراد العينة أبدوا استفادة مختلفة (78ـ96%) .

15) الرأي في فصل مجلة (( براعم الإيمان )) عن مجلة (( الوعي الإسلامي )) : كانت آراء غالبية العينة عدم فصل المجلة الملحق عن المجلة الأم (98ـ90%) .

16) الاقتراحات التي تساهم في تطوير المجلة : وضعت العينة مجموعة كبيرة من الاقتراحات ، من أهمها :

[1] زيادة عدد صفحات المجلة .

[2] زيادة عدد المسابقات وتنظيم مسابقة كبرى في شهر رمضان .

[3] إبراز المتميزين من أبناء المسلمين ليكونوا قدوة .

[4] تخصيص صفحات للأطفال الذين لا يعرفون القراءة .

[5] تعليم الحاسوب وسائر العلوم بطريقة مبسطة وسلسة .

[6] تجديد الأفكار بشكل مستمر بما يتناسب مع العصر .

[7] ذكر الدروس المستفادة في نهاية كل قصة .

[8] ضبط الكلمات قدر الإمكان .

[9] تبسيط بعض المعلومات النحوية .

[10] إجراء دراسات على الأطفال بشكل مستمر للتعرف إلى آرائهم .

[11] ذكر عناوين الأطفال في باب أصدقاء البراعم .

[2] تحليل محتوى مجلة براعم الإيمان

1) عينة البحث

إن الحكم على الكل عن طريق دراسة الجزء من أهم خصائص البحث العلمي ، وهو ما يعرف بالاستقرارء ، ونظراً لصعوبة دراسة الكل ، يلجأ الباحثون عادة إلى دراسة عينة تمثل الكل ، ومن ثم يعممون نتائج الدراسة على جمهور البحث .

وحتى تكون العينة ممثلة بشكل صادق ، ارتأينا أن تشمل جميع الأعداد التي صدرت بعد التوقف القسري ، غداة دخول القوات العراقية إلى الكويت ، إلى نهاية العام 1998م ، وهي الحدود التي يقف عندها البحث . وتبدأ العينة من العدد (188) من المجـلة ، الصادر في المحرم 1413هـ ـ يوليو 1992م ، حتى العدد (268) ، الصادر في رمضان 1419هـ ـ ديسمبر 1998م ، وبذلك تكون الأعداد التي أخضعت للدراسة (81) عدداً .

2) المعالجة الإحصائية

بـذل الباحث جهده الكامل في مراعاة الدقة أثناء عملية الإحصاء الكمي للموضوعات ، عبر الجداول والنسب الإجمالية والمئوية ، ولم نثبت جميع الجداول واكتفينا بذكر النتائج النهائية .

3) الوصف الكمي للموضوعات :

أ ـ فئة التحليل : إن الفئة التي استخدمت هي فئة الموضوع ، على أساس أنها أكثر فئـات التحليل انتشـارا ، بحيث تجيب عن الأسئلة المطروحة حول مضمون مجلة (( براعم الإيمان )) ، وقد قسمتها إلى (27) موضوعاً ، على الشكل التالي :



1ـ قصص مصورة

2ـ قصص سردية

3ـ قصص حوارية

4ـ بأقلام البراعم

5ـ التسالي

6ـ الأنشودات

7ـ أصدقاء البراعم

8ـ الغلاف الأول

9ـ كلمة العدد 10ـ الغلاف الأخير

11ـ مسرحيات مدرسية

12ـ موسوعة البراعم

13ـ موضوعات متفرقة

14ـ ابتسامات البراعم

15ـ مدن عربية

16ـ تلوين

17ـ تعارف الأصدقاء

18ـ تمثيليات تعليمية 19ـ حوارات شعرية

20ـ مسابقة العدد

21ـ معلومات علمية

22ـ تمثيليات تاريخية تربوية

23ـ موضوعات عن اللغة

24ـ اقرأ في هذا العدد

25ـ من صفات براعم الإيمان

26ـ قصص شعرية

27ـ مسرحيات شعرية

ب) وحدة التحليل

كانت مساحة الصفحة هي الأساس ، حيث إن المساحة هي أكثر وحدات القياس شيوعاً بالنسبة إلى الدوريات .

4) عرض النتائج الكمية في جداول إحصائية

استخدمت طريقة الجداول الإحصائية ، لمعرفة النسب المئوية النهائية للموضوعات الموزعة على صفحات (81) عدداً ، البالغة (2084) صفحة ، بما فيها الغلافان الأول والأخير . وقد قمت بتوزيع الموضوعات على جداول إحصائية ، وجمعت عدد صفحاتها واستخرجت النسبة المئوية لكل موضوع دون أي استثناء ، وقمت بإحصاء عدد صفحات كل موضوع ، للخروج بجدول إحصائي عام ؛ يبرز عدد الصفحات الإجمالية والنسبة المئوية لكل موضوع .

الجدول الإجمالي للموضوعات ، وقد رتبت الموضوعات بالترتيب من الأعلى إلى الأسفل ، على هيئة الهرم المقلوب ، حيث رتبت الموضوعات بشكل تنازلي ، فكانت الصفحات الأكثر في الأعلى تدريجياً إلى الموضوعات التي أخذت مساحة أقل ، وقد قمت بتدوير بعض النسب النهائية ، وذكرت رقماً واحداً بعد الفاصلة ، أو رقمين ( أحياناً ) :



















الجدول رقم (3)

النسب المئوية لموضوعات 81 عدداً

من مجلة (( براعم الإيمان ))



الرقم الموضوع عدد الصفحات %

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27 قصص مصورة

قصص سردية

قصص حوارية

بأقلام البراعم

التسالي

معلومات علمية

الأنشودات

أصدقاء البراعم

الغلاف الأول

كلمة العدد

مسابقة العدد

الغلاف الأخير

مسرحيات مدرسية

موسوعة البراعم

موضوعات متفرقة

مدن عربية وإسلامية

تلوين

تعارف الأصدقاء

تمثيليات تعليمية

حوارات شعرية

تمثيليات تربوية تاريخية

موضوعات عن اللغة العربية

من صفات براعم الإيمان

اقرأ في هذا العدد

قصص شعرية

مسرحيات شعرية

ابتسامات البراعم 494

206

190

144

127

122

110

108

81

81

81

81

70

62

36

21

14

12

8

6

6

5

5

4

4

4

2 23.7

10.2

9.2

6.9

6.1

5.9

5.3

5.2

3.9

3.9

3.9

3.9

3.3

2.9

1.7

1

0.7

0.6

0.31

0.3

0.3

0.2

0.2

0.1

0.1

0.1

0.09

المجموع الإجمالي 2084 100

5) وصف النتائج وتحليلها

من خلال الجدول النهائي نستطيع أن نقدم قراءة فاحصة للأنماط التحريرية المقدمة من خــلال صفحات (( براعم الإيمان )) ، حيث أمكن استخلاص (27) موضوعاً أساسياً ، ويظهر التفاوت جلياً بين عدد صفحات هذه الموضوعات ، حيث كان الموضوع وحدة التحليل ، على أساس عدد الصفحات والتكرارات والنسب .

ويلاحظ الباحث أن أكثر اهتمامات المجلة تكراراً ، القصص المصورة ، حيث حازت أعلى النسب (23.7%) وبفارق يفوق النصف عن الاهتمام التالي ، وهو القصص السردية (10.2%) . وربما ذلك يرجع إلى أن القصص المصورة هي من أبرز الأشكال الصحفية وأكثرها جاذبية بالنسبة إلى الأطفال . وترتفع نسبة القصص المصورة بإضافة نسبة الغلاف الأخير على اعتبار أنه يقدم أيضاً قصة مصورة ، وإن كنا فصلناها مراعاة لتوزيع الأبواب ، ولأهمية الغلاف الأخير ( 23.7 + 3.9 = 27.6%) .

ويكشف الجدول السابق عن أن حوالي ربع المجلة يتألف من القصص المصورة . ورغم أهمية القصص المصورة ، وسرعة تقبلها من جانب الطفل ، لأنها ترضي رغبته في الحركة والمغامرة ، ولأنها سهلة القراءة وصورها جميلة ، ويمكن فهمها بسهولة ، واستيعاب ما فيها من دون جهد كبير يبذله الطفل القارئ ، فإنه لا يجب أن لا يطغى هذا الشكل الصحفي على الأشكال الأخرى ، وقد يكون اعتماد المجلة بشكل رئيسي على القصص المصورة دليل ضعف ، لأن القصص المصورة يمكن أن تستخدم كطعم يجذب القارئ الصغير إلى قراءة أبواب المجلة الأخرى ، لا أن تكون المجلة بمعظمها مركزة على جانب واحد دون الجوانب الأخرى .

أما القصص السردية ، فإنها تأتي في المرتبة الثانية (10.2% ) ؛ ولكن التفاوت كان كبيراً ولافتاً ( 23.7 – 10.2= 13.5%) ، وكأن هذا يعني أن الطفل لا يميل إلى القراءة المجردة ، فالقصة يجب أن تكون من الأولويات التي تؤديها المجلة ، لأن القصة السردية تسمح لخيال الطفل بالتحليق واكتشاف المجهول وابتكار عوالم خاصة وكبيرة ، تقطعها عليه ، وتفتك بها القصص المصورة ، حيث تكون مساحة التخيل محدودة جداً ، وغالباً ما تكون معدومة ، إذ ينصب اهتمام الطفل على مطالعة الصور ، وربط الصور بالكلام مما يمنع خيال الطفل من التمدد وتشكيل الشخصيات والتصرفات حسبما يقتضي تسلسل القصة السردية وإمكاناته التخيلية .

ورغم أننا نتفق مع الاعتقاد السائد بأن (( الأطفال مغرمون بالقصص المصورة ))( )؛ فإن ذلك يجب أن لا يجعلنا ننساق خلف ما يغرفون به ، خصوصاً إذا أدى ذلك إلى محاذير ، مثل الشعور بالملل السريع ، والتعود على الوجبات الفكرية الخفيفة ، وعدم التعود على القراءة ..

وإذا انتقلنا إلى المرتبة الثالثة ، نجد أن (( القصص الحوارية )) تساوت تقريباً مع القصص السردية (9.2%) وهي وإن تشابهت معها تختلف بالعرض والأسلوب ، وإن ظننا أن (( القصص الحوارية )) تجذب الطفل لأنها أكثر تشويقاً وحماسة وتحركاً ، وتفتح الباب أمام انطلاق ذهن الطفل وتحليقه في عوالم (( القصص الحوارية )) ليتمثل صور شخصياتها ، وبذلك تصبح قدوة صالحة له في تعامله مع الآخرين .

وإذا قمنا بجمع نسب القصص المصورة والسردية والحوارية نجد أنها تقارب نصف العينة (43.1%) ولا يخفى أن ذلك يعني طغيان النمط القصصي على جميع الأنماط الأخرى ، وهذا خلل بيّن يجب على المجلة أن تتداركه ، رغم إيماننا بأهمية القصة في بناء شخصية الطفل المسلم بشكل عام .

وتأتي (( أقلام البراعم )) المشاركة في تحرير المجلة في المرتبة الرابعة (6.9%) وهي مرتبة عالية ومناسبة ، ونسبتها مقبولة . ولا شك في أن مشاركة القارئ الصغير في تحرير مجلته ، تحفز في نفسه دافعية القراءة والكتابة والاطلاع والابتكار ، مما يساعد الأطفال على تكوين شخصياتهم والتعبير عن آرائهم ، وتعميق رغباتهم وإطلاق مواهبهم الكامنة .

ولا شك في أن هذا الباب يسترعي اهتمام الطفل ، وقد كنا ونحن صغاراً نتابع باب القراء في مجـلات الأطفال ، رغبة بالتعرف إلى آراء الذين يشاركوننا في قراءة المجلة نفسها ، وهذا يشكل اتحاداً ضمنياً وفعلياً بين الطفل ومجلته وبين الطفل وسائر القراء الصغار ، مما يشعر الطفل عندما يرى اسمه بالفخر ، ويتحسس من خلال الباب المخصص لإنتاجه الشخصي رغبته بالكتابة ، وربما ينمي في نفسه توقاً تجاه الصحافة ، وقد يقوده هذا النماء فيصبح في المستقبل من رجال الإعلام البارزين . ولعل الصحافة الإسلامية تزداد حاجة يوماً بعد يوم إلى رجال مخلصين ، اتخذوا الإسلام منهجاً وحياة ليشكلوا شخصيات بعيدة عن كل أشكال الزيف والتبعية .

وتأتي المرحلة الخامسة لتحتلها (( التسالي )) (6.1%) ، وهي صفحات لم تغب عن جميع أعداد المجلة الـ(81) لأن التسلية والترفيه مطلب أساسي للطفل ، حيث يتوقع من مجلته الإسلامية أن تحقق له هذه الرغبة ، بعيداً عن الجهامة والجدية والعبوس .

والجدير بمجلة ذات أهداف إسلامية أن لا تقدم التسلية لمجرد التسلية ، بل بإمكانها أن تستغل انجذاب الطفل إلى هذا الباب المسلي ، بأن تركز عليه بشكل كبير ، وأن لا تعتبره مجرد صفحات متأخرة ، من المفترض إتمامها دون أي معايير تربوية أو بنائية ، فالأهداف يجب أن تكون متحققة في أي جزء من أجزاء المجلة الجادة وأن تلحظ التسالي تنمية معارف الطفل ، وقوة الملاحظة عنده ، وتنمية الروح الجمالية والفنية في نفسه . ويندرج في هذا الإطار باب (( التلوين )) ، إلا أن المجلة لم تعره اهتماماً يذكر حيث جاء في أعداد قليلة واحتل مركزاً متأخراً ، مما يجعل تأثيره محدوداً بل ومعدوماً نظراً لعدم تكرره في جميع الأعداد .

وتلحظ المجلة باهتمام الجانب العلمي وضرورة تنميته في شخصية الطفل ، فتركز على هذا الجانب ، ليحتل المرتبة السادسة (5.9%) ، وإن كنا نفضل أن تزداد هذه الجرعات العلمية لأننا في عصر يقدم العلم على أي شيء آخر ، كما أن العالم يقسم إلى مجتمع متقدم ومجتمع متأخر ، بالنظر للتقدم العلمي والتقني أو بالعكس .

أما (( الأنشودة )) فتحتل المرتبة السابعة (5.3%)، وهي مقبولة نسبياً لأن جميع الأعداد لم تخل من أنشودة مناسبة ، ونضيف إليها الأساليب الشعرية الأخرى التي استخدمت في المجلة وهي الحوارات الشعرية (0.3%) ، والقصة الشعرية (0.1%) والمسرحية الشعرية (0.1%) ، وبذلك تظهر المجلة عناية مثلى بهذا الجانب ، لما له من أهمية في تنمية الذوق الحسي والجمالي واللغوي في نفس الطفل .

وتتوالى بعد ذلك اهتمامات المجلة بنسب متفاوتة ، بتسلسل منطقي ومعقول ، حيث تظهر المجلة اهتماماً بنشر صور البراعم بشكل لافت فيما كانت بالسابق تنشر عناوين الصغار ، بشكل أقل اهتماماً ، ثم يتساوى الغلاف وكلمة العدد ومسابقة العدد والصفحة الأخيرة (3.9%) وهي صفحـات تتكرر في كل عـدد غالباً . واهتمت المجلة بنشر مسرحيات مدرسـية واستغرقت ما نسبته (3.3%) كذلك اهتمت بنشـر معلـومات مختلفة في باب (( موسوعة البراعم )) ومدن عربية وٍإسلامية (3.9%) .

كما اهتمت المجلة ، وإن بشكل متدن نسبياً ، بالتمثيليات التعليمية (0.31%) والتربوية التاريخية (0.3%) والحوارات الشعرية (0.3%) .

وتأتي الصفات الأخلاقية للفتى المسلم لتحتل ما نسبته (0.2% ) وهي نسبة ضعيفة جداً ، حيث تخصص المجلة باباً بعنوان (( من صفات براعم الإيمان )) . ورغم إقرارنا بأهمية توضيح الصفات بشكل مباشر ، فإن هـذه الصفـات كانت مبثوثة في معظم أبواب المجلة ، حيث نجدها في القصص والأناشيد والمسرحيات والحوارات .

ثم تأتي موضوعات متفرقة متساوية في النسبة (0.1%) وهي (( اقرأ في هذا العدد)) ( فهرس تفصيلي لموضوعات العدد ) ، (( والقصة الشعرية )) وهي قليلة وتحتاج إلى جرعات إضافية ، ومثلها أيضاً (( المسرحية الشعرية )) .

وتأتي في النهاية (( ابتسامات البراعم ))  (0.09% ) لتمثل نسبة ضعيفة وثانوية مع العلم أن مشاركات (( أصدقاء البراعم )) تضم في الغالب ابتسامات مختلفة . ويظهر من ذلك كله عدم وجود سياسة عامة لتحديد الموضوعات المنشورة ، إذ إننا نلاحظ وجود اضطراب وعدم تجانس وتناسب وتنسـيق ، وكأن الهدف هو وضع كم من الموضوعات الخاصة بالطفل ، يكفي بإتمام كل عدد كيفما اتفق ، دون دراسة كل جانب من هذه الجوانب ، ومعرفة حاجات الطفل وميوله ورغباته وتطلعاته وآماله من وراء المجلة التي يتابعها .

ونلاحظ أن المجلة بشكل عام ، لم تستفد من الأنماط الصحفية المعتادة ، مثل الاستطلاع والتحقيق والمقال ، وإنشاء باب خاص بالصحفي الصغير ، فضلاً عن أنها لم تتمكن من توظيف الصورة والرسمة بشكل كامل ، وظل اعتمادها على الحرف أكثر ، بينما إمكانيات المجلة الطباعية فاخرة ، مما يسمح لها بتوظيف مختلف الوسائل الإخراجية في خدمة المضمون .

كما أن خطاب المجلة لم يـراع التنويع الجذاب ، حيث جاءت الأبواب كقوالب متكررة ، نراها في مختلف الصحف والمجلات ، وهذه الأمور أفقدت (( براعم الإيمان )) الكثير من الخصائص التي كان ممكناً لها أن تحقق أكبر قدر من الإيجابية المطلوبة .

6) الشرح التفصيلي لمحتويات التصنيف التحريري

لم تكن موضوعات المجلة ثابتة تحت أبواب محددة ودائمة ، بل كان هناك كثير من التعديلات ، يمكن اكتشافها بسهولة من عدد إلى آخر ، مع وجود بعض الأبواب الثابتة التي لم تتغير طوال فترة العينة . كما أن الأبواب كانت تزداد تبعاً لازدياد عدد الصفحات ، مع ملاحظة اضطراب ظاهر في توزيع المواد ، بشكل غير مركز .

وقد أشرنا سابقاً إلى أننا استخلصنا بعد إفراغ جميع محتويات المجلة وجود (27) موضوعاً ، جاء على أساسها هذا التصنيف التحريري . وفيما يلي عرض موجز لتفصيلات المحتوى :( )  

1) الغلاف الأول : خصص الغلاف الأول بشكل عام لإعطاء فكرة بالصورة والعنوان عن أحد محتويات العدد ، وقد كان في الغالب صورة واحدة وعنواناً واحداً وكانت الكلمات قليلة ومختصرة جداً ، إلى حد الإبهام أحياناً وعدم وضوح الرسالة المقصودة ، كما نلاحظ عناوين عامة مثل : الإنسان الآلي ( العدد 205) ، الامتحان الكبير (264) ، الله أسرى بالرسول (266) . ويشير العنوان الأخير إلى ضعف كبير في اختيار العنوان ، إذ إن هذه المعلومة يجب أن تكون مستقرة في ذهن الطفل ، ولا شيء جديداً في ذلك ، ومن الخطأ امتحان ذكاء الطفل ، في معلومة بدهية ، لا يختلف اثنان من المسلمين عليها .

كما نلاحظ أن أغلفة المجلة لم تقدم في الغالب أكثر من عنوان واحد لتعريف الطفل بمحتويات المجلة ، فيما نلاحظ أحياناً ، بساطة شديدة للعناوين مثل : ولد الهدى ( العدد 262) ، رمضان كريم (268) ، كما نلاحظ أحياناً اختلاف الصور المقدمة على الغلاف مع الصور في داخل العدد ، حيث يبدو أنها لرسامين مختلفين ، مثل ( العدد 195) ، حيث تظهر صورة لقطتين باللون القاتم على الغلاف وفي الداخل تبدو القطتان باللون الذهبي ، وهذا أمر ملاحظ كثيراً ، مثل الأعداد (197ـ 198ـ203ـ210) ، كما نلاحظ اختلاف عنوان الغلاف مع العنوان داخل المجلة ، حيث كان العنوان في غلاف العدد (208) (( في رمضان ما أجمل حفظ القرآن )) ، وفي داخل المجلة : (( أهلاً أهلاً يا رمضان )) ، ولا شك في أن هـذا الاختلاف يحدث اضطراباً في ذهن القارئ الصغير ، حيث إن العناوين عندما تتطابق ، تترسخ في ذهن الطفل وتحدث في نفسه التأثير المتوخي . ونشير هنا إلى أن رسام معظم الأغلفة كان شخصاً واحداً ، وكانت غالبية الرسوم توقـع باسم (( عماد صقر)) .

2) كلمة العدد : احتلت كلمة العدد الصفحة الثانية من المجلة ( باستثناء الأعداد من 252 إلى 259 ) ، وقد دارت حول موضوعات كثيرة متعددة مثل : استنكار العدوان العراقي (188) ، الطفل المسلم واليوم العالمي للأطفال (192) ، الدعوة للمطالعة (193) ، الفرحة بقدوم شهر رمضان (196) ، التحذير عن اتباع الغرب في الأمور السيئة (198) ، تهنئة بالهجرة النبوية (200) ، حول الاعتراف بالخطأ (215) ، الإكثار من الأعمال الصالحة (226) ، الصديق الصالح (229) ، التمسك بمبادئ الإسلام (238) ، الكسل داء (239) ، بقدر الجد تكتسب المعالي (248) ، الاستفادة من العطلة الصيفية (251) ، أهمية الوقت (261) ..

ونلاحظ من (( كلمة العدد )) أنها تتمتع بميزة التنوع والتبدل من عدد إلى آخر ، حيث تناقش مع القارئ الصغير كل ما يجري من حوله ، لذا فإنها تعتبر باباً مفتوحاً للحوار ، وهي الجزء الحيوي في المجلة ، والتي تعتبر صلة وصل مباشرة بين المحرر والطفل القارئ .

كما أنها تشمل العديد من الجوانب ، وتقدم النصح والإرشاد ، وتقدم إلى الطفل رسالة تحوي مشاعر حارة ، تقدم بكلمات بسيطة ومعبرة ، قد تتفاوت من حيث التأثير من طفل إلى آخر ومن عدد إلى آخر .. كما أنها تذكر الطفل بالمناسبات الإسلامية ، التي تمر خلال الشهر ، وتدعوه إلى الاقتداء بسير الأبطال والمجاهدين والعلماء .

ويؤخذ على كلمة العدد أنها تحاول أن تنصب نفسها مرشداً وواعظاً للأطفال في أحيان كثيرة ، وهو أمر يعزز تأثير هذه الكلمة الموجزة في نفس الطفل ، لأن الطفل ينفر من التعليمات المباشرة ، ويفضل التوجيه المقدم بقالب خفيف غير مباشر وغير وعظي .

كما أنها تستخدم أحياناً ألفاظاً غريبة وغير مألوفة بالنسبة إلى السن التي تتوجه إليها المجلة(6ـ10) مثل : صميم ـ نابهين ـ تنهلون ـ التقهقر (236) ، عاثت (367)، محفوفة (243) ، وهذا الأمر متكرر في كثير من الأعداد .

ونلاحظ أحياناً وجود أخطاء مطبعية مثل أحبابنا كتبت : أحبابسنا (264) . كما أن كلمة العدد تقدم أحياناً كلاماً يعتبر جامداً ، يناسب الكتب المدرسية لا المجلات التي يجب أن تكون صديقة الطفل ، لا يشعر عبرها بأنها تتعالى عليه ، ونكتفي بمثال واحد لأنها سمة متكررة ، فقد جاء في العدد (236) ما يلي : (( عليكم أن تكونوا عند حسن ظن أمتكم بكم ، طلاباً للعلم ، تنهلون من ينابيعه وتحفظـونه في صدوركم ، لأن العلم ليس مما خزنته الدفاتر ، وإنما هو ما خزنته الصدور والعقول )) .

ولا تكتفي المجلة بذلك ، بل تقول بكل بساطة في العدد نفسه : (( أنتم مطالبون في ذكرى هجرة نبيكم بدراسة تاريخ أمتكم وقائدها العظيم محمد صلى الله عليه وسلم وكيف كان يحض أصحابه على طلب العلم )) . ولا يخفى أن هذا الأسلوب ، لا يعتبر أسلوباً تربوياً ناجحاً ، وخصوصاً في مجلات الأطفال .

3) القصص المصورة

لم يخل عدد من (( براعم الإيمان )) ، ضمن الفترة المحددة ، من مجموعة من القصص المصورة التي قد تكون متكاملة في عدد واحد أو مسلسلة لعدة أعداد . وتعتبر القصص المصورة من أكثر الأشكال الصحفية استخداماً في براعم الإيمان ، (( ويعتمد هذا النوع من القصص على الصورة بصفة أساسية ، حيث تقدم القصص على شكل شريط أو عدة أشرطة من الصور ، أما الكلمات فهي تربط الصور بعضها ببعض ))( ) .

وقدمت المجلة عدداً كبيراً من القصص المصورة منها : صفحات مشرقة من التاريخ الإسلامي (191) ، رحلة الإمام الشافعي في طلب العلم (201) ، بطل من البوسنة (207)، صدقة السر تطفئ غضب الرب (211) ، كتكت يتغيب عن المدرسة (229) ، العنكبوت المغرورة (232) ، جزاء الحاسد (233) ، العصفور والثعبان (235) ، أحمد والتلفاز (243) ، بين الرجل الصالح والشيطان (251) ، حكمة الرجل العجوز (255) ، معركة عين جالوت (263) ..

ويبدو من خلال العناوين المتفرقة ، أن المجلة حرصت من خلال القصص المصورة على توسيع أفق القارئ الصغير ، من خلال ما تقدم له من قصص زاخرة بالمعلومات والمعارف المختلفة ، التي ترتبط بالإسلام مفهوماً وتطبيقاً وقدوة عملية تطبيقية .

ويؤخذ على هذه القصص أنها لا تقدم في نهاية القصة الحكمة المستفادة منها ، كما أن العنوان بشكل عام لا يرشد إلى الأهداف التي تسعى القصة المصورة إلى تحقيقها .

ويلاحظ أن مجلة (( براعم الإيمان )) تحـاول من خــلال هــذه القصص أن تزرع قيماً سامية ، وتبتعد تماماً عن القصص الهزلية ( COMICS ) ، التي لا تهدف إلى تحقيق أهداف بنائية ، بل تهدف إلى تحقيق التسلية فقط ، بينما نلاحظ أن القصص المصورة في (( براعم الإيمان )) تنتهج طريقاً يسعى إلى تحقيق الأهداف التربوية الإسلامية في قالب ترفيهي بنائي .

ولا تنزع هذه القصص إلى تقديم شخصيات بطولية أسطورية ، بل تقدم شخصيات من الواقع أو تقدم قصصاً على لسان الحيوان ، تحتوي على قيم تدخل في عملية بناء الشخصية الإسلامية ، مثل الصدق ، والوفاء ، والإقدام ، والإخلاص ، والذكاء ، وحب العلم والعلماء ، وإن كانت تعتمد في كثير من الأحيان على التراث الإسلامي . وكانت أغلب القصص المصورة عبارة عن صراع بين الحق والباطل ، وأحياناً تتجه القصص المصورة إلى خيال الطفل ، لتحفزه وتطلق له العنان ، ليحلق في عالم الخير والحق والجمال والفضيلة والإيمان .. وهي بمجملها من الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها القصص المصورة في (( براعم الإيمان )) .

4) القصص السردية

وكما أولت براعم الإيمان اهتماماً بالقصص المصورة ، فقد اهتمت أيضاً بالقصص السردية ، وهي (( القصص التي تهتم أساساً بسرد الأحداث ، مع الاستعانة بالقليل من الصور الإيضاحية المعبرة عن الموقف))( ) .

وتحتل القصص السردية مساحة واسعة من اهتمامات (( براعم الإيمان )) ، وتتخللها مواقف تربوية وبنائية مختلفة ، تصب في مجملها في خانة تحقيق مجموعة من القيم الإسلامية السامية في أنفس الأطفال . ونلاحظ وجود عدد كبير من هذا النوع من القصص ، وفي كل عـدد قصتان أو ثلاث ، وهي تتناول موضوعات متفرقة مثل : من أنبياء الله (188) ، النجاح (201) ، جنود الله (203) ، التفاحة الساحرة (205) ، الإوزة التائهة (207) ، آداب المسلم (211) ، الفتاة الصالحة (218) ، عاقبة الطمع (237) ، قصة الإنسان مع السفن (242) ، الحمل المغرور (243) ، الصوم أمنيتي (244) ، أحلام الكتكوت (245) ، قصة الفداء (247) ، الأسد المكار (255) ، نساء في القمة (258) ، المشاغب (268) …

ونلاحظ من خلال القصص السردية مجموعة من الأهداف تحقق كثيراً من الأدوار البنـائية ، وأهمها : قصص تاريخية ـ علمية ـ قصة مثل ـ تربية دينية ـ قصص بطولية ـ رد الجميل بمثله ـ التدريب على التحلي بالمثل العليا ـ النجاح ـ الدأب ـ الاجتهاد ـ الصبر ـ الصلاح ـ بر الوالدين ـ الرأفة بالحيوان ـ القناعة ـ ... ولا تتوقف القصص السردية عند هذا الحد ، حيث تقدم معلومات ثقافية مختلفة ، مثل : قصص من القرآن (223) قصة مدفع الإفطار ( 244 ) ، وقصص تعليمية : لغة القرآن (253) ، إضافة إلى مجموعة كبيرة من القصص المتنوعة .

5) قصص حوارية

حفلت (( براعم الإيمان )) بمجموعة من القصص الحوارية ، وهي تشبه القصص السـردية في شكلها ، حيث تعتمد على الكلام والحكاية مع الاستعانة ببعض الصور المصاحبة ، لكنها تختلف عن القصص السردية في أسلوب العرض ، إذ تعتمد على أسلوب الحوار بين طرفين أو عدة أطراف .

ومن أمثلة ما ورد في (( براعم الإيمان)) من قصص حوارية على مدى حدود البحث : أحمد شايل سيفه (191) ، بعض الظن إثم (200) ، حكاية الحرف ميم (203) ، شمس الشموسة (209) ، الأسد المغرور (213) ، في ذكرى الإسراء والمعراج (218) ، القطة الحمقاء (219) ، طعم النجاح (230) ، جحا والبخلاء (235) ، الأطفال ينقذون النهر (239) ، الأعمى الحكيم (242) ، سوالف جدتي (252ـ253ـ254ـ255ـ256) .

وقد نتحفظ بشدة على العنوان : (( أحمد شايل سيفه )) لركاكته ولعاميته ، فيما يجب أن ترتقي العناوين بالطفل ، ولا يكون اختيارها عشوائياً ، وغير قائم على أسس صحفية وتربوية ، إذ يجب أن يكون العنوان موضحاً للمادة المنشورة ، وأن يكون في الوقت نفسه محملاً بمعان هادفة ومصاغاً بلغة عربية سليمة وجميلة الإيقاع .

ويؤخذ على هذه القصص أنها تميل أحياناً إلى الأسلوب السردي ، دون استفادة من الأسلوب الحواري التشويقي .

ويبدو ذلك جلياً في قصة (( الكنز الخفي )) في العدد (190) ، حيث تبدأ القصة بحوار بين حفيد وجده ، ثم تتحـول إلى سـرد من قبل الجد ، وفيها نوع من التكلف غير المطلوب ، حيث نجد الجد يقول : (( قصـة اليـوم مهداة من الرسول صلى الله عليه وسلم لكل مسلم ، لما فيها من عدل وجمال ، والآن سأحكيها لك في صورة قصة ، وفي النهاية ستسمع حديث رسول الله ، الذي أصبح قصة جميلة مفيدة )) . كما أن القصة نفسها تـــؤدي إلى سـلوكيات خـاطئة ، مثل أداء الصلاة في المنزل ، وتظهر الحفيد وكأنه أبله حيث يقول : (( وما علاقة هذه القصة بالرسول يا جدي )). كذلك تخبرنا القصة في النهاية أن الحفيد (( أنصرف عائداً إلى فراشه )) بينما ذكر في بداية القصة أنه كان جالساً خارج حجرة جده (( يلهو بلعبته الجميلة )) . وفي ذلك استهزاء بعقلية الطفل الصغير ، كما أن الذهاب إلى الفراش يقتضي على الأقل أن يحيي الطفل والديه قبل ذلك .

وفي العدد (193) قصة حوارية تحت عنوان (( الطفل الشجاع )) ، وهي تقدم خطأ جسيماً عندما تتحدث عن فتاة وحالتها بعد الاغتصاب ، حيث يقول الطفل في القصة (( إن العدو يسطو على الأعراض )) . ولا يخفى أن الطفل قبل العاشرة ، وخصوصاً في السنوات الأولى للأطفال الموجهة إليهم المجلة ، لا يستطيعون فهم ماهية الاغتصاب ومعناه .. وفي ذلك خطأ كان يمكن تداركه بسهولة ، بحذف هذا المقطع .

وفي العدد (260) نجد قصة تحت عنوان : (( المرء بأصغريه : قلبه ولسانه )) . وعند مطالعة محتوى القصة ، نجد كثيراً من الأخطاء المطبعية وتداخلاً في الكلام بشكل يجعل الطفـل في حيرة ، حيث لا يستطيع أن يعرف من المتحدث ، كما أن الفكرة ضعيفة جداً ، وتسلسل الأحداث غير منطقي ، وهو أمر يجعل الأشياء أمام ناظري الطفل غير ثابتة ، ولا تمكنه من التأمل والتحليل والاستنتاج ، وهي الثلاثية الضرورية لأي عمل أدبي يقدم للطفل من خلال مجلته .

وفي العدد (266) قصة حوارية تحت عنوان : (( الأم الحنون )) ، وهي مثال للقصص السطحية ، حيث لا ترابط ، ولا جدة ، ولا موضوعية ، ولا فائدة ترسخ ، ورغم صورها الجـميلة فإن الحوار الذي دار فيها بين أقطاب القصة لا يشعر بعمق فني ، ولا بخيال واسع ، ولا بمشاعر مؤثرة . وخلاصة الموضوع ؛ التركيز على أهمية النخلة بشكل عام ، دون تحقيق فعلي لفوائد البلح والرطب والتمر ، وظل الشجرة .. كما نعثر على عدد من الأخطاء المطبعية في سطور القصة نفسها .

6) الأنشودة

أحسنت (( براعم الإيمان )) في تخصيص بعض صفحاتها لنشر مختارات شعرية ، أغلبها جاء على شكل أنشودة ، ولا تخفى أهمية النصوص الأدبية الراقية شعراً كانت أم نثراً في إثراء ذهن القارئ الصغير ، (( فالقراءات الأدبية التي يطالعها في مجلته لها طاقة تأثيرية هائلة في وجدانه ، وتعوده منذ أن يرتاد عالم القراءة على تذوق موسيقى الإيقاع في هذه النصوص الأدبية ))( ) .

والأنشودة ، أو ما يعرف بالقصيدة الغنائية ، هي (( أهم أشكال القصيدة المكتوبة للأطفـال وأكثرها شـيوعاً ، لأنها تعتمد الإلقاء بالدرجة الأساس وتأثير ذلك في حاسة السمع ، ولأنها تجمع بين النشيد والأغنية ، ولأنها مجموعة أصوات ومفردات وأفكار وغرائب بين النشيد والأغنية ، ولأنها مجموعة أصوات ومفردات وأفكار وغرائب وخيالات ، تصنعها الذهنية بإحساس سيقترب من اللعب والارتجال ))( ) .

وتحـوي (( براعم الإيمان )) مجموعة من القصائد الغنائية الجميلة والمتنوعة ، حيث نلاحظ في كل عدد من أعدادها وجود قصيدة واحدة أو قصيدتين .

ونذكر هنا أن الأنشودة قد تكون أيضاً عبارة عن قصيدة سردية وقصيدة قصصية وهي بأغلبها تتناول موضوعات تهم الطفل ، وتجذبه إلى قراءتها وترديدها بسبب إيقاعها الجميل وسهولة ترديدها وحفظها .

ومن الأناشيد الجميلة أنشودة أحمد ( العدد 198) والتي نقتطف منها :

أنـــــا اســمي أحمد ومســــــلم موحـــــد

أزرع طـــــوال عامي وفي الخــــتام أحـــصد

بالــجد والحمــاســة والــــحب للـدراســـة

أجتـــاز امتحــــاني بالــــدرس والمـــــران

ولكل عـــــــام أكـبر وفضـل ربي أشــــــكر



ومن القصائد السردية (العدد 251) :



من كتـــاب الله أحـــــــكي قـصــة للأصـــدقـــــــــــاء

عن خليـــل الله إبــراهيــم جـــــد الأنـبـيــــــــــــــاء

فخـلـيـل الله دومــــــــــــاً هـو رمــــــــز للـوفـــــــاء

وخـلـيـل الله رمـــــــــــــز للشــمـوخ وللإبــــــــــــاء

ونذكـر هنا أن المجلة استخدمت أيضاً أسلوب المسرحية الشعرية ، والشعر الحواري .

7) بأقلام البراعم

يظهر من أبواب المجلة أنها كانت تحرص على تفاعل القارئ الصغير مع المواضيع التي تنشرها المجلة من خلال مشاركته ، أو نشر آرائه بموضوعات منشورة أو موضوعات عامة ، أو من خلال نشر صورته في باب تعارف (( أصدقاء البراعم )) أو في باب (( أصدقاء البراعم )) . وهي أبواب تنشر غالباً في معظم أعداد المجلة ، وأهمها باب (( بأقلام البراعم )) لأنه يسمح للصغار بإبداء آرائهم ببساطة . ورغم أهمية هذا الباب عموماً ، فإنه لم يوظف ليقوم بمهمته الأساسية ، وهي (( تشـجيع الأطفال على أن يصبحوا مشاركين إيجابيين في تحرير مجلاتهم ، عن طريق اختيار مراسلين للمجلة من الأطفال ، يقومون بتغطية بعض الأحداث التي تقع في مدارسهم أو بيئتهم المحلية ، ويجرون تحقيقات عن نشاط زملائهم ومشكلاتهم وقضاياهم ))( ) .

ويلاحظ أن باب (( بأقـلام البـراعـم )) اقتصر في معظم الأعداد على نشر صور الأطفال ، مصحوبة بالنوادر أو بالحكم أو بالقصص التراثية ، أو غير ذلك من الموضوعات التي نراها متكررة في معظم مجلات الأطفال .

8) التسالي

حوت جميع أعداد المجلة ( عينة البحث ) على صفحات للتسلية لكن معظمها كان منقولاً عن مجلات أخرى ، وخصوصاً (( الاختلافات )) ، حيث نجد أن كل الاختلافات المقدمة في المجلة كانت منقولة عن مجلات أسـبوعية عربية ، وفيها ما لا يتناسب مع مجلة إسلامية ، مثل نشرها لصورة رجل بثياب غربية ، وفي فمه سيجارة ، وفي يده باقة ورد ، وكأنه ذاهب إلى موعد غرامي ( العدد 249) .

وفي العدد (260) نلاحظ أن المجلة لجأت إلى أسلوب القص واللصق ، حتى دون إعادة صف للكلام المنشور ، حيث تنشر الطرائف ، نقلاً عن مطبوعة أخرى ، بطريقة التصوير ، كما أنها تنشر في العدد نفسه ، لعبة وصل الأرقام للحصول على رسم معين ، وهذا الشكل مأخوذ كما هو من مجلة أجنبية ، ويظهر ذلك جلياً من خلال استخدام الأرقام الأجنبية ، مما يؤثر بالفعل على مستوى المجلة . أما تسالي العدد (238) فإنها منقولة بأخطائها ..

أما الكارثة الحقيقية ، فهي نشر مجلة (( براعم الإيمان )) رسمة بأسلوب القص واللصق دون تدقيق ، حيث نعثر على لعبة لتظليل الخانات المنقطة في العدد (242) ، وقد قمنا بعملية التظليل المطلوبة ، وكانت المفاجأة ـ الصدمة ، أن الصورة هي عبارة عن حفلة راقصة ، فيها رجل يحمل كأساً ، ورجل وامرأة يبدوان وكأنهما يرقصان ، وإلى يسار الصورة شجرة تشبه ما يسمى بشجرة الميلاد ، مما يؤكد أنها صورة لحفلة بمناسبة (( رأس السنة الميلادية )) ، وأن الرجل يحتسي خمراً .. وهذا الخطأ الجسيم لا يحتاج لأي تعليق .

كما أننا نجد أخطاء فادحة مثل لعبة الحروف في العدد (218) ، حيث حاولنا حل اللعبة ففشلنا ، وعندما بحثنا عن الحل في العدد التالي وجدنا خطأ في كتابة الحروف ، مما جعل الخطأ يمنع الوصول إلى الحل الصحيح ، وهو أمر لا يتناسب مع صفحة ألعاب وتسلية يجب أن تدقق ، وأن تنخفض فيها احتمالات الخطأ إلى أدنى مستوى .

ويدخل في باب التسالي ركن لوّن ، الذي كان في الغالب صفحة مستقلة ولم يرد في المجلة خلال الفترة المحددة للدراسة إلا مرات قليلة وفي (14) عدداً فقط .. وكانت أيضاً عبارة عن صور مأخوذة عن كتب أو مجلات للرسم والتلوين . كما يدخل في باب التسالي (( ابتسامات البراعم )) التي كانت منتشرة في معظم أعداد المجلة ، لكنها لم تستقل إلا في عددين فقط ، وحررها القراء الصغار .

9) معلومات علمية

يؤكد الباحثون (( أن الأطفال شغوفون بالتقدم العلمي ، وهو من مظاهر تكيفهم الاجتماعي والحضاري مع العالم الخارجي ، عن طريق الاهتمام بالاكتشافات العلمية والاختراعات الحديثة ))( ) . ونلاحظ أن مجلة (( براعم الإيمان )) تزخر بكثير من المعلومات والمعارف المتنوعة ، وتحرص المجلة على تقديم فيض من المعلومات عن الكائنات ، من الحيوانات البرية والبحرية ، كالأسماك والطيور والنباتات المتنوعة ، مستعينة في ذلك بالصور الإيضاحية ، مما يساعد الطفل على التعرف إلى أشكالها تفصيلياً .

وقد حرصت المجلة على تقديم بعض المعلومات الصحية البسيطة ، مثل : أسنانك (217) ، حقائق مدهشة عن قدميك (245) ، ولكن الجرعات الصحية كانت قليلة جداً ، بينما يحـتـاج الطفل إلى مزيد من المعلومات المتعلقة في هذا الجانب إثــراء لثقافته ومعلوماته ، وليكون على بينة عن جسـده والمخاطر الصحية التي قد يتعرض لها في حياته .

وفي معلوماتها العلمية ، حرصت المجلة على ربط موضوعاتها بالإيمان والإعجاز الخـلقي مثل : بـاب (( من آيـات الله )) والذي يحوي معلومات مثل : بيت العنكبوت (189) ، ماذا تأكل الحشرات (232) ، قدرة الله في الطائر : هذا الطائر العجيب (246) ، من عالم النحل العجيب (248) ..

وهناك أبواب علمية أخرى كانت تنشر من حين إلى آخر مثل :

أ   ) مخلوقات الرحمن بين العلم والقرآن : الحوت (194) ، الكلب (195) ، النحل (199) ، الأسد (220) …

ب  ) من حيوانات الغابة : الفيل (215) ، فرس النهر (221) .

ج  ) هذا خلق الله : البطريق (231) ، السمكة الطعم (256) ، حيوان الموظ (257) ، الصوص (262) .

د   ) قصة آية : بيت العنكبوت ( 267 ) .

هـ) علوم : خداع البصر (254) ، الكهرباء (255) ، الهواء (258) ..

و  ) الموسوعة البحرية : الشراع (267) و(268) .

هذا بالإضافة إلى موضوعات مثل : الكمبيوتر (219) ، الشمس (251) ، هل توجد بقعة عمياء داخل عينيك (253) ، عالم الكهوف (260) …

ويلاحظ أن المعلومات العلمية المنشورة في المجلة تقدم بأسلوب سهل مبسط لا يصعب على القارئ الصغير ، وإن وجدنا نقصاً في جوانب علمية أخرى كان من المناسب لو عالجتها المجلة ، كأن تقدم آخر المخترعات الحديثة ، وأن تقدم للطفل بعض الأشغال العلمية التي يمكنه أن يقوم بها بنفسه ، بمعـونة بعض الأدوات البسيطة ، مما ينمي إحساسه العلمي ، ومهاراته العلمية ، وبذلك تزرع المجلة في نفسه بذور شخصية متوثبة محبة للعلم والاختراع ، على أن تبين المجلة أهمية وجود المخترعين ، ومدى الدور الكبير الذي يمكن أن يؤديه المخترع في تطور حياة الأمة وتقدمها ، وفي مضاهاة الشعوب الأخرى ، حتى لا نظل دائماً ننعى ماضينا العظيم ، في الوقت الذي نتلقف فيه اختراعات الغرب دون اختراعات موازية ومتفوقة .

10) مسابقة العدد

قدمت (( براعم الإيمان )) فرصة حقيقية لقرائها الصغار ، لتنمية معلوماتهم الدينية والعلمية والتاريخية والجغرافية .. من خلال مسابقة العدد الشهرية ، التي تعد من أهم أبواب المجلة لأنها تشجع الصغار على البحث والسؤال والمشاركة ، مما يعودهم من الصغر على النشاط والدأب .

ورغم أننا نقر بأهمية مثل هذه المسابقات في مجلات الأطفال ، فإننا نشعر بضرورة وجود حافز مالي مجز يدفع الأطفال إلى المشاركة .

والملاحظ أنه طوال فترة العينة كانت جوائزه المجلة واحدة : (( من الأول إلى الخامس : عشرة دنانير لكل فائز ، ومن السادس إلى العاشر : اشتراك لمدة سنة في مجلة (( الوعي الإسلامي )) وملحقها (( براعم الإيمان )) .

ومن المستحسن أن ترفع قيمة الجائزة بشكل مغر ، وأن تستحدث المجلة مسابقة سنوية كبرى ، تكون دافعاً للمشاركة بشكل واسع .

وتقدم (( براعم الإيمان )) أسئلة منوعة ، حيث نجد في العدد (189) أسئلة عن الحج ومكة المكرمة وفلسطين وأفغانستان .. وفي العدد (197) أسئلة عن القرآن الكريم وعن بروناي وعن العقارب .. وفي العدد (251) أسئلة فيها خيارات مثل : أول مسجد في الإسلام ، أول من جعل للكعبة المشرفة كساء ، واسم بيت الأسد ، وجمع كلمة عندليب ، ومن اشترى بئر رومة … وفي العدد (265) أسئلة جغرافية مثل : حفر قناة السويس ، نهر الدانوب ، ارتفاع برج إيـفـل . أما مسابقة العدد (268) فقد كانت عن شهر رمضان المبارك عن : اسم الباب الذي يدخل الصائمون منه يوم القيامة ، مدينة فتحها المسلمون في رمضان في السنة الثامنة للهجرة ، وعن المعارك الإسلامية التي جرت في رمضان ، وفي أي سنة فرض الصيام على المسلمين … وهكذا ..

ونتبين من كل ذلك مدى الاهتمام الذي كانت توليه مجلة (( براعم الإيمان )) في بناء وتنمية ثقافة الطفل المسلم ، هذه الثقافة التي تنمي بدورها شخصيته الإسلامية ، وتجعل منه متمكناً من معلوماته الإسلامية حيث تتعمق في ذاته ، وتـؤصـل عـادة البحث في نفسه ، وتحبب إليه ارتياد المكتبة والرجوع إلى الكتاب .

11) مدن عربية وإسلامية

انطلاقاً من أهمية تعرف الطفل المسلم إلى البلاد الإسلامية ، قامت (( براعم الإيمــان )) بنشر عــدد من الصفحـات عن مـدن ومساجد ، لكن هـذا البـاب لم يستمر طويلاً ، حيث اقتصر على عشرة أعداد فقط : (224ـ225ـ226ـ227ـ228ـ 230ـ231ـ232ـ238ـ264) حيث نجد معلومات عن مدينة (( أبها )) و (( أبـو ظبي ))  و(( استنبول )) و(( أغادير )) و (( مراكش )) و (( دبي)) ومعلومات عن المسجد الأموي ، والمسجد الأقصى ، وجامع الزيتونة ..

وقد يكون من المفيد حقاً استمرار هذا الجانب الجغرافي والتاريخي ، إثراء لمعلومات الطفل عن عالمه الإسلامي ، حتى يشعر بصلته بكل بلاد الإسلام وحتى يألف المدن الإسلامية الشهيرة ، وتصبح في جعبته معلومات حية وجديدة عن مختلف المدن الإسلامية .

12) موضوعات متفرقة

قامت (( براعم الإيمان )) على مدى السنوات ـ موضوع البحث ـ بنشر كم كبير من الموضوعات المتفرقة ، في مجال اللغة والمسرح ، والتمثيليات والموسوعة العلمية ، والأخبار العامة ، وذلك مثل : صور لمناطق الكويت أثناء الغزو العراقي (188) ، معرض للرسوم (201) ، عشرون عاماً على صدور (( براعم الإيمان )) (218) ، تجارب مسلم (222) ، حدث في رمضان (232) ، فكر معنا (268) كما قدمت أحياناً صفحات لمحتويات العدد (261ـ262ـ266ـ268) . وغير ذلك من الموضوعات العامة التي لم تدخل في أبواب محددة وثابتة .

13) الصفحة الأخيرة

خصصت المجلة صفحتها الأخيرة من كل عدد باستثناء (11) عدداً طوال المدة التي خضعت للبحث ، لشخصية واحدة هي شخصية طفل يدعى مجاهد . ومجاهد يمثل طفلاً كويتياً مسلماً ، يحافظ على الصلاة والأركان الإسلامية كلها ، ويتمسك بالآداب ، ويشيع الخير بين الناس .

وفي كل عدد يقدم مجاهد شيئاً جديداً ، وتوجيهاً مفيداً في مختلف المجالات . حيث نجد أحياناً حديثاً نبوياً (213) مثل كثير من الأعداد ، وكذلك نجد موضوعات أخرى مثل : الرحمة بالحيوان (215) ، التواضع (219) ، حق الجار (250) ، الصدق (255) ، الإيثار (266) .

[3] مجلة براعم الإيمان عينة البحث من حيث الشكل  .

1) عدد الصفحات

صدر العدد (188) في (20) صفحة (27×20سم) ، واحتفاء بمرور 20 عاماً على صدور أول عدد من المجلة ، صدر العدد (218) بتاريخ رجب 1415هـ ـ 1994م ، في (36) صفحة ،وجاء العدد التالي في (28) صفحة . وتقلب الإصدار بعد ذلك . ( العدد 221، 20 صفحة ) ( العدد 222 ، 20 صفحة ) ، (العدد 223، 28 صفحة ) وظل الإصدار ثابتاً ، حتى العدد (260) . ومع صدور العدد (261) ، بتاريخ صفر 1419هـ ـ يونيو 1998م ، صدرت (( براعم الإيمان )) في (36) صفحة ، واستمرت محافظة على عدد صفحاتها حتى العدد (268) ، حدود البحث .

2) الغـــــــــــلاف

اتسمت أغلفة (( براعم الإيمان بالألوان )) الزاهية البراقة ، والرسومات الجميلة المعبرة ، وامتازت بالتنوع ، وتعدد الرسامين ، وخطوط الرسم . ويشتمل الغلاف على عنوان المجلة ، وشعارها ، وهو عبارة عن وجه طفل بالزي الكويتي التقليدي ، ومجموعة من الأطفال ، في أعلى شمال الصفحة ، وفي أسفل الصفحة يكتب : هدية العدد ( … ) من مجلة (( الوعي الإسلامي )) ، تصدرها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، دولة الكويت ، مع عنوان لأبرز قصص العدد وموضوعاته ، وقد تخلو بعض الأغلفة من كثير من المضامين التي يحويها العدد .. ونلاحظ أن هناك تفاوتاً بجودة الطباعة والرسم ، وجاذبية الغلاف .

وكانت معظم العناوين عــادية ، وغير جذابة ، كما نلاحظ غياب العناوين تماماً ، ( العدد 188) ، كما أن عناوين الأغلفة لا تعطي بمعظمها فكرة واضحة ومختصرة عن المضمون مثل : الكويت خلية بناء وعمل ( العدد 189) ، حمدان طواف البلدان ( العدد 192) ، حامل أنباء النصر ( العدد 197) ، وهناك عناوين بسيطة جداً مثل : أحمد شــايل سيفه ( العدد 191) ، في الصيف تحلو السباحة   ( العدد 251) ، العودة إلى المدارس ( العدد 253) ، رمضان شهر القرآن ( العدد 256) .

3) نوع الورق

طبعت المجلة على ورق كوشيه مصقول ولامع ، ولم يتغير نوع الورق من العدد (188) إلى العدد (268) ، وصدرت المجلة بمقاس (27×21سم) مع بعض التفاوت البسيط بسبب القص .

4) العناوين والخطوط

التزمت المجلة بعناوين محددة الخطوط ، وخصوصاً في الأغلفة ، وتميزت بقصر عـدد الكلمات ومحدوديتها وعباراتها السهلة المبسطة ، مثـل : الإنسان الآلي ( العدد 205) ، أرانيبو ( العدد 27) ، الرأفة مع الحيوان ( العدد 211) ، الحمامة البيضاء ( العدد 249) ،الأسد المكار ( العدد 255) ، القرد يحترم مواعيده ( العدد 265) .

وقد انطوت بعض العناوين على مضامين أخلاقية وإنسانية ، تجمع بين الحث على القـوة والمثابرة والشجاعة والصبر والوفاء مثل : الطفل الشجاع ( العدد 193) ، حنان أم ( العـدد 195) ، صنائع المعروف تقي مصــارع السوء ( العدد 196) ، أنا أحب وطني ( العدد 263) ، ونلاحظ أن هذا هو الاتجاه الكلي لعناوين المجلة ، وهو ما يعكس أهدافها ومضامينها السطحية .

ولم تخل العناوين من الطرافة مثل : أحمد شايل سيفه ( العدد 191) ، حمدان طواف البلدان ( العدد 192) ، مأساة في الغابة ( العدد 198) ، البخيل الذي باع ما لا يباع ( العدد 213) ، الخروف الحيران ( العدد 214) ، القرد يحترم مواعيده ( العدد 265) .

5) الرسوم

امتازت المجلة بالرسوم الموافقة للمواد المنشورة ، بحيث لم يخل موضوع واحد من صورة مناسبة ، ولا تخفى أهمية الرسوم في مجلات الأطفال ، حيث (( تعتبر حجر الزاوية في إخراج مجلات الأطفال ، فالمجلة التي تفتقد هذا العنصر أو يندر فيها ، لا تجد قبولاً من الأطفال . والرسوم جزء من التعبير الموضوعي ، بل هي تتجاوز عملية الإخـــراج أحياناً ، فالرسوم تربي الذوق الفني عند الطفل ، وتعطي القصص بعداً وجدانياً ، وتنقل الطفل من عالم الفكرة إلى عالم الواقع الحي ، وكلما كانت الرسوم الإبداعية كبيرة أقبل الأطفال على المجلة ))( ) .

ونلاحـظ أن الرسوم تشكل وحدة موضوعية للمجلة ، ونجد أن فيها توازناً في الألوان ، والبعد عن الألوان الداكنة ، والاستفادة من تقنيات التجهيزات المعاصرة في التعامل مع الألوان ، وإخراج ألوان تناسب الموضوعات المرافقة .

وتستخدم مجلة (( براعم الإيمان )) الصور والرسوم بطريقة حية ، توظف لتوصيل الأفكار والمعلومات ، وتستخدم الصور في القصص ، إما بشكل قصص مسلسلة وإما أن تصاحب القصة صورة واحدة أو أكثر لتوضيح الأحداث ، وأغلب الصور المستخدمة عبارة عن رسومات حية ومتحركة .

ورغم بعض الملاحظات والهنات على ضعف عدد من الصور والرسوم من الناحية الفنية ، فإن من الواضح أن (( براعم الإيمان )) أدركت أهمية الرسوم للأطفال ، حيث تكون وسيلة جذب وإيضاح ، كما أن لها تأثيراً كبيراً على ذاكرة الطفل ويسهل الاحتفاظ بها لفترات أطول مقارنة بالكلمة المكتوبة ))( ) .

6) الغلاف الأخير

معظم أعداد المجلة كانت تزين غلافها الأخير بصور ملونة ، في سياق قصص جميلة ، وهي تمتاز بتقديمها لشـخصية (( مجاهد )) في غالبية الأعداد ، باستثناء الأعداد : (251ـ 252ـ 253ـ 254) فقد نشرت مغامرات (( بوفلتان )) والأعداد (259ـ263ـ264ـ265) فقد نشرت مغامرات أشعب ، الشخصية التراثية المعروفة .

ولا شك في أن شخصية (( مجاهد )) التي تقدمها المجلة تعطي شخصية للمجلة ، ومجاهد شخصية وحيدة إجمالاً ، ولا يوجد لها مثيل في (( براعم الإيمان )) ، وإن التغيير الذي كان يطرأ من آن إلى آخر ، عبر شخصية (( بوفلتان )) ، وشخصية أشعب التراثية أمر لا يعد تجديداً إذ إن الثبات على شخصية محددة ينشئ بين الطفل ومجلته علاقة راسخة ، فلا يمكن أن نعتبر الطفل القارئ شيئاً محايداً ، فهو يتفاعل ويتأثر ، ويرغب في أن يألف صـوراً لشخصية ثابتة ،تبدأ خطاب الطفل من ذاتيته ، بتقديم المعلومة بثوب يعرفه ، لا أن تقدم المعلومة أو الرسالة كل مرة بثوب جديد ، فالتنوع يكون أنسب في المضمون ، وتطوير الشكل ، دون المساس بالشخصية التي يمكن أن نعتبرها كالعلامة الفارقة ، أو الخصوصية التي تميز المجلة عن غيرها من المجلات .

[4] النماذج المختارة من براعم الإيمان

قدمنا في الصفحات السابقة تعريفاً شاملاً عن مجلة (( براعم الإيمان )) ، وقد عمدنا إلى دراسة مختلف الجوانب المتعلقة بالشكل والمضمون ، وبينا مواطن الخلل ، لأننا بحاجة إلى التسديد أكثر مما نحن بحاجة إلى الثناء والمديح وتقديم الشكر .. رغم أننا نقر بأهمية تقدير الجهد المبذول مهما كان صغيراً .

وانطلاقاً من حرصنا على تقديم صورة وافية عن (( براعم الإيمان )) ، قمنا باختيار موضوعات منتقاة من (( براعم الإيمان )) على مدى سنوات البحث ، على اعتبار أن فكرة انتقاء موضوعات سبق نشرها في عدد من المجلات ، ثم إعادة تجميعها من الأساليب الصحفية السائدة ، وهي فكرة ظهرت في الولايات المتحدة الأميركية من خلال مجلة (( ريدرز دايجست ))  (  Reader’s Digest ) ، حيث حظيت هذه المجلة ولا تزال باهتمام كبير ، وشعبية واسعة ، داخل الولايات المتحدة وخارجها ، لدرجة أنها أصبحت تنشر بعدد من لغـات العالم ، كما نشرت لمدة طويلة باللغة العربية تحت عنوان : المختار من ريدرزدايجست ..

وفي الولايات المتحدة أيضاً ( ) طبقت هذه الفكرة عام 1950م في عالم مجلات الأطفال ، حيث ظهرت مجلة ( Children’s Digest ) ، وهي تقليد للفكرة الناجحة التي ظهرت في عالم مجلات الكبار ، فهذه المجلة ذات القطع الصغير كانت ولا تزال ، تضم أفضل ما ينشر من مجلات الأطفال للأعمار من (7 إلى 12) سنة .

ونحن هنا لا نقدم مختارات من عدد من مجلات الأطفال العربية أو مجلات الأطفال بدولة الكويت ، وإنما من المجلة التي تعد محوراً للبحث ، وهي مجلة (( براعم الإيمان )) ، فمن بين أعداد المجلة ـ عينة البحث ـ تم اختيار موضوعات متفرقة تمثل ما قدمته المجلة للطفل المسلم . وقد راعينا في هذا الاختيار عدة عوامل هي :

[1] أن تكون المختارات ممثلة لمعظم الأنماط الفنية والتحريرية التي تميزت بها المجلة.

[2] حرصنا على التنويع ، بعد المفاضلة وتحييد بعض المواد التي لم نر أهمية في تناولها .

[3] كما أننا لم نلتزم بأبواب المجلة نفسها ، وانتقينا ما نظنه مقبولاً وإيجابيا ، رغم وجود بعض الملاحظات التي سنشير إلى أهمها خلال مناقشة كل موضوع من الموضوعات المقدمة .

[4] لم يكن الهدف جمع أكبر كم من الصفحات ، بل كانت المعايير والأدوار التي تحدثنا عنها سابقاً ( ) مأخوذة بعين الاعتبار قدر الاستطاعة .

[5] وبعد غربلة الموضوعات التي رأيناها مناسبة إلى حد ما ، قمنا بالغربلة مرة ثانية وثالثة ، لنقوم بتقديم أقل عدد من الصفحات ، بأعلى نسبة من الأدوار المطلوبة ، والتي بإمكانها تشكيل شخصية الطفل المسلم ، من جوانب متعددة ، رغم أننا لاحظنا قصور مجلة (( براعم الإيمان )) ، وعدم احتراف الكادر المسؤول عن إصدارها ، مما لم يمكنها من احتلال المستويات العليا في التكرارات المطلوب تحققها في موضوعات المجلة فيما يخص الأدوار المتوقع منها تأديتها .

[6] وقد قسمنا المختارات إلى التصنيفات التحريرية التالية مسلسلة على الشكل التالي :

( أ) الغلاف : راعينا التنويع ، والشكل الجميل والرسم المتأنق والشخصية المستقلة للمجلة .

(ب) الموضوعات المختارة : قصص مصورة ، شعر ، قصص تاريخية ، معلومات عـلمية ، صفحـة للغـة ، معلومات عن مدينة إسلامية ، وقصة من السيرة ، ومعلومات تربوية ، وثقافة إسلامية ، وتسلية وترفيه.

(ج) الصفحة الأخيرة : كانت عبارة عن قصة مصورة من قصص مجاهد .

[7] وجاءت المختارات في (20) صفحة ، إذ راعينا المستوى المتوسط لعدد الصفحات المستخدمة في معظم صحف الأطفال ، لعدم الإطالة .

[8] راعينا أقصى قدر من الدقة في اختيار الموضوعات الخالية من الأخطاء اللغوية والفنية ، إلا أن المختارات لم تسلم من الأخطاء تماماً .

[9] لم نتمكن من وضع جميع الأشكال الصحفية التي نرى ضرورة توافرها مثل المقابلة والتحقيق والاستطلاع والمقال ، نظراً لانعدام هذه الأشكال في (( براعم الإيمان )) طوال فترة البحث .













الشكل رقم ( 8 )



النماذج المختارة من مجلة براعم الإيمان





































أ ) تحليل محتوى النماذج المختارة من براعم الإيمان

تتألف النماذج المختارة من (( براعم الإيمان )) من (20) صفحة ، تشمل عدداً من الأشكال الصحفية ، على الشكل التالي :

[1] القصص المصورة ( الصفحات 2ـ4ـ5ـ13ـ20) .

[2] الأنشودة ( الصفحتان 3ـ7) .

[3] القصص الحوارية السردية ( الصفحات 6ـ10ـ11ـ14ـ15ـ16ـ17) .

[4] المعلومات العامة ( الصفحات 8ـ9ـ12) .

[5] التسلية ( الصفحتان 18ـ19) .

ولا تمثل هذه الأشـكال جميع الأنماط الصحفية المستخدمة في المجلة ، وإن كانت تمثل معظمها . وفيما يلي قراءة عامة للنماذج المختارة من (( براعم الإيمان )) :

[1] يظهر من الغلاف شخصية المجلة العربية الإسلامية ، وأنها خاصة بالأطفال ، لفرحة الأطفال بها ، وأنها لجميع الأطفال ، الذكور والإناث ، وتظهر إسلاميتها أيضاً من الفتاة المحجبة .

[2] في النموذج (2) نقرأ قصة طفولة أحد علماء المسلمين ، حول أهمية فضل العلم ، حيث يغرق الطفل نفسه في العلم والبحث والدراسة ، ويعده أستاذه بالخير الوفير عندما يكبر ، رغم أنه كان جائعاً وشديد الفقر ، ولا يملك قوت يومه . وتدلنا هذه القصة المصورة على نتائج العلم الخالص ، والحصاد الوفير الذي يخبئه الله سبحانه لعباده المتعلمين .

وتحـفز هذه القصة الطفل إلى تنمية معارفه ، والاعتياد على الصبر والكفاح والمثابرة ، وإرادة الحـيـاة ، والبعد عن الراحـة والـدعة ، وعدم الانكباب على طلب المال ، والسعي خلف تحقيق الثراء ، دون تمكين النفس من العلوم الدينية وسائر العلوم التي يحتاج إليها المسلمون ، ويتوجب عليهم أن يتقنوها .

[3] في النموذج (3) نجد أنشودة تحت عنوان (( أبناء الإيمان )). وكنا قد تحدثنا سابقاً عن أهمية الأنشودة بالنسبة إلى الطفل وتقدم هذه الأنشودة مجموعة من القيم الإسلامية السامية ، تبدأ من تعريف الطفل لنفسه وبأنه نشأ على الهدى والحق والدين ، وأنه لا يكتفي بذلك نظرياً ، إذ إنه يسعى لرفع راية المجد ، متمسكاً بالعلم والإيمان ، والدعوة للجهاد والتذكير بالبطولات الإسلامية والوحدة التي تسري في وجدان كل طفل مسلم . إن هذه الأنشودة البسيطة ، فضلاً عما تقدمه من إيقاع جميل وبسيط وخفيف على اللسان تحفل بقيم كثيرة .

وبذلك تحقق هذه الأنشودة مجموعة من الأدوار منها ربط الطفل بالتراث وشحذ العواطف وتهذيب الوجدان ، وتنمية مشاعره وغرس الفضائل في نفسه وتنمية ثروته اللغوية وتذوقه الأدبي .

[4] في النموذج (4ـ5) قصة مصورة بعنوان (( البيعة )) ، وفي القصة طفولة أحد صحابة الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، حيث تظهر موقف الرسول الكريم من الصغار ، كما توصف شجاعة أطفال الإسلام . وتعلم هذه القصة الطفل المسلم أهمية أن يشعر بقيمة نفسه داخل المجتمع ، وأن لا يعتقد أنه طفل صغير لا يتحمل الأعباء وليس عليه مسؤوليات .

وتقوم هذه القصة أيضاً بمجموعة من الأدوار كربط الطفل بتراث أمته وحضارتها ، وتنمية وعيه للمشاركة في قضايا الأمة ، والإحساس بمشاعر الجماعة ، وحثه على القيام بكل ما يجعله شخصاً ذا قيمة في المجتمع الذي يعيش فيه .

[5] في النموذج (6) قصة حوارية تحت عنوان (( من آيات الله .. هذا الطائر العجيب )) حيث تقدم المجلة حواراً بين (( عمر وعائشة )) ، يتحدثان فيه عن الطائر الصغير الذي يصنع عشه في جذع الشجرة .. وتربط هذه القصة معلوماتها بالإبداع الرباني العظيم ، وتشعر الطفل القارئ بعظمة الإله وقدرته التي تبهر الإنس والجن .

وتمد هذه القصة الطفل بمجموعة من المعلومات بأسلوب أدبي جذاب وتغرس في نفسه عملية التأمل ، والإحساس بجمال الحياة وبديع صنع الخالق ، وتنمي رغبته بالاطلاع والبحث والاكتشاف .

ولا يخفى أن القيم الجمالية المتمثلة باللفظ الرشيق والأسلوب الممتع والوصف الجميل ، والصور العذبة القريبة الأنيقة ، تدخل إلى قلب الطفل دون استئذان ، وتمده بالمعلومات بشكل غير مباشر وتغرس في نفسه القيم المستحبة .

[6] في النموذج (7) أنشودة بعنوان لغتي ، يسبقها تعليق تحت عنوان : لماذا وضع علم النحو ؟ وتقوم هذه الصفحة بتنمية قدرات الطفل اللغوية ، وتشعره بأهمية لغته ، وتنمي مهاراته الشعرية ، وتغني حاسة التذوق الأدبي والإحساس بجمال الكلمة ، وتربط الطفل بلغته العربية ، لغة القرآن الكريم ، وتحثه على تنمية ثروته في العلوم اللغوية ، كما تشعره بروعة النغم والكلمات وموسيقى الشعر .

وتنمي الأنشودة في نفس الطفل الإحساس بالفخر بلغته ، في وقت تكتسح فيه اللغات الأجنبية ساحتنا العربية ، وأصبح حامل اللغة الغربية أكثر أهمية من متقن العربية ، وباتت العربية مهجورة بين أهلها ، وغريبة في مجتمعها .

كما أن الأنشودة تنمي في الطفل حب لغته ، وتنقي فكره وعقله وقلبه ، وترفده بكثير من المعطيات اللغوية والجمالية ، وتسعف قاموسه اللغوي ، وتزيد من رصيده الثقافي.

[7] وفي النموذج (8 ـ 9) حكاية عاصمة من عواصم الإسلام ، ومنارة من منارات العالم الإسلامي ، وهي مدينة اسطنبول ذات التراث التاريخي . وتقدم الصفحتان معلومات مختلفة عن مدينة إسلامية عبر تاريخها الطويل في أسلوب مبسط ، وتتحدث عن آثار المسلمين ، ومميزات هذه المدينة المختلفة .

وتحقق الصفحتان مجموعة من الأدوار ، مثل ربط الطفل بأمته عبر امتداد أراضيها الشاسعة ، وتعرفه بالعالم الإسلامي ، وتطلعه على المعلومات والمعارف التي تعمق نظرته للحياة وتغرس في نفسه حب الاطلاع ، والاستعلام عن باقي مدن العالم الإسلامي ، وبذلك يشعر الطفل بعالمية الإسلام ، ويشبع رغبته بالبحث والاكتشاف .

[8] وفي النمـوذج (10ـ11) قصة سردية من السيرة النبوية الشريفة ، وقصة أحد الصحابة الأبطال . وتحقق هذه القصة التاريخية مجموعة من الأدوار ، حيث تربط الطفل بالسنة النبوية الشريفة وتثري معلوماته التاريخية ، وتمده بالمعلومات ، وتجعله يستشعر قيمة الماضي المشرق ، والإيمان الحقيقي ، حيث يضحي الإنسان المؤمن بكل شيء من أجل الآخرة ، كما ترشدنا القصة إلى الانصياع الكامـل الذي كان يسيطر على سائر المسلمين في عهد النبوة ، وإلى رحمة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) التي وسعت الكافرين رغم ظلمهم وأذاهم . وتقوم هذه القصة السردية بغرس الفضائل والأحاسيس النبيلة ، والمشاعر السامية في نفس الطفل ، وتطلعه على المواقف المشرفة والنماذج والمثل العليا .

[9] في النموذج (12) تقدم المجلة معلومات عن بقر الوحش ، حيث تربط المعلومات ببلاد العرب ، وكيف منحها الله تعالى صفات تجعلها تتحمل قساوة الصحراء . وتظهر الصفحة قدرة الله سبحانه في خلقه ، ولا تكتفي بعرض المعلومات بشكل محايد ، إذ إن ربـط المعلومات بالمفاهيم الإيمانية يثري إيمان الطفل ، ويشعره بالإعجاز الإلهي .

فليـس الهدف هو إمداد الطفل بمعلومات علمية مجردة ، بل بمعلومات مرتبطة بالدين ، مما يعمـق نظرة الطـفل إلى الحياة ، وتشعره أيضاً بجمال الخلق الإلهي ، وبديع صنعه . وبذلك ، لا يتوقف الطفل أمام هذه المعلومات فقط ، لأنها تشكل له دافعاً للبحث والتنقيب ، ويصير تلقائياً قادراً على ربط أي معلومة بالاتجاه الديني الصحيح .

[10] في النموذج (13) قصة مصورة خفيفة بعنوان أرانيبو ، تعرف الطفل إلى أهمية النظافة ، وتغرس الاتجاهات الإيجابية تجاه البيئة وتعلمه الفضائل والقيم والصفات والعادات الحسنة وتهذب السلوك وترتقي به .  

وتحذر القصة الطفل من تلويث البيئة بالنفايات ، وتدعوه إلى وضعها في المكان المخصص لها ، لأنه سيكون أول المتضررين بفساد بيئتة . وتعلمه أهمية الحرص على البيئة من حوله ، حرصاً على صحته أولاً ، وعلى صحة الآخرين ثانياً . ولعل توضيح هذه المسألة في نفس الطفل ، يجعله إنساناً يحب النظافة ، ليس نظافة بدنه وبيته وحسب ، بل نظافة كل مكان يحل به ، فالنظافة شعار لا غنى عنه لكل شعب ينشد التطور والحضارة والرقي .

ونلاحظ أن قصة أرانيبو تقدم بأسلوب يشجع على القراءة ، كما أن الرسومات المصاحبة ، مرسومة بعناية تظهر حرفية الرسام وقدرته الفنية العالية .

[11] وفي النموذج (14ـ15) قصة حوارية بعنوان الفراشة المغرورة ، ومن العنوان ندرك أن القصة تحاول أن تعلم الطفل أهمية التواضع وعاقبة الغرور .

ولا تقوم المجلة بتأكيد هذا المفهوم من خلال التوجيهات المباشرة بل تعمد المجلة إلى أشــعار الطـفل بجمـال الطبيعة ، وتقدم له أيضاً معلومات علمية مفيدة تثري معارفه ، وتنمي خبراته ، كما أن الحوار بين الفراشة والدودة ينمي خيال الطفل ، ويضعه أمام تصورات واحتمالات كثيرة ومتعددة .

وتنمي هذه القصة اتجاهات خلقية إيجابية ، وترقى بلغة الطفل وقدراته التعبيرية ، وتعرفه على نوع من القصص يتداخل فيها السرد بالحوار ، مما يعرف الطفل على الأشكال الأدبية المختلفة ، فضلاً عن تنمية قدرات الطفل العقلية المختلفة ، كإدراك العلاقات ، والنقد والتحليل وتتميز القصة بقصر مادتها وشمولية مضمونها ، بما لا يصيب الطفل بالملل ، وربما تثير في نفس الطفل الدهشة والإعجاب والإثارة .

[12] وفي النموذج (16ـ17) قصة تاريخية عن أحـد الخـلفاء الـراشـدين ، بعنوان (( صور مضيئة من التاريخ الإسلامي .. عمر يخدم عجوزاً )). وتربط القصة الطفل برجالات الإسلام الكبار ، وتطلعه على المواقف العظيمة والمشرفة ، والنماذج والمثل العليا .

ولا تقف القصة على تقديم المعلومة بطريقة مباشرة بل تحاول أن تدمج ما بين السرد والحوار ، وتطعم القصة بمعلومات وفيرة ، تجعل الطفل على بينه بالأمور التي كانت تحدث في أيام المسلمين الأوائل .

كما أن القصة تعطي الطفل خلفية طيبة عن الحياة التي كان يحياها العرب في باديتهم ، وبذلك يحلـق خياله بعيداً ، ويرسم صوراً ونماذج كثيرة تتسع باتساع خياله .

[13] النموذج (18ـ19) يحوي استراحة للتسلية والتعلم ، حيث تقدم المجلة للطفل تسلية خفيفة ، لاستثمار وقت الفراغ ، وتمده بالمعلومات والمعارف المختلفة ، عن طريق معلومات للذكاء ، وأسئلة للمعارف .

وتقوي هاتان الصفحتان قدرة الطفل على الملاحظة وربط التشابه ، ورغم دورها المحدود نسبياً ، إلا أن جانب التسلية والترفيه يحتاج الطفل إليه ، خصوصاً بعد وجبات ثقافية متنوعة قدمتها المجلة في صفحاتها السابقة .

وهنا نشير إلى أن صفحة التسالي من الأبواب التي يقبل عليها الصغار ، لذا يجب أن تكون محل عناية واهتمام ، لا أن تعامل بجفاء ، وأن لا يصيبها الإهمال وبالإمكان تغذية هـذه الصفحة بكثير من الأمـور التي تحقـق أعـلى نسبة من الإفادة المنشودة لدى الطفل المسلم .

[14] ويأتي النموذج الأخير (20) ليكون محطة ختام ، والختام لابد أن يكون ذا تأثير مباشر وقوي في نفس الطفل . ونجد أن مجلة (( براعم الإيمان )) حرصت في صفحتها الأخيرة على تقديم شخصية طفل لطيف ، يدعى مجاهد ، بالزي العربي ، في حوار لطيف بين الطفل وأبيه ( ) .

وتقدم الصفحة مجموعة من القيم ، فهي تبرز أهمية العمل ، وضرورة أن يندفع الطفل بنفسه ، واستجابة الأب السريعة لهذه الرغبة ، كما تظهر القدوة الصالحة بحرص الأب على عدم الغش ، وحرص الابن على تقليد والده بإصرار .

ولا تقـف الصــورة التربوية البنائية عند هـذا الحـد ، إذ تقدم المجلة حديثاً نبوياً ، لترسيخ القيم السابقة ، التي وردت في سياق القصة المصورة ، وتمد هذه الصفحة الطفل المسلم بمعلومات دينية وقيم إسلامية وتربوية ، وتحثه على العمل الصالح ، وتقوده إلى بناء المجتمع المثالي الذي يدعو إليه الإسلام ، وتحثه على السلوك الحسن والعادات الحميدة .

(ب) تحديد الأدوار الإيجابية للنماذج المختارة من براعم الإيمان

كنا قد تحدثنا سابقاً عن مجموعة من الأدوار التي يجب أن تقوم بها مجلة الطفل المسلم ( ) ومن هنا حاول الباحث قراءة هذه الأدوار في النماذج المختارة من (( براعم الإيمان )) ، لفحص ما يمكن أن يقدمه نموذج مبسط ، وذلك بعد أن عرفنا تلك الأدوار ، وأهميتها ، وحللنا النماذج المختارة من (( براعـم الإيمان )) ، لنقوم أخيراً بعملية تحليل رقمية ، لمعرفة الأدوار التي تؤديها النماذج المختارة .

وقد وضع الباحث الأدوار في خط عمودي ، والأبواب في خط أفقي ، وقام بتحليل كل دور في كل باب ، وذلك بوضع علامة (صح) عندما يذكر الدور في الغلاف والقصة والأنشودة .. وهكذا يكون التحليل منطقياً وصادقاً ، وقمت بجميع التكرارات للحصول على الأدوار المختلفة التي تؤديها النماذج المختارة من براعم الإيمان .

وراعيـت في وضع التكـرارات أن يكون الدور مباشراً وظاهراً ، لا أن يكون ضمنياً . فعلى سبيل المثال : إن الدور الذي تقوم به المجلة للارتقاء بلغة الطفل وقدرته التعبيرية أمر مطرد في جميع صفحات المجلة عادة ، ولكننا حرصنا على جمع التكرارات الموجودة في صفحات مباشرة فقط .

وبعد جمع التكرارات ، أعدنا ترتيب الأدوار من الأعلى إلى الأسفل على هيئة الهرم المقلوب ، بحيث يكون الدور الحاصل على أعلى الدرجات في المرتبة الأولى ثم الأقل تدريجياً .. ويعطي الجدول التحليلي دراسة صادقة توضح الأدوار وتكراراتها بشكل دقيق ، ولا نظن أن مجلة الأطفال يجب أن تتقيد بذلك في كل أعدادها ، فهنالك أعداد تتفاوت فيها التكرارات ، حيث تزداد في جانب وتقل في جـانب آخر ، وليس ذلك بمعيب أو مسيء للمجلة ، فالمهم أن يكون خط المجلة واضحاً وثابتاً ، وأن تشمل كل جوانب حياة الطفل المسلم وأن تبتعد عن الخطاب المباشر في الوعظ والإرشاد .

وقد تكون الأدوار التي أشرنا إليها مؤثرة وفعالة وموجهة ، وبذلك علينا أن نهتم بها في مختلف ما يقدم للطفل من خلال مجلته ، مع إدراك ليونة هذه الأدوار واستيعابها لأدوار أخرى فرعية وتفصيلية . فليسـت هي وحـدهـا الصورة التي لا تدانيها صورة ، لكنها بمثابة الركائز الأساس ، والدعائم القوية ، تسهم مجتمعة في تحقيق الشخصية الإسلامية السوية والبناءة والناجحة ، والفائزة في الدارين .

ولعلنا لا نخرج عن خط هذا البحث إذا أشرنا إلى أن إعلام الطفل عامة عليه أن يتحلى بهذه الأدوار ، وغيرها ، حسبما يتحقق من الوسيلة الإعلامية نفسها بالنظر إلى إمكانياتها وتأثيرها .

ولـو افترضنا قيام إعـلام ملتزم بهـذه الأدوار ، يتوخى رضاء الخالق قبل المخلوق ، لاشتد ساعد القـوم ، ولارتفعت رايات المجد ، ولانحنت هامات الآخرين ، ولسكتت أبواق الناعقين ، والمفسدين ، ولعلت كلمة الحق ..

وإذا كنا اليوم على مبعدة من الإعلام الإسلامي الشامل الذي نطمح إليه ، فإنه من المعيب حقاً أن نلمس قصور بعض صحف الأطفال الإسلامية التي تملك الإمكانيات الكفيلة بأن تكون صوت الخير المدوي ، وأن ترضى بأن تكون مجرد صفحات بيضاء طبعت عليها الموضوعات ، التي لا تجسد فكراً ، ولا تقدم قضية ، ولا تبني إنساناً .. والبناء هو أعظم عمل يؤدى .. وهذا يضعنا تحت المجهر .. ويطالبنا بإعادة النظر وتقدير العواقب بكل جدية وموضوعية وصراحة



الجدول رقم (4)

الأدوار المختلفة للنماذج المختارة من براعم الإيمان



الرقم الأدوار التكرار

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21 إمداد الطفل بالمعلومات والمعارف التي تعمق نظرته للحياة

ربط الطفل بتراث أمته وحضارتها

تنمية وعي الطفل وإحساسه بمشكلات مجتمعه وأمته

شحذ عواطف الطفل وتهذيب وجدانه وتنمية مشاعره

الاطلاع على المواقف التاريخية المشرفة والمثل العليا

غرس الفضائل والقيم والصفات والعادات الحسنة

تنمية حب الاطلاع والرغبة في البحث والاستكشاف

تنمية القدرات العقلية المختلفة

تهذيب سلوك الطفل والارتقاء به

غرس الاتجاهات الإيجابية نحو البيئة

إثراء خيال الطفل والوقوف على احتمالات وتصورات متعددة ومبتكرة

تقبل المتغيرات الجديدة المقبولة دينياً

تنمية الإحساس بجمال الكون وبديع صنع الخالق

معرفة الأشكال الأدبية المختلفة

تنمية حب المكتبة والمهارات المكتبية

تنمية ثروة الطفل اللغوية وتمكينه من حفظ النصوص الجيدة

تنمية القدرة على إدراك جمال النغم وروعة الإيقاع وموسيقى الشعر

الارتقاء بلغة الطفل وقدرته التعبيرية

استثمار وقت الفراغ فيما هو مفيد والاستمتاع به

تنمية القدرات الابتكارية والإبداعية

تنمية المهارات القرآنية 10

9

9

8

7

7

7

6

6

5

5

4

4

4

4

3

2

2

2

1

1








View bakri's Full Portfolio