رسالة الماجستير4

A¥. 1@      .           €   ظ  :ے                  lت                                  ِ  p  ِ  p pِ  ْ j÷   ْ    ْ    ْ  

؛ْ  – P‎    P‎    P‎    P‎  

\‎  ( „‎  4 P‎    ¸‎  ي ¥‏    ¥‏    »‏    »‏    »‏    »‏    »‏    »‏    »‏    ½‏    ½‏    ½‏    ½‏    ½‏    ½‏  ﷓ غ‏  4  ے  + غ‏     ّ  –       غ‏    غ‏      m s                                                              



شكل رقم (21)

احد غلافات مجلة "البلاغ"



مجلة الفرقان:



صدر العدد الاول من مجلة "الفرقان" في جمادي الاخرة 1409هـ، الموافق في يناير 1989م، وحمل غلاف العدد الاول عنوانا واحدا وهو "الانتفاضة في عامها الثاني".



و"الفرقان" مجلة اسلامية جامعة، تصدرها شهريا جمعية احياء التراث الاسلامي، ذات الاتجاه السلفي، والتي نالت ترخيصا رسميا في 23 صفر 1402هـ، الموافق في 19 ديسمبر 1981م.



تعمل جمعية أحياء التراث الاسلامي على تحقيق مجموعة من الغايات والاهداف، يمكن تلخيصها بالآتي(1):

أولا: العمل على ابراز فضائل التراث الاسلامي، ودوره في تطوير الحضارة الانسانية.

ثانيا: تجميع المخطوطات والكتب الاسلامية من جميع انحاء العالم، وتوثيقها وتنظيمها في مكتبة الجمعية.

ثالثا: تشجيع العلماء والباحثين في مجال الدراسات الاسلامية والعمل على نشر بحوثهم ونتاج عملهم.

رابعا: دعوة الناس للتمسك بدين الله بالحكمة الموعظة الحسنة.

خامسا: العمل على تنقية التراث الاسلامي من البدع والخرافات، التي شوهت جمال الاسلام وحالت دون تقدم المسلمين.

سادسا: انشاء صندوق لأموال الزكاة، والاشراف على صرفها في الوجوه المشروعة.

سابعا: انشاء المراكز والمؤسسات التعليمية والاجتماعية في جميع انحاء العالم.



وانطلاقا من حرص الجمعية على نشر العلم والثقاقة الاسلامية، ظهرت مجلة "الفرقان" "لتكون اشراقة جديدة تتلألأ في الساحة الاعلامية في الكويت، ورافدا من روافد العلم والمعرفة، وركيزة لنشر العقيدة على ضوء الكتاب والسنة الشريفة وعلى منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم، ومحاربة البدع والشركيات والافكار الهدامة والاهتمام بقضايا المسلمين في شتى بقاع العالم الاسلامي"(1).



وتجدر الاشارة الى ان مجلة "الفرقان" كانت تصدر بالبداية دون ترخيص رسمي*، الى ان حصلت ومع صدور العدد الرابع والاربعين، والصادر في جمادي الاخرة 1414هـ- ديسمبر 1993م، على ترخيص لصدورها في الكويت بصفة رسمية كمجلة اسبوعية تصدر عن جمعية احياء التراث الاسلامي، وذلك بموافقة وزير الاعلام الكويتي الشيخ سعود ناصر الصباح.



وبالعودة الى كلمة العدد الاول لـ"الفرقان"، وتحت عنوان: "الفرقان مجلة جديدة ... لماذا؟" نلاحظ ان المجلة رسمت لنفسها خطا في اطار الصحافة الاسلامية، التي اعتبرتها علما راسخا ومنارة مضيئة، تنشر النور وتبدد ظلمات الجهل والشهوات وتمنع اغتيال عقل الانسان، وشعارها في ذلك نقل الحقيقة الى الناس دون تحريف.



واوضحت المجلة "ان الصحافة الاسلامية وفي سبيل توصيل كلمة الحق والنطق بها، تواجه شتى اصناف المعوقات، من ضعف الامكانيات والموارد المادية، وصعوبة نشر كل شيء، والمضايقات الكثيرة من قبل المتربصين، الذين يخافون ان تكشفهم كلمة الحق، وان تظهر عوراتهم للناس ليتبينوا باطلهم فينفروا منهم".



وتصف "الفرقان" نفسها بأنها "شمعة مضيئة اراد الله لها ان تضيء وان تنشر الخير والنور بإذن الله...، وان تكون صوتا اخر ينضم الى المسيرة الاسلامية الخيرة، فهي ليست اضافة الى الزبد الهائل، وهي لا تهدف الى تحقيق الربح من وراء اصدارها، كما انها لا تحرص على ارضاء القراء بجميع اتجاهاتهم، ولا السير معهم في اعرافهم وعاداتهم كيفما كانت، ولكن هدفها هو قول كلمة الحق وتيسير سبل الوصول اليه، متمثلة سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وسنة سلفه الصالح من الصحابة والتابعين، الذين لم يبدلوا في دين الله تعالى ولم يحرفوه، بل حاربوا كل بدعة وشرك وتحريف وتعطيل فيه".



شكل رقم (22)

احد غلافات مجلة "الفرقان"



كلمة الفرقان (1)





مجلة النور:



"النور" مجلة اسلامية شهرية، تحتوي على موضوعات اقتصادية واسلامية متنوعة، صدر العدد الاول منها في شهر محرم 1404هـ، الموافق للاول من اكتوبر 1983م.  اصدرها بيت التمويل الكويتي، وهو مؤسسة مالية كويتية، تقوم معاملاتها المالية المختلفة على اسس الشريعة الاسلامية.  وكان بيت التمويل قد تأسس في 28 رمضان 1398هـ،

31 اغسطس 1978م، ونشاطاته تشمل التجارة والاستثمار والعقار وتمويل المشروعات والافراد.



مدير تحرير مجلة النور محمد رشيد العويد قال للباحث "إن الغاية الاساسية التي من اجلها صدرت "النور" كانت نشر مبادئ واسس الاقتصاد الاسلامي، فقد كانت شريعة الاسلام في الاقتصاد مبثوثة في كتب الفقه والاصول وتحتاج، الى من يقدمها بثوب جديد الى القارئ المعاصر، وكانت معاملات كثيرة تحتاج الى ايضاح حكم الاسلام فيها، من حيث حلها وحرمتها"(1).



وقد نشرت النور منذ اصدارها، مئات الابحاث والدراسات والمقالات، التي تعرض منهج الاسلام في الاقتصاد، وتشرح المعاملات المالية الاسلامية، وتوضح اعمال المصارف الاسلامية، ونشرت ايضا مئات الفتاوى في معاملات وعقود اظهرت حلها او حرمتها، اضافة الى دراسات اقتصادية عامة، ولقاءات مع شخصيات اقتصادية اكاديمية أو عامة.



و"النور" تصدر صفحات داخلية بعنوان "مؤمنة"، موجهة الى المرأة والاسرة المسلمة.



شكل رقم (23)

احد غلافات مجلة "النور"





مجلة الخيرية:



مجلة اسلامية شهرية، تصدرها الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية، التي تتخذ من الكويت مقرا لها.  صدر العدد الاول من "الخيرية" في غرة رمضان عام 1409هـ، الموافق في ابريل 1989م.  وتهدف المجلة الى معالجة القضايا الاسلامية المعاصرة، ومحاربة ثالوث المرض والفقر والجهل في ديار المسلمين، وكشف الاخطار المحدقة بهم، ومحاربة الشر والرذيلة والفساد في كل صورة ومجالاته.



وتنطلق أهداف المجلة من المبادئ والأسس التي قامت عليها "الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية"، وهي مؤسسة اسلامية ذات طابع عالمي ونشاط خيري يشمل المسلمين في كل مكان.  تم اشـهارها رســـــميا كهيئة عالمية مقرها الرئيسي في الكويت، بقانون رقم 64 لعام 1986م، ومرسوم بنظامها الاساسي في جمادي الاخرة 1407هـ، فبراير 1987، بعد جهود حثيثـة من مجموعة من رجال الخير وعلماء المسلمين من مختلف مناطق العالم، وتتميز بكونها عالمية التأسيس، وعالمية في جمع التبرعات وفي الاستثمار والانفاق الخيري.



الدكتور بدر الماص رئيس تحرير مجلة "الخيرية" يقول: "نحن نريد لوسائل الاعلام الاسلامية ان تأخذ دورها على الساحة الاعلامية، إن الاسلام لا يرضى من اتباعه ان تكون عواطفهم وعقولهم واذهانهم مع غيره من وسائل الاعلام، حيث الفتنة الواضحة والجاذبية المردية والمسخ المشين، نحن نريد اعلاما اسلاميا صادقا، يتفاعل مع كل حدث بجدية، مستخدما كافة الوسائل الحديثة لإيصال ما يريده للناس كل الناس، سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين"(1).



وحول الدور المطلوب من الاعلام الاسلامي من خلال تجربته كرئيس تحرير لمجلة "الخيرية" يقول د. الماص في اللقاء نفسه: "إن الاعلام الاسلامي مطالب في الازمات والاحداث الراهنة ان يكون متواجدا في قلب الازمة، وفي اتون الحدث، يراقب ويتابع ويحلل الاسباب والنتائج وينقل الصورة الصحيحة لما يجري لكل الجماهير المسلمة، فمن الخطأ الكبير والفادح أن نتيح لرجال الاعلام الاجانب الفرصة لتغطية الاحداث اعلاميا، يصوغون اخبارها كما يريدون رغم تعرضهم للمخاطر بينما اعلاميونا غائبون عن الساحة يتلقفون ما يكتبه غيرنا ويقومون بنشره دون تعديل"(1).



وتهتم مجلة "الخيرية" بتغطية ابرز الاحداث الاسلامية العالمية، وتغطية النشاطات الخيرية، والقاء الضوء على معاناة ومشكلات الاقليات الاسلامية، وتحاول عبر دراسات وأبحاث وتحقيقات، ان تقدم الحلول الممكنة، وابراز الجوانب المضيئة للعمل الخيري في انحاء العالم.



شكل رقم (24)

احد غلافات مجلة "الخيرية"



ملحق الايمان:



ملحق اسبوعي يصدر عن دار الكويت للصحافة كملحق لجريدة الانباء، صدر العدد الاول في 3 جمادي الاخرة 1314هـ، الموافق في 27 نوفمبر 1992م.



ويعتبر "الايمان" من اكثر المطبوعات الاسلامية انتشارا في الكويت، لأنه أولا يصدر كملحق عن جريدة واسعة الانتشار، وثانيا لأنه عبارة عن صحيفة اسلامية شاملة، تهتم بنشر الاخبار الاسلامية في الداخل والخارج، وتؤمن تغطية خبرية لأكثر الاحداث التي تهم القارئ المسلم في جميع انحاء العالم.



وتبرز اهمية الملحق لما يلاقيه من دعم ومؤازرة مختلف الاتجاهات الاسلامية في البلاد وفي الخارج، وخصوصا في المملكة العربية السعودية ومصر.  وقد تجلى ذلك الدعم وتلك المؤازرة في الذكرى الثانية لاصدار الملحق، حيث تلقى سيلا من البرقيات والرسائل، وقام ملحق "الايمان" بتخصيص عدد يوم الجمعة الصادر في 22 من جمادي الاخرة 1415هـ- 25 نوفمبر 1994م، العدد 6664 (من جريدة الانباء) لنشر ما ورده من آراء حول اصدار "الايمان".



وفيما يلي مجموعة من هذه الاراء:

يقول المهندس سالم الناشي* ، وهو من كتاب "الايمان" الدائمين، "ان صدور ملحق "الايمان"، لم يكن مستغربا من جريدة رائدة مثل جريدة "الانباء" ... ولم يكن مستغربا ايضا صدرو "الايمان"، بعد ان تعاهدت الجموع الكويتية ... على التمسك بشريعة الاسلام والسير على هدي النبوة، ولم يكن مستغربا نجاح ملحق "الايمان" خلال مرحلته الاولى وانتشاره بشكل سريع وواضح، خاصة بين اوساط العمل الاسلامي، بعد ان تسلم ادارته كوكبه من المخلصين الذين عركتهم التجارب، ومحضتهم الخبرة الطويلة واضناهم طول العمل ومشقته، فخرج الملحق متوازنا لا تميل كفته الى احد الا بقدر نشاطه وجده في العمل الاسلامي، وعلى الرغم من التغطية الواسعة للنشاط المحلي للعمل الاسلامي، خرج الملحق ليغطي العمل الاسلامي في جميع انحاء العالم ... ولقد ســعى الى تغطية اخبار العالــم الاســلامي واجراء المقابلات معهم، فكانت الجريدة متميزة وواعية ومدركة في كل ذلك".



ويرى جاد الحق علي جاد الحق شيخ الازهر السابق ان "الايمان": "كافحت كملحق اسلامي لجريدة "الانباء" الكويتية، من اجل ارساء المفاهيم الصحيحة للدين الاسلامي الحنيف، واشاعت بوجودها في ساحة العمل الاسلامي شيخ الازهر والديني روح التدين والعقيدة الغراء بين قرائها".



أما الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر فيوضح "ان "الايمان" تلعب دورا مهما في نشر الثقافة الاسلامية، وعرض اخبار المجتمعات الاسلامية في كل مكان، والغوص في مشاكل المسلمين، وتقديم انسب الحلول لها، اضافة الى تصوير مآسي الامة الاسلامية في كل مكان منها، وتوضيح حقيقة قضايا المسلمين وشجب كل عدوان يقع عليهم، وتأييد ما هو ايجابي، وكشف المؤامرات التي تحاك ضدهم".



ويعتبر السيد عبد الرؤوف، رئيس تحرير جريدة "عقيدتي" الاسلامية القاهرية، ان "الايمان" "كملحق ديني لجريدة الانباء يصدر اسبوعيا، "له خصوصيته في شارع الصحافة الدينية والاسلامية العربية، وان المادة التي تنشرها "الايمان" متنوعة، وتمتاز بالعمق في معالجة القضايا المطروحة على الساحة الفكرية الاسلامية، كما ان له خصوصية في الاصدار شكلا وموضوعا، مما يعد اضافة جديدة تسهم بشكل ملحوظ في نشر الوعي والفكر الديني، وهذا من شأنه تعظيم احساس المسلمين في كل مكان بالعقيدة والمثل العليا والقيم الاسلامية النبيلة".



شكل رقم (25)

الصفحة الاولى من العدد الاول لملحق "الايمان"





ملحق الوطن الاسلامي:



صدر ملحق "الوطن الاسلامي" بتاريخ 19 جمادي الاولى 1416هـ، الموافق 14 اكتوبر 1995م، عن جريدة "الوطن"، يوزع مع الجريدة صباح كل يوم جمعة.  ويقول محمد الكندري "احد محرري الملحق، ان الصفحات الدينية لم تكن تغيب عن جريدة "الوطن"، ولكنها كانت قبل صدور الملحق الديني تصدر في صفحتين داخل عدد الجريدة يوم الجمعة، وبسبب مطالب القراء، تم التوسع في الصفحات ليكون هنالك ملحق مستقل"(1).



ويهدف ملحق "الوطن الاسلامي" الى مجموعة اهداف أهمها:

1- التوعية الفكرية والايمانية لدى القارئ.

2- الحرص على جمع الكلمة ونبذ الخلاف.

3- بيان الوجه المشرق للجان الخيرية الكويتية محليا ودوليا.

4- الاعتدال في طرح الموضوعات وتقديم الصورة المشرفة عن الاسلام والمسلمين.

5- تقديم كل ما هو نافع ومفيد.

6- تقديم الكلمة الصادقة والصريحة والخبر الحر.

5- نشر اخبار المسلمين في كل مكان.



شكل رقم (26)

احدى الصفحات الاولى من ملحق "الوطن الاسلامي"



السمات العامة للصحافة الاسلامية في الكويت:



يصدر في الكويت عدد كبير من الصحف والمجلات والنشرات الدورية وغير الدورية، تتناول الموضوعات الاسلامية المتنوعة، والى جانبها يصدر عدد اكبر من الدوريات العامة، التي تساهم بصورة مباشرة في تحقيق رسالة الاعلام الاسلامي، أما بتخصيص ابواب ثابتة ودورية للفكر الاسلامي، واما بالدعوة للمبادئ التي يحلمها الاسلام، واما بالالتزام بالاخلاقيات التي تدعو اليها الشريعة الاسلامية السمحاء.



والصحافة الاسلامية في الكويت تتمتع بهامش واسع من الحرية كفلها لها الدستور*، كما ان المادة 30 من قانون رقم 59 لعام 1976م، تحظر نشر آراء تتضمن سخرية او تحقيرا لدين او مذهب ديني، وفي حال النشر، يعاقب رئيس التحرير وكاتب المقال، طبقا للمادة نفسها.



وتتميز الصحافة الاسلامية في الكويت بجملة من المزايا، فمن ناحية الشكل، يلاحظ ان التقدم العلمي والتكنولوجي ترك بصمات جلية على واقع ومظهر هذه الصحافة، قل ان نجده في صحف مماثلة تصدر في دول اخرى، ويعزى هذا السبب الى توفر الاموال اللازمة لاصدار مطبوعات دورية بأحدث الوسائل الطباعية، بشكل انيق وصور ملونة وورق فاخر.



فالصحف الكويتية عامة تدعمها الدولة بشكل مباشر، والناشرون انفسهم، سواء أكانوا أفرادا أم مؤسسات، هم من المتمولين والتجار الكبار، أضافة الى انتشار الاعلانات وبكثافة، دون ان نغفل مسألة هامة، وهي ان اكثر سكان الكويت من المتعلمين، بل ان بعضهم من الحاصلين على اعلى الدرجات العلمية، ومن مختلف جامعات العالم، مما يوفر للصحافة فرصة الازدهار والانتشار.



ولعل ذلك ساعد على تطور وتقدم الصحافة الكويتية من حيث الاخراج، والمتابع للوسائل التقنية الحديثة المستخدمة في مطابع الصحف يلحظ اسباب التقدم، الذي صارت اليه الصحافة الكويتية من ناحية الشكل.

ومن حيث المضمون فاننا نتفق مع رأي أحد المتخصصين في الصحافة الاسلامية في الكويت، والذي يجدها "صحافة قوية ومؤثرة، سواء على الساحة المحلية أو الخليجية أو العربية، ولها قراؤها ومتابعوها"(1).  لكننا نذهب ايضا الى حد ما مع القائلين بأن الصفحات الدينية والملاحق وبعض الصحف والنشرات، هي "صفحات تقليدية ذات موضوعات مكررة...، كما ان بها نقولات من كتب، ولا تمثل في الواقـــع ثقلا في تغيير ســــلوك او تعديل مسار او تصويب اتجاه"(2).



وعند متابعة ما ينشر في الدوريات الاسلامية المختلفة، نلاحظ ان اكثرها موضوعات ذات صياغة منبرية، تعتمد على عـرض المشـــكلة دون الغوص في ابعــادها ودون البحث عن حلول ملائمة لها.



وإذا انتقلنا الى سياسة الصحافة الاسلامية، نجد انها تعددت لتعدد الجهات التي تصدرها، فهناك صحافة اسلامية رسمية تصدرها جهات حكومية، وهناك صحافة اسلامية حزبية تصدرها جمعيات ولجان وهيئات اسلامية، وهناك صحافة مؤسساتية تصدرها مؤسسات متخصصة، و صحافة فردية يصدرها اشخاص.



وفي الحقيقة، فإن تعدد الدوريات الاسلامية في الكويت وكثرتها، بالمقارنة مع عدد السكان (نحو 1.83 مليون نسمة)* يشير الى مدى الاهتمام الصحافة الاسلامية.



غير أن هذه الصحافة تعاني جملة من المشكلات، لعل أهمها ندرة الكوادر الصحفية الاسلامية المتخصصة، التي تتمتع بالتأهيل المطلوب لممارسة عمل صحفي متميز، مما يضطر المســؤولين للاســتعانة بخبرات وقدرات تأتي من الدول العربية، وهذا بالتأكيد من السلبيات التي تحسب على الصحافة الاسلامية في الكويت، وهذا امر ينطبق ايضا على سائر المؤسسات العاملة في الكويت فهنالك ندرة في الكوادر الكويتية العاملة في مجال الصحافة، وذلك يعود الى جملة من الاسباب، لعل أولها العامل الاقتصادي، إذ ان الشباب الكويتي يفضل التوجه الى مؤسسات الدولة، التي تؤمن له مردودا ماليا كبيرا، ثم العامل الشخصي الذي ينحصر في شخصية الشباب الكويتي، الذين يعيشون حياة مترفة نتيجة للترف العام الذي تعيشه البلاد في هذه المرحلة، ولذلك فإنه يفضل ان يتوجه الى اعمال اخرى مريحة، وهي كثيرة ومتوفرة.



وبعد زيارات متكررة قام بها الباحث الى عدد من الصحف الاسلامية الصادرة في الكويت، وجد ان اكثر من 90% من العاملين فيها هم من غير الكويتيين الذين يتركزون فقط في المناصب القيادية وفي قسم التحرير، فيما لا نعثر في الاقسام الاخرى، من كومبيوتر واخراج وطباعة وادارة ... على افراد كويتيين، ويعود السبب كما زعمنا في السابق الى عاملين اساسيين، الاول اقتصادي والثاني شخصي.



ومن خلال الاحتكاك المباشر في العمل الصحفي الاسلامي في دولة الكويت، منذ نحو ثلاث سنوات، لاحظ الباحث ضعفا في الصنعة المهنية في الخطاب الصحفي الاسلامي، اذ ان كثيرا من الكتابات الصحفية، رغم جودة افكار بعضها، لا تستفيد من تقنيات الكتابة الصحفية، ولا تستفيد من الامكانات الفنية الاخراجية التي تستقطب القراء وتشد انتباههم من جهة وتيسر لهم الافادة من المادة الصحفية وتغريهم بمتابعتها من جهة اخرى.  ولا ادعي بذلك ان الصحافة الاسلامية في الكويت صحافة هامشية او متخلفة عن الركب، ولكنها وبفضل الامكانات الكبيرة المتوفرة تستطيع ان تقدم الافضل دائما.



ولا شــك ان للصحــافة الاســـلامية في الكويت عــددا كبيرا من القراء، وهذا ما يؤكده توزيع الصحف والمجلات الاسلامية المرتفع، ونفاذ اكثر الكميات التي تنزل الاسواق، ويؤكد ذلك ايضا انتشار فكرة الصفحات الاسلامية الداخلية، لرفع نسبة توزيع الصحف والمجلات غير الاسلامية.



أما من ناحية اقتصاديات الصحافة الاســـلامية في الكويت، فنجد انها ضعيفة وهزيلــة، فالصحف الاسلامية تعتمد على الدعم المباشر الذي تهيئه الدولة لها سنويا، وتعتمد بشكل رئيسي على الدعم الذي تمنحه لها الجهات التي تصدرها، كما تعتمد على التبرعات والهبات التي تتلقاها من اصحاب الاموال، الذين تتفق اراؤهم مع اتجاهات الصحيفة الاسلامية التي يدعمونها.  لأن الاشتراكات وعمليات البيع والاعلانات لا تغطي تكاليف العدد الواحد، وفي هذا الصدد يؤكد رئيس تحرير مجلة "المجتمع" المهندس محمد البصيري للباحث(1)، ان اهم المشكلات التي تواجه الصحافة الاسلامية المتخصصة، هي قضية المال والتمويل، مشيرا الى عدم اقبال المعلنين على الاعلان عن سلعهم في الصحافة الاسلامية، لأنهم يعتبرونها صحافة محدودة الانتشار، فهم يعلنون في الوسائل التي يعتقدون انها تصل الى اكبر شريحة من المستهلكين، وهم يعتقدون ان الصحافة الاسلامية لا يطلع عليها الا شريحة الاسلاميين او المتدينين فقط.



ويؤكد البصيري للباحث ان عزوف التجار عن الاعلان في الصحافة الاسلامية امر مؤثر، إذ ان الاعلان هو المصدر الرئيسي لتمويل اي صحيفة اسلامية او غير اسلامية.

























الفصل الرابع



النموذج التطبيقي



جمعية الاصلاح الاجتماعي

النظام الاساسي لجمعية الاصلاح الاجتماعي

جمعية الاصلاح الاجتماعي وموقفها من الاعلام

مجلة الارشاد

مجلة المجتمع

موضوعات مجلة المجتمع

تحليل محتوى مجلة المجتمع



الفصل الرابع



النموذج التطبيقي



جمعية الاصلاح الاجتماعي



في يوم السبت 16 محرم 1383هـ، الموافق 8 نوفمبر 1963م، اجتمع عدد من وجهاء الكويت، وتباحثوا في ضرورة قيام كيان اسلامي في هذا البلد، ليسهم في الحفاظ على

دين واخلاق المجتمع، ورأى المجتمعون ضرورة قيام مثل هذا الكيان، فتم الاتفاق على

ان تؤسس جمعية باسم "جمعية الاصلاح الاجتماعي"، واختاروا لها مؤسسين وهيئة

ادارية مؤقتة.



وتعتبر الجمعية امتدادا لجمعية الارشاد التي تأسست في عام 1372هـ- 1952م، "ولئن تغير اسم الجمعية، فقد بقي الجوهر، فالهدف واحد وهو مرضاة المولى جل جلاله، والعمل فيما يرضيه"(1).  وجمعية الاصلاح الاجتماعي هي في الحقيقة امتداد للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين.



النظام الاساسي لجمعية الاصلاح الاجتماعي*



وافقت الجمعية العمومية لجمعية الاصلاح الاجتماعي على تعديل النظام الاساسي للجمعية، بتاريخ 3 شعبان 1389هـ، الموافق 14 نوفمبر 1969م.  وأشهر ذلك من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ونشر في الجريدة الرسمية على الشكل التالي: "قرار بشهر تعديل في النظام الاساسي لجمعية الاصلاح الاجتماعي، طبقا لأحكام قانون 24-1962م:

تشهر وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أن جمعية الاصلاح الاجتماعي قامت بتعديل نظامها الاساسي، وذلك في اجتماع جمعيتها العمومية غير العادية، المنعقدة بمقر الجمعية في 14/10/1969م، على ان يعتبر هذا التعديل نافذا من تاريخ هذا الاشهار"(2).

المادة الاولى: اسم الجمعية "جمعية الاصلاح الاجتماعي"، ومقرها الكويت.



المادة الثانية: جمعية الاصلاح الاجتماعي هيئة اسلامية تعمل لتحقيق الصالح العام الذي جاء من اجله الاسلام، وما يتصل بذلك من اعمال مشروعة.



المادة الثالثة: أهدافها:

أ - مكافحة الرذيلة ومقاومة الآفات الاجتماعية، والعادات الضارة والمحرمات،

كالمسكرات والبغاء والميسر والربا.

ب- إرشاد الشباب الى طريق الحق والاستقامة، وشغل اوقات الفراغ بما يفيد وينفع.

ج- تقديم المناهج الصالحة للجهات المختصة في كل الشؤون كالتربية والتعليم والإعلام فيما يعود بالخير على الصالح العام وفقا للتشريع الاسلامي.

د- إيجاد الحلول الناجعة للمعضلات التي تواجه مجتمعنا الاسلامي، والسعي نحو تحقيقها.

هـ- العناية بالدين والدعوة اليه، وبث الاخلاق الفاضلة بين الافراد، لتحفظ لهذا

المجتمع كيانه ومقوماته.

و- تشجيع اعمال البر والخير، ومناصرة الحق والعدل في ظل المثل الاسلامية.

ز- جمع الامة على مبادئ الاسلام، ودعوتها للاخذ به عقيدة ومنهجا وسلوكا.



المادة الرابعة: تعتمد الجمعية في تحقيق أهدافها على الوسائل المشروعة ومنها:

أ - الاذاعة والتلفزيون.

ب- إصدار الكتب والنشرات والصحف والمجلات.

ج- إقامة الندوات والمحاضرات.

د - إنشاء المدارس والمعاهد على ان تكون للأعمال الخيرية، بعد موافقة الجهات المختصة.

هـ- تكوين الفرق الرياضية والكشفية.



المادة الخامسة: يشترط في عضو الجمعية:

أ- أن يكون مسلما ذا سمعة حسنة.

ب- غير محكوم عليه في جريمة مخلة بالشرف.

ج- أن يلتزم بنظام الجمعية ويعمل على تحقيق اهدافها ويؤدي واجبات العضوية.



المادة السادسة: نزول صفة العضوية في الحالات الآتية:

أ- الاستقالة.

ب- الوفاة.

ج- فقد شرط من شروط العضوية.

د- الفصل في الحالات المشار اليها في المادة التالية.



المادة السابعة: إذا قصر أحد الاعضاء في الواجبات الملقاة عليه نصح في بادئ الامر، فاذا تكرر تقصيره، يجتمع مجلس الادارة للنظر في فصله، وله حق التظلم في مدة شهر من تاريخ ابلاغه، ويكون قرار مجلس الادارة نهائيا.

المادة الثامنة:

أ - يتألف مجلس الادارة من 11 عضوا، ينتخبون من بين اعضاء الجمعية العمومية كل سنتين.

ب- يشترط في عضو مجلس الادارة ان يكون كويتي الجنسية، والا يقل عمره عن 21 سنة، والا يجمع بين عضوية مجلس الادارة والعمل في اي وظيفة في الجمعية بأجر او مكافأة.



المادة التاسعة: ينتخب مجلس الادارة من بين اعضائه في اول اجتماع له، رئيسا ونائبا

للرئيس وأمينا عاما وأمينا للصندوق، ويحدد المجلس في اللائحة الداخلية

اختصاصات الرئيس ونائبه والامين العام، وامين الصندوق.



المادة العاشرة: لا يكون إجتماع مجلس الادارة صحيحا الا بحضور الرئيس او نائبه او الامين العام ونصف الاعضاء على الاقل، وتصدر قرارات المجلس بأغلبية أصوات الحاضرين، فاذا تساوت الاصوات، رجح الجانب الذي منه الرئيس، واذا لم يتوفر النصاب بعد الدعوى الأولى، توجه دعوه ثانية خلال اسبوع من التاريخ المحدد للاجتماع الاول، ويكون الاجتماع الثاني صحيحا مهما كان عدد

الحاضرين، على ان يكون من بينهم الرئيس او نائبه او الامين العام، ويجتمع مجلس الادارة مرة كل شهر على الاقل، ويجوز للرئيس او لخمسة من اعضاء مجلس الادارة، دعوة المجلس لاجتماع غير عادي في اي وقت.



المادة الحادية عشرة:  يختص مجلس الادارة بما يلي:

أ - ادارة شؤون الجمعية وتهيئة السبل لتأدية نشاطها.

ب- وضع الاسس والبرامج التي تساعد على النهوض بالمستوى اللائق بها.

ج- النظر في طلبات العضوية وتقرير ما يراه مناسبا بشأنها.

د - وضع اللوائح المختلفة لتنظيم شؤون الجمعية من النواحي الادارية والفنية

والمالية، واصدار التعليمات الخاصة بذلك.

هـ- تكوين اللجان الدائمة والمؤقتة.

و- إبرام العقــود والاتفاقـات باســـم الجمعية، وتمثيلها في الاتحـــادات والهيئات، في شخص الرئيس او من يقوم مقامه.

ز- دعوة الجمعية العمومية العادية وغير العادية وتنفيذ قراراتها.

ح- وضع التقرير السنوي لأوجه النشاط، وعرضه على الجمعية العمومية.

ط- اعداد الحساب الختامي للسنة المالية المنتهية، ووضع مشروع الميزانية المقبلة.

ي- تعيين الموظفين وتحديد مكافآتهم.

ك- بحث المقترحات والشكاوي التي ترد اليه.



المادة الثانية عشرة:  اذا تغيب العضو عن حضور مجلس الادارة ثلاث جلسات متتالية بدون عذر مقبول يعتبر مستقيلا ويحل محله العضو الاحتياط.



المادة الثالثة عشرة: الجمعية العمومية:

1- تتكون الجمعية العمومية من جميع الاعضاء الذين مضى على عضويتهم ستة شهور على الاقل.

2- تجتمع اجتماعا عاديا مرة واحدة كل عام، في موعد يحدده مجلس الادارة خلال شهرين من انتهاء السنة المالية، وتوجه الدعوة الى الاعضاء لحضور الاجتماع، قبل الموعد المحدد بمدة لا تقل عن اسبوع، وترسل مع الدعوة المرفقات التالية:

أ- تقرير مجلس الادارة عن حالة الجمعية من الوجهة الادارية والمالية، وأوجه النشاطات الاخرى.

ب- الحساب الختامي عن السنة المالية المنتهية، معتمدا من مراقب الحسابات

ومشروع ميزانية السنة المقبلة.

ج- الاقتراحات المقدمة من الاعضاء.



المادة الرابعة عشرة:  تختص الجمعية العمومية العادية بما يلي:

أ - اعتماد الحساب الختامي للسنة المالية المنتهية ومشروع الميزانية المقبلة.

ب- اعتماد تقرير مجلس الادارة.

ج- بحث الاقتراحات المقدمة من الاعضاء.

د - اختيار مراقب الحسابات وتحديد مكافآته.

هـ- انتخاب اعضاء مجلس الادارة.



المادة الخامسة عشرة:  يجوز لمجلس الادارة دعوة الجمعية العمومية الى اجتماع غير عادي اذا دعت الحاجة، وعليه ان يقوم بدعوتها اذا طلب منه ذلك ثلث الاعضاء الذين يحق لهم حضور الجمعية العمومية، بشرط أن يبينوا الغرض من

الاجتماع.



المادة السادسة عشرة:  تختص الجمعية العمومية غير العادية بالنظر في المسائل الاتية:

أ - المسائل الهامة والعاجلة التي يرى مجلس ادارة والاعضاء عرضها.

ب- البت في استقالة رئيس الجمعية او اعضاء مجلس الادارة لأي سبب من

الاسباب، واجراء الانتخاب لشغل هذه المراكز.

ج- تعديل النظام الاساسي للجمعية وفقا لاحكام هذا النظام: توجه الدعوة الى

الاعضاء للاجتماع، مرفقا بها جدول الاعمال وصورة من المسائل المعروضة عليها بمدة لا تقل عن اسبوع.



المادة السابعة عشرة:  لا يعتبر اجتماع الجمعية العمومية صحيحا إلا اذا حضره اكثر من

نصف الاعضاء الذين لهم حق الحضور، فإذا لم يكتمل العدد يعقد الاجتماع بعد مضي ساعة على الاقل، ويكون هذا الاجتماع صحيحا مهما كان عدد

الاعضاء الحاضرين.



المادة الثامنة عشرة:  تتكون مالية الجمعية من:

1- اموالها الثابتة.

2- ايراداتها السنوية وتشمل:

أ - اشتراكات الاعضاء ويحددها مجلس الادارة.

ب- التبرعات والهبات والاعانات الحكومية وغير الحكومية.

ج- الوصايا والاوقاف.

د- ايرادات اموالها الثابتة والمنقولة.

هـ- الموارد المشروعة التي يوافق عليها مجلس الادارة.



المادة التاسعة عشرة:  تبدأ السنة المالية للجمعية في اول شهر سبتمبر من كل عام وتنتهي في نهاية شهر اغسطس.



المادة العشرون:

أ- تودع اموال الجمعية باسمها في احد البنوك الموجودة في الكويت بدون فائدة، وعلى الجمعية اخطار وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بذلك.

ب- لا يجوز لأمين الصندوق ان يحتفظ في عهدته بأكثر من مئة دينار لمواجهة المصروفات العاجلة.



المادة الحادية والعشرون:

أ- تحل الجمعية اختياريا بقرار من جمعية عمومية غير عادية، يحضرها اكثر من نصف الاعضاء، وبموافقة اغلبية اكثر من نصف الاعضاء، أو بموافقة اغلبية الحاضرين، وتخطــر وزارة الشـــؤون الاجتماعية والعمل بموعد عقد

الاجتماع قبل عقده بخمسة عشر يوما على الاقل.

ب- تؤول اموال الجمعية بعد حلها الى إحدى الجمعيات الاسلامية في الكويت.



جمعية الاصلاح الاجتماعي وموقفها من الاعلام



تؤكد جمعية الاصلاح الاجتماعي* على دور الاعلام القيادي والمؤثر بعمق وشمولية، وخصوصا في هذا العصر الذي تعاظم فيه دور الاعلام وازداد عمقا وشمولا، وتصف الجمعية هذا العصر بعصر الصراع الاعلامي، الذي نقل الصراع من الميدان العسكري الى دائرة الافكار والاراء السياسية والفلسفات الاجتماعية، وتعتبر جمعية الاصلاح ان الكويت تعيش في اطار هذا العالم، وتتأثر بما يجري فيه من صراع اعلامي وغزو اجتماعي وفكري، وان هذه الحقيقة تطرح ثلاثة احتمالات:



أ - ان تذوب الكويت في دوامة هذا الصراع، وتستدرجها افكار وتقاليد الحضارات الاخرى، الى نمط من الحياة يعبر عن الاحتلال الاجتماعي واستعمار السلوك والعادة.

ب- ان تنعزل الكويت عن العالم فتغلق حدودها واجواءها، وتحصر نفسها في اضيق نطاق وهذا امر غير ممكن.

ج- ان تعيش الكويت هذ الصراع العالمي دون ذوبان، وان تظل منفتحة في الوقت نفسه، وهو امر لا يتحقق الا بالصمود والثبات فوق قاعدة حضارية صلبة ... وهذا باعتقاد جمعية الاصلاح أعقل الاحتمالات واكثرها صوابا.



وتدعو جمعية الاصلاح الاجتماعي الى تغيير معايير واتجاه المسيرة الاعلامية في الكويت، لأن رسالة الاعلام في الدول النامية باعتقادها يجب ان تنصب على التعليم والتثقيف، بمختلف النواحي الاسلامية والصحية والادارية والتربوية والنفسية والانسانية والسياسية والعلمية.



وتعتبر الجمعية ان الاعلام لا يستطيع ان يبدأ بداية سليمة ويسير في طريق واضح ويحقق الغايات المنشودة، الا بالتخطيط العلمي ووضع سياسة ثابتة تحمي اجهزة الاعلام من الارتجال والعشوائية والتأثيرات الشخصية الضاغطة، وتكون هذه السياسة الثابتة دليلا يوميا لكافة العاملين في اجهزة الاعلام.



وأول خطوة في هذه السياسة تحديد الاهداف، وترى الجمعية أن اهداف الاعلام في ضوء معايير والتزامات وانتماء المجتمع الكويتي، تتمثل في بناء الانسان بناء سليما عقليا ونفسيا وخلقيا وثقافيا واجتماعيا، وتعميق القيم الاسلامية في عقول الناس ومشاعرهم وأذواقهم، وتكوين ذهنية علمية تعصم افكار المواطنين من الخرافات القديمة والحديثة، ذهنية علمية تقتنع بأن سلوك الانسان في العقيدة والشريعة والعبادة والنية والخلق محكوم بالوحي، وبأن التعامل مع الطبيعة والعلوم المادية محكوم بقوانين العلم، ومن الاهداف ايضا الترفيه على الانسان بالانسجام مع الاهداف الاخرى باعتدال ودون اسراف.



والخطوة الثانية في وضع السياسة الثابتة تكوين لجنة عليا مشتركة، من وزارة الاعلام ووزارة الاوقاف ووزارة التربية ووزارة الشؤون الاجتماعية، الى جانب بعض الخبراء،

لضمان انطلاق حركة الاعلام، بالشكل الذي تعتقده جمعية الاصلاح الاجتماعي انه الانسب والافضل.



مجلة الارشاد:



أشرت في بداية هذا الفصل الى ان جمعية الاصلاح الاجتماعي كانت امتدادا لجمعية الارشاد الاسلامية، التي تأسست في عام 1372هـ-1952م، وكانت جمعية الارشاد قد اصدرت في شهر محرم 1373هـ - اغسطس 1953م، العدد الاول من مجلة "الارشاد" ودون على غلافها انها "مجلة عربية اسلامية تصدر مرة كل شهر".



وكانت المجلة تطبع بحجم متوسط وانيق، وتتضمن عددا وافرا من الموضوعات الاسلامية والثقافية والتربوية والفكرية والعلمية.



ففي العدد الثاني، الصادر في ربيع الاول 1372هـ - نوفمبر 1953م، نجد في الصفحة الاولى تفسير لبعض آيات سورة يوسف، وباب التفسير كان بابا ثابتا ودائما، كما نجد كذلك رسالة موجهة الى ابناء الاسلام، والى شبابه خصوصا، لأن رجال الاسلام ودعاته يعلقون الامل الكبير والرجاء الواسع على الشباب، ونلاحظ ايضا ان المجلة اهتمت ايضا بالشعر الاسلامي، وافردت ركنا خاصا بالمرأة، تعرض فيه بعض المشكلات ثم تحاول ان تجد لها الحلول المناسبة.



ونجد ايضا في العدد الثاني من مجلة "الارشاد" موضوعات تتناول الاخبار المحلية والاخبار العالمية، وبعض المقالات المتنوعة التي تتركز بمعظمها حول القضايا التي تهم القارئ المسلم، وهذا التنوع يلاحظ في اعداد المجلة التي توفرت للباحث وتمكن من الاطلاع عليها.



وفيما يلي بعض النماذج من غلافات وموضوعات مجلة "الارشاد" التي كانت تعتبر الذراع الاعلامي لجمعية الارشاد الاسلامية، التي حملت بذور ولادة جمعية الاصلاح الاجتماعي:



شكل رقم (27)

غلاف العدد الثاني من مجلة "الارشاد"



شكل رقم (28)

غلاف العدد الثالث من مجلة "الارشاد"



محتوى العدد الثاني من مجلة الارشاد





       صـفحـــــة

تفسير سورة الصف .......................................................... 1

الى ابناء الاسلام .............................................................. 9

روائع الشعر .................................................................. 15

عجائب العيون ................................................................ 17

العالم العربي اليوم ............................................................. 19

الجيل الجديد ................................................................... 24

اتحاد الطلبة الكويتيين في مصر ................................................ 28

ما رأيك في هذه المشكلة ........................................................ 30

مهاجرونا العرب في امريكا ..................................................... 33

قطع يد السارق ................................................................. 35

الدعاية وخطورتها .............................................................. 36

شبابنا المثقف ................................................................... 40

مركب نقص .................................................................... 42

قرأت هذا الاسبوع .............................................................. 44

دراسات في الاقتصاد ........................................................... 49

من رحيق الكون ................................................................ 56

قصة من تاريخ الاسلام........................................................... 57

ايمان القطرة بفكرة النهر ........................................................ 61

الاسلام السجين .................................................................. 63

كلمات ........................................................................... 65

ثروة العالم عند العرب ........................................................... 67

فكرة ............................................................................. 70

البر والاحسان .................................................................... 72

الى الشباب المسلم ................................................................ 75

وجوه جديدة تصل مصر .......................................................... 76

تحية الجمهورية المصرية ......................................................... 80

عهد جديد ......................................................................... 81

في المؤتمر العربي الاول ......................................................... 82

اسمح لي ان ارد .................................................................. 83

الاخبار ........................................................................... 84



الى ابناء الاسلام(1)

بقلم احمد الشرباصى



سألتني، وفقك الله للهدى، وأعانك على التقوى، ان اذكر للشبيبة المسلمة والكتيبة المؤمنة كلمات توضع بين ايديهم، وعلى مشهد ابصارهم، لتكون صوتا مذكرا فيهم، وسببا واعظا لهم، وليس احب الى قلب المؤمن، ولا اجمل لدى نفس المؤمن من الحديث عن الاسلام، والحديث الى شباب الاسلام، فبين الاسلام والشباب ميثاق قديم ووفاق كريم، بدت انوار تلك الصلة في مشرق الدعوة على بطاح مكة والمدينة وما حولهما، وتجلت ساطعة في غزوات الايمان لأباطيل الكفران، وفي مواطن البأس التي ثبت فيها شباب محمد ثبات الشم الرواسى، سقط منهم شهيدا من سقط، وحاز لواء النصر من حاز، فما ضاعت ذكرى السابقين، ولا اصاب الغرور نفوس الباقين، بل ادخر الله للماضين ثوابا كريما واجرا عظيما، وادام على الاخرين نعمة الرشاد في دينه، والعمل لوجهه، والاخلاص لملته، {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}(2).  ولن ننسى للشباب في تأريخ الاسلام تلك الصفحات التي سجلها بمداد الحق، ومواقف الصدق وتعليم الخلق، حتى في الايام التي تعرضت فيها جماعات المسلمين للفرقة والضعف والهوان، بسبب الخلاف والشقاق وتنافس الاقران، فقد كان في كل محلة وواد من اقطار المسلمين فتية آمنوا بربهم وزادهم ربهم هدى، فكانوا يجاهدون المنكر ما استطاعوا، ويدافعون الباطل ما قدروا، ويستنهضون الهمم أينما وجدوا حيلة او اهتدوا سبيلا.



وفي عصرنا الحاضر يعلق رجال الاسلام ودعاته الامل الكبير، والرجاء الواسع على الشباب، لعلمهم بأن الذين طعنوا في السن ونبتوا في أيام الظلمات، وذاقوا من مائدة المذلة لا يصلحون لنهضة او وثوب، ولعلمهم بأن مجد الاسلام والمسلمين، لا يرجع بصورته الكاملة الملائمة للحياة الواسعة العريضة على ايدي عقول مخرفة، أو همم بالية، او ارواح ملوثة، او نفوس جاهلة، او صدور منخوبة، او عزائم منهوبة، او اقطار ضيقة او آمال محدودة ... وانما يرجع الينا المجد على صورته التامة الكاملة، بأيدي شباب باعوا الله انفسهم واموالهم، واخلصوا له مقاصدهم واهدافهم، وبنوا على الفتوة والقوة اجسامهم، وامدوا بمختلف العلوم والمعارف والفنون عقولهم، وسلحوا بمحامد الاخلاق وفضائل الخصال ارواحهم، وبنوا على الدنيا الصالحة والدين الحق والانسانية الرفيعة السليمة مجتمعهم، وما على الله بعزيز ان يبعث شباب محمد في شباب القرن العشرين، الذين يعيشون اليوم في بلاد المسلمين.



يا شبيبة الاسلام، ويا كتيبة السلام، ويا أتباع محمد عليه الصلاة والسلام ...

1- دينكم دعوة للعبادة والقيادة .. دين خشوع للواحد القهار، واباء على كل محتكر جبار، دين صلاة وصوم، وزكاة وحج، وجهاد وكسب، وتعمير واقتصاد وادخار ... دين الذين يعملون لدنياهم كأنهم يعيشون أبدا، وكأنهم مخلدون لا يموتون ابدا، ويعملون لاخرتهم كأنهم يموتون غدا، فهم على افضل الاستعداد للقاء مولاهم {وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك ولا تبغ الفساد في الارض}(1).



2- دينكم دين اصلاح واتقان، ومعروف واحسان، فهو ينادى انه لا يستحق الحياة من عاش لنفسه، وهو يدعونا ان نعمل في دنيانا خيرا ما استطعنا، كما يعمل هو سبحانه معنا الخير على الدوام، ويحذرنا ان نكون مفسدين في الارض ولو لابتغاء مصلحة نرتجيها: {وأحسن كما احسن الله اليك ولا تبغ الفساد في الارض}.



3- دينكم يشير الى اتساع معنى العبادة بمدلولها العام، فعبادة الله حينما تعم لا تقتصر على الفروض المحددة كالصلاة والصيام والزكاة والحج، بل تشمل بعدها معها كل عمل صالح يعين على فائدة الفرد او الجماعة، ويشارك في اسعاد العالم، مهما كان ذلك العمل قليلا او ضئيلا، وكم شيء هين في تقديرنا وموازيننا ولكنه عند الله جليل كبير، ومن امثلة العبادة العامة طلب العلم والتعليم، والنصح والارشاد، والتطوع في ميادين الخدمة الاجتماعية وهي كثيرة لا يسهل حصرها هنا...



4- دينكم يناديكم بأن تبدأوا بأنفسكم، فالعضو الفاسد لا يصلح للاستعمال الذاتي، فضلا عن معونة الغير، واللبنة التالفة لا يمكن ان تسدد فراغا في البناء، وكذلك من لا يصلح نفسه لا يصلح لنفسه، ولا يصلح لاصلاح غيره، فعليكم انفسكم اولا، فكونوا فيها راشدين حتى تصيروا بذلك مفلحين، فيمكنكم ان تكونوا في تربة الدعوة فالحين، ولغيركم من الافراد والجماعات مصلحين ومرشدين.

{ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد افلح من زكاها، وقد خاب من دساها}(1).



5- دينكم يعلمكم أن تصعدوا السلم درجات، وأن تأتوا البيوت من أبوابها، وأن تضعوا اساسا تقيمون عليه جدران بنائكم الرفيع الواسع، فلتبتدأوا بعد أنفسكم بأهليكم وذوي قرباكم، والأٌقربون اولى بالمعروف، هم أولى بالمعروف تأديبا وتكريما، والبيت المسلم ركن من أركان المجتمع المسلم، ولو عني كل عميد لأسرة بأسرته تربية وتهذيبا، وأخذا بالاسلام من اول الطريق في حكمة وبصيرة واعتدال، لبرز المجتمع المسلم الى الوجود كأنه حلم جميل يصير حقيقة مع ضوء النهار...



6- دينكم جاء به محمد العربي، وكتابكم هو القرآن العربي، وقبلتكم هي مكة، ومثوى رسولكم في المدينة، ومشاعركم وذكرياتكم الاسلامية في الجزيرة، وأبناؤها هم حملة الدين الاولون، وناشروه السابقون بين العالمين، فأحبوا العربية واحرصوا عليها من أجل قرآنكم وحديثكم، واعتزوا بجزيرة العرب، فالى بقاعها المقدسة مهوى افئدتكم ووجهة ابصاركم، وصدى نجواكم، واحبوا العرب بكل قلوبكم، فقد سبقت منهم اليد الطولى تحت لواء الاسلام بمشيئة الله، فاستبقوا ما وثقته يد العلي الاعلى من وشائج التعاون والالتئام بين العروبة والاسلام.



7- دينكم ينهاكم بأحلى بيان وأوضح ترجمان عن الخلاف والشقاق، فهما، سمة الضعف والنفاق، وقد جاء محمد مجمعا لا موزعا، وموحدا لا مبددا.  والرب واحد، والدين واحد، والكتاب واحد، والرسول واحد، والقبلة واحدة، والمبدأ واحد، والمنتهى واحد: {ألا الى الله تصير الامور}(2)، {وان هذه امتكم امة واحدة وأنا ربكم فأتقون}(3)، فأخفضوا جعجعة الخلاف بعزة الاستمساك بالاصول، وانصرفوا من الجدال الى العمل، والتفتوا من التساؤل عن العلة والسبب الى دنيا الفضائل والنشب...



8- دينكم يجعل حبكم لأوطانكم جزءا من ايمانكم، ويدعوكم ان تعتزوا ببلادكم واقطاركم، ولكل جماعة من المسلمين مصر او قطر قد عرفوه وألفوه والتزموه واحترموه، فهم به مستمسكون وعليه يغارون، ومن دواعي الاطمئنان والسلام ان تكون كل جماعة من هذه الجماعات آمنة في سربها، حرة في ديارها، معتزة بقوميتها ووطنها، متمكنة من حقوقها  وواجباتها.  ودينكم يدعوكم الى احترام هذه الحريات، فلا عدوان لقوي على ضعيف، ولا تطاول من مصر على مصر، وان يكون الجميع، رغم الحدود الاقليمية والاوضاع الداخلية والنظم القومية، يلتقون على مبدأ الاخوة الاسلامية، ويستظلون بظل الملة المحمدية، ويشتركون في عز الخضوع للذات الالهية...



9- دينكم ليس وقفا على قوم دون قوم، ولا على يوم دون يوم، بل هو ذكرى كل زمان ومكان، هو دين الساعة، وهو دين الى قيام الساعة: {انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون}(1)، وما ارسل محمد صلوات الله عليه لجماعة دون جماعة، بل للدنيا بأسرها: {وما ارسلناك الا رحمة للعالمين}(2)، فلا تنسوا بجوار مصالحكم الذاتية، وحقوقكم القومية، ما للانسانية في اعناقكم من امانة التوجيه وتبعة الاصلاح، وواجب العمل على اسعاد الناس جميعا.



10- دينكم ليس مالا يكنز، وليس حليا يدخر، ولكنه حق مقسوم بينكم وبين غيركم من بني البشر، وقد انعم الله عليكم اذ كتب لكم فضل السبق اليه، فلا تقصروه عليكم، بل انفقوه لسواكم، تزويدا بذلك في كمه وكيفه، وليس الانفاق منه بضائركم او بضائره، بل هو يزيدكم على الانفاق غنما، ويزيد هو بالانتشار سيادة وقيادة، ومن كتم الاسلام فهو طريد من رحمة الله.

يا فتية الاسلام...

هذه وصية الاسلام لي ولكم، ولغير ولغيركم، فلنستعن الله في فهمها على وجهها، وفي اداء حقوقها، وفي التوفيق لنيل ثوابها، انه اكرم مسئول وافضل مأمول.

احمد الشرباصي

   من علماء الازهر الشريف



ركن المرأة

ما رأيك في هذه المشكلة؟(1)



قرأت منذ اسابيع شكوى ثلاث فتيات حائرات من الكويت في مجلة المصور المصرية، هذا نصها: "نحن ثلاث فتيات في سن الخامسة والعشرين، نشكو من أهلنا المتعصبين، فهم من نسل الاشراف ولا يقبلون زواجنا الا بشبان اشراف من عائلتنا، رغم انهم قليلون واكثرهم يتزوجون غريبات، وقد تقدم لخطبتنا شبان اشراف من غير عائلتنا فرفضوهم، فهل من نصيحة لأهلنا اذ اننا لا نجرؤ على مفاتحتهم في هذا الموضوع"؟.



ان هذه الشكوى لا غرابة فيها بالنسبة الينا، اذ نلمح صداها دائما على وجوه الشباب الواعي الذي يقدر حراجة الموقف، ويحس بنذر العاصفة وهي تهدد الاسر الكويتية.  ونود ان نعرف على اي اساس بني هذا التحكم الجائر، والله تعالى يقول: {يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، ان اكرمكم عند الله اتقاكم، ان الله عليم خبير}(2).



فيجب ان نتبع الهدى ونؤمن بما جاء به القرآن، اما ان نتبع سنن من قبلنا ونشرع شرائع من عندنا تخالف النظم السماوية والارضية على السواء، فذلك مالا نرضاه لأنفسنا وقد اصبحنا على ابواب نهضة شاملة تبشر بالخير وتدعو الى التفاؤل.  ولننظر الى هؤلاء الذين هم من نسل الاشراف، ولنسأل من أين اتوا؟ هل نزلوا من السماء ام انبعثوا من اعماق الارض؟ يجب ان يعلموا اذن ان الرسول العظيم امر بني هاشم وهم من اشراف الاسر، امرهم ان لا يأتوه بالانساب وانما يأتوه بالاعمال، وان لا يتعالوا على الناس كما يفعل بعض الجهلة منهم اليوم، اذ يفتخرون على الناس بانتسابهم الى الرسول وهم ابعد الناس عن تعاليم الرسول، يجب ان يعلم هؤلاء ان الفقير الذي يتحلى بمكارم الاخلاق افضل عند الله والناس من الف شريف وشريف، وهل يضير الشريفة اذا تزوجها شاب من عامة الناس، اننا لو سرنا حسب ما يمليه علينا الاسلام، لما بقى فينا اعزب او عانس الا ما شاء الله، اما والحالة هذه فإن الخطر في تفاقم مستمر، ولن يقضى عليه الا بعد ان يتبصر عقلاء القوم.



وهناك سؤال حيوي:

هل خلقت الفتاة لتبقى في بيت ابيها حتى نهاية عمرها، ام خلقت لتشاطر العمر مع شريك حياتها المنتظر؟



ولسنا في حاجة الى الجواب، ان هذا الشريك لا يشترط ان يكون من اقاربها، بل المفروض ان يكون من المواطنين الصالحين.  ولنفرض ان اسرة ما تضم من الفتيات اضعاف ما تضمه من الفتيان، فهل من العدل والانصاف والمنطق القويم ان تبقى الفتيات عوانس مدى الحياة؟ وسبحان القائل: { ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة}(1).



ويجب ان نفهم جميعا ان الفتاة تحس بنفس الاحاسيس التي يشعر بها الفتى، بل واكثر، وان الالام التي يعانيها الشباب من الوحدة والعزوبة، لهي نفس الالام التي تعانيها الفتاة التي فاتها الزواج المبكر، ولا سيما اذا رأت من يخطبها يرد خاسرا، دون ما سبب.



في المؤتمر العلمي العربي الاول(2)

كلمة رئيس وفد الكويت عبد العزيز حسين التي القاها في المؤتمر المنعقد في مدينة الاسكندرية في مصر...



سيادة الرئيس،

حضرات السادة والسيدات،

ان مما يثلج الصدور ويملأ النفوس غبطة وبهجة، ان نرى الامة العربية، وقد اجتمعت ممثلة بمفكريها وعلمائها في هذه المدينة التاريخية الخالدة، التي شهدت امجادا من العلماء، لكي يتذاكروا خلاصات من تجاربهم، ويتدارسوا جانبا من انتاجهم العقلي، واضعين نصب أعينهم، ان يكون العلم سبيلهم الى بناء مجد هذه الامة، وان يكون ما اكتسبه، كل منهم من معرفة، وسيلة لتمهيد الطريق امامها، الى حياة حرة قوية متماسكة.



وما نطمع، نحن العرب، في نهضة، وما نصل الى غاية ذات بال، ما لم يكن العلم الصحيح رائدنا، وما لم تكن لدينا العقلية العلمية النافذة وما لم تتهيأ لنا شئتنا الفرصة الكاملة لاستغلال مواهبهم العقلية ابعد استغلال، وما نستطيع ذلك الا اذا وجد العالم المربي والعالم الموجه والعالم القائد.



ونحن ايها السادة، قوم تخلف بهم الركب في هذا المجال، بعد ان كنا في الطليعة في حقبة من الزمان، وما نقدر على ان نستعيد مكانتنا الا اذا آمنا بأنفسنا امة عربية واحدة متكاملة، وادركنــــا ان العلم كالفن لا وطن له، فنهلنا منه حيـــث وجدناه، ثم جعلناه بيننا مشاعا كالهواء، وشــــجعنا النابغين منا على الابداع حيثما كانوا، في ارجـــاء هذا الوطن الكبير، واخذ المتقدمون منا بأيدي المتخلفين، فاننا اغنياء بالمواهب المطمورة والنبوغ الذي لم يتهيأ له مجال الظهور.



والكويت ايها السادة، ذلك البلد العربي الصغير الناشىء، الذي آمن، وهو في مطلع نهضته، بالعلم وسيلة للحياة الكريمة، فاتخذه اساسا لنهضته، وبالعرب امة قادرة على ان تضع نفسها حيث يجب ان تكون في هذا العالم المتطور، فاستعان باخوانه العرب في نهضته تلك، لا يفوته ان يقدر لمصر المتوثبة في عهدها الجديد الزاهر، كريم رعايتها لهذا المؤتمر، وعظيم اهتمامها بانجاحه، كما لا يفوته ان يقدر للجامعة العربية هذه الالتفافة الموفقة، لناحية حيوية مستقبل البلاد العربية، عليها ترتكز جميع دعائم التقدم وحولها تنتشر ظلاله الوارقة.  راجين للمؤتمر التوفيق الشامل وشاكرين للقائمن عليه ما بذلوه من جهد عظيم.



مجلة المجتمع:



صدر العدد الاول من مجلة "المجتمع" يوم الثلاثاء 9 محرم 1390هـ، الموافق في 17 مارس 1970م، باشراف جمعية الاصلاح الاجتماعي، كبرى الجمعيات الاسلامية في الكويت، والتي تتفق توجهاتها مع التوجهات التي قامت عليها وتبنتها حركة "الاخوان المسلمون".



و"المجتمع" منذ نشأتها وحتى اليوم، خطت لنفسها اسلوبا متميزا في العرض والطرح والمناقشة، ولم تكتف بالتلميح الى اماكن الداء دون عرض الحلول، حتى انها وجهت الانتقادات المباشرة الى كثير من الاحداث والشخصيات العربية والعالمية، وادى ذلك الى تعطيلها عن الصدور لمرات كثيرة، ومنعت من دخول عدد من الاقطار العربية، وتعرض المسؤولون عنها للتهديد والوعيد، وتوجت محاولات ثنيها عن الخط الذي رسمته لنفسها بمحاولة تفجير مبنى جمعية الاصلاح الاجتماعي ومجلة "المجتمع" في عام 1401هـ-1980م*.  انتهجت مجلة "المجتمع" سياسة قد يعتبرها البعض سياسة متطرفة، وكان دورها** :

أولا: متابعة انجازات الحركة الاسلامية في كل انحاء العالم، ابتداء من الكويت وانتهاء باقصى بقاع الدنيا، ذلك لأن الوكــالات العالمية لا تعنيها اخبار الحركة الاســلامية، بل تتعمد ان تهمل ذلك، ولا تريد للعالم ان يعرف ان هناك حركة اسلامية، وكان دور "المجتمع" تمحيص الخبر والتثبت منه واعادة صياغته من جديد من منطلق مصالح الاسلام والشعوب الاسلامية.



ثانيا: تحليل الاخبار ورصد احداث العالم من منظور اسلامي، واعطاء النتائج المترتبة على كل خبر واثر هذه النتائج على الحركة الاسلامية من ناحية، واعطاء رأي الحركة الاسلامية في مشاكل العالم اليومية من ناحية اخرى.



ثالثا: مقاومة الفساد الفكري والاجتماعي الذي تزاوله القوى الاخرى في الكويت والعالم، ابتداء من التصدي لافكار اليمين واليسار، ومرورا بمواجهة الجهل الشائع بين المسلمين في عقائدهم وشرائعهم، وانتهاء بضرب مواقع الفساد والانحلال بكل صلابة.



وكل هذا جعل قارئ "المجتمع" قارئا عالميا، من حيث ان المجتمع لا تكتب لأقليم محدد وان كانت تتناول بعضا من جوانب المشاكل المحلية.  وقد اكدت مجلة المجتمع مرارا انها لا ترضى بأن تصف نفسها بجنسية، ولا ترضى ان تكون "المجتمع الكويتي"، بل "المجتمع الاسلامي" الصادرة في الكويت.  وهذا ما تشهد به الارقام ... فاضعاف ما يوزع داخل الكويت يوزع خارجها.



ونشير هنا الى ان "المجتمع" ممنوعة من دخول اقطار عربية عدة  منذ صدورها، ولو سمح لها بدخول هذه الاقطار لتضاعف الطلب عليها اضعافا كثيرة، كما ان اقطارا اخرى في العالم لا تباع فيها المجلة في المكتبات، وترسل الى طالبيها عبر البريد.

أما اهداف المجلة(1)، فهي تنطلق من الالتزام بالاسلام عقيدة ومنهجا، وتوضح للناس احكامه ومبادئه، وتدعمهم للعمل بها بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذه الاهداف هي:

1- مكافحة الرذيلة ومقاومة الافات الاجتماعية والعادات الضارة، والمحرمات كالمسكرات والبغاء والميسر والربا، قياما بواجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، عملا بقوله تعالى: {ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}(2).

2- ارشاد الشباب الى طريق الحق والاستقامة، وحثهم على شغل اوقات فراغهم بما يفيد وينفع.

3- تقديم المناهج الصالحة في كل الشؤون، كالتربية والاعلام، بما يعود بالخير على الصالح العام وفقا للتشريع الاسلامي.

4- الحث على التمسك بالاخلاق الفاضلة وتشجيع اعمال البر والخير.

5- مناصرة الحق والعدل في ظل المثل الاسلامية، وعرض قضايا المجتمع والمطالبة بحلها على ضوء الاسلام.

6- جمع الامة على مبادئ الاسلام، ودعوتها للتمسك به عقيدة ومنهجا وسلوكا.

7- محاربة الاستعمار والصهيونية والتبشير والالحاد والاباحية.

8- الالتزام بالنقد الهادف البناء وتجنب تجريح الاشخاص والهيئات.

9- معالجة مشكلات البلاد العربية والاسلامية بأسلوب حكيم، وعدم الدخول في صراع مع الحكومات او التعرض للمسؤولين في هذه الدول.

10- جميع ما ينشر في المجلة يجب ان يكون منسجما مع فكرتها الاسلامية.

11- تغطية الاخبار المحلية وخاصة الحكومية، والتركيز على معالجة المشكلات المحلية.

12- دراسة ما يجد من أحداث ومعالجتها على ضوء الاسلام.

13- الاهتمام باخبار العالم الاسلامي خاصة، والمسلمين في كل مكان.



وفيما يلي افتتاحية العدد الاول من مجلة المجتمع، لنلقي الضوء على سياستها العامة التي رسمتها لنفسها منذ بداية صدورها:

سمعنا النغمة التقليدية تواكبها مصطلحات تقليدية كذلك..

.. بدأت الرجعية تتحرك لتعيق الزحف الثوري وضرب القوى التقدمية، هذه المصطلحات ومئات امثالها دفع بها لتلقانا على الطريق وتعترك معنا..

ثم يأتي بعد ذلك دور الاتهامات والاشاعات، والذين يعرفون مخطط اعداء الاسلام سوف يطأون الاتهامات بأقدامهم، ويأتون معنا بعزم الى الغاية التي ننشدها جميعا.



أما الذين يجهلون مخططاتهم، فاننا نتكفل بكشف الحقائق لهم حتى يكونوا على بينة من اعدائهم ... ونستطيع ان نقول ونحن نطرح صحيفة اسلامية ،اننا سنكون صرحاء مع القراء وسنكاشفهم بكل شيء، ولتكن صراحتنا من اول يوم..



اولا: هذه الصحيفة تصدرها هيئة اسلامية هي "جمعية الاصلاح الاجتماعي"، وهي صحيفة تستمد فكرها الاصيل من الاسلام، وعلى ضوئه وبمقياسه، وسوف تتقبل وبصدر رحب كل نقد هادف بناء، وترفض النقد الغوغائي والتجريح الذي لا يقبله الخلق الاسلامي.

ثانيا: هذه الصحيفة سوف تمد يدها لكل الناس، يدا ترفع راية الاسلام وتبشر بالخير والبر ولكنها سوف تقف في تحد من خصوم الاسلام.

ثالثا: وهذه الصحيفة سوف تكتب في كل القضايا التي تهم امتنا، وتعالج مشاكل المجتمع بكل جرأة وامانة، والاسلام دين شامل يعالج جميع مشاكل الحياة فيصلحها، واننا نرفض بشدة تجزئة العمل الاسلامي، فالمسلم انسان يعيش في مجتمعه ولن يتخلى عن قضاياه.

رابعا: وهذه الصحيفة سوف تقف على ارض الاسلام في كل مكان، وتدافع بكل قوة عن المسلمين في كل قضاياهم، فهي عالمية لأن الاسلام دين عالمي.

خامسا: هذه الصحيفة سوف تدق اجراس الخطر في كل مكان حتى يجتمع المسلمون في صعيد واحد، ويجابهوا عدوهم في صراحة ووضوح، حتى يتحقق لهم النصر .



اخي القارئ .. هذه صحيفة "المجتمع" وهي صحيفتنا جميعا، فمن اراد ان يكون معنا فيدنا مبســــوطة اليه مهما بعدت الشقة بيننا وبينه، ومن كان علينا فيدنا ممدودة اليه لنشده الى طريق الحق والخير وشعارنا قول الله عزوجل: {ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن}(1) "(2).



ويرى أمين عام ومدير عام جمعية الاصـــلاح الاجتماعي عبد الله سليمان العتيقي، أن المجلة دأبت "على رصد المجتمع الاسلامي والمحلي والخليجي والعربي، مشخصة الى الثغرات الاجتماعية والتربوية والادارية والاعلامية والمسلكية، منبهة الى ضرورة تلافيها، ومحذرة من التجاوزات والمخالفات والانحرافات، بأسلوب لين {ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}.  كما تصدت للحركات والايديولوجيات الضالة والمدمرة، كالعلمانية والماسونية والشيوعية، بأسلوب علمي موضوعي وبمنهج قرآني، وحذرت من مخاطرها وأثبتت فسادها، وكشفت مخططات الصهيونية والصليبية العالمية والاستعمار لتدمير العالم الاسلامي، وعزل الامة عن عقيدتها لتسهل السيطرة عليها.  وكشفت حقيقة الحركات الباطنية كالنصيرية والقاديانية والبهائية، وما اشبه ذلك من الحركات المنحرفة، التي ادعى اصحابها زيفا انها تنسب الى الاسلام، مثل اكذوبة ما يسمى بالاسلام اليساري او الاسلام المستنير، وتبنت "المجتمع" إغاثة المنكوبين في افريقيا وبنغلادش والبوسنة والهرسك والصومال واسيا الوسطى وبورما، ومخيمات اللاجئين في الاردن ولبنان .."(1).



ويرى بعض الباحثين المتخصصين ان مجلة "المجتمع" "من انجح المجلات الدينية، نراها بين ايدي سائر الناس، من طلاب وعمال ومدرسين وموظفين ومهنيين"(2).



ويلاحظ صاحب كتاب "علماء الكويت" ان "المجتمع"، "تعالج مشاكل الحياة من منظور اسلامي شمولي، فهي لا تكاد تترك منحى من مناحي الحياة الا وكتبت فيه من وجهة نظر اسلامية، اذ تتحدث مقالاتها عن الجامعة، وعن الاقتصاد الاسلامي، وعن التشريعات، وعن ازمة الشرق الاوسط، وعن النظافة، و"المجتمع" مجلة خبر كما هي مجلة مقال، وفي أحيان كثيرة تعرض المجلة اخبارها على شكل المقال الخبري او الخبر المقالي، بمعنى انها لا تكتفي بايراد الخبر، وانما تضيفه على شكل مقال، موضحة أبعاده ومغزاه، وكل ذلك من وجهة نظر اسلامية، وهي مجلة لا تتخذ في الغالب طابعا نظريا، او لنقل طابعا غير حياتي، وانما تمثل موقف الاسلام من الحياة ومن المجتمع وحركته، وكل ما يعارض الاسلام فهو شيء او فكر غير شرعي تتبرأ منه المجلة، وتشن عليه حربا لا هوادة فيها، ومن هنا اتخذت في كثير من اعدادها طابعا ايمانيا حادا، واصبحت تشكل رأيا اسلاميا مستنيرا يواكب الحياة المعاصرة، وقد استكتبت الاقلام الاسلامية الواعية، واستعانت بالخبرات التعليمية والبحثية والثقافية، مما اعطاها قوة في التأثير، غير انها ممنوعة الدخول الى كثير من بلاد العروبة، لأنها تبين للناس ان الدين ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، فلا يترك الامر لارادة القوي العنيد او المستبد"(1).



وقد مرت "المجتمع" منذ نشأتها بتجارب كثيرة وعديدة، "بعضها صعب وعسير، والبعض الاخر متطور وناضج"(2)، ويؤكد رئيس تحرير المجلة ان العقبات التي تعرضت لها "المجتمع" لا تختلف عما تتعرض له اي صحيفة اخرى، وهي "تتمثل في قضايا التمويل وكسب القراء ومعايشة الواقع ومحاكاته في طرح كل القضايا التي تهم الناس، سواء بالداخل او بالخارج ... وقد حرصت "المجتمع" على ان تكون مرآة لمجتمعنا الاسلامي، وصوت من لا صوت له، ومنبرا للدفاع عن كل قضية من قضايا المسلمين في العالم العربي او العالم الاسلامي، فاصبحت مجلة المسلمين في جميع انحاء العالم"(3).



وبعد خمس وعشرين عاما من عمر المجلة، ومع بدء عامها السادس والعشرين، نشرت "المجتمع" مجموعة كبيرة من المقالات الخاصة بالمناسبة، ونلاحظ ان الافتتاحية التي حملت عنوان "وقفة على اعتاب مرحلة جديدة"، تضمنت استعراضا سريعا لهموم المجلة واستخلاصا لتجربتها الممتدة، تقول الافتتاحية: "تدخل "المجتمع" عامها السادس والعشرين مع متغيرات اسلامية ودولية كبيرة، تفرض عليها ان تواكب الواقع الجديد للامة، وتعالجه وفق تطوراته وتغيراته، وذلك من خلال المنظور الاسلامي للكون والحياة، ذلك المنظور الذي تتميز به "المجتمع" عن مثيلاتها من المجلات الاسبوعية العربية.  



فحينما صدرت "المجتمع" في مارس 1970م، كانت قضايا الامة الاسلامية وواقعها يختلفان كثيرا عن قضايا اليوم وواقعه، سواء من المنظور الدولي للأحداث، او المنظور الاسلامي لها، فمن المنظور الدولي كانت هناك قوتان كبيرتان تمثلان الكتلة الرأسمالية بقيادة الولايات المتحدة الاميريكية، والكتلة الشيوعية الاشتراكية بقيادة الاتحاد السوفياتي، وكان العالم الاسلامي ممزقا بين الكتلتين فاقدا هويته، غير واضح في انتمائه، وكان الناس بحاجة الى الاسلوب العاطفي لاثارتهم ودفعهم للعودة الى جذور دينهم، اما اليوم فقد انتهت الكتلة الشيوعية وأعلن [الرئيس الامريكي السابق] جورج بوش في نهاية عام 1991م، عن ولادة نظام عالمي جديد، احادي القطب، بزعامة الولايات المتحدة الامريكية، واعقب ذلك تغيرات كبيرة في خريطة العالم وتركيبته، ففكك كثير من الدول، ومزق كثير من القوى، وتغير واقع كثير من قضايا الامة المصيرية، وعلى رأسها قضية فلسطين التي تضم المسجد الاقصى، اولى القبلتين وثالث الحرمين، واتجهت الامة الاسلامية الى مزيد من التشرذم والتمزق وذوبان الهوية، وطغت مطامع الصهيونية وانتعشت قوتها، فزادت في تمزيق المسلمين وتفتيتهم، وحولتهم الى شراذم وفئات يضرب بعضها بعضا، وينفر بعضها من بعض، فابتعدت الامة عن عوامل القوة والوحدة، وزادت في صفوفها الخلافات والصراعات، وعلا بنو صهيون في المنطقة وغيروا وجهة الناس وواقع الامة، فبعدما كانت فلسطين املا وغاية، والقدس مطلبا وهدفا، صار طريق الاستسلام والرضوخ لمطالب اليهود ومطامعهم هو طريق الكثيرين، وصار استرضاء اليهود غاية المناضلين، وبيعت فلسطين ممن لا يملكون حق الحديث باسمها، على موائد المفاوضات في اوسلو وواشنطن، واصبح الجهاد في سبيل الله تهمة، ومعاداة الصهاينة وقتالهم جريمة، والحديث باسم الاسلام ارهابا واصولية، وصار مناضلو السبعينيات اعوانا للصهاينة، فزاد واقع الامة مرارة وتضاعفت اعباء الامانة وثقلت المسؤولية على الذين يحملون الحق ويمشون به في الناس، وصارت مسؤولية الكلمة صعبة، خاصة اذا سجلت وكتبت ليس لأجيال اليوم فقط، وانما لأجيال الغد الذين سيكون لهم منظار اخر لواقعنا اليوم، لا يختلف كثيرا عن منظارنا لواقع اسلافنا من قبل، فسوف تأتي اجيال الغد لتتصفح تاريخنا وأيامنا كما نتصفح نحن الان أيام الاولين، فنستمد من امجادهم امتدادنا، ومن مآسيهم ونكباتهم عبرتنا وعظتنا، لكن اجيال الغد لن تنظر الى هذا الغثاء، وهذا الزبد الذي تبثه وسائل الاعلام مكتوبة ومرئية تصفق فيه للاستسلام وتمتدح التنازل والانهزام، ولكنهم سوف يبحثون عن هذه الصفحات القليلة، التي ما سعى اصحابها إلا الى استرضاء ربهم ونصرة دينهم، فيبحثون بين سطورها عن الحقيقة ويستخرجون الواقع من معاني كلماتها، ومن هنا يأتي عظم المسؤولية وعبء الامانة التي تقع على "المجتمع" والقائمين عليها اليوم، لأنها لا تقوم بتسجيل التاريخ الذي ينظر اليه البعض على انه الحوادث، ولكنها تسجل التاريخ الذي هو تفسير للحوادث وربط للظواهر القريبة والبعيدة، التي تجمع بينها لتجعل منها وحدة متماسكة الحلقات، لتصل الحاضر بالماضي وتربطه بالمستقبل والاجيال القادمة.





(1) انظر: جمعية احياء التراث الاسلامي: مسيرة الخير، كتاب تعريفي، اعداد لجنة العلاقات العامة والاعلام بالجمعية، ط1، 1414هـ - 1994م، ص11.

(1) جمعية احياء التراث الاسلامي: مسيرة الخير، مرجع سابق، ص 105.

* عرف العدد الاول من "الفرقان" المجلة بأنها: مجلة اسلامية جامعة تصدر شهريا عن دار الفرقان بقبرص.

(1) مجلة الفرقان، العدد الاول، السنة الاولى، جمادي الاخرة 1409هـ، يناير 1989م.

(1) حديث اجراه الباحث مع مدير تحرير مجلة "النور" محمد رشيد العويد، في مبنى بيت التمويل الرئيسي في الكويت،صباح الخميس 20 ذي العقدة 1415هـ- 20 ابريل 1995، (اذن بالاشارة اليه).

(1) بدر الماص: "الانباء" تطرح القضية للنقاش، الاعلام الاسلامي هل حقق دوره في الازمة الاخيرة، جريدة الانباء الكويتية، العدد 6636، 23 جمادي الاولى 1415هـ - 28 اكتوبر 1994م.

(1) بدر الماص: "الانباء" تطرح القضية للنقاش، هل حقق الاعلام الاسلامي دوره في الازمة الأخيرة، مرجع سابق.

* رئيس تحرير مجلة الفرقان الكويتية.

(1) حديث اجراه الباحث مع محمد الكندري في مبنى جريدة الوطن الكويتية، صباح السبت 25 شبعان 1416هـ-16 يناير 1996م، (اذن بالاشارة اليه).

* تتمتع صحافة الكويت بقدر كبير من الحرية قد لا تتمتع بمثلها الصحافة في العديد من الدول الاسلامية الاخرى، وقد كفل الدستور هذه الحرية، اذ تنص المادة 37 منه على أن "حرية الصحافة والنشر مكفولة وفقا للشروط والاوضاع التي يبينها القانون".

(1) محمد البصيري: ظاهرة التغريب مسؤولية وسائل الاعلام، لقاء مع الباحث، جريدة الانباء الكويتية، العدد 6739، 11 رمضان 1415هـ - 10 فبراير 1995م.

(2) محمد المأمون محمد علي: العقبات التربوية لتطبيق الشريعة الاسلامية في المجتمع الكويتي، مؤتمر تهيئة الاجواء التربوية لتطبيق احكام الشريعة الاسلامية، المحور الثاني، ذو القعدة 1413هـ-ابريل 1993، ص41.

* انظر: الاصدار الخامس لوزارة التخطيط الكويتية حول البيانات الاساسية للسكان والقوى العاملة، شوال 1415هـ- مارس 1995م.

(1) محمد البصيري: ظاهرة التغريب مسؤولية وسائل الاعلام، مرجع سابق.

(1) عبد الله سليمان العتيقي: جمعية الاصلاح الاجتماعي ودورها في المجتمع وتحرير دولة الكويت، كتاب تاريخي توثيقي، الكويت، 1414هـ-1993م، لا.ن، ص7.

* المرجع نفسه، ص41.

(2) الكويت اليوم، العدد 753، السنة 15، 16 رمضان 1389هـ - 16 نوفمبر 1969م، ص59.

* انظر: مذكرة جمعية الاصلاح الاجتماعي لنائب رئيس الوزراء وزير الاعلام، 1395هـ-1975م، وهي مذكرة تركز على قضية الاعلام في الكويت وضرورة التخطيط له.

(1) مجلة الارشاد، العدد الثاني، ربيع الاول 1373هـ- نوفمبر 1953م، ص9.

(2) سورة الاحزاب: آية 23.

(1) سورة القصص: آية 77.

(1) سورة الشمس: الايات 7،8،9،10.

(2) سورة الشورى: آية 53.

(3) سورة المؤمنون: آية 52.

(1) سورة الحجر: آية 9.

(2) سورة الانبياء: آية 107.

(1) مجلة الارشاد، العدد الثاني، مرجع سابق، ص30.

(2) سورة الحجرات: آية 13.

(1) سورة الروم: آية 21.

(2) مجلة الارشاد، العدد الثاني، مرجع سابق، ص82.

* انظر: مجلة المجتمع العدد 506، صفر 1401هـ-9ديسمبر 1980م.

** انظر: افتتاحية مجلة المجتمع: العدد 676، 29 جمادي الاولى 1400هـ- 15 ابريل 1980م، ص4.

(1) عبد الله العلي المطوع: مجلة المجتمع وجدت لمناصرة الحق والعدل في ظل المثل الاسلامية، مقابلة، مجلة المجتمع، العدد 809، 17رجب 1407هـ-17 مارس 1987م، ص14.

(2) سورة آل عمران: اية 104.

(1) سورة النحل: اية 125.

(2) افتتاحية مجلة المجتمع، العدد الاول، 9 محرم 1390هـ17 مارس 1970م، ص 4.

(1) عبد الله سليمان عبد الله العتيقي: جمعية الاصلاح الاجتماعي ودورها في المجتمع وتحرير الكويت، مرجع سابق،

ص 113-114.

(2) احمد بدر وآخرون: الصحافة الكويتية، مرجع سابق، ص129.

(1) خليل محمد عودة ابو ملال: علماء الكويت، مكتبة الفلاح، الكويت، ط1، 1407هـ - 1987م، ص 52.

(2) محمد البصيري: البث الفضائي غزوة ثقافية تهدد القيم الاسلامية، مقابلة جريدة الانباء الكويتية، العدد 6615، 2 جمادى الاولى 1415هـ-7 اكتوبر 1994م.

(3) المرجع نفسه.



PAGE 152    ہ

View bakri's Full Portfolio