رسالة الماجستير3

A¥. 1@      .           €   üـ        آ                                        

إن القول بأن وسائل الإعلام المغرضة قد أدت "دورا خطيرا في توجيه الرأي العام في العالم الاسلامي الى الفكر الغربي وقيم الحضارة الغربية وفي إبعاد المسلمين عن الفكر الاسلامي والقيم الإسلامية"(1)، قول صحيح ومقبول الى حد ما، إلا اننا يجب ان لا نغفل عن أسباب هذا البعد والانحراف عن الطريق القويم، والتي تكمن في عوامل كثيرة ومتعددة، وفي مقدمها الغربة التي يعيشها المسلم بعيدا عن كتاب ربه، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، اللذين يشكلان حصنا حصينا، ودرعا واقيا،وجدارا صلبا، أمام تدفق الجراثيم التي فتكت بمجتمعاتنا أو تكاد.



وقد لا يجانب المرء الصواب أذا ما ادعى "أن ما تعانيه المجتمعات الإسلامية من هزائم فكرية واقتصادية وسياسية واجتماعية، هو نتيجة حتمية لانهدام الشخصية الإسلامية، ويكاد يكون معروفا ان اخطر ما تتعرض له الأمة هو هدم شخصيتها الاسلامية هدما عقائديا وثقافيا وسلوكيا"(2).



وقد لا نبتعد عن الحقيقة إذا ما تبين لنا أن الهدم هو من أسمى أهداف اعداء الأمة، الذين يتربصون بها الدوائر، وهم يبذلون انفس ما يملكون من أجل تحقيق غاياتهم.



ولعل العلة تكمن فينا لا في سوانا، والحاجة تزداد يوما بعد يوم للعودة الى منابع الإسلام الصافية، التي تستطيع ان تحررنا من قيود التبعية، والامر قائم على ارادة التغيير مصداقا لقوله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}(3).



إن ما يسمى اليوم بالغزو الفكري "إنما يمتد إبتداء في داخل الامة الفاقدة للمعيار ومركز الرؤية الذي تعرف في ضوئه ماذا تأخذ وماذا تدع ... ولذلك تتركز اليوم وسائل الغزو الفكري في محاولة اخراج الامة عن دينها وقيمها المعيارية، لتصبح مهيأة لتقبل ما يلقى اليها دون القدرة على اختباره ومعايرته بالشكل المطلوب"(4).

الإسلام لم يكن في الماضي ساحة مباحة للعابثين، بل كان نورا وضياء للعالمين، وهو لم يأت ليعيش الواقع بل ليغيره ويبدله الى الافضل دائما، وهو ليس بدين جماعة أو فئة، بل هو رحمة للعالم كله {وما ارسلناك  إلا رحمة للعالمين}(1).  ولذلك تصدى أعداء الرحمة وأعداء الحقيقة لكل ما جاء به الاسلام، منذ اللحظة التي صدع فيها محمد صلى الله عليه وسلم، برسالة السماء، قبل اكثر من أربعة عشر قرنا.



إن استعادة الهوية والاعتبار، لا يمكن أن تتم خارج الحدود التي رسمها لنا الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فالشمس إن لم تشرق مع الصباح، ولم تشعل جذوه الايمان الحقيقي في النفوس، فلن نجد إلا أمة ضائعة، تتخبط في ليلها الطويل، لا يصلها بدينها سوى خيوط واهية ضعيفة واهنة، لا تلبث حتى تزول عند أول اختبار وتمحيص.



وقد استغل أعداء الأمة وضعها الراهن أسوأ استغلال، حتى وصلت عن طريق الإعلام "لكثير من المفاسد والسموم التي عملت على هدم قوى وأهداف الشباب والاطفال، وتحطيم ايمانهم، والانحراف بالزوج والزوجة وجميع أفراد الاسرة، ونشر الجريمة والاباحة الجنسية والالحاد"(2).  وبدلت الكثير من المفاهيم والقيم والعادات والتقاليد، وشوهت العديد من الافكار والمعتقدات.



لكن المصائب - رغم كثرتها - لم تستطع أن تشل حركة الجسد، ولا أن تمنع الدماء من التدفق الى سائر اطرافه، ذلك أن من مواثيق الله لهذه الأمة "أن لا يسلط عليها عدوها تسليط استئصال وإلغاء على مختلف المستويات، وإنما هي ألوان من الأذى تلحق بها بسبب تقصيرها ومعاصيها، هي عقوبات على المعاصي لإعادة الوعي واستدراك جوانب التقصير وتحديد مواطن القصور"(3).  وقد تعرضت أمتنا خلال تاريخها الطويل لكثير من التجارب والمحن، وما انتصارتها السابقة الا شواهد حية وخالدة الى يوم القيامة.



لذا كان من المعيب علينا حقا "أن نترك سهام التغريب والغزو والاختراق الثقافي تجتاح بلادنا بهذه الهجمة الشرسة، حيث اصبحنا من خلال ما تعرضه وسائل الإعلام في عالمنا العربي والإسلامي المعاصر، أسرى سياسة تقبل الواقع وتدعيم الاوضاع التي صنعها النفوذ الاجنبي، والذي كون جيلا بلا قيم، بلا إيمان، جيلا يبحث عن نفسه في الجنس والرقص والمجون والمخدرات، هذا الجيل بلاد هوية، يستعير افكاره وعواطفه وانفعالاته من عالم غريب عنا وعن تراثنا وتقاليدنا ومقدساتنا، هذا الجيل معذور لما تردى فيه من سلوك لقلة الايدي الممتدة لانتشاله من براثن ما وقع فيه ولتربطه بقيمة"(1).  خاصة أن التيارات الفكرية الاخرى "تعمل بكل ما تملك من إمكانات على غزو المجتمعات الإسلامية غزوا يفتت الأمة ويضعف من انطلاقها ويقيد حركتها ويبعدها عن الواقع"(2).



نحن اليوم نعيش مرحلة  تاريخية ومصيرية حرجة، نواجه فيها غزوا فكريا مباشرا ومنظما، تقوده قوى خارجية تعرف أن الاسلام يشكل منافسا دينيا وحضاريا يهدد كيانها ووجودها، ويفضح معتقداتها وطموحاتها وأهدافها.



إن انبعاث الأمة ونهوضها من عثرتها ليس بحلم مستحيل، بل هو أمل اضاء القلوب وأحيا في نفوس المخلصين حقيقة الانتماء، وقد يكون الاعتراف بالتقصير بداية التحول، والاقرار بالواقع نقطة الانطلاق والتحرر من قيود التبعية، عوضا عن البحث عن مبررات واعذار تخدر الجراح التي اثخنت جسد أمتنا.



ولا نستطيع الا أن نذهب مع القائلين بأن الأمة التي تمتلك "معايير ثابتة ومعصومة* يمكن ان تشكل لها حصانة ثقافية، بامكانها أن تحول الطوفان الاعلامي الى لون من استشعار التحدي لكيانها والاستفزاز لفاعليتها، والاستنفار لطاقاتها المعطلة، الامر الذي يحملها الى ابداع الدليل الصحيح للوقاية الثقافية والإعلامية، ويحفزها على الانتاج البديل، ويمنحها القدرة على التعامل، بحيث تتحول المشكلة الى حل، والنقمة الى نعمة، والتحدي الخارجي والداخلي الى الشعور بأهمية إسترداد الذات والاعتماد عليها والاحتماء بها، وحماية الهوية الثقافية من الإلغاء"(3).

إن التحدي لم يزل قائما، وسيبقى قائما ما بقي الخير والشر، ولكن السؤال الذي نطرحه دائما على أنفسنا هو: ماذا فعلنا نحن المسلمين في مواجهة "الغزو الثقافي"؟  بل ماذا فعلنا لشن الغزو الثقافي المضاد؟



لقد أصبحنا بالفعل غثاء كغثاء السيل، أو كزبد البحر، بعد أن سقطنا في شراك الاغتراب الروحي والنفسي، نحمل قانونا سماويا خالدا، ومعايير معصومة ثابتة، فيما افكارنا، اشبه بطائر يحلق خارج سربه، ففقدنا أو نكاد، هويتنا الاسلامية، وبقيت لنا قشورها الخارجية التي تتهاوى عند أقل اهتزاز.



الإعــلام لغـــة



الإعلام من حيث اللغة، كلمة مشتقة من الفعل الرباعي الماضي: أعلم، ومضارعه: يعلم، والمصدر: إعلام، و"أصل الفعل يدل على أثر بالشيء يتميز به عن غيره، ومن ذلك العلامة ... وكل شيء يكون معلما خلاف المجهل"(1).



ومعنى أعلم: قام بالتعريف والإخبار لغيره، والثلاثي منه: علم، أي عرف وخبر، قال صاحب اللسان: "ويجوز أن تقول: علمت الشيء بمعنى عرفته وخبرته"(2).  وفي التنزيل: {وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم}(3) .  و"يقال: تعلم في موضوع أعلم ... ، وعلم بالشيء شعر، يقال: ما علمت بخبر قدومه، ويقال: استعلم لي خبر فلان وأعلمنيه حتى أعلمه، واستعلمني الخبر فأعلمته إياه، وعلم الامر وتعلمه: اتقنه"(4) .



وفرق صاحب القاموس المحيط بين علم وأعلم فقال: "علمه كسمعه، علما بالكسر عرفه وعلم هو نفسه، ورجل عالم وعليم، جمعها علماء وعلام كجهال، وعلمه العلم تعليما، وعلاما ككذاب، وأعلمه إياه فتعلمه"(5) .

وقيل: "أعلم الرجل صاحبه أخبره، وأعلم الصانع القماش، جعل له علما أو طرازا، وأعلم القارئ على مواضع من الكتاب أو غيره، جعل لها علامات، وأعلم الرجل صاحبه بالخبر، أخبره به، وأعلمه العلم أو الصنعة علمه اياها، وأعلم الفارس نفسه في الحرب، أشهر نفسه بعلامة يعرف بها، فهو معلم، وكذلك الفرس والفرس، معلم"(1).



ويتضح من هذه التعريفات أن مادة علم "تدور حول العلامة والمعرفة والشعور، فاذا عديت، تضمنت معنى التعليم أو الإخبار، فاذا اضيفت اليها الالف والسين والتاء فهي طلب العلم أو الخبر، وتعريف الناس وتعليمهم او إخبارهم بالأخبار كلها من وظائف الاعلام، وإذا كان بمعنى ترك العلامة، فإن الإعلام يترك علامة معنوية هي تأثر الناس بما يعلمهم به، وامالة قلوبهم الى ما يدعون اليه، ولعل هذا يشير الى أن لكل اتجاه إعلامه الذي يؤثر في الناس به"(2).



ويختلف الإعلام عن التعليم لأن الثاني "يحتاج الى تكرير وتكثير حتى يحصل منه أثر في نفس المتعلم، أما الإعلام فلا يحتاج الى ذلك بل يكتفى فيه مجرد الإخبار، ولكنهما يشتركان في معنى واحد، هو نقل المعارف والمعلومات من المرسل، وهو رجل الإعلام أو المعلم الى المستقبل، وهو المتلقي للرسالة الإعلامية أو المتعلم"(3).



ومن هنا نتبين ان معنى الاعلام في اللغة هو الاتصال بين طرفين مباشرة او بواسطة، فلا يتم الاعلام بدون مرسل ومستقبل، الاول لديه "المعلومة" والثاني بحاجة لمعرفتها، ولهذا يمكن القول إن كلمة الاعلام في اللغة، ذات معنى قريب جدا لمعنى كلمة "الاعلام" التي اطلقت في عصرنا الحديث على وسائل الاتصال من صحافة واذاعة وتلفاز ...



الإعــلام اصــطـلاحــا



الإعلام هو إقامة اتصال بين فرد (أو جماعة) لديه رسالة يريد ايصالها الى آخر (أو آخرين).

وعرف بعضهم الإعلام بأنه "جمع وتخزين ومعالجة ونشر الأنباء والبيانات والصور والحقائق والرسائل والاراء والتعليقات المطلوبة من أجل فهم الظروف الشخصية والبيئية والقومية والتصرف تجاهها عن علم ومعرفة، والوصول الى وضع يمكن من إتخاذ القرارات السليمة"(1).



والتعريف الحديث للإعلام نشأ متأخرا، وإن كانت البشرية عبر تاريخها الطويل قد مارسته عمليا حسبما كانت تدعو اليه الحاجة، بأشكال واساليب مختلفة اعتمادا على ما توفر بين أيدي الحضارات المتتالية، ولذلك "لم يختص بحضارة من الحضارات او بشعب من الشعوب، متقدم او متأخر، ولا بزمان ولا مكان معين، فالإنسان بطبيعته محب للاستطلاع، لا يكتفي بأخباره الشخصية فقط، وإنما أيضا أخبار المجتمع المحدود الذي يعيش فيه كمجتمع الأسرة او القبيلة او القرية، فالحياة ستكون شاقة وصعبة اذا انعدم الاتصال بين الناس، ولذا فالاتصال ساهم في ايصال الحضارة الانسانية الى ما هي عليه، وكان له دوره في تكوين الاسرة والمجتمع"(2).



فالإعلام إذن "لم يكن وليد عصر من العصور أو حضارة من الحضارات، فلا يوجد مجتمع من المجتمعات مهما تفاوتت درجة تقدمه او تخلفه، كما لا يوجد زمن من الازمنة قديما او حديثا او وسيطا الا واحتل الاعلام مكانة فيه، لأن الانسان بطبيعته لا يستطيع الاكتفاء بأخباره الشخصية فقط، أو أخبار المجتمع المحدود الذي يحيا بداخله مثل مجتمع القرية أو القبيلة أو الأسرة، ذلك أنه من الصعب أن تسير الحياة دون ان يتصل الناس بعضهم ببعض"(3).



والإعلام بمعناه السليم كما يقول عبد اللطيف حمزة "هو تزويد الناس بالأخبار الصحيحة والمعلومات الصحيحة، والحقائق الثابتة التي تساعد الناس على تكوين رأي صائب في واقعة من الوقائع او مشكلة من المشكلات، فإذا خلت هذه العملية الإعلامية من الصدق لم تصبح إعلاما بالمعنى الصحيح، بل هي نوع آخر، كأن تكون تضليلا للجمهور او مؤامرة سوداء ضد هذا الجمهور، ونحو ذلك"(1).



ويرى بعض الباحثين ان الاعلام هو "علم الاتصال بالجماهير"(2)، او هو "العلم الذي يدرس اتصال الناس اتصالا واسعا بأبناء جنسهم، اتصال وعي وادراك، وما يترتب على عملية الاتصال هذه من أثر ورد فعل، وما يرتبط بهذا الاتصال من ظروف زمانية ومكانية وكمية ونوعية وما شابه ذلك"(3).



والإعلام "هو تزويد الجماهير بأكبر قدر ممكن من المعلومات الصحيحة أو الحقائق الواضحة، التي يمكن التثبت من صحتها أو دقتها بالنسبة للمصدر الذي تنبع منه، أو تنتسب اليه، وبقدر ما في الاعلام من حقائق صحيحة ومعلومات دقيقة منبثقة من مصادر أمينة، بقدر ما يكون هذا الإعلام سليما وقويا، لذلك نجد ان الصحف والإذاعات وغيرها من أجهزة الإعلام، تصر دائما على نسبة الأخبار الى وكالات الأنباء أو غيرها من المصادر، حتى يكون الجمهور على بينة من الأمر، والمفروض أيضا ان الاعلام يقوم على التنوير والتثقيف ونشر الاخبار والمعلومات الصادقة التي تنساب الى عقول الناس وترفع من مستواهم، وتنشر تعاونهم من أجل المصلحة العامة، فهو يخاطب العقول لا الغرائز"(4)، وهو بالتالي "وسيلة التعبير والتوجيه والصعود بالناس الى أعلى او الهبوط بهم الى القاع"(5)، وهو أيضا "فن استخدام قوة الافكار بالوسائل الإعلامية المختلفة لخدمة أهداف الدولة والأمة"(6).  وهو "جملة من الأساليب التي يلجأ اليها الإنسان للتعامل مع غيره من الناس والتأثير فيهم"(7).



والهدف الرئيسي من الإعلام هو "توصيل الافكار والمعلومات الى المستقبلين، فأساس العمل الاعلامي أن تكون هناك فكرة معينة نريد توصيلها الى المرسل اليه، وهو إما فردا او جماعة أو شعب أو عدة شعوب"(1).



والعملية الاعلامية هي "نقل الافكار والمعلومات من المرسل الى الملتقط بهدف تبليغ وتوصيل رسالة معينة، إلا أن العملية الاعلامية ليست أمرا جامدا، باعتبار أن الإعلام مرتبط ومتأثر بشكل أو بآخر بالنظم الاجتماعية والسياسات الثقافية التي ينتمي اليها، وحتى في حالة عدم الرضوخ مطلقا، فالتكامل معها يصبح أمرا لا مهرب ولا مفر منه"(2).



ومن هذه التعاريف كلها يمكن ان نصل الى تعريف عام للإعلام، وهو انه أولا وسيلة إخبار وتبليغ، كما انه وسيلة ترويج للأفكار والمعتقدات السياسية والدينية، فضلا عن كونه وسيلة تعبير عما يراد ايصاله الى الناس، تحقيقا لأغراض معينة حسبما تقتضي مصلحة اصحاب الوسيلة الاعلامية، سواء أكانت فردا او جماعة او تنظيما سياسيا او دينيا او حكوميا.  



الإعـلام الإســلامـي



الإعلام الإسلامي "مصطلح حديث، وقد كان فيما مضى ينضوي تحت مدلول الدعوة الاسلامية"(3)، التي مارسها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين ... والقرآن الكريم "كان ضربا رائعا من ضروب الإعلام على يد رسول الله الكريم، بما أتي من قيم ومفاهيم جديدة تختلف كل الاختلاف عن القيم والمفاهيم في عصر الجاهلية، بل كان أنجح وسائل الإعلام في الاسلام على وجه الاطلاق"(4).



وقد حمل الإعلام الإسلامي "مضامين الوحي الالهي ووقائع الحياة البشرية المحكومة بشرع الله الى الناس كافة، بأساليب ووسائل تتفق في سموها وحسنها ونقائها وتنوعها مع المضامين الحقة التي تعرض من خلالها، وهو محكوم غاية ووسيلة بمقاصد الشرع الحنيف وأحكامه"(1)، فهو مرتبط ارتباطا وثيقا بالاسس التي ارساها الدين الاسلامي، وقد كان "في المرحلة الاولى، مرحلة نزول الوحي وبعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، يتخذ في أطره ومفاهيمه شكل الدعوة الاسلامية أو كان الى مفهومها أقرب، ثم راح بعد ذلك، يتخذ الاشكال الاعلامية المختلفة، مما يمت الى الاعلام نفسه واساليبه ووظائفه بصلة كبيرة"(2).



وتتلخص مهمة الاعلام الاسلامي بـ "البلاغ المبين في عرض الحق على الناس بالقول الحسن" (3)، انطلاقا من قول الله عزوجل: {وقولوا للناس حسنا}(4).



والإعلام الاسلامي برأي بعض العاملين فيه "إعلام يجتهد لتقديم أخبار العرب والعالم كما هي على حقيقتها، ويتخذ في الوقت نفسه موقفا ايجابيا من قضايا التجديد والاصلاح الاسلاميين"(5).



ولعل هذا التعريف لم يأت بجديد، فعلى الاعلام بشكل عام أن يسعى بجد واخلاص وتفان، لتقديم الاخبار الحقيقية والموضوعية والصادقة والبعيدة عن كل زيف أو نفاق، وان يتخذ موقفا ايجابيا من القضايا المحقة والعادلة للشعوب دون تفريق أو ميل مع الهوى، كما أن على الإعلام أن يعيش ويتنشق ويحيا على المثل والمبادئ الاخلاقية السامية، التي دعت اليها الشرائع السماوية كلها، والتي بينها الاسلام بكثير من الوضوح والجلاء.



والإعلام عموما، لا ينشأ من فراغ، فلا بد له من فكرة وهدف وأسلوب، فكيف ونحن أمام رسالة الاسلام، الرسالة السماوية العامة لكل البشر بلا تفرقة بين شعب وآخر، أمام دين ارتضاه الله سبحانه للبشرية جمعاء، الى يوم الجمع العظيم، يوم يسأل كل انسان عن كل كلمة وكل عمل ...



ولهذا كان من الصعوبة بمكان، بل من المستحيل ان نفصل اهداف الرسالة الاعلامية عن الاهداف التي يسعى لتحقيقها الاسلام، لأن الاعلام الاسلامي جزء وعضو في البناء الاسلامي الكبير.



وإن "كل ما نقوله اليوم في الإعلام لا جديد فيه، ويستطيع كل من يقرأ القرآن الكريم، ويتدبر الانتشار الواسع والسريع للاسلام، الذي لا مثيل له في تاريخ الرسالات، ان يتبين بوضوح وجلاء أن الدعوة الى الإسلام، والوسائل والاساليب التي اتبعت في هذه الدعوة بتوجيه سام من القرآن الكريم، كانت الاساس المكين لانتشار الاسلام، وأساس إيمان مئات الملايين من البشرية، الامر الذي يدعونا الى الاعتراف بأن هذه الأساليب والوسائل، تمثل أفضل واكثر وسائل الإعلام وأساليبه فاعلية وتأثيرا في نفوس الأفراد والجماعات والشعوب، وأن المثل الأعلى لأي داع أو دعوة، يوجد كاملا في القرآن الكريم"(1).



والإعلام الاسلامي بهذا المفهوم يطبع بمنهج التبليغ القرآني، الذي يعتبره الباحثون منهجا رائدا "لم تصل اليه الدراسات الاعلامية إلا حديثا، إذ حوى مجموعة من المبادئ ذات الطابع الريادي، مثل تحديد الاهداف، وحسن العرض للمبادئ، وايجاد استقطاب حول الدعوة، والتعرف على أساليب التأثير، الأمر الذي يفرض على الاعلام الحديث صفة التلمذة للمنهج القرآني ونظرياته التبليغية، فهو منهج رائد، سار في طريق الحق بعيدا عن الدعايات الكاذبة والبيانات المضللة، وهو منهج رائد قائم على الثقة واحترام الحقيقة في تبادل المعلومات والبيانات"(2)، وبذلك "وضع النواة الاولى لفن العلاقات الانسانية بشقيها، العلاقات الداخلية والخارجية، كما انه وضع الاساس الاول لفن الدبلوماسية والتعامل الانساني المتحضر مع الاخرين"(3).



وقد صاغ الإسلام الإعلام الاسلامي منذ فجر الدعوة، صياغة التزم بها صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن سلك سبيلهم، فالاسلام "منهج حياة، يصوغ المسلم صياغة ربانية خالصة، من خلال الوحي السماوي الذي يتمثل في الكتاب والسنة، وقد كان الوحي السماوي منذ الوهلة الاولى يحصن المسلمين من الغزو الفكري والثقافي، المتمثل في العقائد الضالة والمنحرفة والمناهج الباطلة"(1)، ولذلك كان عليه أن "يعمل على كل الجبهات ويكافح من كل الخنادق، إذ انه يساهم في تحقيق التنمية الشاملة، في الوقت ذاته الذي يقف فيه منافحا عن عقيدة الأمة وهويتها الثقافية والحضارية والفكرية، وهو يسهم كذلك بفعالية في عملية البناء الاجتماعي المؤسساتي، في الوقت الذي يعمل فيه على بناء الشخصية الاسلامية المتميزة، وإبراز المظاهر والقسمات التي تجعل المجتمع الاسلامي مجتمعا متفردا ومغايرا لبقية المجتمعات"(2).



ويحدد أحد الباحثين أهداف الإعلام الاسلامي بثلاث نقاط:

"أولها: تحقيق الشرعية الاسلامية التي ينبغي أن تصبغ المجتمع كله، وهي مهمة الاعلام الاولى وهدفه الاول.

ثانيها: مواكبة مرحلة الدعوة في الزمن الذي يبث فيه الإعلام برامجه.

ثالثها: درء المفاسد التي يمكن أن ترد على الإعلام، والاخرى التي ترد من إعلام آخر"(3).



والإعلامي الاسلامي إنما "يؤثر بالناس باسلوبه وحسن اخراج وجدة وطرافة ما يعرضه عليهم، لا بالكذب ولا بالتزوير، وما دام قد التزم هذه المهنة فهو مطالب بتحمل مشاقها والسهر من أجل رسالتها، حيث يعتبر عمله نوعا من الجهاد من اجل اعلاء كلمة الله"(4)، ولذلك يشدد الكثير ممن يعملون في الإعلام الإسلامي على أهداف رسالتهم لا على قيمة المردود المالي.



المسؤولية الإعلامية في الإسلام



المسؤولية هي "إقرار المرء بما يصدر عنه من أفعال وباستعداده لتحمل نتائجها"(5)، شرط توفر الاهلية العقلية وحرية الاختيار، فإذا انتفت الاهلية العقلية أو إذا كان المرء مجبرا على الافعال يصبح انسانا غير مسؤول.



قال تعالى في محكم التنزيل: {وقفوهم انهم مسؤولون}(1)، وهذه المسؤولية تأتي نتيجة التخيير لا التسيير، ونتيجة الاقدام على أفعال من قبل أناس يتمتعون بقوة عقلية كاملة، والا كانوا اشخاصا غير مكلفين ولا تنطبق عليهم احكام المكلفين في الواجبات والتكاليف.



وفي الحديث: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، إلامام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته"(2).



والمسؤولية في الاسلام تعني أولا الالتزام بما أمر الله ورسوله به أو نهيا عنه، فالناس جميعا مأمورون "من قبل الله سبحانه بأن يرتضوا مجموعة القيم والمبادئ والتعاليم التي بلغها لهم خاتم النبيين، صلى الله عليه وسلم، منهاجا لحياتهم، فيرضاها الصفوة من الخلق مختارين، ويأباها غيرهم، ويكون على أساسها الحساب والجزاء، عدلا وفضلا"(3).



ولعل ما يميز المسؤولية في الإسلام أنها "ليست الزامية قسرية من خارج الذات الانسانية، وإنما هي تنبع من ضمير الانسان المؤمن، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن المسؤولية التي تعد ضابطا من ضوابط الحرية، ليست أمام القانون أو الدستور أو الناس، وإنما هي أمام الخالق"(4).



قال تعالى: {ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد}(5)، وقال سبحانه {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}(6).



إن المسؤولية الإعلامية في الرؤية الاسلامية، تنطلق من مبدأ أن الدين الاسلامي دين دعوة ورحمة للناس اجمعين، ولا يختص بفئة دون أخرى، ومادة هذه المسؤولية هي الكلمة التي "يخضع مبدعها للحساب كالفعل تماما"(1)، كونها تنقسم الى كلمة طيبة وأخرى خبيثة، قال تعالى: {الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون، ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة إجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويضل الله الظالمين، ويفعل الله ما يشاء}(2)، وإن هذا لهو بحق "الإعلام الاسلامي المسؤول والراشد"(3)، الذي سار على هدي الكلمة الطيبة ونبذ الكلمة الخبيثة، إحقاقا للحق ومحاربة للباطل.



إن "المسؤولية الاعلامية في الاسلام ما هي إلا عبادة كلف الله بها جميع المسلمين، وهذه المسؤولية لا تقل أهمية عن سائر العبادات الاسلامية الاخرى كالصوم والزكاة والحج على سبيل المثال، بل إننا لن نجد في القرآن الكريم من الحث على الصيام الذي هو ركن من أركان الاسلام، مثلما نجد من الحث على الدعوة الى الله، والتذكير والعظة والانذار بسوء العاقبة لمن يقعد عن القيام بهذا الواجب، الذي من أجله بعث الله الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل"(4).



قال تعالى: {ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}(5)، {ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}(6)، {ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين}(7)، {وكذلك اوحينا اليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها، وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه، فريق في الجنة وفريق في السعير}(1)، {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن اثم، ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه، واتقوا الله إن الله تواب رحيم}(2).



الاحاديث النبوية الشريفة أوضحت ايضا بلا لبس أهمية ودقة ومسؤولية الكلمة، بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حذر في أحاديث كثيرة من مغبة الكلام، بل إن هناك أحاديث صريحة تدعو الانسان الى "ان لا يتكلم إلا إذا كان الكلام خيرا، وهو الذي ظهرت مصلحته ومتى شك في ظهور المصلحة لا يتكلم"(3) ، وقيل "إنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة فالسنة الامساك عنه، لأنه قد ينجر الكلام المباح الى حرام او مكروه، وذلك كثير في العادة والسلامة لا يعدلها شيء"(4).



وقد جمع الامام النووي* - رحمه الله - في "رياض الصالحين" طائفة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، تحت باب تحريم الغيبة والامر بحفظ اللسان، في كتاب الامور المنهي عنها، وهي أحاديث تدور بمجملها حول اهمية الكلمة ومسؤوليتها في الاسلام.



وفيما يلي مجموعة من هذه الاحاديث التي تتعلق بالكلمة وحدودها في الاسلام:

- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر  فليقل خيرا  أو ليصمت". متفق عليها.

- وعن ابي موسى رضي الله عنه قال: "قلت يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟  قال: "من سلم  المسلمون من لسانة ويده". متفق عليه.



- وعن ابي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن العبد ليتكلم  بالكلمة ما يتبين فيها ينزل بها الى النار أبعد ما بين المشرق والمغرب" . متفق عليه.

- وعن أبي عبد الرحمن بلال بن الحارث المزيني رضي الله عنه أن رسول الله صلى اله عليه وسلم قال: "إن الرجل ليتكلم  بالكلمة من رضوان الله تعالى، ما كان يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه الى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم  بالكلمة من سخط الله ما كان يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه الى يوم يلقاه". رواه مالك في الموطأ والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.



- وعن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: قلت يا رسول حدثني بأمر أعتصم به، قال: "قل ربي الله ثم  استقم" قلت: يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي؟  فأخذ بلسان نفسه، ثم قال: "هذا". رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.



- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكثروا الكلام بغير ذكر  الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر  الله تعالى قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي". رواه الترمذي.



- وعن عقبة بن عامر رضى الله عنه قال: "قلت يا رسول الله ما النجاة ؟ قال: "أمسك عليك لسانك، وليسـعك بيتك، وابك على خطيئتك". رواه الترمذي وقال : حديث حسن.



- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أصبح ابن ادم، فإن الاعضاء كلها تكفر  اللسان، تقول: اتق الله فينا، فانما نحن بك، فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا". رواه الترمذي.



- وعن أنس رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما عرض بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذي يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم". رواه ابو داود.



- وعن ابن عمر رضي الله عنهما: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "افرى الفرى [الكذب] ان ير ي الرجل عينيه ما لم تريا".  رواه البخاري.



- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل المسلم على المسلم  حرام:  دمه وعرضه وماله". رواه مسلم.



خصائص الإعـلام الإســلامي



تنطوي لفظة "إسلامي" على مضامين عقدية وشرعية، وأي عمل يتعارض او يتناقض مع هذه المضامين لا يمكن وسمه او اعطاء ما يقدمه صبغة الاسلامية، وإن تنكر بزي المسلمين، وتوشح بيرق الاسلام.



فالإعلام الإسلامي جزء من الحياة التي يعيشها المجتمع الاسلامي، والتي يجب "أن تحكم بشرع الله، أي لا بد أن يسود فيها شرع الله .. بأن يحكم كل صغيرة وكبيرة فيها، رحمة بالناس، وانسجاما مع الحق والمنطق، وتحقيقا للرخاء والازدهار"(1).



وكلما دنا المجتمع من الإسلام، كلما كانت نشاطاته كلها، ومنها الإعلام، منقادة لما أملته الشريعة الإسلامية السمحاء من أوامر ونواه وتوجيهات.  وصفاء العقيدة ونقاؤها، هما الضابط الموجه، الذي يستطيع أن يدفع الإعلام في الطريق السوي، ليحقق للأمة سعادتها في الدارين.



والمجتمع "الذي يطبق من الشريعة شيئا ويترك اشياء أو يتحايل في تطبيقها بالمخالفة أو المنع أو الالتفاف، وهو برغم ذلك يسمى نفسه مجتمعا اسلاميا أو دولة إسلامية، فإن الاعلام فيه بصفة عامة لا يسمى إعلاما إسلاميا"(1).



فالإعلام الإسلامي يمتاز بأنه إعلام عقدي بالدرجة الاولى، مرتبط ارتباطا راسخا وثابتا بالعقيدة الإسلامية، وبالدين الذي ارتضاه الله لعباده، باعتباره الدين الأوحد منذ الأزل، لقوله تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام}(2).



ولا شك أن الالتزام بمبادئ الاسلام يقتضي الالتزام بكل ما جاء في كتاب الله وفي السنة الشريفة، والتقيد بما هو مسموح والابتعاد عما هو ممنوع أو حتى مشبوه، وأن تقيد الإعلام الإسلامي بهذه الأسس يمنحه بحق صبغة "إسلامي"، ويرفعه الى مرتبة سامية جدا، كما قال الله سبحانه في كتابه الكريم: {ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين}(3).



وهو أيضا إعلام مرن، يخضع لما تقتضيه المصالح العامة للأمة، يتفاعل مع قضاياها المصيرية تفاعلا حقيقيا، دون سعي وراء كسب او منفعة شخصية، لذا عليه أن يعيش واقع الأمة، باحزانها وافراحها، فلا يبقى في ابراج عاجية نائية شاهقة، بعيدا عن الأمة وافرادها.



وهو ايضا إعلام متزن "لا يقول الا خيرا   رعاية لمسؤولية الكلمة، ولكنه يستشعر مسؤوليته تجاه الامة الاسلامية، فإذا تعرضت عقيدتها ومقدساتها وفكرها وتاريخها لحملات التشويه من الاعلام المضاد، سواء أكانت مؤسساته تبدي العداء للاسلام صراحة أم تخفيه، عند ذلك يجب على الإعلام الإسلامي أن يهب لنصرة الحق وكشف الشبهات، وتفنيذ الدعاية المضللة، وإظهار الحقائق للرأي العام الإسلامي وللناس عامة"(4).



والإعلام الإسلامي في طبيعته، إعلام صادق واضح، أمين في سرد الأخبار ونشرها بين الجمهور، بعيد عن ترويج الشائعات المغرضة، وبعيد عن التشهير والنفاق، وهو بذلك لا يخرج عن كونه أولا وأخيرا وسيلة ذات تأثير كبير على الرأي العام الإسلامي، ومتحدثا بلسانها، فضلا عن كونه وسيلة رئيسية من وسائل الدعوة الاسلامية، التي تسعى الى نشر الاسلام في أنحاء العالم.



ومن الظلم حقا أن يقتصر الإعلام الاسلامي على فئة محددة من البشر، فهو إعلام له "عموميته التي تنبع من عمومية الإسلام كدين لجميع البشر، نسخ الاديان والشرائع كلها، وله استقلاليته نظرا لمصادر الإسلام التشريعية المستقلة، وهو ثابت بثبات مصدرية الكتاب والسنة، وهو ايجابي، فيه من عناصر الحيوية والبقاء ومرونة أحكامه في التطبيق لكل عصر ومكان، ويتسم بمسؤولية، لا تتوفر في النظريات الإعلامية الأخرى، نظرا لايمان القائم به بالجزاء، وتأثير ذلك فيه علما وخلقا وخشية الله في سره وعلانيته، مما يؤدي الى الحماس في التبليغ، من حبه لمبدئه وتضحيته في سبيل عقيدته، وولائه القلبي الذي يسيطر على مشاعره كلها"(1).



وهو اعلام متجدد ذو "حركة دائمة متجددة، ومعين في نفس الوقت لا ينضب"(2)، رباني خالص "لا التواء فيه ولا تكدير، وهو أخلاقي، متوازن، سهل واضح، مقنع، فيه الاسلوب الحسن، واعتماد القدوة، وفيه الأمر بالفضائل والخيرات، والنهي عن القبائح والمنكرات"(3).  وهو اعلام راق مستقل "قاعدته الحرية وقمته المسؤولية"(4).



ومن أبرز خصائص الاعلام الاسلامي العمومية، فليس هناك إعلام اسلامي "سري أو نصف سري ... وهذه العمومية انعكاس لروح العقيدة الاسلامية المتوجهة للناس جميعا، ولغيبة الواسطة بين العبد وخالقه، أو الكهنوتية، ولتساوي الناس في الاسلام كأسنان المشط"(5).



وظائف الإعلام الإسلامي



تتعدد وظائف الإعلام الإسلامي وتتسع لتضم نواح كثيرة من النشاط الاسلامي، وذلك تبعا للمسؤولية الخاصة والخطيرة، التي يضطلع بها هذا الجانب من حياة الامة، وهو جانب ذات تأثير كبير وفاعل على اكثر من صعيد، كونه لا يكتفي بنقل الخبر، وان كان نقله بأسلوب ووجهة نظر اسلاميين أمر ضروري ومطلوب بالحاح، إلا ان وظائف الاعلام الاسلامي تتجاوز هذه المهمة بمراحل، بسبب ان الإسلام جاء لينظم حياة الإنسان كلها، وليس خطابه موجها الى فئة من البشر، أو مختصا بمجموعة من الناس، ومن هنا كان الاعلام ركنا اساسيا من اركان الدعوة ووسائلها، فضلا عن انه وسيلة من وسائل الجهاد بالكلمة، والتي تكون احيانا اقوى فاعلية من الاسلحة التقليدية.



ولعل اولى وظائف الإعلام الإسلامي تبليغ الدعوة ونشر الرسالة الإسلامية، فالإسلام دين لجميع الناس بلا استثناء، ومنوط بحملة هذه الرسالة السماوية الخالدة، ان يبلغوا دعوة السماء لغيرهم من الأمم، وأن يحصنوا ابناء المسلمين من الافكار المسمومة، باعتباره علما من علوم الدعوة، بل وسيلة اساسية من وسائلها، لذا كان من الواجب ان تكون اولى اهدافه، "تثبيت عقيدة المسلمين، وإبراز عظمتها أمام غير المسلمين، حتى يمكن اجتذابهم الى حظيرة الإسلام"(1).



ويرى احد الباحثين، أن عملية تبليغ الدعوة عن طريق وسائل الإعلام على اختلافها، يجب ان تتم "دون الوقوف في وجهها ومحاربتها بالسلبية وضيق الافق، لأن الوسائل محايدة ويمكن استخدام انواعها المتطورة الحديثة في نشر الدعوة الاسلامية، ومهمة الدعاة توظيفها لخدمة الدعوة لا إلغائها، بل يعدون انفسهم لتسلمها واستخدامها، وفهم اساليب عملها في الميادين العلمية والآلية، مع عدم هجرها وتركها للعابثين والمزيفين والمأجورين، لأن الاستعمار وأعوانه يعدون إعلاميين لمحاربة الدعوة الإسلامية، ونشر الفساد وتهيئة اجواء الهزيمة والنكسات وفق رغبات المتآمرين الكبار، الذين يتربصون بنا وراء الكواليس على مسرح السياسة الدولية"(2)، وهذا يدعو الاعلامي المسلم الى مزيد من الجهد والمتابعة والبحث عن الحقيقة، والسعي لنشرها بين الناس، ومبعث ذلك "الشفقة الانسانية والرحمة التي وضعها الله عز وجل في قلوب المؤمنين تجاه بني الانسان"(1)، والله تعالى يقول في محكم التنزيل: {وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين}(2)، {وما ارسالناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن اكثر الناس لا يعلمون}(3).  وقد قيل بأن مهمة الاعلامي المسلم الاولى وقبل اي شيء اخر، بيان "الغاية الاساسية لدعوة الاسلام، وهي الدينونة لله والولاء له ولرسوله ولجماعة المسلمين، كي يبصر الناس بحقيقة دينهم"(4).



ومن وظائف الإعلام الإسلامي، تعميم دعوة الاسلام واعلاء كلمة الله في الارض، وتكمل هذه الوظيفة التي تتصدر اغراض وسائل الاعلام، وظيفة الدعوة، "فالاعلام إن لم يعل كلمة الله في الارض، فماذا يعلي بعد ذلك؟  وان لم يمجد اسماء الله تعالى وصفاته، فماذا يمجد بعد ذلك؟  وماذا يبث وينشر ان لم ينشر كلمة التوحيد الخالص، وقيم الاسلام ومثله العليا واخلاقه الفاضلة؟"(5).



ولا يفهم من هذا الكلام أن على الاعلام أن يبث تعاليم الاسلام، دون ربطها بالواقع الذي نعيشه، ودون استيعاب حاجات الامة ومتطلباتها وقدراتها وامكاناتها الفكرية والنفسية، بل ان هذه التعاليم يجب ان تنطلق من خلال برامج اسلامية هادفة توجه الى الشعوب كافة، حسبما تقتضيه احوالهم ومشاربهم، لأن الدعوة الاسلامية لم يقصد بها العرب وحدهم دون غيرهم، بل كانت للناس كافة، لا فرق في ذلك بين العرب وغيرهم من الأمم.



ومن وظائف الإعلام الإسلامي، وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والله عزوجل أثنى على الصلاح والمصلحين، وذم الفساد والمفسدين في آيات كثيرة من كتابه العزيز.



ومن الوظائف ايضا "بيان الحق"(6)، الذي جاء به الإسلام، والحق فيما يجد من قضايا ويحدث من مشكلات، في الداخل والخارج، لأن الحق هدف في ذاته، كذلك دفع الباطل والتربية وتحقيق التعارف والتعاون والتآلف، ورفع الناس الى المثل العليا، والحفاظ على الاوقات بالابتعاد عن الغش واللغو والفساد، ومن وظائفه ايضا "التنمية والترويح"(1)، والعمل على هداية الإنسان وتبصيره بأمور دينه ودنياه، وبعث الفكر الاسلامي الأصيل، والتماس منابعة من القرآن والسنة، ونشر الأخلاق السامية، والتصدي للغزو الفكري، وبث المعلومات والاخبار الصحيحة، وبيان الحقائق، للوصول الى قلوب الناس وعقولهم بالحكمة المطلوبة.

















الفصل الثالث



الصحافة الاسلامية في الكويت



تعريف الصحافة الاسلامية

نشأة الصحافة الاسلامية في الكويت

واقع الصحافة الاسلامية الراهن في الكويت:

-  مجلة الوعي الاسلامي

-  مجلة البلاغ

-  مجلة الفرقان

-  مجلة النور

-  مجلة الخيرية

-  ملحق الايمان

-  ملحق الوطن الاسلامي

السمات العامة للصحافة الاسلامية في الكويت



الفصل الثالث



الصحافة الاسلامية في الكويت



تعريف الصحافة الإسلامية



عرف أحد الباحثين الصحافة الإسلامية بأنها "الصحافة التي تعالج مختلف قضايا الحياة واحداثها من منظور اسلامي، استنادا الى القرآن الكريم وصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما ارتضته الأمة من مصادر تشريعية في اطارهما، وتقديم هذه القضايا والأحداث للجماهير بلغة مناسبة، واستخدام الفنون الصحفية الملائمة، والإفادة من كل وسائل التكنولوجيا الحديثة، ويتولى عرض هذه القضايا محررون وكتاب مسلمون، على معرفة عميقة بالاسلام وحقائقه، بما يخدم الأهداف والمثل والقيم الإسلامية، ويمثل ترجمة وقيادة لواقع المجتمع الذي تنشر فيه"(1).  



وتوصف الصحافة بالاسلامية "لتميزها بدراسة شؤون المسلمين وقضاياهم"(2)، ومعالجة همومهم ومشاكلهم وفقا لمنهج اسلامي سليم.



ولا ترتدي الصحافة الرداء الاسلامي، إلا اذا كانت "اسلامية في المبادئ والأصول والأساليب والأهداف والإتجاه، فلا بد من اتباع شريعة الاسلام، والبعد عن الاهواء الانسانية عند تحرير الصحيفة الاسلامية ... فالصحافة الاسلامية مطبوعات دورية تصدر في ثوب جميل، بفنون التحرير الصحفي المختلفة في ضوء الاسلام"(3)، ومن الواضح "أن تحرير أي دورية لابد وأن يتناسب مع عقلية القراء واحتياجاتهم، هذا من ناحية، ونوعية الموضوعات، من ناحية اخرى، فضلا عن سياسة دار النشر"(4).



والصحافة الاسلامية تأخذ معينها من الينابيع الاسلامية، ولذلك فإنها "ذات تأثير خاص في عقول وقلوب المسلمين، لأنها تعزف على أوتار العواطف الدينية والروحية، التي تكون أقوى في التأثير"(1) من أي عاطفة أخرى.



نشأة الصحافة الإسلامية في الكويت



يعتبرعدد من الباحثين "أن الدين في الشرق عامة غير بعيد عن الحياة، فمن الصعب الفصل بين ما هو دين وما هو حياة، كما أن الإسلام بالذات لم ينفصل يوما عن دنيا الناس، ومن هنا فقد صبغت الصحافة في بواكيرها بالصبغة الدينية، فإن الشيخ عبد العزيز الرشيد، لم يكن يقصد حين أصدر مجلة "الكويت"، أن تكون مجلة متخصصة بالدين، وإنما قصدها مجلة عامة، ولأن الدين يصبغ حياة الناس في كل منحى من مناحيها، فإنها تبدو للناس الآن وكأنها مجلة متخصصة وهذا قول غير صحيح"(2).



لكننا نزعم أن هناك تناقضا بين ما يراه هؤلاء وبين الهدف الرئيسي الذي دعا الشيخ الرشيد لإصدار مجلاته: "الكويت"، ثم "الكويت والعراقي"، ثم "التوحيد"، خاصة اذا علمنا طبيعة الشيخ الرشيد نفسه، "فقد كان عاشقا للعلم عامة، والعلم الديني على نحو خاص، وارتحل طلبا له، فتلقى العلم في الازهر، ولبس لباس الازهريين، فكان الرجل معمما، يرتدي جبة فضفاضة، وارتحل الى المدينة المنورة، فدرس على أيدي شيوخها، وشغله الفكر الديني واخذ عليه لبه وعقله، وخاض من أجله معارك ضارية حفلت بها مجلة "الكويت"، بل ومعارك مع بعض ابناء جلدته من الكويتيين"(3)، فمن الظلم حقا ان ننفي الصبغة الاسلامية عن مجلات الشيخ الرشيد، ولاسيما ان الشيخ الرشيد نذر نفسه لتعلم الشريعة الاسلامية والذود عن الاسلام والمسلمين.



وبالعودة الى محاضرة القاها الرشيد نفسه ونشرها في مجلة "الكويت"، العدد الثالث - المجلد الثاني - ربيع الاول 1348هـ، وكان عنوانها: "الدين - الإصلاح والطرق التي توصل اليه"، نستطيع ان نقدر الهدف الذي من أجله اصدر الرشيد مجلاته، يقول: "... والحق أيها السادة أن للصحف أثرا في الإصلاح عظيما، لا يحسن بذي عقل أن ينكره أو يكابر فيه، ولا أحب من يذهب الى جحد ما ينتقيه من الآثار الطيبة في نفوس قرائها، إلا كمن يحاول جحد نور الشمس المتلالئ في الفضاء.



انتم تقرأون أيها السادة من الآراء ما يخالف دينكم، وتسمعون ما يخالف عقيدتكم، فيقف بعضكم إذ ذاك موقف المتحير الذي أبهم عليه الأمر فلا يدري أين السبيل، ويود من صميم قلبه لو يعثر على ما يهد بناء ما أوقعه في الشرك، وترونه يبحث بلهفة عن الطريق الذي يخرجه من مأزقه الحرج.



وقد لا يأخذ بيده، أيها الفضلاء، ولا يشفي ما به من غليل، سوى ما تجود به تلك الصحف من نفثات أقلام كتابها، الصحف التي أخذت على عاتقها دحض كل شبهة، وردع كل زيغ، ومنازلة كل ملحد وزنديق، وسارت في الدعاية الى الله تعالى وسبيله السيرة التي أمر بها في كتابه، وحث عليها الرسول في سنته، فهي وحدها تزيل ما علق بذهنه من شكوك، وتغادر ما زعزع أركان عقيدته هباء منشورا كأن لم يغن بالامس".



ويصف الرشيد في المحاضرة نفسها مجلة "الكويت" فيقول انها "المجلة التي لم يكن لها من الســـلاح إلا قوة إيمانها وثبات عزيمتها، وأملها الكبير في أن تجاري أرقى المجلات العربية الاسلامية في مستقبل أيامها".



وبالعودة أيضا الى التعريف بمجلة "الكويت"، والذي كان يدون على غلاف كل عدد منها، نلاحظ أنها "مجلة دينية تاريخية أدبية أخلاقية شهرية، تصدر في الكويت".



وليس هنالك أدل من موضوعات المجلة نفسها على السبيل الذي تنتهجه، وقد حدد الرشيد محتوياتها في عددها الاول، الصادر في شهر رمضان 1346هـ - 20 يونيو 1928م، حيث قال في كلمة العدد: "وقد رأينا ان تكون أبحاث المجلة متنوعة، ومواضيعها مختلفة، يتنقل قارئها من فائدة تاريخية الى مثلها أدبية، ومن مسألة دينية الى أخرى علمية، ومن بحث اخلاقي الى موضوع اجتماعي ... الى كل ما تتوخى فيه الفائدة واللذة".



وباستعراض موضوعات المجلة نجد ان الطابع الديني هو الغالب، وأن موضوعاتها الأدبية أو العلمية وحتى الترفيهية لا تخرج عن اطار التوجهات الاسلامية.

ولذلك فإننا نزعم أن الصحافة الكويتية نشأت نشأة اسلامية، بيد أنها لم تبتعد كثيرا عن مجال الثقافة والعلم والادب، وهذا أمر لا يتنافى أبدا مع الشريعة الإسلامية.



وإذا انتقلنا الى المجلة الثانية التي اصدرها عبد العزيز الرشيد، وهي مجلة "الكويت والعراقي"، نجد أنها "لا تختلف في طبيعتها ومضمونها وتحريرها عن مجلة الكويت"(1)، رغم أن الرشيد لم يكن منفردا في اصدارها، اذ شاركه في ملكيتها وتحريرها السائح العراقي يونس البحري، كم اشرنا الى ذلك في الفصل الثاني من البحث.



وبمطالعة صفحات المجلة نجد ان الطابع الديني هو الذي يغلب على موضوعاتها.  وقد جاء على غلاف العدد الأول* أنها "مجلة دينية أدبية أخلاقية مصورة"، وتناولت موضوعات دينية عديدة منها: البراهين على وجود الله، جواز صرف الزكاة في المشاريع النافعة، المبادرة الى الحج، رد الشبهات عن الدين، الشورى، الاسلام والمدينة، القاديانية، عمر المختار، وغيرها كثير من الموضوعات التي لا تخرج عن نطاق الصحافة الاسلامية.



أما المجلة الثالثة التي اصدرها عبد العزيز الرشيد، وهي مجلة "التوحيد" فقد جاء على غلافها، تحت اسم المجلة أنها: " مجلة دينية أخلاقية أدبية تصدر في الشهر مرة مؤقتا".



وجاء في كلمة العدد الاول من المجلة والصادر يوم الجمعة 5 ذي القعدة 1351هـ-

3 مارس 1933هـ، أن المجلة ستعنى "برد هجمات الملحدين ومن يدعي الاسلام، وليس هو من شيء، كالقاديانية ونحوهم ممن شوهوا محاسن الدين".



وأهم الموضوعات التي تكررت في أعداد المجلة كانت تدور حول الهجوم على القاديانية وفضح ادعاءاتهم واضاليلهم، ونشر أخبار العالم الاسلامي، وخاصة اخبار المسلمين في اندونيسيا، حيث كانت تصدر المجلة.



وبهذه الدلائل مجتمعة، نستطيع ان نطمئن الى الرأي القائل بأن الشيخ عبد العزيز الرشيد كان داعية اسلامية، "ينتقل هنا وهناك، ويحمل مشكلة رئيسية فوق كاهله، وهي إظهار الشوائب التي اختلطت بالإسلام، حتى كادت تصبح عند بعض معتنقيه جزءا من العقيدة نفسها ومن صلبها، واظهار هذه الشوائب ومعتقديها وسادتها، وبالتالي اظهار الحق الاسلامي كما انزله الله عزوجل على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم"(1).  وكانت مجلات الرشيد وسيلة اساسية، إن لم نزعم بأنها وسيلته الاولى في نشر العلم الديني والدعوة الى الاسلام، ودحض افتراءات المفترين.



وبهذا نستنتج ان الصحافة في الكويت، كانت في بدايتها صحافة اسلامية عامة، نشأت على يد الصحافي الكويتي الاول الشيخ عبد العزيز الرشيد، ثم توالى بعد ذلك صدور المجلات الاسلامية المتخصصة، ونذكر منها على سبيل المثال بالتسلسل حسب تاريخ صدورها(2):

1- الارشاد: مجلة شهرية يغلب عليها الطابع الديني، اصدرتها جمعية الارشاد الاسلامية الكويتية وكانت تطبع في بيروت، صدر العدد الاول في غرة ذي القعدة 1372هـ- الموافق في اغسطس 1953.



2- المعهد الديني: مجلة سنوية اصدرها المعهد الديني بالكويت، صدر العدد الاول بتاريخ الاول من شعبان 1373هـ- ابريل 1954م.



3- طريق النور:  مجلة شهرية دينية أصدرتها جميعة الثقافة الاجتماعية الكويتية، في الاول من محرم 1393هـ - فبراير 1973م.



4- الاسلام والحياة:  نشرة شهرية اصدرتها هيئة الخدمات الاسلامية بمكتبة الرسول الاعظم، في بداية عام 1395هـ - 1975م.



5- الحقوق والشريعة:  مجلة نصف سنوية اصدرتها كلية الحقوق والشريعة في جامعة الكويت في مطلع العام 1395هـ-1975م.  وكانت تتناول القضايا القانونية من وجهة دينية الى جانب القضايا الفكرية.



ولابد لنا، ونحن في سياق الحديث عن صحافة الكويت الاسلامية ، من أن نلقي الضوء على مسألة هامة، وهي أن صحف الكويت عامة، منذ بدايتها حتى اليوم، تراعي قضية أنها موجهة الى قارئ مسلم، فالشعب الكويتي برمته يدين بالإسلام، وسكان الكويت أغلبهم من المسلمين، والتقاليد الاسلامية ما زال الشعب متمسكا بها، ولذلك نلاحظ ان الدوريات بشكل عام لا تخلو من موضوعات اسلامية متعددة في صفحاتها، ويظهر هذا الامر بصورة اكثر وضوحا وتبيانا في شهر رمضان المبارك من كل عام، حيث تتسابق الصحف والمجلات الكويتية الصادرة، بلا استثناء، الى نشر موضوعات اسلامية عديدة ومختلفة.



واقع الصحافة الإسلامية الراهن في الكويت



يصعب على الباحث في الصحافة الإسلامية، في الكويت، أن يقدم تقريرا دقيقا وشاملا لجميع الدوريات والنشرات الاسلامية المتخصصة، وإن حاولنا استثناء الصفحات الدينية التي تصدر في الصحف العامة، كصفحات دورية اسبوعية أو موسمية، وكذلك المقالات والارشادات والفتاوى، التي تمتلئ بها صحافة الكويت مهما كان اتجاهها وسياستها.



وتلك الصعوبة مردها الى جملة من الاسباب، لعل أهمها يتركز في كثرة هذه الدوريات والنشرات خاصة وأن اصدارها يظهر فجأة، ثم يختفي ثم يعود للظهور، وقد يختفي مرة اخرى أو قد يظهر في مناسبات وظروف معينة تقتضيها المصلحة العامة، أو مصلحة الجهة التي تصدرها.



وأغلب المطبوعات الاسلامية التي تصدر في الكويت، يصدرها مكتب أو هيئة إعلامية في جمعية أو لجنة أو تجمع ديني أو شبابي أو طلابي ... وهي جهات كثيرة مطردة وغير مستقرة، وليس هنالك اي احصاء يمكن الرجوع اليه.



إن هذه الاسباب قد تشكل عائقا امام قدرة الباحث على تقديم احصاء دقيق لعدد المطبوعات الاسلامية الصادرة في الكويت، خاصة وأن النشرات التي تصدر على شكل نشرات داخلية أو غير دورية، لا تحتاج الى اذن من الحكومة.



ولذلك سيكتفي الباحث بالقاء الضوء على ابرز الصحف والمجلات الاسلامية التي تصدر حاليا في الكويت، وتملك ترخيصا رسميا يسمح لها بالصدور بانتظام، والتي تتمتع بانتشار داخلي وخارجي، وذلك باستعراضها حسب تاريخ صدورها، وذلك على النحو التالي:





مجلة الوعي الإسلامي:



مجلة اسلامية شهرية، اصدرتها وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية في محرم 1385هـ- مايو 1965م.  



تهدف "الى تنمية الوعي الاسلامي بشكله الشمولي، ومعالجة قضايا المسلمين الفكرية والاجتماعية والاقتصادية، كما تهدف الى ابراز الانشطة الاسلامية والتنموية، على الصعيدين المحلي والدولي، اضافة الى رعاية الاقلام الناشئة، وتوجيه ورعاية اطفال المسلمين من خلال ملحق المجلة "براعم الايمان"، الذي يهتم بالطفل المسلم ويرعى شؤون الاسرة والابناء والزوجة والاب"(1).



ويقول وزير الاوقاف الكويتي الاسبق خالد الجسار: "بعد تعييني وزيرا للأوقاف، كانت تشغل ذهني فكرة اصدار مجلة اسلامية، تمثل الوجه الحقيقي لنشاط وزارة الاوقاف، وتصبح صوتها الذي يسمع في الحق، فطرحت هذه الرغبة امام مجلس الوزراء في ذلك الوقت وحصلت منه على التأييد، وصدرت الموافقة باستثنائها من القرار الصادر بتاريخ 10/2/1964م بإيقاف المجلات التي تصدرها الجهات الحكومية، فكانت مجلة "الوعي الاسلامي" الوجه المشرق في الداخل والخارج لوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية في دولة الكويت ...، اصدرنا المجلة لتحقيق العديد من الاهداف منها: نشر الوعي والثقافة الاسلامية بين المسلمين، وابداء الاراء الصائبة في كل ما يتعلق بأمور الدين، اضافة الى انها تعبر عن انشطة الوزارة وتلقي الضوء على اعمالها ... واعتقد، بل اجزم ان مجلة "الوعي الاسلامي" ادت رسالتها خلال السنوات الماضية، وتضاعفت اعدادها لتطوف الافاق، وتتلقفها الايدي في كل قطر عربي واسلامي، يجد القارئ ما بين اسطرها مواضيع شيقة وبحوثا مختلفة متجردة، وبهذا أدت هدفها المنشود الذي وجدت من اجله"(2).

ويتحدث راشد الفرحان - وزير سابق للأوقاف - عن تاريخ صدور المجلة فيقول:  "ظهرت مجلة "الوعي الاسلامي" في وقت كان المناخ الاسلامي في امس الحاجة لظهورها، خاصة وسط الشباب، الذي وجد نفسه محاصرا بين ايديولوجيات وتوجهات أقرب الى الضلال من الصواب، وتحاول طمس هويته الاسلامية بشتى الاساليب والطرق، ظهرت المجلة وسط هذا المناخ كطوق نجاة في بحر من الظلمات، واستطاعت ان ترسم لنفسها طريقا وسطا، محدد المعالم والأهداف، حتى لا تتوه وسط موجة من الاتجاهات المنتشرة في ذلك الوقت.  لقد كان صدور "الوعي الاسلامي" ضرورة عقائدية وحياتية للامة، كما كان رد فعل لنشاط القوى المضادة للفكر الاسلامي الاصيل، وقد تفردت منذ ظهورها وما زالت بالتعبير عن كل الاتجاهات، والاقتراب من جذور المشكلة في طريق الوصول للحلول الصحيحة والنهائية، وكان لها هذا التفرد في الوقت الذي كان اغلب الصحف والمجلات الاسلامية، ان لم يكن كلها، تعبر عن طائفة ما او اتجاه غير محدد المعالم، وكانت النتيجة بانوراما من الاتجاهات والاراء المتباينة والمتصارعة في نفس الوقت، ومجلة "الوعي" رغم تبعيتها لجهة حكومية - وزارة الاوقاف - إلا أن هذه الجهة لم يكن لها أدنى تأثير عليها من ناحية الاستقلالية، فلم تتورط "الوعي الاسلامي" في مهاترات سياسية او مذهبية، ولعل ذلك هو ما جعل القارئ يثق بها، ويقبل عليها ويطمئن الى سلامة ما ينشر فيها، وظلت محافظة على تقدمها في ظل اهدافها الواضحة، وقد اتاح لها ذلك ان تسلك طريقها الى عقل وقلب كل قارئ، وان يكون لما يكتب فيها تقديره وتأثيره"(1).



ويؤكد راشد الفرحان ان مجلة "الوعي الاسلامي" "ادت رسالتها وما تزال، على خير وجه، وهي تسير الى الامام وتعمل على تطوير نفسها مع تطور فنون الصحافة في العالم، وقد لمسنا ذلك من خلال كم هائل من التحقيقات والحوارات، والاستطلاعات الصحفية المصورة، الى جانب الكلمة البناءة، اضافة الى بحوث ومقالات في علوم القرآن الكريم وتفسيره، وعلوم الحديث النبوي الشريف، والمقالات العلمية والطبية والاجتماعية والســياسية والادبية وغيرها، فلست مجاملا ان قلت انها كانت ولا تزال منبرا دعويا ناشطا، ومدرسة اسلامية فكرية جامعة، والدليل على ذلك ان كثيرا من ناشئة الامس ...، قد تتلمذوا على هذه المجلة وتأثروا بها ايما تأثير"(2).

ويتحدث عبد الرحمن المجحم - وكيل سابق لوزارة الاوقاف - عن انطلاقة مجلة "الوعي الاسلامي" فيقول:  "كانت مجلة "الوعي الاسلامي" هاجس المسؤولين من الوزراء الذين تعاقبوا على الوزارة، وكانت الوزارة وقتها تحمل اسم "الاوقاف" فقط، وكان من اهدافنا استحداث لجنة الفتوى، واصدار مجلة "الوعي الاسلامي"، وتغيير مسمى الوزارة الى "الاوقاف والشؤون الاسلامية"، ووافق مجلس الوزراء على تغيير المسمى، ثم شرعنا في انشاء مجلة "الوعي الاسلامي"، وكانت طفرة جيدة حملت اسم وزارة الاوقاف، كما كانت بحق وحقيق سفير الكويت في العالم الاسلامي ... ولا شك ان الوزارة عملت على تذليل كافة العقبات التي تعترض انطلاقة المجلة، كما كان الاهتمام بها كبيرا منذ اعدادها الاول، حيث رصدت لها مبالغ كبيرة، ثم اصبح الاهتمام بها منقطع النظير في السنوات التالية، وكانت "الوعي الاسلامي" دائما سباقة، في حدود امكاناتها البشرية والمادية، في معالجة ما يحدث في العالم الاسلامي، مع الالتزام بالخط والمنهج الاسلامي الصحيح، لا تحزب، لاتكتل، ولا التفاف على القرارات الاسلامية الصادرة عن رب العباد ... ولا شك ان مجلة الوعي الاسلامي قفزت قفزات هائلة خلال الاونة الاخيرة، انها وبشكلها الجديد واسلوبها الجديد، وايقاعها الجديد قد جددت شبابها بعد 30 عاما، لتصل الى مرحلة النضج الفكري والثقافي"(1).



رئيس تحرير "الوعي الاسلامي" بدر القصار يعتبر ان المجلة تهدف الى خدمة فترات من التاريخ القديم والحديث، وانها "استطاعت سد ثغرات كبيرة في جانب العمل الاسلامي، اضافة الى جوانب الوعي والفقه الاسلامي، كما تناولت كثيرا من القضايا الاسلامية من خلال المقالات والمقابلات والتحقيقات، وقدمت الكثير من الدراسات والابحاث ذات العمق الاسلامي الكبير، واستطاعت المجلة ان تكون نبراسا للمسلمين في داخل الكويت، خاصة طوال حقبة الستينيات والسبعينيات، حيث كانت الاصدارات الاسلامية قليلة جدا، ان لم تكن نادرة، ولعل اكبر دليل على ذلك،ان كثيرا من الدعاة الاسلاميين البارزين، سواء في الكويت والبلاد العربية والاسلامية، ما زالوا يعترفون بأن نشأتهم الدينية الاولى كانت من خلال الوعي الاسلامي"(2).



مدير تحرير مجلة "الوعي الاسلامي" الدكتور صلاح الدين ارقة دان يصف المجلة بأنها:  "اسلامية عريقة ... لم تتوقف منذ صدورها إلا خلال فترة الاحتلال العراقي لدولة الكويت، اصدرتها وزارة الاوقاف لتكون صوت العالم الاسلامي في الكويت، وصوت الكويت في العالم الاسلامي، تعنى بشؤون الفكر، والواقع الاسلامي، بعيدا عن مواطن الفتن واشكالاتها، وتسعى الوزارة لتكون مجلتها جسر محبة وتفاهم بين مفكري وقراء العالم الاسلامي الناطقين بالعربية، لقد تم تغيير الحجم والاخراج الفني، كما تم تطوير المضمون ليوائم حاجات عصرنا المتزايدة، وباتت ابوابها متنوعة، لا تقتصر على ميدان واحد دون غيره، وانما تهتم بجوانب التربية والبيئة والصحة وقضايا العالم الاسلامي والمؤسسات الاسلامية الكويتية، بالاضافة الى الابواب الفكرية والعلمية والشرعية"(1).



شكل رقم (19)

احد غلافات مجلة "الوعي الاسلامي"



شكل رقم (20)

احد غلافات ملحق "براعم الايمان"



مجلة البلاغ:



"البلاغ" مجلة اسبوعية اسلامية شاملة، تصدرها مؤسسة دار البلاغ للصحافة والطباعة والنشر.



صدر العدد الاول من مجلة "البلاغ" يوم الاربعاء العشرين من صفر 1389هـ، الموافق في السابع من مايو 1969م.



ومنذ انشائها تحاول ان تسير وفق منهج اسلامي ملتزم من واقع ايمانها بالمبادئ التالية*:

أولا: تحمل اعباء الدعوة الاسلامية ومواجهة تحدياتها في بناء الانسان، قطب الرحى في الحوار الحضاري وتفاعلاته المعاصرة، التي تشد الامة الاسلامية الى محاولة مسحها وتضليلها بعيدا عن منهجها الرباني، وقد برهنت الايام على صلابة الشعوب الاسلامية رغم كل المحن وخطط التآمر، من غزو ثقافي وتبعية اقتصادية وعسكرية، ومناهج تربوية ما زالت تتبع الفكر الوافد، وتعجب بعطائه، رغم كل ذلك وغيره، فإن الامة الاسلامية استطاعت ان تعزز صحوة اسلامية، تحتاج من الدعاة الوعي بدورهم الفعال وقيامهم بمسؤولياتهم.

والبلاغ جزء لا يتجزأ من هذه الامة، تدرك دورها وتؤمن بضرورة تنبيه وتوعية القراء بأهمية الاعلام في حمل الرسالة واداء الامانة.



ثانيا: قدرة الامة على تغيير الواقع من منطلق قوله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}(1).

فهي سنة الله في عباده، وعليهم ان يلتزموا بمنهج الله ويغيروا انفسهم وفق اسسه ومنهجه، قال تعالى: {وما امروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، وذلك دين القيمة}""(1)، ليتحقق لهم الرضا وسعادة الدارين {رضي الله عنهم ورضوا عنه، ذلك لمن خشي ربه}(2).

وعليهم ان يعودوا لدينهم القيم والمحجة البيضاء، لأن فيه خلاصهم وانقاذهم من التخلف والقهر، الى وسطية الاسلام وانسانيته وعدالة قضاياه، واحقاق حقوق الانسان الذي انتهكت كرامته، خاصة في الاراضي الفلسطينية المحتلة.



ثالثا: الاهتمام بأمور المسلمين وقضاياهم في كل مكان.



رابعا: ضرورة وضوح الهدف ووضوح المفاهيم الاسلامية، التي تحاول غرسها في النفوس، لتؤتي ثمارها المرجوة.



خامسا: ارساء دعائم حقوق الانسان وبناء شخصيته على منهج الله، لتعود للامة حضارتها ومكانتها.



ويؤكد مسؤولو المجلة أن "البلاغ" اسلامية مستقلة ملتزمة بمعركة الامة وقضاياها المصيرية في كل مكان، وانها لا شرقية ولا غربية، بل تستمد وجودها من وسطية الاسلام وخيرية دعوته في الحياة، وأن لها وقفاتها الجادة مع المجاهدين في كل مكان، لتكون كلمة الله هي العليا.



(1) محمد رشاد سالم: المدخل الى الثقافة الاسلامية، دار القلم، الكويت، ط10، 1410هـ-1990م، ص55.

(2) احمد عبد الرحيم السايح: في الغزو الفكري، كتاب الامة 38، سلسلة تصدر عن وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية، قطر، ط1، رجب 1414هـ، ص32.

(3) سورة الرعد: آية 11.

(4) عمر عبيد حسنة: في مقدمة كتاب: في الغزو الثقافي، مرجع سابق، ص7.

(1) سورة الانبياء: آية 107.

(2) محمد منير سعد الدين: الاعلام، قراءة في الاعلام المعاصر والاعلام الاسلامي، مرجع سابق، ص29.

(3) عمر عبيد حسنة: في مقدمة كتاب: في الغزو الفكري، مرجع سابق، ص 25-26.

(1) محمد منير سعد الدين: الاعلام، قراءة في الاعلام المعاصر والاعلام الاسلامي، مرجع سابق، ص27.

(2) احمد عبد الرحيم السايح: في الغزو الفكري، مرجع سابق، ص30.

* المقصود بالمعايير الثابتة والمعصومة هنا قيم الكتاب والسنة المعصومة الخالدة المجردة عن حدود الزمان والمكان، وهي بالنسبة للامة المسلمة عواصم من السقوط، كما أنها تشكل خميرة النهوض وتوفر الامكان الحضاري للامة كلما عادت للاستمساك بها، وان هذه القيم بمقدار ما تشكل قوة دافعة للنهوض واستعادة الفاعلية في ايام العافية بمقدار ما تشكل قوة وحصانة حضارية وثقافية مانعة في اوقات الانكسار والسقوط. (المرجع نفسه، ص25).

(3) عمر عبيد حسنة: في مقدمة كتاب: في الغزو الفكري، مرجع سابق، ص 20-21.

(1) احمد بن فارس بن زكريا (ابو الحسين): معجم مقاييس اللغة، ج4، تحقيق عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط3، 1402هـ-1981م، ص109.

(2) ابن منظور، جمال الدين ابو الفضل محمد بن مكرم: لسان العرب، ج4، دار المعارف، القاهرة، د.ت، ص3084.

(3) سورة الانفال: آية 60.

(4) ابن منظور، جمال الدين أبو الفضل: لسان العرب، ج4، مرجع سابق، ص3083.

(5) الفيروز ابادي، مجد الدين محمد بن يعقوب: القاموس المحيط، ج4، المؤسسة العربية للطباعة والنشر، بيروت، ط2، د.ت، ص155.

(1) حسن سعيد الكرمي: الهادي الى لغة العرب، ج3، دار لبنان للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 1412هـ-1992م، ص260.

(2) محمد محمود متولي: الاعلام في العصر الحديث ودوره في تبليغ الدعوة، ج3، مكتبة ابن تيمية، الكويت، ط1، 1406هـ- 1986م، ص3.

(3) محمد موفق غلاييني: وسائل الاعلام وأثرها في وحدة الأمة، دار المنارة، جدة، ط1، 1405هـ-1985م، ص40.

(1) اسكندر الديك ومحمد مصطفى الاسعد: دور الاتصال والاعلام في التنمية الشاملة، بحث نظري وميداني، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، ط1، 1413هـ-1993م، ص59.

(2) محمد منير سعد الدين: الاعلام، قراءة في الاعلام المعاصر والاعلام الاسلامي، مرجع سابق، ص7.

(3) محيي الدين عبد الحليم: الاعلام الاسلامي وتطبيقاته العملية، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط2، 1404هـ-1984م، ص11.

(1) عبد اللطيف حمزة: الاعلام في صدر الاسلام، دار الفكر العربي، القاهرة، د.ت، ص105.

(2) ابراهيم امام: الإعلام والاتصال بالجماهير، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، ط1، 1389م-1969م، ص35.

(3)   محمد سيد محمد: المسؤولية الاعلامية في الاسلام، مكتبة الخانجي، القاهرة، دار الرفاعي، الرياض، 1403هـ-1983م، ص28.

(4) ابراهيم إمام: الإعلام والاتصال بالجماهير، مرجع سابق، ص12.

(5) زين العابدين الركابي: الاعلام الاسلامي والعلاقات الانسانية بين النظرية والتطبيق، منشورات منظمة الندوة العالمية للشباب الاسلامي، الرياض، ط1، 1399هـ-1979م، ص 295.

(6)   عبد الله التركي: المسؤولية الامنية للمرافق الاعلامية، بحث مقدم الى ندوة حول الامن والاعلام، الطائف، 1402هـ- 1982م.

(7)   زيدان عبد الباقي: وسائل الاعلام واساليب الاتصال، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ط2، 1399هـ-1979م، ص297.

(1)   محمد عبد القادر حاتم: الاعلام في القرآن الكريم، مطابع الاهرام التجارية، القاهرة، 1405هـ-1985م، ص 37.

(2)   ابراهيم نويري: الاعلام الاسلامي وتحديات الواقع المعاصر، مرجع سابق، ص 65.

(3)   محمد موفق الغلاييني: وسائل الإعلام واثرها في وحدة الأمة، مرجع سابق، ص 35.

(4)   عبد اللطيف حمزة: الاعلام في صدر الاسلام، مرجع سابق، ص 58.

(1)   سيد محمد ساداتي الشنقيطي: مفاهيم اعلامية في القرآن الكريم، دار عالم الكتب، الرياض، ط1، 1411هـ-1991م، ص18.

(2)   علي عبد الستار: القرآن تضمن مختلف اساليب الاعلام، جريدة الانباء الكويتية، ملحق الايمان، 4 رجب 1414هـ-17 ديسمبر 1993م، العدد 6327.

(3)   سعيد بن علي بن ثابت: الحرية الاعلامية في ضوء الاسلام، دار عالم الكتب، الرياض، ط2، 1414هـ-1993م، ص133.

(4)   سورة البقرة: آية 83.

(5)   طراد حماده: محنة الاعلام الاسلامي المستقل، مجلة العالم، لندن، 4 ديسمبر 1993م، العدد 512، ص36.

(1) محمد عبد القادر حاتم: الإعلام في القرآن الكريم، مرجع سابق، ص17.

(2) احسان عسكر: وظائف التبليغ القرآني، دار الاتحاد العربي، القاهرة، ط1، 1414هـ-1992م، ص95.

(3) عبد اللطيف حمزة: الإعلام في صدر الاسلام، مرجع سابق، ص95.

(1)   عمر سليمان الاشقر: نحو ثقافة اسلامية اصيلة، مكتبة الفلاح، الكويت، ط1، 1405هـ-1985م، ص69.

(2)   ابراهيم نويري: الاعلام وتحديات الواقع المعاصر، مرجع سابق، ص69.

(3)   علي جريشة: نحو اعلام اسلامي، اعلامنا الى اين، مرجع سابق، ص 81.

(4)   محمد محمود متولي: الاعلام في العصر الحديث، مرجع سابق، ص 124.

(5)   عبد الرحمن بدوي: الاخلاق النظرية، وكالة المطبوعات، الكويت، ط1، 1395هـ-1975م، ص223.

(1)   سورة الصافات: آية 24.

(2)   متفق عليه.

(3)   حسن صالح العناني: المسؤولية في الاسلام والتنمية الذاتية، مطبوعات الاتحاد الدولي للبنوك الاسلامية، القاهرة، 1400هـ- 1980م، ص 30-31.

(4)   سعيد بن علي ثابت: الحرية الاعلامية في ضوء الاسلام، مرجع سابق، ص70-71.

(5)   سورة ق: آية 18.

(6)   سورة الاحزاب: آية 70-71.

(1)   نجيب الكيلاني: مدخل الى الادب الاسلامي، سلسلة تصدرها وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية، قطر، 1407هـ- 1985م، ص 30.

(2)   سورة ابراهيم: آية 24،25،26،27.

(3)   سعيد بن علي ثابت: الحرية الاعلامية في ضوء الاسلام، مرجع سابق، ص137.

(4)   محمد منير سعد الدين: الاعلام، قراءة في الاعلام المعاصر والاعلام الاسلامي، مرجع سابق،

ص 38،39.

(5)   سورة النحل: آية 125.

(6)   سورة آل عمران: آية 104.

(7)   سورة فصلت: آية 33.

(1)   سورة الشورى: آية 7.

(2)   سورة الحجرات: آية 12.

(3)   النووي، أبو زكريا محيي الدين: رياض الصالحين، دار الثقافة العربية، دمشق، ط3، 1412هـ-1991م، ص 445.

(4)   المرجع نفسه والمكان نفسه.

* هو شيخ الاسلام، الامام العلامة أبو زكريا محيي الدين، يحيى بن شرف بن مري بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة، الحوراني النووي، الشافعي، ولد في العشر الاول من محرم 631هـ، في قرية من قرى حوران في الديار الشامية يقال لها نوا، واليها نسبته التي اشتهر بها بدون الف كما كتبها بخط يده، او النواوي باثبات الالف كما يؤثر كتابتها عدد من العلماء. قدم الى دمشق سنة 649هـ، وتولى التدريس بدار الحديث الاشرفية سنة 665هـ. وحج مرتين، وزار القدس والخليل ثم رجع في آخر عمره الى بلده وظل بها حتى توفي سنة 676هـ. له تصانيف كثيرة في الفقه والحديث والمواعظ، طبع معظمها، منها: "حلية الابرار المعروف بالاذكار النووية"، و"المنهاج" في شرح صحيح مسلم، و"تصحيح التنبيه في فقه الشافعي"، و "رياض الصالحين" وغيرها كثير.

(انظر مقدمة المرجع نفسه).

(1) سيد محمد ساداتي الشنقيطي: الاعلام الاسلامي، الاهداف والوظائف، دار عالم الكتب، الرياض، ط1، 1411هـ- 1991م، ص9.

(1)   محمد سيد محمد: المسؤولية الاعلامية في الاسلام، مرجع سابق، ص 37.

(2)   سورة آل عمران: آية 19.

(3)   سورة فصلت: آية 33.

(4)   سعيد بن علي ثابت: الحرية الاعلامية في ضوء الاسلام، مرجع سابق، ص134.

(1) محمد خير يوسف: الاعلام الاسلامي، ببليوغرافيا بالكتب والرسائل والبحوث الجامعية، دار طويق للنشر والتوزيع، الرياض، ط1، 1414هـ-1993،ص 6.

(2) محمد سيد محمد: المسؤولية الاعلامية في الاسلام، مرجع سابق، ص95.

(3) محمد خير يوسف: الاعلام الاسلامي، مرجع سابق، ص6.

(4) محمد منير سعد الدين: الاعلام، قراءة في الاعلام المعاصر والاعلام الاسلامي، مرجع سابق، ص43.

(5) محمد سيد محمد: المسؤولية الاعلامية في الاسلام، مرجع سابق، ص 261.

(1) محمد متولي: الاعلام في العصر الحديث ودوره في تبليغ الدعوة الاسلامية، مرجع سابق، ص181.

(2) محمد منير سعد الدين: الاعلام، قراءة في الاعلام المعاصر والاعلام الاسلامي، مرجع سابق، ص 49-50.

(1)   محمد ساداتي الشنقيطي: الاعلام الاسلامي، الاهداف والوظائف، مرجع سابق، ص71.

(2) سورة الانبياء: آية 107.

(3) سورة سبأ: آية 28.

(4)   محمد موفق غلاييني: وسائل الاعلام واثرها في وحدة الامة، مرجع سابق، ص 105.

(5)   سعيد بن علي بن ثابت: الحرية الإعلامية في ضوء الاسلام، مرجع سابق، ص 121.

(6)   علي جريشة: نحو إعلام إسلامي، مرجع سابق، ص90.

(1)   محمد خير يوسف: الاعلام الاسلامي، مرجع سابق، ص5.

(1) محمد منصور محمود هيبة: الصحافة الاسلامية في مصر بين عبد الناصر والسادات، دار الوفاء، المنصورة، د.ت، ص20.

(2) محمد منير سعد الدين: الاعلام، قراءة في الاعلام المعاصر والاعلام الاسلامي، مرجع سابق،

ص 116.

(3) مصطفى الدميري: الصحافة في ضوء الاسلام، مكتبة الطالب الجامعي، مكة المكرمة، 1408هـ-1987م، ص33.

(4) نوال محمد سعد: دور الاعلام الديني في تغيير بعض قيم الاسرة الريفية والحضرية، مكتبة نهضة الشرق، لا.م، 1405هـ- 1984م، ص110.

(1) مصطفى الدميري: الصحافة في ضوء الاسلام، مرجع سابق، ص6.

(2) احمد بدر وآخرون: الصحافة الكويتية، مرجع سابق، ص 127.

(3) المرجع نفسه، ص103.

(1) فرحان الوقيان: الصحافة الكويتية تاريخ وعطاء، مرجع سابق، ص 42.

* مجلة الكويت والعراقي، العدد الاول، المجلد الاول، جمادي الاولى 1350هـ- اغسطس 1931م.

(1) عبد الفتاح مليجي: الصحافة وروادها في الكويت، مرجع سابق، ص113.

(2) احمد بدر وآخرون: الصحافة الكويتية، مرجع سابق، ص 33 وما بعدها.

(1) بدر القصار: الصحافة المحلية تسهم في بناء العقلية الكويتية، لقاء مع جريدة الانباء الكويتية، العدد 6470، 3 ذو الحجة 1414هـ، مايو 1994م.

(2) خالد الجسار: صوت يسمع في الحق، لقاء مع مجلة الوعي الاسلامي، العدد 341، محرم 1415هـ- يونيو 1994م، ص14.

(1) راشد الفرحان: طوق نجاة في بحر الظلمات، لقاء مع مجلة الوعي الاسلامي، العدد 341، محرم 1415هـ- يونيو 1994م، ص15.

(2) المرجع نفسه والمكان نفسه.

(1) عبد الرحمن المجحم: مرحلة النضج الفكري، مجلة الوعي الاسلامي، العدد 341، محرم 1415هـ- يونيو 1994م، ص16.

(2) بدر القصار: الصحافة المحلية تسهم في بناء العقلية الكويتية، مرجع سابق.

(1) صلاح الدين ارقة دان: الخوف من البث المباشر لا يعني مقاطعة التطور، لقاء مع جريدة الانباء الكويتية، العدد 6828 ، 19 ذو الحجة 1415هـ - 19 مايو 1995م.

* حديث اجراه الباحث مع وائل عبد الرحمن الولايتي مدير عام دار البلاغ للصحافة، صباح الاربعاء 19 ذو القعدة 1415هـ- 9 ابريل 1995م (اذن بالاشارة اليه).

(1) سورة الرعد: آية 11.

(1) سورة البينة: آية 5.

(2) سورة البينة: آية 8.



PAGE 108







v ˆH } € ‹‚.ŒئAدود امكاناتها البشرية والمادية، في معالجة ما يحدث في العالم الاسلامي، مع الالتزام بالخط والمنهج الاسلامي الصحيح، لا تحزب، لاتكتل، ولا التفاف على القرارات الاسلامية الصادرة عن رب العباد ... ولا شك ان مجلة الوعي الاسلامي قفزت قفزات هائلة خلال الا€   <   ?   …   ˆ   ن   ه               G  J          #   $   '   ù

  ü

  ©

   Q  GR  زR  çR  ,S  /S  ›New Roman    Times New

View bakri's Full Portfolio