ربما وطن

Folder: 
مد الرمال

كلما اجتاحتني أغنيةٌ
لجأتُ إلى القصيدة
وأغنيتي تطيرُ اليومَ
وكلَّ يومْ
يا سندباد الجوِّ .. مهلاً
فكلَّما حلَّقت أنتَ
.. ترحلُ الأشجارُ
.. والأنهارُ
.. والحاراتُ
.. والأنوارُ
كلُّ الأرضِ عنِّي
والقلبُ يضطربُ
وكلما حطَّيتَ على أرضي
أطيرُ .. أطيرُ .. أطيرْ
أَنسى أنني المفطومُ
عن وطنٍ
وأمَّين اثنتينْ
بكيتُ أمي
أمي بكتني
ليغتسلَ الوطنْ
.. يا أيها الوطنُ المخبَّأ
.. في الصلاةِ
.. وفي الشموعِ
وفي السهرْ
أرجوكَ ..كفَّ عن السفَرْ
حتى يكفَّ الدفءُ عن هجر المضاجعِ
ويعودَ لونُ العشبِ للأيامِ
ويتوبَ رأسي عن سُوْدِ الفِكرْ

*       *       *

.. سنتان
سنتانِ ما ضجَّتْ بصدريَ فرحةٌ
ولا عادتْ لنافذتي سنونو
سنتانِ ما عبثتْ بقلبيَ نسمةٌ
ولا غنَّى بأوردتي قمرْ
كيف أحيى ..!؟
والقلبُ أيبسُ من صخور الأرض أمسى
والروحُ جفَّتْ مثلما الأشياءُ في هذي الصحاري
والموتُ خيَّمَ في عيوني
واحتلَّ تشرينُ الشهورَ جميعها
!! والآتي أقسى

*       *       *

أعطيني نيساناً
وبيتاً من اللِبنِ
وعشَّ عصفورٍ في ركن الجدارْ
قد راحَ عُمْرٌ
أجفِّفُ الآهاتِ في برد الليالي
!! وأنشدُ الشمسَ في حرِّ النهار
.. انكسارٌ
.. وانكسارٌ
وانكسارْ
رمِّميني
أجزائيَ الحبلى بوقعِ الصمتِ
والغربانِ
والوقتِ المخنَّثِ
وفحيحِ الانتظار
.. تشتاقُ برداً .. وسلاماً
.. وهديلاً .. ورفيفَ أغنيةٍ
تُذيبُ الصمتَ عن شفتِي
وتسحبُ من دمي كلَّ الغُبارْ

*       *        *

.. قد تهتُ
في بحرٍ من الجمعِ المذكَّر
وتحطَّمَ المجدافْ
في عتمِ الجموعِ سطعتِ أنتِ
تاء تأنيثٍ
تُعلنُ الدفءَ في وجهِ الصقيعْ
تمزجُ الأملَ
ترسمُ الوطنَ
ليهونَ فطامهُ قلبي الرضيعْ
يا أأمنَ الشطآن
يا أطيبَ الخلجان
.. مذهلةً
كلونِ الفجرِ جئتِ
فاقتربي لأرسوْ
برُّكِ الملآنُ بالأزهارِ
يغريني
وأنا أتوقُ لوردةٍ ، بأريجها
! يعودُ من تَيهائِه فصلُ الربيعْ
 

Author's Notes/Comments: 

من ديوان مد الرمال

ألقيتْ في الأمسية الشعرية التي أقامها نادي جدة الأدبي بتاريخ 20/03/2007

View assadmm's Full Portfolio