السرقة الادبية

السرقة الأدبية حجباً لأسم السارق من قائمة الاحترام

بقلم: محمد الأحمد

أن يعتب المرء على احد فانه دليل حب وتقويم من الخطأ الذي لا نريد له أن يتكرر، فغالبا ما يكون العتب المهني حاملا في طياته أشياء أخرى، خاصة عندما يكون أمام الملأ، ولان الخطأ الجسيم وقع أمام القراء اجمع، لكن بكل حب نكشف للقراء عن أمر يتكرر في اغلب صحفنا، ونجد الكثير من زملاءنا يغضون النظر عنه لأنه يمسّ في الصميم جزءً حيويا من المهنة ومسيرة الأرزاق، وعتبنا بان الدراسة المسروقة منها شهيرة جداً، وقد اعتمدها أكثر من طالب بحث عن الشاعر العراقي المبدع المرحوم (عبد الأمير الحصيري)، ونؤكد هنا بأنه العمل في الصفحات الثقافية هو عمل شاق، فالصحافي في أية جريدة، وخاصة في الصفحات الثقافية، لأنها صفحات تعنى بالجديد الجاد المختلق المبدع، و هي غير متشابهة كبقية الصفحات والتقارير الإخبارية، حيث الثقافة العميقة رأسمالها، ورموزها تتطلب الدقة، واتساع في رؤية خارطة الإبداع، كما ترتجي معرفة المبدع المبتكر من غيره، وغالبا ما تكون الثقافية تسجيلا متميزا لتلك الصحيفة بين بنات جنسها من الصحف، فكلما متنت ثقافيتها، تمتن عمق التفاعل في توصيل رسالتها الإبداعية الإعلامية، كونها تعتمد على المثقفين المنيرين باعتبارهم واجهتها التي لا تخيب أمل قرائها، فالصفحة الثقافية هي التي تجذب القراء إلى متنها كما دقة الأخبار وموضوعية التحليلات، كما يتطلب وعي في الجملة الأدبية، و ليس من السهل أن يتقدم كاتب ما ويقدم نتاجه، و يمرره على الصحافي بيسر، إلا إذ كان الصحافي غير عارف ويريد أن يسود الفراغات بأي شيء يظنه السهل القريب (بدليل النشر)، والصحافي معاذ الله لا يقصد الإساءة إلى جريدة (لأنها مصدر رزقه) بقدر الكاتب المتعمد هكذا أمر، وهكذا ينطلي الأمر مشّكلا فضيحة للكاتب خصوصا، وللجريدة عموما كونها اعتمدت مثقفا غير ملما ً بمساحة ثقافة بلده، ورموزها. فـ(عبد الرضا جبارة) يسرق من (عزيز السيد جاسم) مقطعا من دراسة شهيرة عـن الشاعر عبد الأمير الحصيري، وكأنهُ قد استغفل محرر الصفحة الأدبية لجريدة الصباح الغراء، وقبلها أراد أن يستغفل جمهور أوسع جريدة عراقية في الانتشار، واستغفاله كان قد أسقطه في بلاغة جمل تمتاز ببصمة كاتب متميز ومعروف بأسلوبه القدير بأنه لا يشقُّ له غبار، كون الإبداع العراقي لا يساويه النسيان، ويبقى خالدا في الذهن، لأنه بفعل أيقظ الذاكرة، وعلقها في فضاء الخلود، و بقيت كالبيرق الخفاق على قمم الجبال العراقية الشماء.. تتحدى النسيان وتساير الخلود أبدا. ونسوق دليلا على ذلك حين طالعنا ملحق (ثقافة وأدب) الذي صدر عن جريدة (الصباح) الغراء بعددها الصادر يوم الأربعاء المصادف 1/ شباط / 2006 وبالضبط في صفحتها (14) بمقال جميل عنوانه (بنية المكان في قصائد عبد الأمير الحصيري)، وكان نبلا حقيقيا من الصباح حين خصت به الذكرى السابعة والعشرون لرحيل الشاعر (عبد الأمير الحصيري)، والمقال بكل ما فيه.. ما عدا.. العنوان مسروق من دراسة الكاتب الأديب (عزيز السيد جاسم) – رحمه الله – الموسومة بـ (أمير في الشعر شريد في العشق ) المنشورة في مجلة الأقلام العراقية (ص54) الخاص بذكرى الشاعر (الحصيري) في العدد التاسع/ 1985. والدراسة كانت في الأصل مقدمة لديوان الحصيري (شمس وربيع) الصادر عن وزارة الثقافة والأعلام في العام 1986، فقط أُريد أن أُنبه أن ما فعله السيد (عبد الرضا جبارة) هو نسخ الجزء الوسطي من دراسة (المرحوم السيد)، دون أن يضيف إليه حرفا أو يقدم له بسطر أو يؤخر أو حتى يقوس وهو الجزء المخصص لعلاقة الحصيري بالمكان، أي من الربع الأول من (ص 56) في مجلة الأقلام حتى نهاية (ص 58). أقول بان السرقة الأدبية حجباً لأسم السارق من قائمة الاحترام، والإبداع... الخ

ملاحظة: أرفق لكم نص الدراسة البليغة، واترك للقراء مساحة الحكم والتسمية. على الصحافي الذي قرّ بنشرها أولاً، وتالياً على الكاتب الذي انتحل ما ليس له.



‏الاثنين‏، 06‏ شباط‏، 2006

View alahmed's Full Portfolio
tags: