الدروب التي لن تصل

نصٌ مرتجل

الدروب التي لا تصل بطريق

محمد الأحمد



وقفتُ أتأمل صرحها، وأنا اشق نفسي في إحتبال النشوق، وكان عندي ليل بهيم يحضره إخوة تعساء، وأهل لا يقيسون ظهر المجن إلا بما يروه. وهم لم يروا إلا ظهر البعير، ولم يقولوا قولا ابعد من سنامه. بقيت أترقب السهل الأصهب الشذيّ بعطره.. ثمة محاور أخرى علي أن انظم سردها.. مثل القدّ واللثم، والأنفاس الأخرى.. كانت الساعة عندي تساوي جدلا بما يساويه الليل من انجاز، وكانت ريح باردة، وكانت أيضا ذئبة جائعة تفتل الخيام باحثة عما يجعلها تواصل الليل بالنهار، ارتجل الخطو العابث، الحمى تتواصل على من معي، وما عدتُ من لهاجي أبدا حيث اختليت مجبرا على ان أكور نفسي باتجاه جنين يعدني بالأمل. عصفت العاصفة وقلبت كل المكان كأنها شرطة تبحث عما توده.. كنت على يقين باني لست هدفا لها، ولكني كنت أقوم واقعد واحلم وأتنفس عبر خيط من ذكرى ياخذي إلى ذكريات تتواصل عندي بالأشياء الأخرى.. الصمت كان قاتلا أبديا لو يدخل عليّ لأنه كان عندي أمل بأنني الملتهم ومعي الضعفاء اللذين يقرون علي شجاعتي التي لا امتهنها.. بقيت ارقب الصدى القادم من العويل، وكان الليل قدما في البرد الذي أثلج قدمي وأيبسهما..

بقي الصباح يشق رحلته البطيئة، ولم يكن أفقا هناك يدل على أمل قريب…

كان الصمت موحلا بتراخيه، والوجد مذبلا كل مآقيه..

قالت تهمهم بنومها، والحمى تواصل عليها هذيانها

الأقداح التي ظننتها أقداحا اهتزت في آنية المساء الخائبة..لم تحوِ حتى فتات وجبة منتهية…

الليل يتواصل، وأنا أتحسس ما حولي، واسأل نفسي ماذا لو هجمت عليها وأنا في الظلمة الحالكة..أناور حاجز الظلام بما لا ادري..

كم أتعبني هذا الضياع المتناه في السر الذي لا يعادله سرّ آخر…

لا بندقية من حربي السابقة ولا إي افتراض أقاوم به… هل استسلم؟

لا شرق عندي ولا غرب أتأمل به بعدي عبر المكان، والزمان معلق، ومهدم بالرعب

الظلام ينشر فوضى من الحس المتواصل بثقل الهواء

البرد يمرّ عاتيا في الحواس ويغرقها..

بقيت انظر لوحة العماء الكثيفة، وانتظر موتي…

بقيت وحيدا انتظر حتفي

بقيت اكتب ضعفي كانسان وحيد

View alahmed's Full Portfolio
tags: