الشعراء الرديئون



الشعر كلمات ملحنة ، واكثر التعريفات الأخري عرضة للدحض او ميتافيزيقية . الموسيقي متنوعة كما ونوعا ، ولذا يذبل الشعر ويجف حين يتخلي عنها ، بعيدا وراءه . ان رعب قراءة الشعر الحديثة تعزي الي الالقاء الخطابي . والشعر يجب ان يقرأ كموسيقي لا كخطابة . لا اعني بهذا ان ُتراكم الكلمات علي بعض بصورة لا يمكن التعرف علي معانيها او تمييزها الا بواسطة الصوت الدال . لقد وجدتُ بضعة موسيقيين ممن لا يعنون كثيراً بموسيقي الشاعر . انهم غالباً ، اعترف ، ضعيفوا التمييز بشأن قوة او ضعف كلامه . جاهلون بشأن قيمته او أغواره الادبيين . ولكن المواصفات الادبية ليست لحمةً فننا الشعري وسداه .

فالشعراء الذين لا يعنون بالموسيقي هم ، او سيصبحون ، شعراء رديئين . انني علي وشك ان اقول ان علي الشعراء ان لا يبتعدوا طويلاً عن صحبة الموسيقيين . الشعراء الذين لا يدرسون الموسيقي شعراء ناقصون . لا اعني ان عليهم ان يصبحوا عازفين مهرة او انهم يحتاجون بالضرورة الي الخضوع لمنهاج دراسي موسيقي طوال حياتهم .ففضيلتهم ربما ، انهم يستطيعون ان يكونوا عنيدين قليلاً وهراطقة . لان كل الفنون تميل الي الانحدار الي القولبة و القالبية . وفي كل الاوقات يميل انصاف الموهوبين mediocre ، او يحاولون ، عن وعي او شبه وعي ، التعتيم علي حقيقة ان موضة اليوم ليست ثابتة لا تتغير .

الموسيقي والشعر ، النغم والنظم versification ، يخضع كلاهما للهزال التدريجي.

لقد فات الاوان علي امكان الحيلولة دون الشعر الحر . ولكن يمكن لاحدنا اضافة حسنات جديدة وايقاف الحوار الضيق والابله المؤسس علي الجهل التام بالموسيقي . لقد كُتب علينا ان نعيش هذا العداء المتعصب : وليد هذا الجهل للتراث الموسيقي .

ازرا باوند

From " Vers Libre and Arnold Dolmetch" Literary Essays 1954


View shamasnah's Full Portfolio