الإسلام هو الحل .. الإخوان المسلمون وإنتهازية الشعارات

Folder: 
مقالات

الإسلام هو الحل .. الإخوان المسلمون وإنتهازية الشعارات



                            عبدالله عبداللطيف  المحامي



     إقتربت الإنتخابات البرلمانية في مصر ، وتستعد جماعة الإخوان المسلمون لخوضها ، ويبدو أن هناك شهر عسل بين الجماعة ونظام الحكم في مصر ، هكذا يبدو تاريخ الجماعة مع السلطة بين حالتي المد والجذر ، وعلي الرغم من أن هذه الجماعة محظورة بحكم القانون والدستور ومن منطلق الحكمة والحرص علي مستقبل الوطن ، غير أنها هذه المرة تتحرك بكامل الحرية ، والملصقات الدعائية الإنتخابية – الموحدة – تملأ شوارع وأزقة مدن وحواري وقري مصر ، بإسم الجماعة المحظورة ، والمتابع لتاريخ الإخوان المسلمون لابد أن يملؤه اليقين أنهم جماعة إنتهازية بدءا من الشعارات مرورا بالمواقف والبيانات إنتهاءا بعقد الصفقات السياسية والإنتخابية .

يزعمون أنهم أصحاب دعوة دينية ، وما الدين بالنسبة لهم إلا ستارا يخفي مطامعهم السياسية وهدفهم المعلن الوصول إلي الحكم ، يخدعون الناس بأنهم يقبلون باللعبة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ، وهم أبعد الناس عن فهم الديمقراطية إلا إذا كانت لمصلحتهم وفقط ، ولديهم المبررات لذلك ، حيث يعتبرون أنفسهم في مرحلة ضعف فعليهم أن يقبلوا بالواقع حتي يتمكنوا ويظهرون علي حقيقتهم ، وتجربتهم في النقابات المهنية لازالت ماثلة أمام أعين الجميع ، فهم يسعون للسيطرة والهيمنة وليس للمشاركة في العملية النقابية ، ومتي سيطروا علي النقابة فإنها تدار كفرع لمكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين وليس كنقابة مهنية تحرص علي أداء الخدمات لأعضائها وأبنائها ولكن تقتصر الخدمات لأتباع الجماعة وحسب .

يحاولون التدليس علينا بإعلانهم التعامل علي مبدأ المواطنة وهم أساس كل الدعاوي الطائفية والتفرقة علي أساس الدين ، فالقبطي هو في فهمهم العام ذمي وتجري عليه أحكام أهل الذمة ، .

يشيعون أنهم مع حقوق المرأة ، وتأكيدا لهذه الإنتهازية يرشحون إمرأة علي قوائمهم لكن عند الجد فالمرأة في فقههم ناقصة عقل ودين ومكانها الطبيعي هو البيت ، ويفرضون عليها الحجاب للعقل والبدن .

يقولون بإحترام الدستور والقانون ، وهم يعلنون في كل بياناتهم وأدبياتهم أن القرآن دستورنا ، علي حسب الفهم الطائفي والضيق ، ولا نعرف كيف يكون القرآن وهو الكتاب المقدس دستورا يتفق ويختلف حوله الناس .

يقولون أنهم يحترمون حقوق الإنسان ويلتزمون بالمواثيق الدولية التي أقرت هذه الحقوق وهي في عرفهم من صنع الكفره ومن بلاد الكفر ولا تتماشي مع تقاليد وقيم المجتمع المسلم .

يقولون ويقولون .. وهم لا يفعلون .. أنهم فقط إنتهازيون

يرفعون شعار الإسلام هو الحل .. ولا نعرف أي إسلام يقصدون ؟ قد مزقوا الإسلام وشتتوه وفسروه وكيفوه كل علي هواه ، هل هو إسلام قاعدة بن لادن ؟ أم هو إسلام الجهاد ؟ أم هو إسلام الإخوان ؟ أم هو إسلام أنصار السنة ؟ أم هو إسلام الجماعة الإسلامية ؟ أم هو إسلام مصعب الزرقاوي ؟ أم هو إسلامنا الذي ندين به لرب العالمين من غير غرض سياسي ولا مقعد حكم ولا سلطة دولة ؟

وحين يرفعون شعار الإسلام هو الحل .. وأصحاب الأيدي المتوضئة .. ماذا يعني ذلك بالنسبة للمرشحين المنافسين ؟ هل هم خارج دائرة الإسلام ؟ هل أيديهم نجسة ؟ إنها الإنتهازية الإخوانية المتسترة بستار الدين بين تواطيء السلطات في مصر بالسكوت والصمت المريب وبين غياب الشارع التائه بلا إدراك والممزق في فراغ الفضاء السياسي والفكري .

هل يعترف الإخوان بالآخر .. أن من يختلف معهم ليس غير كافر خارج عن ملة الإسلام .. هم أول من إبتدعوا سلاح التكفير في مواجهة أي محاولة للتفكير .. هم من علموا الناس الطاعة العمياء والإمتثال لأوامر الأمير .. هم من أشهروا أسلحتهم وأخذوا العنف منهاجا لهم .. هم من فرخوا وخرجوا لنا جماعات العنف بإسم الإسلام السياسي كلها خرجت من عباءاتهم الملطخة بالدم .

هم الذين هادنوا وتعاونوا مع الإنجليز والألمان والقصر الملكي وحاليا نسمع عن الإجتماعات التنسيقية بينهم وبين الأمريكان .

أليسوا هم المؤمنون بما إنتهي إليه سيد قطب من مبدأ الحاكمية لله .. فكيف يقولون بمبدأ السيادة للشعب ؟

كثير من الناس قد ينبهر بخطابهم الملون بالدين ويعتقد بقوة حشدهم ، من أثر الفراغ السياسي والثقافي .. وهم ليسوا غير أقلية منظمة متماسكة في ظل أغلبية مبعثرة مشتته مفتته من هنا يبدون للناظر قوة .

أنهم يلعبون علي وتر حساس بالنسبة للمصريين ألا وهو وتر الدين .. ولكن هل يظنون أنهم يستطيعون أن يخدعون الناس طول الوقت ؟

إذن فهم الواهمون .






View abdalla_lawer's Full Portfolio