بركاتك يا مولانا

 

بركاتك يا مولانا

 

و مولانا .. عصفور نقر نافذتي صباحاً و طار..  ضاع مني في أفق مفتوح حتى منتهاه ..  لعلّه ذاك الذي يلاحق في الأزرق أنثاه.. لعله ما كان إلا خفقة الشعور في الحياه.. 

 

مولانا ..  طفل لا يشبهني..  لكنني منه وهو منّي..  ارتمى ذات شجن بحضني ..  فكأن الحياة به راحت تباركني .. نسيت بسواد عينيه ظلم و ظلمة الشكّ والتجنّي.

 

مولانا ..  فكر تقلّب كالكثيب نحوي..  فلا هو ثبت ولا تصنّم .. و كلما قلت ذاك وجهه..  وجدته كل وقت بشأن .. فلا دافعتُ عنه ولا كجلد أبى أن يخلعني.

 

مولانا .. عشق كلما خبا أواره استطعم العاشقان ناره قوت القلوب ..  فلا انطفأ بالقرب .. ولا فتر بالبعد .. لا يحلف على الإخلاص ..  فالحلفان احتمال نكوص. 

 

مولانا..  لحن .. رقصة ..  لوحة ..  قصيدة .. تهب لروحي نشوة اللحظة وآفاق التجلّي.

 

مولانا .. سجين حلم بالحرية و ما نالها ..  فأكمل ابنه النشيد خارج التاريخ والحدود .. و أقسم ألا ينتقم..  كي لا يصبح للانتقام عبداً من العبيد. 

 

و أنتم من مواليكم..  خارج الدين والسياسة..  عراة كما ولدتكم امهاتكم؟!


لا ضير أن يكون المولى بشراً .. لكن كم يحجب سيد وجه عبد فتبقى طاقاته الخلاقة في عتم التبعية.

فإن كنتم أسياداً أطلقوا عبيدكم ليروا بعيونهم لا بعيونكم

و إن كنتم عبيداً أحبوا مواليكم ولا تقبّلوا موالي كل مخالف

لأن هذه الأرض ليست أكثر من ذرة كونية

و من يدري .. ربما الكون لا يأبه بنا .. فهل أقل أن نأبه ببعضنا بمحبة و تقبّل و احترام

صباحكم انسجام

 

 

 

 

 

 

 

View thana-darwish's Full Portfolio