هاله عبدالله خليل : لماذا هذا النشيد





لماذا هذا النشيد ؟؟!



  



  



  



أشدُّ … على الرأسِ



عصابة الوجعِ الذي



فتّتَ أغنيتي



وبعثر شدو الحلم الصداح .



اشدُّ .. على الذات شتاتي



واحتمالات الرقيص على رصيف الآن.



الآن .. يشهد إنزلاق الأحلام



على قشرة الكدر اليومي



يشهد .. عرس النهايات



إنتحار البدايات



التي زملتك بالوجع



دوزنتك بالأرق.



الآن .. تلتهمه التفاصيل الرتابة



لا جديد يضفي على الكون بهجة الترقب



ها هي الشمس تكشف عورة المدينة التي



أصاب الفقر شوارعها



بالشعراء والمارة.



ها هو يوم جديد يعلن بدايته



أمي … تصنع لنا



قليلاً من الشاي



كثيراً من الدفء



يلتصق مقعدها بحائط



يحاول قدر القدرة



الإحتفاظ بوقاره



ها هي تدثر خطايانا بدعواتها الندية



والوصايا الفقر



لك السلام يا أمي



أمنحيني .. رشفة من إنتماء ثدييك



  همسة من عصير شفتيك



     نظرة من نشيد عينيك



وحضناً يدفيني



وينفيني .. إلى حيث معركتي وإنتشاري



الشوارع



الممرات



لافتات الكوكاكولا



بائعات الشاي



جثث الشماسة



الشحاذين ..



يا إلهي .. كرنفال قمييء



يجري في أوردة المدينة التي



لم تفرغ بعد من تكوير ( سفة )



من الإحباط الجيد



على شفاهها المترهلة



وما بين الأزقة المظلمات



يستمد الحزن ذاته



يمتطي صهوة قلوب الحالمات



يعلن إحتلال الذاكرة



ويشيد مملكة للنشيد المر



وإنكسار الأغنيات



آهــ ..



آهــ .. يا هذا الزمن النزيف



أكمل إستدارتك فينا



وبشِّر بفاتحة الغناء الصمت



وأعلن في المدن الرماد:



المجد للكهنة والنار المقدسة



المجد للتصفيق



للعمامات السحاب



للهويات المسخ



المجد للباعة المتجولين



حملوا القضية بخصة



في صناديق  من شبق



وتصايحوا عالياً : ( علينا جاي )



  



المجد لهم جميعاً



إذ كانوا يدركون جرح الآن



حينما شيدوا على مجدك مراحيضاً



طلوا جدرانها بالعبارات البذيئة



وأفرغوا فيها ما شربوه



في صحة من فض بكارة الحبيبة



المجد لهم جميعاً



حينما تغنوا بعشقك عالياً



تشهد كل الشقراوات



اللاتي يحملن أسبريناً



يشفي الحنين إليك



المجد لهم جميعاً



حينما مشوا طريقك المشوّك بالتوجس



تشهد أحذيتهم اللامعة



  وإحتشادنا بالفجيعة



متى ؟؟



متى نشدُّ وتر المسافة



ونغسل بالغناء ملوحة الحناجر الصديد



لنغنيك عالياً



بحجم الجرح



ولون الشمس



وطعم البرتقال ؟؟؟



  



خذ من الحزن النبيل



ما يضمد خطوك



ومن عيني يمامة



عتادك



وإقرأ على الأشجار



وصية القرشي



قبل أن تنكره حمرة دمه والقصائد



  



أيا مداد البحر أصبر



سطر كلمة الله الأخيرة



وأذن في الناس بالحب



يأتوك أنشودة



تعطي الأفق لون البرتقال



وطعم الدهشة الأولى



وما بين التوازي والإلتقاء



يطل وجه الحبيب الإنتماء



يمتشق الحروف الضوء



يرسم الخط اليوازي



أشرعة الزيف والخوف المدثر بالتراتيل العتيقة



والحبيبة.




View sudan's Full Portfolio