الزلزال أو العاصفة

Folder: 
مقالات



أنظـرُ في الوجوه... أُحِـسُّ بما يشبهُ الزلزالَ أوِ العاصفة...

أتعاملُ مع أصحاب هذه الوجوه... أرى، يقيناً، ما يُشبِهُ الزلزالَ أوِ العاصفة، نظراً للعلاقة الوثيقة بين السلوك البشري والكوارث الطبيعية.



وإليكمُ الأدِلَّة:



1- السيد "معتزّ بالدولار" نصبَ على السيد "مستاهل".

2- الآنسة "خبيثة خانوم" سرقَتْ قلبَ السيد "أهبل شرشوح القلب"، وعرَّضَـتْه للانتحار.

3- السيد "جردون السلطة" كتبَ تقريراً بصديقه "لاحِس جزمة المسؤولين" بتهمة الخيانة والقيام بلحس أشياء أخرى، وذلك فقط لأنَّ أختَ الأخير قد ضحكَتْ على "جردون السلطة" وذهبَتْ مع جردون آخر في يوم عاصِف.

4- الآنسة "مستشرِفة على صبَّاطي" نفَّـضَـتْ جيوبَ السيد "مستغني عن الله".

5- السيد "عامر البلد" اعتقلَ السيد "عامل باطون عايف التنكة" بتهمة تخريب البلد.

6- السيد "مُـنفَـتِح بِدون ما حدا يفتحو" اشتكى على زميله في الدائرة بأنه يعرقل العملَ العام، وذلك بسب رؤيته ذاتَ مرة يتكلم مع بنت ضيعته التي اسمُها "مش فارقة معاي".

7- الآنسة "رجعية خانوم" رفضَتْ علاقةً شرعية مع السيد "تقدُّمي بك"، لأنه تبيَّنَ بالتحليل المخبري أنَّ زمرة دم أبيه ليست رجعيةً مثلها. وتلقَّـتْ، بالمناسَبة، فتوى من مرجعيتها تتغاضى عن علاقة غير شرعية مع السيد "تقدُّمي"، لكون العلاقة الشرعية بينهما تُـعتَـبَـر زِنا [!!!]، ولكون الحب الذي بينهما أقوى من العاصفة ويكاد يُـزَلْـزِلُ قلبَـيهما.

8- سيدنا "متملِّـق بك"، المرجع الأعلى لطائفة المؤمنين بِـ. يقلِّـدُ شيخَ العاهرين وسامَ الإيمان الرسوليّ من الدرجة الأولى، نظراً لإيمانه العاصف ولجهوده البركانية التي زَلْـزَلَـتْ الكافرينَ بِـ.

9- السيد "جامع حُـسَـيـنـيَّـة" يقوم بزيارة متعة للآنسة "كنيسة كنيسة"، وذلك بهدف ترويج اللُّـحمة البلدية.

10- مِستر "إكْـس"، اللوطي بامتياز، يقتل أختَه ميسّ "واي" بحجة غسل منطقة العار واستعادة الشرف.

وإلى آخـــرِهِ...



أليسَتْ كلُّ هذه علاماتٍ واضحةً على أنَّ العاصفة قادمة؟؟؟

ربما تقولون أنَّ هذه الأخبارَ ليستْ سِوى نسماتٍ خفيفةً لا تُـنَـبِّـئُ بالعاصفة.

لكنْ ألا تَذْكرون قولَ أحدِهم بأنَّ النسماتِ الخفيفةَ إذا اجتمعَتْ معاً تشكِّـلُ العاصفة؟؟؟

ألا توافقونني بأنَّ شيئاً ما قادمٌ إلينا يشبِهُ الزلزالَ أوِ العاصفة؟؟؟

لا أريدُ أنْ أفرِضَ عليكم رأيي، ولا أرفضُ، كذلك، رأيَكم، بحُـكمِ أنني لا أُحِبُّ لا ثقافةَ الفرض ولا ثقافةَ الرفض.

وإذا كانت الثقافةُ مبْـنيَّـةً على الفرض والرفض، فلا أقولُ إنني "أكرهُ" الثقافةَ – (لأنني لا أُحِبُّ فِعلَ الكراهية بل فِعلَ الحب) – بل أقولُ إنني "لا أُحِبُّ" الثقافة.

لكنْ أليسَتْ هذه الفكرةُ نوعاً من أنواع الرفض غير المباشَر لثقافة الرفض، أو نوعاً من أنواع الفرض لثقافتي التي هي رفضُ الثقافة؟؟؟

مهما تكن الفكرة، فإنني، في النهاية، لم أستطِعْ، بأيِّ شكلٍ من الأشكال، أنْ أتجاهلَ إحساسي بأنَّ شيئاً ما قادمٌ إلينا يشبِهُ الزلزالَ أوِ العاصفة.

ومع أنني أتمنى أنْ يخيبَ إحساسي، ألا ترون معي بأنه تأخَّـرَ كثيراً مجيءُ الزلزالِ أوِ العاصفة؟



علينا ألا ننسى أنَّ في إمكاننا، وبكلِّ بساطة، تفاديَ الزلزال أو العاصفة، إذا كنا فعلاً نريد ذلك، من خلال معجزة بسيطة جداً اسمُها:

المحبة.



محبتي لكم.



محمد علي عبد الجليل

الأربعاء 11/2/2004


View mabdeljalil's Full Portfolio
tags: