إلى روح شهيدة الشرف والحب والحرية: هدى أبو عسلي

إلى روح شهيدة الشرف والحب والحرية: هدى أبو عسلي

لو كان هناك مفهوم اسمه "الشرف" لما ذُبِحَتْ صبية سورية بسكاكين أبيها وأخيها وزغاريد أمها ومباركة المجرمين من أبناء طائفتها، فقط لأنها ارتكبَتْ جريمةَ الزواج من خارج طائفتها!!!

لو كان هناك رجال يعرفون ما معنى الأنثى وما معنى المحبة وما معنى الله، لما ذُبِحَتْ كالنعجة فتاة بتهمة المحبة[!!!]؛ بل هناكَ ضباع بشرية لا تعرف حتى أبسط قواعد القتل!!!

ولو كانَ هناك نساء حقيقيات لما فرَّخْـنَ ذكوراً مجرمين؛ بل هناك نِعاج لا تعرف إلا الثُّغاء والحمل والولادة.

أينَ من يدلُّني على امرأة غير ممسوخة بعدُ لأكونَ خادماً لها مدى العمر؟

أين من يدلني على الشرف الحقيقي؟

من هو أشرف من يقتل أم من يحب؟؟؟!

أصلاً من وضعَ مفهومَ الشرف ومعاييرَه هم وحدَهم الذكور ليكونَ سيفاً مسلَّطاً على رقاب الإناث.

لو كان هناك امرأةً واحدة لثارت على كل النظم الذكورية الوحشية.



أيتها السيدة هدى، الشهيدة العظيمة!

أنا على يقين أنكِ تسمعينني الآن.

كلُّنا مسؤولون عن قتلِكِ: مفكرونا (إذا كانوا موجودين) وسماسرتنا إلى الله ومثقفونا وصانعو قراراتنا والمدافعون منا عن أبسط حقوق الإنسان...

أهلُكِ يا هدى هم آخر من قتلَكِ.

لذلك نعتذر نحن ذكور سوريا الهمجيين البدائيين من روحكِ الطاهرة.

سامحينا وسامحي أهلَكِ أولاً لأننا جميعاً ضحايا جهلنا وأنانيتنا وكفرنا.

أنا على يقين أنكِ ستسامحيننا.

لكنَّ قوانين "كارما" الإلهية العادلة لنا بالمرصاد.

كفانا تشدُّقاً عن الشرف والحرية والمساواة بين الجنسين والديمقراطية...

كلنا مجرمون. والإنسان الحالي هو حيوان مجرم.

لا أدري كيف ينام المدافعون عن الشرف والحرية والدين والحقيقة والمحبة بعد سماع نبأ استشهاد السيدة هدى وغيرها الكثيرات؟

أشكُّ في وجود مثل هؤلاء المدافعين.

لا يكفي أنْ نستنكر الجريمة، ولا يكفي أنْ تسامحينا.

يجب أنْ نبدأَ بتحطيم أصنامنا الفكرية والعقائدية.

يا ربةَ الشرف والحب والحرية!

نحنُ من قَتَلَ الحلاجَ والسهروردي، نحن من صلبَ يسوعَ المسيح...

صَـلِّي من أجلِنا نحنُ الخطأَة.،

الآنَ وفي ساعةِ موتنا.

آمين

محمد علي عبد الجليل

View mabdeljalil's Full Portfolio
tags: