قراءة نقدية سريعة لقصيدة حوارات عقيمة لطوق الياسمين

تعليقي على قصيدة حوارات عقيمة لطوق الياسمين



صباح الخير

عودتنا طوق الياسمين دائما

ان نفهم الانسان كما يجب ان نفهمه

ظاهرا وباطنا

هي تلتمس ظاهر السؤال وتلح في الاجابة



تقول :

> لقد كنت دائما عالم

> ملىء بالاحلام المتفتحة

> التى تمطرنى بقطرات الندى

> من أوراقها المتشابكة



تشكل الاحلام جزءا لا يتجزء من عالمها

والقصيدة هذه اراها تتمة للاولى

فعالمها كان مليئا بالاحلام

وهل كانت تستقطر القابل من ايامها عبر الحلم

ام انه كان خطوة مبكرة

كي تستفيق عندما تجد في نفسها مطلق الحرية

الاحلام حين تكثر

نعلم ان الانسان يعيش حالة من التضييق القهري

والسلب الثقافي

هذا ما يبدو في القصيدة

هذا في الغالب

لكن نجد الاحلام تتكرر في عالم اثير من السعادة والحرية

حينما لا يجد لها اصحابها تحقيقا

نجدها تتراكم وتتعدد

هنا البطلة تعبر عن صبر الحالم

وانه يهفو وما زال يتشوف

لكنه ما زال يصر

وهذا اجمل ما في البطلة

تحكي قصة بطولتها الحلمية

واصرارها



تقول :

> أظن اننى أكثرت من

> الكؤوس , وإلا لما ترانى أهذى

> وقلبى لا أسمع نبضه بين ضلوعى

كؤوس الالم كما ستعبر عنها فيما بعد

نحلم كي نزداد الما

ام نحلم كي ندفع الالم

الاخير هو الصحيح

لان الحلم ما كان الا افرازا وتنفيسا

للخروج من حالتنا غير الصحية

يذكرني هذا بحالة الشرب لدى العالم الشرقي

تقول احدى الغربيات

اننا لا نشرب الا حينما نعبر عن فرحتنا

وانتم لا تشربون الا حينما تلح عليكم الاوجاع

هل لغة الحلم تتماشى مع هذا المنوال واللحن



تقول

طالعنى وجه بالمرآة

> شاحب كشبح أصفر اللون

> ينظر إلى بعين يملئها الشك

> ترى من هذه المراءة

> هل أعرفها , أم ترانى أهذى

> أم أن خمرالالم سيطر على عقلى

> و سلب منى وجوه كانت مغطاة

> بأقنعة الزمن الكاذبة ,



هنا صورة بين الحلم والواقع

بين المستوى وبين المطلوب

نقف على قارعة الزمن

لنتصيد كؤوس القدر

كيف اهداها الى سحنتنا

وترك معالمها تتوزع فوق ملامحنا

لا تتوارى

ولا تخجل

ولا نخجل نحن كذلك من معايناتنا لها

رغم غرابتنا

ورهبتنا

ولكن

هل دائما يشق علينا تحقيق ايامنا واحلامنا

فيغزونا العمر ويباغتنا تقدم السن

بحيث نكتشف اوطاره وهي تزحف فوق تقاسيم الوجه وهياكلنا

نكتشف حينها كم عبرت بنا السنين واحلامنا لم تتحقق بعد

تحقق حلم القدر فينا

ولم يتحقق حلمنا بعد

هل هذه ازمة الانسان الشرقي ابدا

خلق ليعيش معها دائما



تقول



لما وقعت

> فريسة أوهامى وخيالاتى

> لما لا أرى كم كنت بعيدة عن

> واقع فرض عليا بقسوة وجبروت

> هل هو هروب أم تراه أضغاث أحلام

> أم تراها الشمس أنطفأت لحظة غروب

> أيامى عن عالمى



هنا اعلان عن النتيجة

لغة الكاتبة في حد ذاتها حلم

وتحية لها

لانها عبرت عن تضامنها الاخير مع نفسها

وان معرفتهابواقعها

هو تحقق ضمني للحلم

ووقوفها على سلبياته

هو تحقق للحلم وباضعف الايمان

مودتي

جمال السائح


View jamalalsaieh's Full Portfolio
tags: