عجيبة .. التزوير ينقذه من الإعدام أو السجن المؤبد !!!!!



سعيد إنسان عادي جدا ، لم يكمل تعليمه تسرب من التعليم منذ المرحلة الإبتدائية ، يكتب حروف إسمه بالعافية ، منذ الصغر عركته الحياة ، إمتهن مهنا يدوية كثيرة ، لاقي الكثير من المتاعب منذ طفولته ، فقد نشأ في أسرة فقيرة ، وكان عليه أن يجمع قوت يومه بنفسه ، ويوفر القليل من المال لأمه وأبيه ، عرف الشقاء والتعب والمرمطة ، ترك قريته الصغيرة وسافر إلي المدينة سعيا وراء الرزق ، كتب عليه الترحال من بلد إلي آخر ، حتي كبر وأصبح شابا يافعا ، وكان عليه أن يقدم نفسه إلي منطقة التجنيد ليدفع ضريبة الوطن ، ثلاث سنوات يقضيها مجندا في صفوف الجيش ، هو لم يشعر بطعم الوطن ، ولم يأخذ منه ما يجعله يضحي بثلاث سنوات من عمره يقضيها فيه بلا طائل ولا عائد سوي المذلة والمهانة وتحقير الكرامة علي ما سمع من زملائه السابق تجنيدهم ، هو وعائلته في إحتياج كل يوم من هذه السنوات الثلاث ، كما يقول يشتغل بذراعه ، الأفواه تنتظر ناتج عرقه اليومي ليملأوا معدتهم ويسدوا جوعهم ، ويحافظون علي ثيابهم المرقعة التي تستر أجسادهم ، إذن لابد من حل للهرب من خدمة الجيش ، وجد الحل .. ساعده أهل الخبرة في تزوير بطاقة شخصية بإسم شخص آخر سبق إعفائه من الخدمة العسكرية كونه غير لائق طبيا ، أصبح إسمه الجديد شوقي ، عليه أن ينسي أن إسمه سعيد ، حتي الأيام حرمته من إسم سعيد ، ما المشكلة إنه لم يشعر يوما بطعم السعادة ، خيرا فعلت الأيام معه إسم فارغ من المعني ، أصبح شوقي ، بسرعة إستخرج جواز سفر عليه صورته وإسم شوقي وسافر إلي العراق للعمل هناك وكسب الرزق ، قضي فيها أكثر من سبع سنوات ، عاد بعدها إلي مصر تنقل بين أكثر من مدينة حتي إستقر به المقام تزوج من إمرأة من نفس المدينة وعاش بين أهلها بموجب جواز السفر المزور والإسم غير الحقيقي ، ينادونه شوقي ، وإشتغل في تجارة الخضروات والفواكه ظاهرا ، والتجارة الحقيقية هي المخدرات ، علمت بأمره إدارة مكافحة المخدرات ، قاموا بالتحريات اللازمة ومراقبته فترة من الزمن ، تأكدوا من المعلومات ، إستصدروا إذنا من النيابة العامة بضبطه وتفتيشه ، نصب له الكمين ، إصطادوه متلبسا وفي سيارته كمية كبيرة من المخدرات حال قيامه بتسليمها إلي أحد عملائه ، قبض عليه ، عرض علي النيابة العامة ، تم حبسه إحتياطيا علي ذمة التحقيقات مدة نحو ستة أشهر حتي أحيل إلي محكمة الجنايات محبوسا بتهمة الإتجار في المخدرات ، المقبوض عليه سعيد ، والقضية بكل أوراقها منذ البداية حتي النهاية مقيدة ضد شوقي ، الرابط الوحيد بين سعيد وبين شوقي هو جواز السفر المزور الذي يحمل إسم شوقي وصورة سعيد ، هذا المستند القاطع خلت منه الأوراق ، حتي سعيد حين سئل في تحقيقات النيابة منذ لحظة القبض عليه حتي مثوله أمام محكمة الجنايات وهو شوقي وليس سعيد ، بجلسة المحاكمة نودي علي المتهم .. شوقي .. أنكر التهمة .. طلب محاميه من هيئة المحكمة إستدعاء ضابط الواقعة لسؤاله أمام المحكمة ، حضر بالجلسة التالية .. وسأله المحامي هل تعرف المتهم ؟ نعم من خلال المراقبة والتحري ، سأله ما هو إسم المتهم ؟ أجاب شوقي .... ، هل المتهم له إسم آخر أو إسم شهرة ؟ أجاب نفيا ، هل تحرياتك السرية أكدت أن شوقي يتجر بالمخدرات ؟ أجاب نعم ، إكتفي المحامي بهذه الأسئلة .. وقدم إلي هيئة المحكمة وثيقة زواج المتهم من زوجته الأولي بإسم سعيد ، عليها بصمته ، وألقي المفاجأة .. المتهم الماثل هو سعيد ....... وليس شوقي ....... ، وهذا يؤكد بطلان التحريات التي قامت علي أساسها هذه القضية لإنها تحريات غير صحيحة وغير صادقة كونها لم تتوصل إلي حقيقة إسم المتهم ، طلبت هيئة المحكمة بضم ملف البطاقة الشخصية من السجل المدني التابع له المتهم ، وكذا وثيقة زواجه وإرسالهما رفقة المتهم إلي قسم الأدلة الجنائية لإجراء المضاهاة بين البصمات الواردة علي هذه الأوراق وبين بصمات المتهم ، وكانت نتيجة التقرير الفني تطابق البصمات ، ترافع المحامي قائلا لقد أسقط المتهم في أيدي رجال إدارة مكافحة المخدرات فقرر ما أملوه عليه حتي أنه تسمي بالإسم الذي أرادوه له ، القضية باتت واضحة المتهم الماثل لا علاقة له بأمر هذا الإتهام ، وقضت المحكمة ببراءته من التهمة المسندة إليه وهي الإتجار بالمخدرات التي تصل عقوبتها إلي الإعدام أو السجن المؤبد ، ووجهت المحكمة إلي المتهم تهمة التزوير بأن تسمي بإسم غير إسمه في التحقيقات وأنزلت به عقوبة الحبس لمدة ثلاث شهور .

عجيبة هذه القضية ... التزوير أنقذ المزور من الإعدام ..

View abdalla_lawer's Full Portfolio