إلا بلادي

إلا بلادي


شعر: مريم العموري

كأيّ فتاةٍ .. تمسّد زهرَ قصائدها بحفيف الغرامِ

كأيّ فتىً يستميل الفَراشَ.. لتفاحةٍ في أوان القطافِ

كأيّ حكايا المحبين يبدأ لحنُ الحياةِ

شجياً حفيّاً حنونَ السماتِ


كأي صباح يُقِـلّ أمانيّهم في لقاء حييّ بلا موعد أو كلامِ

لدرسِ البلاغة حين قَضوه برسم القلوب ورسمِ السهامِ

كأيّ نجاح يلوّنه كرنفال طَوَاقٍ تقبّل وجهَ السماءِ..

وزغرودة يستظلّ بها الفخر.. تتقنها أجمل الأمهاتِ

فيعشُبُ حلمٌ على شفة الغيبِ.. يطلق نوّارَهُ للغمامِ


كأي عريس يؤثث بالعمر قلبين في سندسٍ من جميل النوايا

ويطلق عصفورةً في الحنايا

ويرجع بالخبز يلهو وأفراخَه بعد يوم طويل الدوامِ

كأي مشاغل عمر كثير الهوى والهموم .. يعيشونَ ..

كيف يشاؤونَ.. أو لا يشاؤون

إلا بلادي!


فكيف يفحّ الدخيلُ بوجه الفراشة كيما تموءُ الشقائقُ حزنا

وكيف يحاول بالغدر أن يخلع العشب من حلمنا

ويرمي دفاترنا في المحيط إلى أن تضمّخ من موتنا

ويكرهُ كلَّ جميل لنا

ويسرق كلَّ جميل لنا

ويعشق نَوحَ الحطامِ


لماذا؟

أكُنـّا الذين رميناه في غرَف الغاز حتى تفحّم حقداً علينا؟

أكنا الذين سَددنا الدروبَ عليه غداةَ همى في الزمانِ فآثر أن ينتفينا؟

لماذا؟

ونحن الذين قسمنا له لقمةً وحصيرا

فجاء على فرْط طيبتنا وسذاجتنا لِيـُغرّز في الظهر خنجرهُ المستطيرا

ويغرسَ زقومَه في العِظامِ

لماذا؟

وكل الذي نشتهيه حياة على أي شكل تكونُ

ولكن بدون خفافيش تخنق روحَ الحمامِ

..

كأيّ جذور تمدّ هواها عميقا لتمنح للشمس غصنَ السلامِ

كأيّ  شعوبٍ تحب الحياة وتمهر نبضتها للخزامِ

كأي حُماةٍ لأغلى بلاد سنبقى نناضلْ

إلى أن يخرّ الكيانُ الهـُلامي

 

View nasheed's Full Portfolio