الحلقة التاسعة من دراسة نقدية في قصة تمرد الفرشاة للمه



الحلقة التاسعة من دراسة نقدية في النص القصصي : تمرد الفرشاة للكاتب المصري الاستاذ المهندس الشربيني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم : جمال السائح

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



لقراءة نص القصة اتصل بهذا الرابط :



http://www.arabicstory.net/index.php?p=text&tid=4223&PHPSESSID=ba81734f1...



ـــــــــــــــــــــــــــــــــ



ولأخذ نبذة حكائية عن المؤلف يمكن التوصل الى هذا الرابط :



http://www.arabicstory.net/index.php?p=author&aid=415&PHPSESSID=ba81734f...



ـــــــــــــــــــــــــــــــــ



لو اردنا اختزالا لوعي القصة وبشكل جامع

كلي

من البداية وحتى النهاية

لاستطعنا ان نضع بعض النقاط

على بعض الحروف المجردة من نقاطها

وبشكل اوسع من مدياتها الواقعية

نحن ..

لا يمكننا ان ننسى تلك الانانية غير الابالية

والتي كان يتمتع بها البطل

هي انانية مضادة

ومتضادة

ومتناقضة

وغير متقنة لروحية الحب نفسه

لان الاخير ربما اعترضته انانيات متنوعة

لكن الانانية الموضوعة في هذه القصة

كان لها ان تحكي اسطورة اخرى

هي ان الحبيبة كانت مستعدة

لان تحيل حياة زوجها الى جحيم

الاسباب غير واعية

لكن ما يطفو منها فوق لغة اللا وعي واللا معقول

كانت تنسج حياة البطلة بصورة مغالطة

ذلك انها تئن تحت روحية لا تتواطأ مع صاحبها

يعني زوجها

بشكل واخر

او تحت اي سبب من الاسباب

التي لوحت لها القصة

او لم تلوح لها وبالتاكيد

لكن البطل تجاه مثل هذه التضحية الغريبة

ما كان له ان يقدم

لم يقدم شيئا يمكن ان لا يثير الحفيظة

لم يتوان عن تجاهل حتى ..

ما يمكن ان يؤخذ بالحسبان في مثل هذه الظروف

سيما وانها متعلقة به

الى حد اعجب

انها تخبره بأنها سوف تحيل حياة زوجها الى جحيم

وهو يتعقل

ويظل على ارتباط بها

ويتركها في اغراق

عبر سادية يمارسها تجاهها وبشكل غير مباشر

لانها تظل تضحي لاجله

عبر اختراقها للغة اللا مكنون لديه

انك بحاجة الى قصة حب جديدة

تكررت في القصة مرتين

في بدايتها

ونهايتها

مع تضحيات حبيبته

وتعلقه هو بها

لكن بشرط ان يتنحى عنها زوجها

من دون جلبة

او حتى تضحية من قبل البطل

يريد ان يحصل عليها

دون ان يقدم مسحة من شجاعة

ثم هذه التضحية

ثانية

هي نفسها

ربما كان لها ان تخترقه

وتخبره

انت بحاجة الى قصة حب جديدة

ان تكون الحبيبة

او لسان الحال

يخبر البطل

انت بحاجة الى ..

لهو في منتهى الايثار

لكن

هل عنى اللسان هذا

نفس البطلة

ان تعيش معها وعيا اخر

غير وعيك القديم

ليعبر عن قصة حب جديدة

يعني ان تلاعبها تحت ظل اخر

ام بالفعل

له ان يبحث عن حب اخر

كي ينسى حب البطلة

الذي اصبح ربما يضجره

رغم تعلقه بها

مما تؤكده قرائن عدة في القصة

وهو عدم رفضه لطيفها

وان ذكرياتها كانت ولما تزل تعيش في مخيلته

ونحن نعلم

من يرفض احدهم

فهو يحذف اشتراكه من بريد منتداه

او يمنع رسائله عن بريده الشخصي

لكن البطل

لا نراه يفعل مثل هذا

لان البطلة تقتحمه عادة

وقتما تشاء

وهو الاخر

يدلل بكل شغفه التذكاري

بانه عالق باشواك حبها

ومع اختناقها مع زوجها

واعرابها عن مثله

لان من تحاول ان تحيل حياة زوجها الى جحيم

حتما تعيش حياة مرهقة

كما ان حبه

جرها

الى ما يمكن ان يسمى بخيانة زوجية

رغم اني لا انوه اليه بمثلها

لان الحياة الزوجية

صحيح انها تمثل عقد شراكة

لكنها لا يمكنها ان تحد من تفاعل المتعاقد

مع ثيمات مجتمعه وبكل تفاصيلها

على كل حال

نرى البطل

يرسلنا في حيرة

حينما يقول

هل تحبها يا رجل

كيف ستتزوجها

اسئلة محيرة

كيف لها ان تجهز على عنوان صفحة الحب

كيف له ان يدخل عرين الغزل

ولما يحتكم بعد الى سياساته

او انه وقع في عراكه

ثم تبين له ان يتمحص غيثه

لكنها جميعا

كانت تدلل وبقوة على ضعف شخصية البطل

رغم انها تدلل في الوقت نفسه

على حصافة يمتلكها

وعقلية نبيهة

متجردة ربما عن العواطف

لكنها قاسية للغاية

رغم برودها

وتثاقلها الى الارض

وتمسكها بشيء من مبادئ المجتمع

لان التساؤل

لكن كيف سأتزوجها

يعرب عن خطورة تتهدد البطل

تكمن في عالمه الخارجي

في مجتمعه الذي يكتنفه

ويكتنف حبيبته

ثم ان الحب حينما يموت

يتحرر الانسان من كل قيوده

ويصبح اوشك على تحصيل نقاط الضعف في عواطفه

لذا

مثلما كانت هي ميتة ومنذ البداية

انما كان طيفها يحدثه

بكل ما يمكن ان يرد على بال البطلة

كان له هو الاخر

ان يعلن عن موته غير الموشح بغلالة تأبينية

لانه كان موت عاطفي

موت المعقول لديه

ليحل محل شخصه عقائد لا معقولة

وهي ان مثل هذا الحب غير معقول

لان تساؤلاته جميعا

كانت توحي بذلك

وانها ما زال مرتهن بنفسه

التي لا تخرج عن نطاق مجتمع ضيق

وعقائد ضيقة النظرة

وهو كان ممثلا عن مجتمعه

الذي قهر حبيبته

وزوجوها من شخص لا تحبه

هذا ما يمكن ان اراهن عليه ايضا

او انها اكتشفت مثله فيما بعد

يعني بعد مشاركتها له الحياة الزوجية

زوجها

فاكتشفت انه ليس الشخص الذي كانت تتمناه

يعني انها لم تعش قضية حب

ومن ثم كان لها ان تقترن به

لانها لم تعرب عن شيء من هذا القبيل

انه خان بي

اني كنت احبه مثلما احببتك في اليوم

وتنكر لي

لم تحدث عن مثله

رغم ان قصص الحب هي الاخرى

لا تسلم من انتقاض غزلها

كما لو لم يكن اصحابها يتمتعون بكل تلك المشاعرية

ولا في اي يوم من الايام

لذا  

تتنوع لغة الخطاب في القصة

نراها مرة توحي بانها البطلة هي التي تشغل فكر البطل

ومرة نراها نفس الذكرى

ومرة نراها لغة وعيه الباطنية

ومرة نجدها تجتمع في مجتمع وبأسره

لغة قيظ يتمتع بها التقليد والعرف البائرين

لكن

لغة الخيانة

هنا تدل على اوجع الضروب

لان روحية البطلة

تشكك في صدق المجتمع

الذي كمن لها مرة

في شخصية زوجها غير المقترنة به روحيا

بل يكاد يقصر اقترانها به على الجسدية

لا سواه

ثم شخصية المجتمع مرة اخرى

كان كمن لها في شخصية من احبته

البطل

لذا

تخوين المجتمع

في شخصية الزوج

وشخصية الحبيب

امر لا يمكن التغاضي عنه

او النكوص عن التدليل عليه

لان القرص

كان يوحي بلغة تدلل وتخوف

فمن نخاف منه

لا يمكننا ان نبغته بسيئاته وجها لوجه

او نتحفظ من الاسترسال معه بكل حرية

ومع رفع الكلفة

هذا لا يمكننا تجاوزه الا في حدوده

التي تمنحنا مطلق الامان

لذا القرص

وربما المؤذي المترافق مع تهيؤات

يمكن ان يختلف الى مثل هذه اللغة

يعني لغة التراوح والتردد والتخوف

نتحبب قليلا مع شيء من المزاح

الى من نخافه كي نهديه عيوبه

لكن من لا نخافه

او لا نخاف ان نفقده

ربما واجهناه بعيوبه وجها لوجه

من دون تورية او تلويح

بل وبكل تصريح وتعريض سافر

مباشر..................

لكن

الحبيبة

تتقمص في كثير من الحالات

شخصية الضمير الشخصي

يعني لغة داخلية للشخص

تنبع من نفس الشخص

لماذا

انا ارى ان الضمير

امر مغيّب في قرارة نفسه

لذا

فالبطلة تعاني من تغييب جمعي

وليس شخصي

لانه متى ما داعب شاربه الكث

فكر ان يرسمها بشارب وحواجب كثيفة

هنا لغة الاستفحال غير المعقول

تتمرد على نفسها

لتعني بان لغة المتكلم

ما زالت تحمل فنون الخطاب الذكوري

وان الرجل

متى ما شاء

له ان يتخلى عن رجوليته المعنونة بشاربه

(سيما في هذه  القصة مثل هذه الاشارة اليه)

لكي يتخلص ممن يحب

او ممن تحبه

يعني انه مستعد لكي يتصرف بشيء من عدم الرجولة

كي يستبعدها عنه

كي يتخلص من هذا الحب

لانه اصبح عالة عليه

مع انه يحبها

مع انها تحبه

لكنه لم يوظف رجوليته لانقاذها

بل وظفها للكيد

لاماتتها

لسحقها

لانه من يزين حبيبته بشارب وحواجب كثيفة

ما كان الا يلعب بها

يحاول ان يصنع منها دمية تضحك الاخرين

هنا

قمة المجتمع الذكوري

تسحق المرأة

بعد ان تستأصل منها انوثتها

وتتمتع بها

ومن ثم لا تبتغيها شريكا

لانها خانت رجلا لا تحبه

فلربما ستخون بمن تحب في اليوم

هذه لغة المجتمع الساذجة

لغة قبيحة للغاية

تضطر المرأة الى لعب دور الزوجة

ثم تتنكر لها لو احبت تقمص مثل هذا الدور حقيقة

بل تنقلها الى حالة رفاتية

وتستبيحها ارضا بوارا يعيش فيها الموات

بينما نفس المجتمع الذكوري

يعتمد الخيانة في كل يوم

لكنه لا يشار اليه بمثلها

فاي خيانة اقترفتها المرأة

في عالم لا نشهد فيه سوى الخيانة

هذه القصة

تؤكد ازمة المرأة في عالمنا المعاصر

عالم يعيش على الموروث

لا ينتج

سوى موروث

يستهلك نفسه

كما الحية حين تبتلع نفسها

كما الثورات حينما تبتلع ابناءها

بعد ان تكون ابتلعت ابطالها

مثل روبسبير

كيف ابتلعته الثورة الفرنسية

مثل هذه البطلة

كيف ابتلعها البطل نفسه

غروره وعناده وانانيته وخوفه

وهواجسه

حتى احالها الى هاجس

للمجتمع هو الاخر ان يبتلعه

يعني يبتلعها العنصر الغالب

وهو العنصر الذكوري

من قبل ان تؤلب عليها كل الاشياء

العناصر الانثوية الاخرى

حقدا او حسدا او تعنتا مثل الرجل

وهذا وجدنا اشاراته معلنة

وبالتطبيق

حينما كانت تشير عليه

او ضميره يشير عليه



أنت محتاج إلى قصة حب جديدة

أنت في حاجة إلى قصة حب جديدة



هنا التلويح قائم بوجود اخرى

تغامر في الفوز بها دونها

وابعادها

فربما كان غريم المراة الاول والاخير

هو نفسها

غيرها ممن يريد ابتلاعها

قبل العنصر الذكوري

حين يتهيأ لها ابتلاع من تحبه هي

يعني تلك الاخرى او تلكم الاخريات

ثم هذه البطلة

والتي كان لها

وربما

او بالتاكيد

مغامرات عاطفية

وربما جنسية

في نفس غرفة المرسم هذه

غرفة البطل

غرفة المجتمع التقليدية

يعني

حين كانت تخضع له وبالاتقان

ومن قبل ان تسلّم له نفسها

كان لها

حتى في حالة الحب هذه

ان تعيش حياة مغلقة

تنتظر المزيد من الرجل

الضوء الاخضر

فليس لها ان تقرر

وليس لها ان تقرر

تنتظر كلماته

رايه

قراره بالزواج منها

رغم انها اقرت له بالقبول

فأي مجتمع قبيح نعيش نحن

بين جنباته

حينما يقرر زوجها الذي تعيش في كنفه

لها ان تنزل عند قراره

وتتزوج به

لكنها حين تقرر

لا يأبه لها حبيبها

ولا ينزل عند مشتهاها

مع انه اعلن لها مرارا عن حبه لها

ثم يعيش حالة الشك

اي شك جنوني هذا

لا يعبر الا عن انانية حقيقية

ومبالغ بها

ومغالى فيها

لانها كانت قالت له





..آه كم أحبك ..هل تتزوجني يا ماهر ..؟





يعني انها اعربت لها عن حبه

ووفائها له

حين قبولها بالتخلي عن زوجها





لاشيء ..فقط سأحول حياته إلى جحيم



ولم تكن قد تأتت اجابتها هذه

الا بعد ان دفعها عنه

بسؤال رهيب





وماذا ستقولين لزوجك ..؟



ولم يكن يعني من هذا السؤال

الا طرد هذا التخييل من رأس حبيبته

وهو لا يود منها

الا ان يعيش الحب معها

دون زواج

لانها فعلا كان يحبها

ويهواها

لكن دون اقتران

وتحمل مسؤولية الدفاع عنها

والوقوف الى جانبها ضد زوجها

لكن الانسان على نفسه بصيرة

فمجتمع الذكورة

ليعلم كم هو هذا المجتمع جائر

فابسط الامور

سيحيلهما المجتمع الى ارتكاب الحرام

وهي الى النشاز

لانها محصنة

مجتمع يضر ولا ينفع

ذكر ويعرف كم الذكور ظالمون حين يودون الظلم

كما المراة تعرف كم هو مجتمع الاناث ظالم

حين تود المراة ان تظلم

فما كان جوابه اذن الا نقلة نوعية

لم يرد منها الا خطف انوار المنجر لدى البطلة

واخفاقها

حين وضعها امام عرقلة لا يمكن تجاهلها

وهي زوجها

مجتمع بأسره

لانه كان هذا الاخر يمثل مجتمعهما

وبشكل له ان ينقض كل القرارات

لانه يتمتع بحق الفيتو

حق الاعتراض

ورد صلاحية المقرر المصارد عليه

والمفروغ منه ايضا

وفق الصلاحيات الانسانية مثلا

لذا

كان لها ان تظل

يعني البطلة

ان تعيش في انغلاق دائب

اين الطريق

البحر من ورائكم والعدو من امامكم

قالها طارق بن زياد

اين المفر

حبيبها الذي لا يخدمها بشيء

ولا يسعفها ولا ينقذها ولا يقدم اي وجه للمساعدة

يقف امامها لا يحير جوابا

وزوجها يقف وراءها

ليس لمثله ان يتنازل عنها

وبمثل هذه السهولة

لذا فان حبيبها

كان يعرف

حال مجتمعه

وانه سوف لا يكون بوسعه ان ينالها

ويحصل عليها

لو اراد هذا الامر مثلا

الا اذا تستر على الامر

ومثل هذا الحال سرعان ما سيتكشف يوما ما

لانه اعلن عن شكه به واحتماله له





هل اكتشف زوجها شيئا ..؟



والحال الثانية

ان يهربا

وهو غير مستعد للهرب

ولا للتضحية بان ياخذها ويعيشا في مكان اخر

قريبا كان او بعيدا

لانه لم يعرب عن شيء من تضحياته الانية

فكيف له ان يقرر لتضحيات لاحقة اكبر

لم يبدر منه اي شيء من هذا القبيل

او ما يشير الى مثله

بل على العكس

كان بدر منه

ندم .. ندم .. ندم واضح وتخاذل ماجن



كطفل راح يبكي

أو كهل راح يصفق الراح بالراح

او امرأة لا تقدر على شيء من امرها



..كيف وعدتها بالزواج يا رجل ..؟





قمة التخاذل والتراجع والانانية

لانه تميز كل نقاط ضعف العملية هذه

وفي لحظة واحدة فكر بها جميعا

فاستحال شخصا مغرقا بالضعف والخمول والتنازل

حتى لو كان للبطلة

ان تظل تعيش في غرفة مغلقة

بتقاليدها واعرافها ومواريثها

لان البطل

لم يكن مستعدا للتضحية من اجلها

حاله من حال نفس المجتمع

يدفع الانفس الى الجهاد حينما تنعم بنعمة الحياة

من ثم يتنازل عنها بعد حمل رفاتها ونعوشها

وينساها ويتناساها

حتى حين التضحية وبقائها على قيد الحياة

يتناساها حين توزيع المقاعد

والتحاصص على المناصب الحكومية

فقط يستهلكها للخدمة الشخصية والمنفعة الذاتية

ثم يتخلى عنها

ولا يبدي اي تضحية

او حتى تضامن ما

صورة طبق الاصل عن مجتمعاتنا

ومجتمعنا نفسه وبالكلية !

عقول افراده المغلقة

حتى لو ادعوا التحرر والفنية

الا ان شيطانا يعيش في داخلهم

وليس الانسان الملاك

كما يتصوره الاخرون

حينما يحتفون بفنية مثل هذا البطل

ورسومه

فيشيدون به وبفنه

وما يدرون انه شيطان

يعرش فوق لوحاته

وان كل لوحة

تمثل حب متنكر لصاحبته

ريثما يصيب منها لوحة

يرسمها بعنوان موديل

فتاة موديل

تتعرى امامه

تتركه يستلب منها كل شيء

ثم ينقلها الى لوحته

ومتى ما نقلها

كان له ان يعلن عن فوزه بها

ودحره لها

عندها كان له ان يتخلى عنها

لذا ضميره الجمعي والتأنيبي

يعينه كي يرفع عنه ضائرة الشوق والشوك

انت تحتاج الى قصة حب جديدة

يعني اصبح مدمنا على خراب البيوت

وانه لا ينتج الا فوق انقاض بيوت الاخرين

عليه ان يحب اخرى

ويرسمها

ثم يتخلى عنها من جديد

كي يبحث عن مواد اولية

للوحة جديدة غير اللوحة الاخيرة

التي كان رسمها !

هذه مطلق الخيانة الذكورية

استطاع الكاتب ان يوظفها وبكل ستراتيجية معاصرة

تمكن من فرض قصارى جهده على حدود النص

صحيح ان النص كانت تشوبكه الشائكية

لكن هذا لا يعني ان الكاتب لم يصل الى مبتغاه

بل العكس تماما

كان قد حقق كل ما يصبو اليه

من تعرية لمجتمع بال يعيش على انقاض الاخرين

يعيش على انقاض السلف

فيفكر في اليوم ان يتصالح معه

فيصبح يعيش على انقاض واقعه المعاصر

يهتصر غيره ممن يعاصره العيش

كي يبقى هو على قيد الحياة

كي يبلغ مأمنه

حتى لو كان على حساب اخرين

يمكن لهم ان يفكروا به كل تفكير واخر

ويعقدوا كل الامال عليه

ومثل هذا الكلام

لا يقال استنباطيا وبشكل عبثي

ان كل من يكون محبوبا

عليه ان يقترن بمن احبه

لا

ولكن كل القرائن تدلل

على ان البطل كان قد شاطر البطلة في حبها له

واعلن له عن حبه لها مرارا وتكرارا

والا ما كان له ان يكمل لوحته

رغم ان فتاة الموديل

لا تشترط ان يقع الرسام في حبها

او حتى ان لم تكن البطلة فتاة موديل

لكن

حين يسالها عن زوجها

فما الذي يعني

سوى انه شاطرها مشاعرها





..آه كم أحبك ..هل تتزوجني يا ماهر ..؟



.. وماذا ستقولين لزوجك ..؟



..لاشيء ..فقط سأحول حياته إلى جحيم ..!





سؤاله هذا

واجابتها هي

لا تعنيان الا الحب

والتضحية



ومن ثم

رنين الهاتف

يدل على وجود اتصالات ومكالمات هاتفية فيما بينهما





رفع السماعة لم يسمع صوتا ..شعر بشيء من الخـوف ..القلق ينتابه وتدافعت

الوساوس تحيط به ...هل اكتشف زوجها شيئا ..؟

.. هل حدث لها مكروه أم هو الدلال ..؟

.. هل تحبني حقا ..؟



هنا كثير من الدالات

خوفه عليها

الخوف من زوجها

وتمني ان لا يصيبها مكروه



ثم التشكيك بحبها

شيء عارض

يطلب وبالحاح لدى كل الرجال

كي يطمئنوا الى احساسات الطرف الاخر





ثم





تعلو نبضات قلبه ويتحرك كل شئ في جسده ..أصبحت لا أستطيع الاستغناء

عنها ..آه ..آه



علو النبضات

لا يعني سوى القلق

والشعور بالحب

والهيجان القلبي والشعوري

والصراع العاطفي



ثم





..لكن كيف سأتزوجها ..؟



نكوص

وخوف

وتراجع

واستبداد برأي خائن

ليس الا

لو اعار نفسه شيئا من الشجاعة

لكان لهذا الشيء ان يدفع عنه طائلة التفكير

بكل هذه الترنمات الدخيلة



.........................................................

تمتع النص عموما بلغة قوية

ببلاغة موجزة

بسماويات من النص اللغوي والابداع الفني

عبر موسيقي شاعرة متميزة

كان قد اغدقها علينا الاستاذ المهندس الشربيني

رغم السوداوية المفعمة بها الحكاية

لكن ثمت توهج وميضي

كان له ان يشتعل

بين الفينة والاخرى

استطاع الاديب الشربيني

ان يختزل معاناة مجتمع

وازمة الحداثة

في نص وجيز

وممتع بكل اركانه

رغم التقاط الانفاس الحادث

بين الحين والاخر

ربما على وهلة

ومن دون اخطار مسبق

شكرا للاستاذ

وشكرا لقرائه

وقراء دراستنا هذه



وتبقى الاحالات المكرورة

لنمر عليها وفق استدلالات خاصة

ساوافيكم بها انشاء الله في الحلقة العاشرة والاخيرة  

بعد ان افدت منها في كليات دراستنا هذه نفسها

................................................................

مع تحيات جمال السائح



انتهت الحلقة التاسعة

وتليها الحلقة العاشرة بإذن الله تعالى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



Almawed2003@yahoo.com

www.postpoems.com/members/jamalalsaieh



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



احالات مكرورة



الغرفة 1 مرة

شعر بتيار بارد يتسلل إلى الغرفة .. كانت الستائر تتحرك بخفة.. توقفت  نظراته .. رأى طيفا



....................



النافذة 1 مرة

يقترب من النافذة .. أغمض عينيه ثم فتحمها .. هز رأسه لا يصدق ما يراه .. عاود النظر كانت الستائر تتحرك ..أسرع إليها ..



....................



الحمام 1 مرة

تردد هل يذهب الي الحمام ليطفئ ناره بدش بارد أم يكلمها ..



....................



جديدة او قصة حب جديدة  2 مرة

اقترب منها أحس بمن يقرص أذنه اليسرى .. ما هذه التهيئوات .. ماذا تريد أن تقول ..؟ .. أنت في حاجة إلي قصة حب جديدة

عادت قرصة أذنه اليسرى تؤلمه .. أنت محتاج ألي قصة حب جديدة



.................



الشارب 2 مرة

توقف أمام الصورة .. داعب شاربه الكثيف

خطر له ان يرسمها بشارب وحواجب



................



العينان 2 مرة

يقترب من النافذة .. أغمض عينيه ثم فتحمها .. هز رأسه لا يصدق ما يراه .. عاود النظر كانت الستائر تتحرك ..أسرع إليها ..

فسقطت علي الأرض ألتقطها ورفع رأسه إلي اللوحة .. جحظت عيناه .. كان الشيطان يتراقص فوق اللوحة  ..



....................



الابتسامة 2 مرة

دق بيده علي اللوحة .. قفزت ابتسامة ساخرة من مكمنها ..

قطب جبينه ..  ابتسامتها تتسع .. كانت صفراء ..



..................



الخطوط  2  مرة  

ألقى بفرشاة الألوان جانبا .. لم تعجبه الرتوش وخطوط اللوحة التي رسمها ..

غمس الفرشاة في باليته الألوان وراح يرسم خطوط جديدة وقد تضاربت أفكاره



........................



ورقة التوت 2 مرة  

توقفت الفرشاة في يده.. ـ كيف سيكون لون ورقة التوت ..؟

أسرع يغمس الفرشاة في اللون الأبيض لتغيرها .. يكفي أن يكون لون ورقة التوت أحمر .



...........................



فعل الزواج 2 مرة ــ  زوج 2 مرة ــ زواج 1 مرة

لكن كيف سأتزوجها..؟

آه كم أحبك .. هل تتزوجني يا ماهر ..؟

..................

وماذا ستقولين لزوجك ..؟

هل أكتشف زوجها شيئاً ..؟

..................

توقفت الفرشاة في يده ..-       كيف وعده بالزواج ..؟ .. وكيف يستطيع الحياة بدونها آه كم هي مثيرة .. مني صديقتها جميلة أيضاً



.....................



الدخان 3 مرات

كان ينفث دخان سيجارته لأعلي ..

تداخلت دوائر الدخان فأحاطت بصدرها المغرور ثم اختفت داخل خصلات شعرها الغجرية ..

دقات قلبه تردد .. من هناك ..؟ أطل من حلقات الدخان علي المكان .. القي السيجارة



.................



اللوحة  6 مرات

لم تعجبه الرتوش وخطوط اللوحة التي رسمها ..

دق بيده علي اللوحة .. قفزت ابتسامة ساخرة من مكمنها ..

خيل إليه أن الفرشاة تتراقص علي اللوحة ..

جلس إلي لوحة الرسم .. حاول إفراغ خواطره مع الألوان توقفت الفرشاة في يده..

أضاف كمية كبيرة من اللون الأسود للفرشاة فسقطت علي الأرض ألتقطها ورفع رأسه إلى اللوحة

جحظت عيناه .. كان الشيطان يتراقص فوق اللوحة  ..



.....................



الفرشاة  6  مرات

القى بفرشاة الالوان جانبا

خيل إليه أن الفرشاة تتراقص علي اللوحة

وجد السكون يسود المكان وفرشاة الألوان ملقاة علي الأرض

حاول إفراغ خواطره مع الألوان توقفت الفرشاة في يده.. ـ كيف سيكون لون ورقة التوت ..؟

توقفت الفرشاة في يده .. ـ       كيف وعده بالزواج ..؟

غمس الفرشاة في باليته الألوان وراح يرسم خطوط جديدة

أسرع يغمس الفرشاة في اللون الأبيض لتغيرها .. يكفي أن يكون لون ورقة التوت أحمر



.........................



فعل التراقص 2 مرة

خيل إليه أن الفرشاة تتراقص علي اللوحة

كان الشيطان يتراقص فوق اللوحة



..................



الرأس 4 مرات

أرهف أذنيه ..حرك رأسه بفزع .. حاول الوقوف ..

كانت هي فقط تضع رأسها علي صدره

هز رأسه لا يصدق ما يراه .. عاود النظر كانت الستائر تتحرك ..أسرع إليها ..

أضاف كمية كبيرة من اللون الأسود للفرشاة فسقطت علي الأرض ألتقطها ورفع رأسه إلي اللوحة



......................



الالوان   4  مرات

... ألقى بفرشاة الألوان جانبا

وجد السكون يسود المكان وفرشاة الألوان ملقاة علي الأرض

حاول إفراغ خواطره مع الألوان توقفت الفرشاة في يده.. ـ كيف سيكون لون ورقة التوت ..؟

غمس الفرشاة في باليته الألوان وراح يرسم خطوط جديدة وقد تضاربت أفكاره



....................



لون :

توقفت الفرشاة في يده.. ـ كيف سيكون لون ورقة التوت ..؟

ابتسامتها تتسع .. كانت صفراء .. أسرع يغمس الفرشاة في اللون الأبيض لتغيرها ..

يكفي أن يكون لون ورقة التوت أحمر ..

أضاف كمية كبيرة من اللون الأسود للفرشاة فسقطت علي الأرض ألتقطها ورفع رأسه إلي اللوحة



........................................



أربعة الوان  فقط  في القصة هي :  الاصفر ، الابيض ، الاحمر ، الاسود

قطب جبينه..ابتسامتها تتسع..كانت صفراء ..

أسرع يغمس الفرشاة في اللون الأبيض لتغيرها ..

يكفي أن يكون لون ورقة التوت أحمر ..

أضاف كمية كبيرة من اللون الأسود للفرشاة فسقطت علي الأرض ألتقطها ورفع رأسه إلي اللوحة



......................................................................................


View jamalalsaieh's Full Portfolio
tags: