دراسة نقدية في قصة فتاة السيب للكاتبة المصرية دعاء زيا

دراسة نقدية في قصة فتاة السيب



(السيب : الممر الضيق)



ورقة من دفتر مراهقة  ـــ  وهي من تأليف الكاتبة المصرية : دعاء زيادة



بقلم : جمال السائح



........................................................................



ساحاول ان امر بشكل مفصل تام على النص

كي أرصد فيه بعض المواطن الخفية والظاهرة  



........................................................................



نص القصة المنشورة في منتدى اصدقاء القصة السورية بفضل الاستاذ القدير يحيى الصوفي  





قصة فتاة السيب

بقلم: دعاء زيادة - مصر





لم أكن أعلم أن الأمر سيتعدى وشما ، تحملت وخز الإبرة لأجله ثم زارتني الحمى أسبوعاً كاملاً أزهقت خلاله كل محاولة لخروج آه فيفتضح ما أخفيته! بل تطور إلى أشياء غريبة وممارسات أرهقتني لم أستطع البوح بها فلقد أخذن مني عهداً أن أكون منهن ولا أشي بما يفعلنه ، وقد كان!



كنت آخذ الكتب والصور وأشاهدها خفية بمنتصف الليل. ذات يوم اتفقنا أن نتعلل بآلام الطمث هرباً من حصة التربية الرياضية لمشاهدة بعض الصور الملونة والواضحة جداً كما قالت إحداهن. رغبة شديدة في القيء راودتني حاولت جاهدة أن أخفيها عنهن كي لا يسخرن من بلادتي. أوووه هذه الصورة مريعة لم أستطع أن أرفع يدي عنها فأخذن بالضحك (ألا يشعر بالضيق أثناء المشي) قلتها ببلاهة زادت من ضحكهن و سخريتهن.



لاحظ الجميع الشحوب الذي علا وجهي والاصفرار الذي أصبح علامة مميزة لي أرجعوه إلى قلة الأكل أما عزوفي عن مشاركتهم وجلوسي دائماً وحيدة فقالوا أنه خجل المراهقة ولقد ارتضيت بهكذا تعليلات و لم أرغب في مناقشتها.



بعد يوم دراسي متعب و عند خروجي من المدرسة وجدت إحداهن تجذبني من ذراعي هامسةً أن لا أذهب للبيت الآن فعلي مرافقتهن لمكان جديد على البحر سيكون فيه تجربة مثيرة لم أقم بها من قبل. كان المكان هادئاً فوجئت بوجود عدد من الفتيات و الفتية يحملون نفس الوشم ، قامت إحداهن بتقسيمنا إلى أزواج ونبهت بحزم أن الأمر لن يتعدى أكثر من المشاهدة و اللمس و غير مسموح بخلع الملابس ومن سيخالف الأوامر سينزع منه اللقب والوشم!



اختارني أحدهم وجلسنا على صخرة قليلة الارتفاع ، أخذ يدي ووضعها عنده فشعرت بشيء متضخم ودافئ وانطلق مني ذات السؤال ( ألا يضايقك أثناء المشي؟) لم أشعر بنفسي وأنا أغرس أظافري وأطبق يدي بقوة وهو يصرخ متألماً بوجهٍ ممتقع اللون ، نزع يدي بسرعة وجرى هارباً و هو يسبني و ينعتني بالمعتوهة!



لم أفكر بشيء حينها غير الركض بسرعة وجدتني أمام مرآة الحمام أغسل يدي بالصابون حتى أتخلص من هذا الدفء العالق و لكن من دون فائدة ، بعدها أخذت زجاجة بلون غامق مكتوب عليها (ماء النار) وسكبت قطرات منها على وشمي وأنا أصرخ بشدة لاعنة دفئه العالق بكفي !



----------------



*السيب: الممر الضيق



الوشم: شعار يتم رسمه بوخز الإبرة وحشوها كحلاً ولا يزال إلا بمادة كاوية للجلد



عن موقع القصة العربية



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



وستجدون النص كاملا أيضا وفق تقطيعاته التي ساستبصر بياني حولها ومن خلال انساقها المرسومة وكما هي وبالتوالي الشاخص في بيان نفس الحدث والحراك الحاصل فيها ...



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





لم أكن أعلم أن الأمر سيتعدى وشما ، تحملت وخز الإبرة لأجله ثم زارتني الحمى أسبوعاً كاملاً أزهقت خلاله كل محاولة لخروج آه فيفتضح ما أخفيته! بل تطور إلى أشياء غريبة وممارسات أرهقتني لم أستطع البوح بها فلقد أخذن مني عهداً أن أكون منهن ولا أشي بما يفعلنه ، وقد كان!



.........................................................



عدم العلم يوخز بمضي زمن دون احتمال لاي فهم لما يدور من حول البطلة

انها تدخل في عالم جديد

لم تخبره من قبل

لكنها كانت خبرته

كيف

خبرت ظاهرا من الامر

وهي المشكلة التي تعطل حركة الفكر لدى الاجيال الناشئة

لان كثيرا من الاشياء نتوقف عند ظواهرها

ونعتمد على سياقاتها التي اكتسبناها عنها

من دون التحقيق في اغراضها

ولا التثبت من وقائعها ومكامنها

والحكم عليها من خلال معلوماتنا السابقة والاولية عنها

والتي تتراءى لنا كما لو كانت معلومات كاملة او مستوفية

وبالحد الممكن والمقبول بالنسبة لنا

لماذا الوشم

ولماذا الاحتمال لمثل هذه الالام

كثيرة هي الامور التي تتصدر التلويح لجيل الشباب والشابات

لكن لا احد يتحرك صوبها

لان فيها ايذاء واحتمال للمكروه والالم

لكن لماذا تحتمل هذه الاجيال طول المسافة

واضطهاد النفس

لاجل اي لذة يغامر الانسان بما في وسعه

ثم لماذا تتمكن المنظمات والتشكيلات

ايا كانت من جمهور الشباب والشابات

لماذا تمكنت من نفس هذه البطلة

ما يمكن ان نستوحيه

انه ما كانت ثمة رابطة قوية بين الفتاة واسرتها

او بينها وبين محيطها العائلي

كما اشار الى ذلك الاستاذ يحيى الصوفي

لان آفة حياتنا اليومية

ان الشاب والشابة لا يحتملان البوح بشيء من اسرارهما

الى عائلتهما

لضعف الثقة المستوحاة من طبيعة التواصل الحياتي بينهما

ولعدم الايحاء بمثله

ولعدم تهيئة المتطلبات الخاصة للاذعان الى حقائق ما يدور

في خارج البيت

اي مما يتعرض له الابناء والبنات

لان الاسرة تتوعد من يخالفها بالغضب والعقاب

فلا يعد اي منهم يفكر بمغامرة ايضاح ما يحصل لديه خارج البيت

بل يكتفي ان يجعل من الصديق قمة الهرم

واخر المطاف

ولا احد بعده

لا لوثوقنا به وحسب

بل لانه لا نمتلك سواه

فما بعده سوى العائلة

والعائلة لا توفر مثل هذا النفس الواسع

او الصدر الاريحي الكبير

ثم انها لما تعرفت الى اسرار هذه المجموعة

كانت تفاجأت الى الحد الذي لا تستطيع ان تبوح بفعال افرادها

بل انها تعرفت اليهم والى ممارساتهم

ولكن مما يبدو

ان الانفعال يتكامن في المناطات الاولية

يعني انه يستلزم فترة معينة

ومتى ما زالت الدهشة بزوال المحرك

باعتبار ان الايام وطول المسافات الزمنية

وانقضاء الفترات

كل هذا يساعد على تمطي الفكرة لدى المتلقي

وبالتالي الى استيعاب مواثيق الكثير منها

ومن ثم تلقيها في اليوم والاخر

على انها جزء من المسلمات

وحتى لو لم تكن كذلك

ستكون في قائمة الطبيعيات والسياقات المتاحة

حتى لو لم يعتمد الفرد ممارستها

او القبول بها والاذعان لها

لكنها حتما لن تكون مدهشة له

لو عرضت له في مكان اخر

سيقول انه وجدها لدى فلان مجموعة

بل سيتندر على من يقع عليهم الخبر وقع الصاعقة

او يتلقون تفاصيل تلك الممارسات باعين مدهوشة

لا لانه صنعها او شارك بها او انه كان ابتدعها

لكن

لانه اطلع عليها

كما نطلع الى خفايا الجنس

وتصبح يومية بالنسبة لنا

لكن حينما نعرض شريطا اباحيا ما

على انظار شخص لم ير في حياته جسد امرأة

او انه راه لكن

كان له ان يتعامل معه تعاملا تقليديا

ممارسة جنسية تقليدية

تنتهي بمجرد انزاله

والمرأة ايضا لا تستعد له الا وفق تقليديات

كانت اعتادتها هي الاخرى واعراف التزما بها معا

لكنه حينما يرى وجها اخر

وجسدا اخر

وممارسات وفعال غريبة على مخيلته

وليس له ان يكون راها ولا في عالم المنام

سيكون من الدهشة بمكان

تحتله رغما عنه

لانه بات يتنفس اهوية عوالم اخرى

هنا اصل المشكلة

عوالم اخرى

طالما ثمة عوالم اخرى

فيجب ان نتحرك للكشف عنها

ولتحريك الغمام من فوقها

وازالة الغبار من عليها

لا عليها حقيقة

ولكن من عليها حينما تفصل بيننا وبينها

فواصل زجاجية لها ان تكتسب وحيا من غبار

يتمسك باديمها ويحيا فوق جدرانها كماض تليد

وهي بالتالي تكون امامه وقتما شاء

لكن امراته يفترض ان يتقدم اليها بعريضة

وقتما يشاء مطالعة جسدها الذي تشبع برؤيته

رؤيته نفسه

من دون رتوش

ولا ممارسات فاعلة

ولا تحريكات تكسب الجسد لونا ومناطا اخر

او نغما ولحنا متشاكلا

هنا تتجسد مأساة البطلة

انها تحاول اكتشاف الذات

الذات الغائبة عنها

وهي التي تعيش في كنفها

وتحيا في مؤملاتها

تعيش المنفى في داخل وجودها

ولا تكتسب منه سوى القدرة على التواصل

لا الابداع والتشاحن مع مقدرات غير مرصودة من قبل

وفي اول فرصة

نراها توافق على عهدهم

لانهم يقومون بمحاولة الكشف عن خباياها

يساعدونها كي تكتشف العالم المخفي في ذاتها

الوجه الاخر للقمر

ولكن باي صورة

ليست بالصورة التقليدية

هي اشبه بالمغامرة

لانها تشعر بقصور غير مقصود

فتحاول ان تغطي حدّته

وتكشف عن قدرتها على المحاولة

مجرد المحاولة

هذا الوله متوافر في النفس الفتية

تحاول ان تفضح الغموض الذي يخالف مسيرها

والذي تراه يعرقل سيرورتها الجسدية

لان الجسد مكمل لتوازنها النفسي

فان لم تتاكد من قدراته

ستصاب بالاحباط

هذا الخط الشائك

تحاول ان تستعيض عنه بستار بسيط

يمكنها ان تزيله امام اسرتها يوما ما

من دون ان يعلموا باسرار ممارساتها

هنا تحدي غير معهود

وهو تسام على نفس الوضع الداخلي لاسرتها

يعني ذلك الذي تنشأ او نشأت فيه

لان حالة التطاول لا تشذ عن حالة التماسك

بل هي شيء من اشياء التمادي فيها

يعني ان الشطوط الذي يغادرها

يتأتى من معرفتها بحدودها الخارجية

وبانها تضيف الى نفسها الكثير من الذي تجهله

تجهله طالما ظلت تتساير وفق الافق العائلي

لكنها متاكدة ان خارج هذا المحيط

تكمن عوامل المغامرة

لانها ستكون وحيدة من دونهم

وسوف لا تتوفق الى عنصرة المجهود لديها

الا اذا رضخت للضغط الخارجي

كي تتغلب على ضغطها الداخلي خلف جدران البيت

وداخل محيطها الاسري

هذه الاشياء لا تعلن عنها الكاتبة

لكنها راضية بالافصاح عن تلميحات

ربما قادت اليها من خلال وحي تخيلي للقضية

لذا تحيل القارئ اول باول

الى استفهامات وتحريكات غرائزية

بل انها تستثيره حالما تفصح لها عن مكنونات مجهولة

غير معلومة

وكل مجهول مرغوب طالما لم نتعرف اليه بعد

للجسد صور متنوعة

هي تفهم جسدها

لكن لا تعرفه حين التفاعل

تهوى صيد المعادلات التي لجسدها ان يصادر عليها

من خلال ترابطه مع عناصر جديدة

خارجية

ولطالما بقيت العقدة الجنسية

صوتا لا محك له الا حين يتم التنازل عميقا

عن كثير من الموروث المشبعة به نفس ذواتنا الداخلية

والتي ليس لها ان تتحرك الا كما تتحرك الكرة الارضية

بل ابطأ

لذا هي تحاول ان تستكشف مثل هذه الحركة

او هذا الانبعاج

كما تتم عملية مراقبة الكسوف الشمسي

لكنها لا تفعل كسائر العالمين مثل هذا

حينما يكون لها ان تراقب الخسوف القمري

فلا تضع على عينيها نظارات تمنع حدة نور الشمس

من الاضرار بحدقتيها او قرنيتيها

هي تستصغر هذا الجزء العظيم في نفسها

حين يتحطم سره فوق صخور السواحل

كما تتحطم شعاعات الشمس العظيمة

اثر تسلط قمر

هو اضعف من ان يصنع اي رقي في الشمس نفسها

لان نوره لا ينبعث الا من وحيها

كذلك الواقع الخارجي

له ان يسلط حدته النوعية على حجم الذات الداخلي

والذي له ان يثير الانسان بكثير من الاسئلة

لكن متى تتم الاجابة عنها

يزول نوع من الدهشة المتراكبة

ولا يزول المعلم الكلي لمكوناتها المترافقة مع كينونية نفس الانسان

لانه يفتقر الى التجربة

كما القمر والشمس

كما الداخلي والخارجي في نفس الانسان

فالشمس هي المحيط العائلي الكبير

كبير بتسلطه وقوانينه

والشمس نفسها هي المحيط الاكبر والخارجي

كبير بتسلطه وقوانينه

هي تخاف الاسرة لانها  تعيش في حدودها

وتخاف المجتمع لانها كذلك مغتمرة داخل حدوده

لذا سيتم اللجوء الى مكان منعزل

هذا الانعزال

يفارق حالة الحرج

ويكشف ضعة هذه الاساليب التكتمية

والمواضعات الاستهلاكية

والتي ليس لها ان تعيق الا حركة تطور الانسان

لانه عاجلا ام اجلا

سيكون له ان يكتشف ايامه المختزلة في عنق التاريخ القادم

ولكنه حين يقصدها ويستكشف خباياها

ستكون له اشبه بحالة من الوعي النازف منذ زمن

حين يكتشفها سيعي انه قد عرفها

كما لو كان قد عرفها منذ ولادته

سينسى كل ازمنته المندحرة القديمة

لكنه سيشعر بانعزالية قاتمة

وان ماضيه مستتر

وسيبقى ضميرا مستترا

لانه يخبئ وراءه عنصر الاتهام

وسيكون ملاذه الاخير

باعتباره المطلع على ضعف وعيه بمثل هذه ا لاشياء

التي اتضحت في اليوم

ولم تكن كذلك في الامس

سيرافقه هذا الاندحار والانهزام

لان ردحا من الزمن تقضى دون الماح الى وعي

بكل هذه النوازف المتمطية صوبه في الظرف الحالي

سيبحث عن ولوج في عالم لا ينعكس الا على دواخله

هذه التوطئة العجلى والمسهبة

كنت ارها مفروضة على قلمي

لاني كنت اشعر بمشاعر البطلة

وحجم الهزيمة التي تنالها

لانها تفتقر الى عنصر التاثير في داخلها

ولكن الخارج ايضا يمارس دوره

من دون اخذ الاذن من وعيها التطبيقي

لانها افلتت من برهنة النفسية الداخلية على قدرتها

حين عرضوا عليها ما عرضوا

فلو كانت مطلعة على مجملات الوضع

ما كان لها ان ترضخ بمثل هذه السهولة

ولو كان لها ان تمارس شيئا من الحب وقتما تشاء

ما كانت ترضخ بوسائل بدائية

تهرب بها مجموعة مندحرة محبطة هي الاخرى

تمارس قيمومتها على عقلية شابة

مراهقة او اكثر من مراهقة

او انها تحاول تجاوز مثل هذه الفترة

كل هذا كان جزاؤها وحظها

لانها مهزومة في عالمها الاسري

مفروضة عليها تعاليمه

تعاني الهزيمة

والان ايضا تعاني مثله

اثر قيمومة اطراف لهم القدرة على تطبيق الحب عمليا

لكن في حدود خاصة

سنعرفها في الافصاحات القادمة لنفس النص وبمختلف عيّناته

التي سيكون لها ان تطرق على عوالم النقص

في نفسية البطلة

هنا تعالج الجرح بالجرح

نفسه

انهزامها في عالمها الداخلي

وانفتاحها على عوالم خارجية اوسع

وعالمها الاسري واندحارها في كنفه

وعالمها الطلبي واندحارها امام علميته واكتشافاته الخفية عليها

يخفي عليها عالم العائلة الكثير ولا يطلعها الا على القليل

من الذي لها ان تطلع عليه رغما عن انف هذا المجتمع الصغير

لكن المجتمع الكبير يخفي عليها الكثير

غير انه يطلعها على اشياء منه وبالتناوب

او مرة واحدة

من دون ان تشعر بعقدة الفهم

لانها ستلج عالما لا تتنفس فيه الا مشاعر العقدة

لهذا سيكون لها ان تتناغم مع ما مفروض فيه

وان لا تشذ عن قوانينه الخاصة والعامة

فما هو اقرب لها لا يفصح لها عن مكنوناتها

وما هو ابعد منها بمقدوره ان يفصح

رغم اننا نجد في بعض الحالات

او كثيرات منها

ان المرء يكتشف نفسه حين يتم له التعاون

مع بعض افراد الاسرة

كمحاولة للتمرد غير معلن عنها

على كل مخاوف الاسرة وعالمها التسلطي

حين يتم لها ان تفعل الانثى مع الذكر

في داخل محيط الاسرة ومن دون علم الاخيرة

هنا تتكشف حالة تمرد ذاتية

لكن الكاتبة لا تكشف عن تدخل ذاتي داخلي

انما عنصر المفاجأة الغالب كان يحتمل الصورة الاكبر

وهي صورة المجتمع الخارجي

والذي يعاني هو الاخر من اختزال في السرعة

مثلما سنرى حين التهرب تحت ذريعة الطمث

لمعاينة صور اباحية لضروب من اعضاء الرجل الذكورية

هذه الحالة تفرز سبيلا

يعيننا على تلمس الخط الذي تنتهجه البطلة

وانه ما زال محفوفا بشتى المخاطر

لان عملية الانسلاخ عن عالم الاسرة

لا يقبل وعيا مباشرا

بل وعيا متدرجا وفق مساحات تكفلها له

تلك المساحات المسموح له بتجاوزها واقتحامها دون حرج

البيت

المدرسة

مراحل حياتية

كمراحل نمو الجسد

متى ما نما

متى ما اشتدت الحاجة الى التعرف اليه

لكنه طالما ظل ضئيلا لا يكاد نفس المرء ان يشعر به

كان للفرد ان يعاني من شدة عزلته

لكن لتطور الجانب البيئي والعضوي لديه

يتيحان له التفكير بضرورات الانصياع لاي محاولة رصد لمثله

او استكشاف لجزئياته العضوية

كما ان الكاتبة لا تفرز لنا حجم التاثير النوعي والشهوي لدى البطلة

لا تحيلنا الى تاثير الغريزة عليها

الا بالقدر الذي تشعرنا به بمقدار السياق الذي يجتاح نفسيتها

غزو عارم

تلميح قوي الى مقدار النضج الذي تحتمله اجيالنا الحالية

وهي حالة تسجيلية تضاعف من وطأ الصدمة على ظاهره

خاصة ما سنراه من انقلاب لونها

لان الدهشة المرسومة ستكون غالبة

فمن سبقنا في العمر

كان له ان يلمح خسوف القمر وكسوف الشمس

ولكننا لم نشهد مثلهما

فحينما نشهد يعجب السلف من ممارساتنا في الحفاظ على حاسة البصر

بينما يعارضنا بقوته وانه واجداده ابصروا مثل هذا بنفس حاسة البصر المجردة

هنا شيء من الصراع

تعلن عنه البطلة

لكن بشكل مجرد

تحتمل معه الاستتار لمشاهدة حالات كونية

لكنها لا تحدث في الفضاء

بل تحدث في نفس جسدها

واجساد من حولها

كما ان ثمة صراع اخر

لها ان تفرزه تلك المقدرات العامة والخاصة والتي تحيط بالبطلة

وهي ان ما تود اعتماله في جسدها

لا يمكن الافصاح عن مهاراته

الا حين المشاركة

وهذه تمثل مشاركة نوعية خارجية

هي غير تلك المشاركات الداخلية في عالمها الاسري القديم

عالم جديد يسمح لجديد ان يشاركها الجسد لديها

لم يشاركها مثله احد في اسرتها

لكنها لا تضن به على احد ممن يود مشاركته اياها في الخارج

لم تتم مسالة التعرف اليه في داخل الاسرة

بسبب من امر بسيط

هو انه لا يمكن لاحدهم مشاركته جسدها

بل انه ربما وجدت فوارق كثيرة تباعد من التاكد من قدرات جسدها

فتنفسه ما عاد مبصرا من قبلها في داخل البيت

اذن هي حالة تغالب  في الوعي

بين السلطة البيتية ونفس العائش في عوالمه

يعني المواطن البيتي

لكن مثل هذا مسموح به في عالم اقرب هو الى عالم البيت

هو عالم المدرسة

لكن يذعن هو الاخر بوجود سلطة اخرى

هي سلطة المدرسة

والتي تمارس دورا اخر مكملا لدور سلطة البيت على نفس ذلك الفرد

وتمنعه من استطلاع اسرار جسده

لذا تتم التحالفات والمعاهدات

تحت نفس هذا القيظ من الاحتلال النفسي

كي يتم التحضير لاجتماع خارج هاتين المساحتين وبالتحديد

البيت والمدرسة

وهو شاطئ البحر

لماذا ؟

هل لانه يمثل حالة عائمة

او طافية

او شيء من التسطيح للنظرة الخالية من العناوين

سوى الاصطلاحات البدائية لمفردات خاصة

لا يمكن ان تميز المكان مدنيتها

الا بالنسبة التي تكاد تختلط فيها نوعية الممارسات

او تكشفها عنها

او بالكاد تميزها بكافة مستلزماتها او طرقها الخاصة والعامة

ام ان القضية تمثل انحدار نحو البدائية

يعني تحدر فنون لها من الذوق والمقدرة

ان تساوق اعلى ميادين الحضارة

لكن الزمن اضطر اهلها ان يتماشوا معها في ظل ظروف

يمكن ان تنسحب على البدائياتية او غير التحضرية

ذات القوالب المتفككة بكل مهنيتها



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





كنت آخذ الكتب والصور وأشاهدها خفية بمنتصف الليل. ذات يوم اتفقنا أن نتعلل بآلام الطمث هرباً من حصة التربية الرياضية لمشاهدة بعض الصور الملونة والواضحة جداً كما قالت إحداهن. رغبة شديدة في القيء راودتني حاولت جاهدة أن أخفيها عنهن كي لا يسخرن من بلادتي. أوووه هذه الصورة مريعة لم أستطع أن أرفع يدي عنها فأخذن بالضحك (ألا يشعر بالضيق أثناء المشي) قلتها ببلاهة زادت من ضحكهن و سخريتهن.





................................................



استدراج كيفي

هو امتداد لنفس الظرف الذي تعيش ومن خلاله

في داخل البيت

انها لما تزل بعد تحت تاثيره

تعاني الغثيان لانها لم تبصره من قبل

لم تعتد رؤية عضو تناسلي لذكر

بل ان الصورة الفنية تشيع في نفسنا صورة فنية اكبر

تثبت جهل البطلة بوضع الذكر

حتى لو كانت ابصرته من قبل

لكنها لم تبصره بهذا الحجم

او تحت مثل هذا التأثير

او انها لم تتطلع اليه بمثل هذا النفس من الاستبصار

ولا بمثل هذه النية

ربما كانت المسالة علمية في السابق

حين تطلعت اليه

او حين ابصرته لدى اخيها الصغير

او .. او

لانها لم تستفسر ما هذا

انها لا تجهله

لكنها لا تفهم تركيبته تماما

واليوم تعرفت اليها بالكامل

فكان لها ان تحفها الدهشة الكاملة

وان تثيرها بالغثيان صورته

لا نفورا منه

لكن تعايشا يمكن ان يكون تلميحا مقصودا من قبل البطلة

كي لا تثير في نفوس من حولها اعجابها البادي

فاحالتهم الى صورة مخالفة

عكست خلاف الصورة التي كان من الممكن ان تراودهم عنها

حين تبصر عضو الرجل

كانت تعرف انهم سيشعرون بالغبطة حين تعريفها بصورته

لكنها احبطت محاولاتهم واشعرتهم بهزيمة

وانها لم تدهش ولم توخزهم بمشاعرها الجنسية

مثلما لو كانت عبرت لهم عن ولعها

وعن اهتها وعن وشيجتها بمثله

وانفعالها لمرآه بتلذذ او امعان شهوي

لكنها لم تفعل

وانا متاكد ان البطلة تسيطر عليها عقدة التخوف من الهزيمة

لانها ضاقتها بما يكفي

تحاول ان تمتص قدرة الواقع الخارجي لدى المجموعة

وتاثيرها عليها

وان صورته ما كانت لتغير من نفسيتها شيء

واذن فهم لا يمتلكون اي فضل او احسان عليها

لان الصورة لم تتمكن منها الا بالقدر الذي احالتها فيه الى حالة من الغثيان والرغبة في القئ

حالة تمرد اخرى

تتواصل لديها

لا تريد اشعارهم بعظمتهم

ولو انها في داخلها تستوحي صورته وتتملى فيه كي تتشبع بها ذاكرتها

لكي تريها اياها ثانية متى ما تشاء

ولكن في مخيلتها

عبر صورته التسجيلية والتي لها ان تضبطها في ذاكرتها

لان الصور سوف لا تبقى بحوزتها

وهذا امر واضح

لم تعلن عنه الكاتبة ايضا

وان البطلة هل اقتنتها ام لا

لكنها اشعرت من حولها بانها كما لو كانت تعرفه من زمن

مع انها في داخليتها كانت تتلوى شبقا وتتنهد اشتياقا اليه

وهذا ما سنستشعره في المشهد الاخير

حينما تقبض على عضو صاحبها

حينما سيكون لاحساس لا شعوري يتملكها

ان يزم عليه ويضغط بفعل مساحات اللا وعي لديها

كما لو كانت تهضم زمنا بصيرا

امتد طويلا

يمكن المغامرة لاجله

ومساعدة صاحبها على الفرار والهرب منها

وهي لا تروم مثله

لكنها ستثبت وقتها انها تعيش انثيتها اكبر من فحولة نفس الرجل

حينما تتركه وبشكل لا شعوري يقذف حتى يلوث اصابع يدها بسائله



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ







لاحظ الجميع الشحوب الذي علا وجهي والاصفرار الذي أصبح علامة مميزة لي أرجعوه إلى قلة الأكل أما عزوفي عن مشاركتهم وجلوسي دائماً وحيدة فقالوا أنه خجل المراهقة ولقد ارتضيت بهكذا تعليلات و لم أرغب في مناقشتها.



................................................



هي تواصل معركتها

لا تشعر بالخجل

لانها تشير الى مقالتهم

وان مثله ينحصر بتأويلاتهم

واذن فهذا ليس هو بالسبب الحقيقي

انما هي حالة من الاستأساد

محاولة لاشباع الذات بحصاد الامس

وتهويل التصور غير الاساس لدى الواقع الخارجي

ريثما تلتقط انفاسها

وتستعد لمثل غيره

وهذا ما ستثبته حالما عرضوا عليها محاولة جادة اكبر ووثبة اعظم

لانها ما كانت الا راضية بتعليلاتهم

ولم ترغب بمناقشتها

ولو فعلت

فانها كان لها ان تبرهن عن وخامة الحالة التي ترزح تحتها

وعن حاجتها اليهم حقا

وهذا ما كشفت عنه حينما عرضوا عليها محاولات

لكن

ثمة حياء خفي

وتنازلات غير مكشوفة

لا تود الاعلان عنها

وهو انها لم تمت اليهم بصلة عاجية ولحد الان

هي لم تنزع الى التواصل معهم ولحد الان

ذلك التواصل الذي توده وترغب به

لا زال الخوف يعشعش في مخيلتها

انه خوف من المجهول

وخوف من الرصد

ثمة عوالم كثيرة ترصدها

البيت

المدرسة

ما بينهما

لذا لم تكشف ولحد الان كل اوراقها

خافت المجموعة ان تنم عليها

خافت المجموعة ان تستهتر بحاجاتها البشرية

خافت المجموعة ان تستهدفها وتتركها غرضا لتندراتهم

خافت سخريتهم

انها لم تثق بهم ولحد الان

بالقدر الذي يؤهلها بالتواصل معهم

لكنها وثقت بهم حين كان للجانب العملي ان يتقادم

لانه سيخفي الكثير من معالم الانسان حين الكلام

وهي خطوة جاءت متراتبة

تلت حالة الوله والاسترعاب الاولي

لتخرج بها من الكمون الى الدهشة

ثم التنازل عن شيء من الكبرياءات الحافل بها تأريخها الشخصي

سنكتشف عما قليل عوامل اخرى

ساعدت على اخراجها من حالة الارباك

الى وضع يناشدها بالانقلاب على نفسها

والانفلات من مساحات الشد والربط

الى وعي لا تقبل به

الا رغما عن ضغطها النفسي

وانها كانت قد اصبحت جزءا منهم

وان هذا التذكير بمثله

يتيح لها ان تتحرك معهم

وفق المنال والتخطيط غير المشروع

لانها انتمت اليهم اسميا

حتى لو انها بعد

لم تناضل معهم على نفس الصعيد والمستوى الذي تحتمله غيرها

او المجموعة ككل

لانها وجدت نفسها امام المحاولة وجها لوجه

اما الدخول في الصنع

او التنازل

وفي الاخير

هدم لكل احرازاتها المستقلة عن عوالمها التي تمردت عليها

وبشكل غير مباشر

عالم البيت

وعالم المدرسة الذي اعقبه

والبحر

هو لون من ممهدات التمرد على العالم الذي يربط ما بين المدرسة والبيت

وهو عالم النشوء الخارجي والمجتمع المحيط بها

وهو السبب الرئيس لكل فشلها

وستثبت لاجوائه القريبة انها اهلا لكل التصنيعات

هذا لو شاءت

وستشاء بالفعل وترضخ لمطاليبهم ودعوتها

لانه يجب ان تثبت لهم وبقاطعية سباقة

انها تعرف هذه الامور

لكنها تحاول استكشافها عمليا

تخفي عجزها وتخبئ حالة الضلال النفسي عن وجوه الكل من المجموعة

لذا ستراهن على فوزها

وبالفعل

ستفعل

وان لم تفعل

فستثبت لهم جميعا انها تخاف

وانها ما زالت غير متمردة

وانها تفتعل النضج والفهم بمثل هذه ا لامور

حينها سيكون وقع التصادم اقوى من كل وقع سبقه

ستضيف الى مأساتها اخرى من الماساة

ستضيف عالما اخر وجبهة اخرى تفتحها امامها

عالم المجموعة

وهي التي كانت خبرت نفسها

انها بدون متراس او موانع تحفظها

بعدها ستكون خسرت كل شيء

لان المجموعة الان هي املها الوحيد في استنزاف شهوتها

واستخراجها من حالة التأمل

الى حالة من الوعي التطبيقي

للتخلص من الشعور بالعهر الفطري

وتناول ازمته بمحكات ومسابر واعية

كي تزيل اثامها المتخفية

وانها متى ما استفعلت غاياتها

كان لها ان تشعر انها امتلكت ادوات التخلص من كل عواهن الامر

بل انها ستكون ايجابية

متى ما صنعت المباح من المحظور

والذي ظل محظورا في اسرتها

وان مثله

جزء من تمردها على الاسرة والمدرسة

باعتبارها انها ستصنع شيئا لا يصنعه الا اجهزة السلطة

في كلا الموقعين المدرسة والبيت

ابوها وامها

والمدرسين والمدرسات

باعتبارهم يحيون عالم الكبار

الذي يبيح لهم التسلط حتى على النعم الجسدية

وتبقى هي وجيلها محرومة من التمتع بمثلها !



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





بعد يوم دراسي متعب و عند خروجي من المدرسة وجدت إحداهن تجذبني من ذراعي هامسةً أن لا أذهب للبيت الآن فعلي مرافقتهن لمكان جديد على البحر سيكون فيه تجربة مثيرة لم أقم بها من قبل. كان المكان هادئاً فوجئت بوجود عدد من الفتيات و الفتية يحملون نفس الوشم ، قامت إحداهن بتقسيمنا إلى أزواج ونبهت بحزم أن الأمر لن يتعدى أكثر من المشاهدة و اللمس و غير مسموح بخلع الملابس ومن سيخالف الأوامر سينزع منه اللقب والوشم!



................................................................



الوشم يبقى علامة ممهورة بها تقنيات الحدث

يزين الخطر

ويرمز الى رسوم التأريخ

والى صنع الانسان

والى تقييد الانسان بما صنع انسان اخر مثله

والى خرق لكل ايمان الانسان الفطري

وتنوع مشاربه وآيات تحولاته او مطّردات اختياراته المختلفة

والى اثار كل الشعارات التي نسفت حرية المرء

واحالت حياته الى جحيم يستشري في داخله

يبتز كل محصلاته الفكرية واماله السائبة تحت جنح الاملاءات

والهضم والقسر والتنوع في ايذاء طموحاته واجهاض محاولاته كافة

الفكرية والعملية

من ذكر او انثى

الوشم عقدة التسلط لكن في تركيبة اخرى

يظل يعاني منها الانسان

حتى في اعتى الدول تقدما واعظمها توسعا

وهو نفس انطوائية الانسان

وحاجته الى تفعيل كافة اشيائه ومدخراته المنهجية

والفكرية عامة

لكن وفق منظور خاص اخر

يمكنها من خلاله ان تصنع وجها اخر

هي لم تتنفس القدرة الذاتية لنفسها ولحد الان

الا في ظل وشم

هي تعاني من الرهاب

ما زالت

هي لا تستطيع ان تفعل الا اذا توشمت

الا اذا استحالت واحدة منهم

كما المجتمعين يفعلان بها

حتى ترتبط وترتهن بقوانينهما

لها ان تتمتع بوافر الميزات التي يولونها اتباعهم

هي ولحد الان تعاني من مثل هذا الفقر المجتمعي في التعامل

فالمجموعة ما كانت لتسمح لها بمشاركتها فعالها

الا بعد ان تتحمل اذى الوشم

والانسلاخ بعدها عن مجتمعاتها

لانها ستكون وقتها تابعة لقوانين الوشم

وانها ليس لها ان تنعم بثمار الحب

او ما تشتهيه نفسها

الا حين تنتمي الى افكار اخرين

وانه ليس بوسعها ممارسة الحب

الا اذا كانت في ظل الوشم

وانها خارج الوشم

ستكون من الضعف بحيث سوف لا يكون بوسعها فعل ما يفعلونه ابدا

لكنها ستكتشف عكس هذا بالتالي

انها الان تقبل

تقبل تحت الاذعان والضغط النفسي

لكنها ستنفجر في الوقت المناسب

وتعلم ان في داخلها قوة ذاتية

بوسعها ان تدعها تمارس الحب

من دون الحاجة الى نفس الوشم

سنرى مثل هذا

حين تعلم ان وجودها هو الذي يقهر العالمين

ويساعدها على صنع ماتشاء

لا وشما

او وهما

كان له ان يتمكن من مخيلتها

في وضع هي لا تحسد عليه

يعني في ظل مثل ذلك الوضع

كان للوشم وجماعته ان يلعبوا لعبتهم

وان يمارسوا استغلالهم حاجتها الجنسية

وحاجة اخريات للجنس

كي يمرروا عليهن ظروف هذه ا لمجموعة الخاصة

والتي لم تعلن الكاتبة ايضا عن كافة تعهداتها او تعاليمها

مما يؤكد انه وفي ظل الاحباط والهزيمة والياس والكبت

للمجتمع ان يتعرض الى غارات وهجمات اعنف هي عليه وعلى افراده

مما لو كان هؤلاء الافراد تلقوا تعليمات الجنس

على ايدي المقربين منهم

سواء في مجتمع البيت

او المدرسة

وصولا الى فرض مثل هذه الاعراف

على المجتمع الاكبر

وهو الخارجي

بين البيت والمجتمع

مجتمع العالمين عامة

والسوق والشارع والمؤسسات كافة



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





اختارني أحدهم وجلسنا على صخرة قليلة الارتفاع ، أخذ يدي ووضعها عنده فشعرت بشيء متضخم ودافئ وانطلق مني ذات السؤال ( ألا يضايقك أثناء المشي؟) لم أشعر بنفسي وأنا أغرس أظافري وأطبق يدي بقوة وهو يصرخ متألماً بوجهٍ ممتقع اللون ، نزع يدي بسرعة وجرى هارباً و هو يسبني و ينعتني بالمعتوهة!



..........................................................



اختارني احدهم

ولم اختر احدهم

هنا الاختيار ايضا في مثل هذه المجموعة مجموعة الوشم

ايضا يصح افتعال وتواصل التمييز الجنسي بين الرجل والمراة

فليس هناك توافق ما

بل اختيار من قبل الفتيان

وهذه اولى سبل تحطيم النفس الانسانية

سيما حينما تعهد بحل مشاكلها الى جهة تضع عليها كل التعويلات

لكنها تشهد في اروقتها خرقا فاضحا وواضحا لاهم القيم التي من اجلها امنت بدخولها وانتمائها الى مثل هذه المجموعة

ثم

يظل سؤالها يطرح نفسه

لكنه هذه المرة

كان يطرح نفسه فلسفة تذعن لها عن طيب خاطر

كان يهمها ان تفهم لذة الجواب عنه من صوت ذكوري يمتلك مثل هذا العضو

لا مجرد جواب تشكيلي تخيلي من الاناث وفق حدوسهم

كما ان الصدفة التي اقتادتها الى مثل ذلك الكلام اول مرة

عن عضو الذكر

هي نفسها التي كان لها الفضل بالايعاز لها بمثل هذا السؤال

في مثل هذا الظرف الحساس

كان ينقذها مثل هذا السؤال

وهو لم يتأت الا من نفس ذلك السؤال الاولي

والذي توجهت به في السابق بعفوية اختلقتها كي تنقذها من احراج

النظرات المتلصصة على انعكاس مشاعرها ازاء صورته

والتي كانت ترقب ردود الفعل عندها

وكانت تحس بها عن قصد ومن قبل ان تنساق لملقاه على الورق

وهي اليوم تلقاه وجها لوجه

فحولة الرجل

ارادت تمزيق كرامة صاحبه اول باول

ومن ثم ارادت تمزيق كرامة مجتمعه الذي ينتمي اليه

باعتبار ان الذكورية هي السائدة على مقدراته

ولها كل السيادة

حاولت استذواقه باصابعها

وقوة اظفارها

ولم تحرج انفاسها ولا فمها

ولم تتخل عن لا وعيها

الا بعد ان امتقع لون الفتى

وصرخ وهو يسبها وينعتها بالمعتوهة

حينما كان له ان ينزع يدها من المكان الذي كانت اقحمتها فيه

فبيدها استطاعت ان تغلب هذه السيادة الكارتونية

وان بوسعها هدم كل هذه القلاع الواهية

والتي تحكم المجتمع الكبير خلف البحر

وهي التي ارادت ان تشعر افراد هذه المجموعة بضعفهم

الظاهري والباطني

سيما وان لجوءهم الى البحر

كان يمثل اكبر عقبة شائكة امام مظاهر هذا التجمع

لانه لا يمكنه تفعيل غاياته في الهواء الطلق

لكن بحرا واسعا

يمكن ان يخنق كل الصيحات ضدهم

بصوته ولطيم امواجه

كما ان نأيه بامكانه ان يخفي تقاليدهم واعرافهم

وهذا مثال ضد لقوة سيف هذه المجموعة

بوشمها

لان المفروض ان احتمال اذى زرعه في الجسد

له ان يؤهل افراده خوض معارك اكبر من هذه

وعدم التخفي

او الهرب والفرار الى ساحل البحر

لماذا ساحل البحر

عراء كوني

وعراء جسدي

وانه یمثل البداية العارية من التجربة الاكيدة

كما يمثل بدائيات الممارسات الكونية منذ الخليقة

والتي مارست الحب في عراء الثقافات

وبعيدا عن كل الحضارات

فكان الانسان يتغذى بالجنس

ويغذي شريكته

من دون اي اعراف بالية او انواع شائكة من التعليمات والضوابط

ولكنه نفس البحر

الذي لا تنتهي امتداداته طالما ان الضفة الاخرى له ليس لها ان تبين

وبهذه السهولة

اذن هي مسيرة الالف فرسخ تحت البحر

وفي غياباته وقوائم لججه

هي مسيرة لا يحدها شاخص

وفيها من الملوحة التي لها ان تنبض فوق مسامات جسد نفس الانسان

تلك الملوحة التي تكسو جسمه بالوان الركام

ركام من التنوعات العرفية والتعليمية والمجتمعية

وثمة وضوح في الرؤيا القريبة

تتبعها عدم وضوح في مثلها عند افق البحر

وانه يخفق بانوائه حال اتصاله بخط الافق

وان ضفاف اخرى لا يمكن اقتصاد البصر في العب منها

طالما انت قائم على ساحله

وان الوقوف على الساحل

هو سيكون اصعب للمرء

من حيث ردود الفعل الثقافية والمهنية عليه

مما لو كان له ان يخوض في مياهه واعماقه

كما الفلسفة للاشياء

فالوقوف على ساحلها شيء سيعرض الانسان الى متاهة في الافكار

بينما التعمق فيها يقود به نحو الاستيقان حتى ولو كان نسبيا بعض الشيء

لكن لا ننسى ان البحر يمتلك مدا وجزرا

فنفس هذه المساحات الساحلية

لها ان تغزوها رحلات الموج الهائلة في سرعتها وهولها

ولها ان تنحسر عنها وتتراجع

اذن هي في معرض التهكم والسخرية الموجية والبحرية

وهي في معرض التكتم

او في معرض الانكشاف

لمياه البحر ان تلغي اثار المجتمعين

ولمياه البحر نفسها ان تتركها يانعة مورقة امام العيان

وكل ضيوف البحر وزوار السواحل

لكن اؤكد ان سواحل البحر فيها من الثورة

ما فيها

من التي يمكن ان يستفيق فيها الانسان

ليجد نفسه قد تحولت عنصرا اخر

بفضل نمو المياه وهو يرى اليها

كيف لها ان تعانق تراب السواحل

كما لو كانت تتحرك وفق حركة دينامية خاصة

بتأثير لون القمر او سهره او مواجعه

هذا امر اخر

يعيدنا الى حفاوة الاقمار وسهرها ومتابعتها حركة الانسانية

ومسيرة الشعوب وكل تمنيات التقدم والتحضر

يعني هنا الامر يتحدد بمجموعة

يثقل على نفسها نفس الوعي الذي التزم به افرادها

وانه بدلا من ان تغامر الكاتبة بعرض الجنس

في صورة اكبر من مجموعة

وانه ممارسة حادة

وانه ممارسة مريضة

او ان المجتمع الكبير يراها كذلك

ويتلقاها افراده على انها هي الاخرى كذلك

لا يمكن ممارسة فعله الا في اجواء خاصة

كما لو كانوا يسرقون الخطرات النفسية

والعنفوان الجسدي

وهذا ما شعرت به البطلة

حين تاكد لديها عقم المحاولة

وان قصور هذا الضغط النفسي على مجموعة

لا يحل المشكلة

بل يؤزمها

لانها تضع نفسها في دائرة مغلقة

داخل الدائرة المغلقة الكبيرة

وما عليها ان تمارس الحب

الا في وضح النهار وفي داخل المجتمع

رغم انه سيكون بوسعها ممارسته كفردية مع من تحب

على ساحل بحر او في غيره

وهنا بالتحديد

هي تغامر بثورتها

وتجمع كل طاقتها

بشل حركة الثقل الخاص المقصور على مجموعة

هي اصغر من ان تنال ذلك الحجم والثقل المجتمعي

بل هي لا تعدو مجرد محاولة حضارية

لكن البطلة شعرت بشيء من الضعة

والامتهان

لذا كان يتحرك فيها اللاشعور

في لحظة غامزة

تميزت بالانفعال غير المكشوف لتوه

ارادت ان تخبر ان ازمتها

ومشكلتها

وقضيتها

هي اكبر واعظم من ان يتم تفعيلها خارج اطار نفس المجتمعات من حولها

خارج كلا السلطتين

البيت والمدرسة

فضلا عن مختلف السلطات الاكبر

والتي تمارس دورها السيادي والسلطوي خارج هذا المحيطين

في الشارع وفي الطريق وفي المؤسسات

وفي اذهان كل الناس وعوام الخلق

ومفكريهم وعلمائهم  

انها كانت تحاول ان تمد بمثل هذه التجربة

ولا تدع الوشم يستأثر

بها

لانها حق الجميع

وليس حق مجموعة دون اخرى

ولا يمكن المساومة على حق مشروع

ولا يمكن استغلال اهله

لقاء استيفائهم شيئا من حقوقهم

فعليهم ان يدفعوا لقاء ذلك

شتى انواع الضرائب

من مثل احتمال نارية الوشم

وحرارته القاتلة

والتي تتمتع بشهوية غريبة

ومن ثم الانصياع الى قوانينهم

كما يحصل في عوالمنا اليوم

ان تنتمي الى الحزب الفلاني

فلك ان تتمتع بسائر الامتيازات

وان لم تفعل

فسيكون حصادك ناضب المعين

ثم ان الحضارة لا تقتصر على الشعار

شعار الوشم

فالحضارة لا يمكن ان يشيدها اهلها

طالما اقتصروا في عملهم على افراد يختصونهم باللذات

وشعار يتسابقون لعرضه دون عمل

هنا ثورة على كل الشعارات

وليس الوشم وحسب

انما هو نضال انثوي

من اجل توعية حتى الذكر

باسباب وجوده

سيما حين تساله عن شيء ربما ما خطر في مخيلة ذلك الفتى

وهو هل ان عضوه التناسلي يضايقه في المشي ام لا

يعني هل ان المحاولة الجنسية

او السعي من اجل التخلص من عقدة الجنس

حضاريا وتأريخيا

كان لها ان تعيقه عن التحرك والتقدم

بالفعل لها ان تعيقه

طالما ظلت عقدة

ولنرى الغرب كيف يختال بالتقاط صور عن المريخ

واختراق الانجم وولوج الاكوان خارج الافق

ونحن ما زلنا نتخبط بعقد الجنس

ومنعها

وكبتها

وتحجيم سعتها

واطلاق كل التغريرات باهلها من المنظرين

والسعي لتهديم كل المساعي للتخلص منها

واباحة الجنس وفق تشريعات متنوعة

وانفتاح مجتمعاتنا على الاكوان

من دون ان تختل كراماتنا

لكن الهجمات تترى

وتحاول البطلة استجلاب الهوان على اصحاب القرار

ان مثل هذا العضو

له ان يعيق الرجل عن فهمه لشؤون الحياة

لانه يفكر بالجنس ليل نهار

ولا يجده

فيعيقه حقا عن التفكير بدرسه وشغله وعمله

ومتابعة ركب الحضارة

والتقدم وحتى النبوغ واستيعاب حجم الموهبة

لانه يفكر بالجنس

ولا يجد ما يشبع به حاجته

ومن ثم لا يفكر بمعالجة هذه الازمة

ويتناسى انها اصبحت غدة سرطانية

لها ان تعيقه عن المشي

لانه لا يعيق عن المشي

الا كل شيء كبير يعلق ما بين الساقين

فحينما تكبر المشكلة

والرجل لا يحس بها

كانت ستكون فاجعة ومصيبة

تكبر

ويحس بها جسديا

ولكنه لا يحس بها فكريا

ولا يبدي اي محاولات جاهدة لمعالجتها

هنا تعيش الازمة

وهنا موطن معضلتنا

التي افلحت الكاتبة في اشعارنا بها

من خلال تقنية جديدة في الترميز

كانت عظيمة في الاشارة اليها

والعناية بدلالتها الغامزة

متى ما كانت يد البطلة تغمز عضوه وكيس الرجل المتدلي بقوة

لا شعورية

تثبت ان الحاجة الى التغيير اصبحت لا شعورية

وهي تحكي عن وجودها وظاهريتها

لكن تدليس واخفاء السلطات لها

والمغامرة في التستر عليها

فكانت صيحة الفتى

اذعانا بوجود عقدة

وازمة

ومعضلة مشكلوية

لا يمكن التنائي عنها

لانها اقرب الى المرء

حتى من ربه اليه

لانه يصبح ويمسي عليها

وهي موطن حاجاته

اشياء يتخلص منها ثمت

واشياء يتخلص منها ايضا ثمت

عن طريق تبوله

وعن طريق قذفه وانزاله سائله والتخلص منه

لكن هذا الاخير

لا يتم الا بتفعيل خالص

فالبطلة تعلن صيحة انثوية

لتشهد جميع الاناث على ضرورتها

وان الانثى التي يصادر حقها في ممارسة الحب علنا

ومن دون ان تثار حولها الاقاويل

او ان يتم اشعارها بالاحباط والكابة والموت الزؤام

هي السبب في هذه اللذة الراسخة

التي يبتغيها الرجل ليل نهار

والتي تعيقه عن المشي في مسيرة الحضارات

ومواكبة المشي مع الوان التقدم ومسايرة انواع التقدم

عبر خطاه وهو المشي اصلا

وممشاه ما كان الا مسير حضارته نفسه

التي لا يمكن ان تتم بمعزل عن مشاركة المراة والانثى

مثلما لا يمكن ان تتم عملية فعل الحب

بمعزل عن مشاركة نفس المرأة

التي لها ان تضخ وحدها مشاعر اللذة والاستمتاع في نفس الرجل

فكيف له ان يحرمها حقها في فهم مثل هذه الفلسفة وسرها

كدول النفط

حين يمنع حقهم من استيلاد واستخراج النفط

تحت ذريعة التسلط والسيادية الاجنبية

حتى يتم تأميمه بعد ان تستيقظ الشعوب

كما يمكن ان يحدث مع تخصيب اليورانيوم

وهو حق مشروع للشعوب كافة

من اجل تنمية مشاريعها التقدمية والحضارية

لكن لما كان للسلطة العالمية مفاد علمي خاص

كان لها ان تسلبها حقها المشروع

وتنفي افادتها منه دون الرجوع اليه

النفط مرتعه في ارضي

ولا يحق لي ولا حتى المشاركة في الاقرار بايديولوجية التعامل مع ثروته وبكل حرية

هنا المراة

هي اصل الوجود

وموطن تفعيل يورانيوم اللذة

لكن الرجل يمنعها من فهم سياسة ابحاث انتاجه

او يسلبها حقها في تداول الدراسات عنه وبالعلن

هذا الاجرام والحرمان الذي حاولت الكاتبة الاعلان عنه

وهي ثورة الانثى

وثورة التحقيق النكالي

وثورة الحق الاكيد من اجل توسيع مهام التشاطر الخلقي والانساني

لا ان تكون الحياة مخصصة لجنسية واحدة

وحين التفعيل يتم استأخاذ الطرف الاخر بعين الاعتبار

كما المراة في البيت

حين يريدها الرجل جسدا

فله ان يمتطيها وليس لها ان تمنعه

ولكن حين اتخاذ القرار

ليس لها ان تشاركه فيه

وليس له ان يدعوها لمثله

وان فعلت فانه يعدها جريمة لا تغتفر لها

مع ان البيت يضج بعيال

ما كان السبب في احتضانهم الا نفس الانثى

ولولاها ما كان للرجل كل هذه السيادة

لانها هي التي صنعت له ذلك المجتمع الذي تركه يذعن له

في السراء والضراء ويسمع له ويطيع

يعني هي التي صنعت له شعبا

والرئيس بدون شعب لا يمكن ان يسمى كذلك

فهو بحاجة الى ناس وشعب

كي يرأسهم

ولو غابوا لما كان له ان يطلق عليه رئيس

لانه سوف لا يعود ثمت اشخاص او ناس يمكن ان يتسلط عليهم ويرأسهم

واذن ما كان له اي مدعاة

سؤال بسيط احرجت به الكاتبة فتاها في القصة

تم ارساله على لسان انثى وهي ما كانت الا بطلتها

الانموذجية

والتي كانت قررت ان تمرر ثورتها على كل المبادئ الراهنة والساقطة

من خلال ثورة بطلتها التي ستعلن لنا عنها في النص التالي ...



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





لم أفكر بشيء حينها غير الركض بسرعة وجدتني أمام مرآة الحمام أغسل يدي بالصابون حتى أتخلص من هذا الدفء العالق و لكن من دون فائدة ، بعدها أخذت زجاجة بلون غامق مكتوب عليها (ماء النار) وسكبت قطرات منها على وشمي وأنا أصرخ بشدة لاعنة دفئه العالق بكفي !



...................................................................



يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدانا اول يوم نعيده وعدا علينا ..

فكما بدأت الفتاة تواصلها مع الوشم

انهت تواصلها معه وبنفس الطريقة

البداية كانت حامية تتطلب منها احتمال اذاه في اوله لسعة وخز الابرة ومن ثم حماه لمدة اسبوع كتمت في خلاله كل اهة يمكن ان تصدرها الالام التي كانت تستشعرها جراء حفر الوشم في جسدها خوف ان تفضح سرها المرسوم ثمت ..

وحينما ارادت ازالته لم تفد معه كل محاولاتها بل لم يجد الماء حتى وجدت زجاجة كتب عليها وبلون غامق (ماء النار) ولم تتمكن من ازالته الا بعد ان صرخت لاعنة دفئ سائل الرجل العالق بكفها

ولكن

لماذا الركض

هل هو الخوف من عواقب فعلتها اللا شعورية واللا واعية

ام انه عناد مع الرغبة

ام انها نتائج تحقيق شيء من الفضول المرتقب من المستقبل الحاضر

ام انه شعور تلبسها بالخطأ بتحقيق رغباتها الاتية في زمن مضارع ومن قبل ان ياتي موعده المستقبلي في الغد

يعني هل شعرت انها قفزت من فوق الموروث والتقادير وكل تقاليدها

هل كان المجتمع المتأزم يعيش ولا يزال يحيا في داخلها

فلم تكن لتتخلص من كل مخلفات الماضي العالقة في وجودها ونفسها ودواخلها بكل هذه السهولة

لهذا السبب ظلت اثار الماء الرجولي والسائل الذكوري عالقة في اصابعها

حتى انها سوف تحرك في نفسها كل الاسباب لازالته من دون اي جدوى

يعني هل تحيلنا الكاتبة هنا الى عمق التاثير الذكوري المغالب حتى في نفوس المضحيات ممن يتصدرن ريادة الدفاع عن حرياتهن

وبشكل لا يمكن الفكاك من ازمته

حتى ليشعرن ان شبح الذكورية ما زال يتربص بهن ويتابع تحركاتهن اينما كن

كما لو كان قدرهن الذي لا يمكنهن الفرار منه او التخلص من تبعاته

كما من الممكن احالة مثل هذا اللون من الحدث

يعني التصاق بقايا ماء الذكر في كفها واصابعه

وعدم زواله

الى معان شتى .. اهمها ان الموروث التاريخي ما زال عالقا في اهم وسائل الفعل لدينا واعظم ادوات التفعيل الحركي لدى الانسان سيما الانثى هنا وهو عضو لامس يميز احدى الحواس الخمسة وهي اللمس

كما ثمة سؤال اخر

يبعث فينا التحرك وبسرعة

ما الذي جاء بالزجاجة هناك

من الذي وضعها ثمت وهيأ لها موضعا لها

ان لم تكن ثمت حاجة اليها

يطالها نفس الوضاعون لهذا الوشم

حين يريدون التخلص منه

مثلما يفعل الكثير من اصحاب المنظمات والتاسيسات الحزبية والنضالية

حينما يفتعلون التضحيات ويوجبونها على افرادهم الذين انتموا الى تشكيلاتهم ومن ثم نراهم هم انفسهم يعزفون عن التقيد بها

اشبه بحالات الاضراب عن الطعام

لكن الرؤساء والقادة سرا يتناولون طعامهم

بينما البسطاء والمغلوبين على امرهم تراهم يعانون من مصداقية التبعية وفق تفاعلهم مع تلك المقررات الملزمين باتباعها شاؤوا ام ابوا

هكذا كشفت البطلة عن وأد الحريات

وان اول من يئدها امام الجمهور

هو نفسه الذي يكون قد احتكرها واختص مثلها له ولاناسه وحواشيه

يمنع الناس منها

لكنه لا يمتنع عنها

كبر عند الله مقتا ان تقولوا ما لا تفعلون

أتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم

هذا ما وقعت فيه مجتمعاتنا

التي امنت بضرورة المراة

وان حياة الرجل ولذته واستمتاعاته مرهونة بنفس المرأة

لكن مجتمعاتنا صادرت حرياتها

ورهنتها حكرا على ساداتها

من الذكور

وفقا لمقررات واعراف وتقاليد عودوا الناس عليها

حتى شب عليها الطفل الصغير وخرف عليها الكهل الكبير

لذا

فالبطلة

هي التي تقرر

هي التي تصادر على خلق المقررات التي يجب ان تحيا في ظلها الانثى

هي التي تنظر لنفسها

ولا تنتظر موافقة الرجل

لانها لم تعلم احدا بما قررت

وانها لم تستأذن احدا من افراد المجموعة

كي تعلن انفصالها وانشقاقها عنهم

لانها هي اساس العملية وفعل الحب

هي مرتكز راس الخيمة

واساس مناخ الرحال

ومثلها ليس له ان يمتثل الى قوانين

ما كان الهم منها سوى مصادرة حقها في تقرير المصير

واي مصير

مصيرها لا غير

لانه ما كان للعنصر الذكوري

الا ان قرر مراعاة مصالحه الشخصية اول باول

حين قرر حرمان انثاه من تصدير كل وشيعة لالامها التي لها ان تبتعثها عنوانا ستراتيجيا تصادق ومن خلاله على مشايعة كل الوان الحضارة

ومسيرة العمل والتقدم والتنوير والفكر والعولمة الحقيقية

لا عولمة الذكورية

مثلما تنص عليها عوالم السيادية من الدول الراسمالية

وقتما تقرر سيادتها على العالم

فضلا عن تدخل الاقدار

في ولادة مثل هذه الثورة لدى المراة

وان بوسعها ممارسة الحب

من دون الانضواء تحت لواء الوشم

والشعارات المبهرجة

والداعية الى حرية المعتقد والمرأة والتوجه والحضارة والخاطر والفكرة

من دون تاسيس مشترك

يحفظ كل براهين التتابع والمواصلة الحقيقية

والتي لا تعتمد على استنزاف طاقات احد المشتركين

من اجل تعميم الفائدة الاسبقية والكلية على واحد منهما

لانه ما انضبطت شائكة تفريط

الا كان لها مستتبع من التحدي يشمل حدود الافراط في المحاولات واساس التفعيلات المنهجية والتطبيقية

وفي كافة مضامين الحياة ومسالكها التقليدية وغير التقليدية

حرية المراة

لا ترسمها الا قوانين تصنعها نفس المراة

لكن ليس نفس المراة

اي امراة

لان المراة نفسها لم تولد ازماتها التاريخية

الا من حيث رضخت الجدات والنساء الاوائل لمعتقد الذكورية

واستنسخت طبقا لاذعا اكثر حرّيفية من نفس ذلك الطبق الذي اهداه اليها الذكر

وانقلبت عنصرا يغالب نفس مشتهياتها

حتى ترك الذكر الصراخ

بعد ان وجد فيها اساسا لمداخلاته ولصيحاته

بعد ان صارت هي تتولى مثل هذه المهام وبالنيابة عنه

لذا نجد انها انصاعت لدعوة صديقتها حين طلبت منها الانضمام الى معسكرهم البحري

لكنها لم تستجدي منها فرصة ازالة الوشم حين قررت الغاء صورته وحفرياته من فوق بشرته الجسدية

والذي كان يمثل لها اهانة تسلطية

حتى لو كان للجميع ان يضعوه

لان وجود مثل هذه الزجاجة التي لسائلها ان يزيل مثل هذا الوشم

والذي ليس لاي سائل اخر القدرة على ازالته

يدل وبمطلق الاستدلال على ان خيانة تجري وراء الكواليس

وان من يحتملون لسعة ابرته وحرارة وخزه

ما كان الا المضحون البسطاء

ولكن غيرهم ربما ما احتاجوا ولا حتى حفره في الجلد

بل مجرد رسمه واشعار من حولهم بصنعه

ولو كان له ان يحصل

فان لريح الوشم ان تزول بكافة امتيازاته المقدرية

طالما كان للبطلة ان تدع الفتى يطلق صيحته الانهزامية

ويفر من امامها فرار الضبع امام الاسد

ولكن هل كان ازالتها لشعار المجموعة او الوشم

هو اعلان منها عن بداية مرحلة الفعل

وترك مرحلة كانت اولية ترزح تحت طائلة شعارات

مثلما تبدأ مرحلة التطبيق والعمل لدى احزاب السياسة

بعد ان كانت تعيش مرحلة ترديد الشعارات والتنظير دون العمل

فهل كان مثل هذا التحرك السريع والمباغت والمنفعل او المعكوس

عبارة عن ثورة تطبيقية ومنهجية

تخلف وراءها زمن الشعارات الذي له ان ينتهي بنسفه

ونسف مبرراته

بعد ان قالت قولتها

وحطمت اغلالها التي كانت ترسف في ظلها وترزح تحت طائلتها

ولكن السؤال يبقى متحيرا

لماذا مثل هذه العجالة من قبلها

لماذا لم تشتق الكاتبة لها ضحكة اعنف من صرخة الفتى

تتندر هي بالتالي على رعبه وخوفه والمه

تتسلى بالمه بعد ان تسلت المجموعة بايلامها الوشمي

بعد ان اقعدها الحظ عن اللحاق باي سبق سوى ان تقبل

باحتمال ضريبة تكلفها المجموعة باسباب وجعها

كي يقبلونها عضوة في مجموعتهم

لان البطلة هنا ستكون في معرض تساؤلات مدهشة

هل افتقدت حظها وقتها في ممارسة الحب

ام انها عرفت شروطهم البحرية مسبقا

فتاكد لها انها سوف لا تقضي وطرها الذي تريد

وهو فعل الحب كما تشاء

وغاضها ان تفرض المجموعة عليها شروط سخيفة للغاية

يمكن ان يحددها نفس المتشاركين

ولا تمارس المجموعة السيادة هنا ايضا

ودورها في التسلط ومصادرة حق المشاركين

كما لو كان غرزة اصابعها في احشاء الفتى التناسلية

ثورة كاملة

تحرك من خلالها حتى الاحساس الذكوري

وتحرك في الفتيان ايضا مشاعر التمرد على المجتمع الكبير

وان مثل هذه الثورة لا يمكن ان تشتعل

الا من حيث تشتعل ثورة ضد قيادة هذه المجموعة

والتي استخدمت سياسة بغيضة تقارب نفس سياسات المجتمع الكبير

ومراكز القرار السيادية

والتسلطية كافة

ولكن بلون وصورة اخريين

هي ارادت اذن ان تحرك قطيع الذكور

من قبل ان تشعر قطيع الاناث بما ارادت ان تعلن لهم عنه

وكان سطوع املها في الالتحاق بالحمام مثيرا للغاية

كما لو انه المفروض ان ترتمي في البحر

كي تغسل سائل الفتى المنوي

لكنها رحلت الى الحمام

لتعلن عن ضوء الامل الاكيد

لان الحمام يحتمل توافر مياه حلوة ليست مالحة

هذا ان لم نحتمل معرفتها بوجود زجاجة فيها سائل يزيل الوشم

لكن شيئا من هذا لم تشر اليه القصة

ولا كاتبتها

بل انها اساسا توجهت الى الحمام لغسل اثار الدفء العالقة في كفها

من ماء الفتى

غير انها لما لم يجد الصابون لازالة صمغ مادته

اخذت زجاجة كان كتب عليها ماء النار

فسكبت قطرات منها فوق الوشم

هذا التحول في الاداء والوجهة

له  اسبابه واثاره الفعلية والنيتية

هل كانت صممت ازالة الوشم حين توجهت الى الحمام

ام كان قصدها فقط ازالة الدفء العالق في كفها

ام انه كان كنتيجة لرد فعل حاصل لديها لقاء عجزها عن ازالة ماء الفتى ان تفكر في ازالة اسباب مثل هذا الذي حصل

وهل كانت حالة تقزز حقيقية من قبلها

اما كانت تشتهي التحرش بمثل هذا المجتمع

وممارساته

ومحاولاته

وهي التي كانت تتسلل في منتصف الليل

للاطلاع على صور اباحية

نعم في منتصف الليل

في حالة وسطى

كما الاعراف ما بين الجنة والنار

لكنها في هدأة المطلق والمستحيل

من اجل التملي في صلابة النشوة وسط هدأة الانفاس وانبعاث الشعور الحاد

سيما وان صاحبته تعاني من حاجة الى اشباع حس تكويني يعيش في داخلها

ولا ننسى ان مثل هذا الوقت

لا يمثل مطلق الميل

ولا يمثل مطلق الصدود

بل عنوان التأني في مطالعة حالة من التمني والمغازلة

مع كل مشتهيات النفس الانسانية

ومن دون وازع ضاغط او مرحلة فاقدة لكل الاحاسيس والميول

وقل فاصل زماني يعتمد الربط بين مفصلين من المفاصل الظرفية والحياتية

التي لها ان تدور من خلالها كل مشاعرنا وسياساتنا المغرقة بفوضى العيش

واذن

فهي كانت امام تجربة اولية

عملية

فمتى ما سال ماء الرجل

يعني المرحلة دخلت مدخل الفعل والتطبيق

وبات على اعضاء المجموعة التخلي عن ترديد الشعارات

ودخول مرحلة الفعل من اوسع الابواب

رغم ان تجربتها هذه كان لها ان تترك في نفسها ردود فعل آنية

لكن لما لم يكن لمني الفتى ان يزول

كان لها ان تذعن الى انها دخلت شوطا عظيما في الحرب

وان التحرك الاكيد كان قد كتب عليها

وان لصق مواد الفتى الصمغية كان يمثل استيحاء انوثتها

وان عليها ان تتفاعل مع هذا المدى من المستقبل الذي كانت ترغب في تقرير مصائرها في اتونه

وانه كان خاف عليها مقدار التضحية التي يقدمها الذكر نفسه

ومقدار الاحتمال الذي يجب ان يتلقاه من الانثى

بل على العكس

انه لم يزل

وظل لاصقا

لانه سيمثل لديها نقطة انطلاقة لخوض سباق مسافات طويلة

ربما من خلال استيلائها على ماء الرجل

وانه يختصه انثاه

وان عليها ان توفره بين احشائها ذات يوم

كي تصنع اجيالا

تنبت في رحمها

كي تنهض بتلقينهم سياستها التصارحية غير المفتعلة

اذن

تداخلات كثيرة

تسهم جميعا في تغذية الحدث

والسمو بالفكرة الى عوالم شاهقة جدا

لا يمكن من خلالها سوى التحديق الى واقع راهن

يشق حتى على الذين يتولون ومن خلاله مقارعة اوهامهم

وان الحقيقة هي غير الكلام

وان الواقع غير الخيال

فانها التي صارت تبحث عن ممارساتها الجنسية وحقها الشرعي

فانها هي الاخرى كانت توضع امكانياتها على المحك

ومغالباتها النفسية

وطاقاتها على الصبر

ومقدار ولعها بالحب

وانه لا يمكن ان يقتصر على مشاعر تغني عن خلع الثياب

بل العكس

فان فيها مياه تسيل لا تنضب

وان مياه الرجل لها ان تتحرك في كل الاوقات

وان تنزف

ولها ان تستضيفها باي شكل من الاشكال

فان الحق المطلوب

لا يمكن استئمان الوصول اليه وتحصيله

الا من خلال ضمان حريات الاخرين

حتى لو كانت هي المضطهدة

فانه وحينما يتم لها الحصول على حقوقها

فليس لها ان تهضم حق الرجل

وان تتقزز

وهي التي كانت تفترص وقت منتصف الليل

للاطلاع على صور اباحية

ومن ثم تشعر بحالة امتهان لمثل ذلك السائل

لانه السبب في تكوينها

مثلما تمن هي الاخرى على الرجل بانها السبب في حضن الجنين حتى ولادته

لذا

فله حقوقه

ولها حقوقها

لكن من دون مغالبة او استعداء

فلا توحی بالتمنع ومن اول الطريق

فتثأر لنفسها

بظلم الرجل

كما حاول هو ظلمها من قبل

وتعيد الكرة ولعبة الايام

كما ان لصق مائه باصابعها

دليل قاطع على حرب داخلية تمر بها

وتمسك بحالة داخلية وقناعة راسخة

هي في اساسها خلاف ظاهرها الذي تتحرك في اثره

فهي حالة رد فعل عكسية لا اكثر ولا اقل

بل ان شعورها النفسي كان يطلب منها ان لا تزيل ماء الفتى

بل عليها ان توجه حركتها الى ازالة شيء اخر وليس هذا

وهو الوشم

وبزوال الوشم

ذلك الموروث التأريخي

الملون بلون بهرجي جديد

يضفي علي نفسه صورة حديثة

وهو صورة طبق الاصل لوجه الماضي العنيد

مع ان القاصة لا تفصح لنا عن هوية الوشم

واي نقشة او خارطة كان استلهم له مصممه

وبزواله نعم  

فان القصة تنتهي

لانها ما عادت بعد ازالته تفكر بازالة اثار ماء الفتى

كما لو انها اقتنعت بمساحتها التي ينبغي ان تتحرك في نطاقها

وان عليها ان تمتحن قدراتها  للتفنن في المستقبل حين التعامل

مع مثل هذا الماء

لانه ماء الحياة

الذي يغذي حياة جديدة

يمكن ان يزرعها النفس الذكوري

في عنق رحمها عبر مشاركة

لان الحب عملية مشاركة

ليس فقط في فعله

انما في عضويته وحيويته الفيسيولوجية

كما يحصل حين تأليف اجيال جديدة

وتاسيس حيوات اخرى

لها تحيط بهم من كل جانب

............................................................

تمكنت الكاتبة من ضخ تفعيلاتها على مدار الحكاية

واستطاعت ان توظف دلالات وتقنيات مختلفة

من اجل التنسيق في تحليل الاداء وبشكل لافت

في نفس مجريات الاحداث

ومن خلال عين تحريكاتها لعنصر التناوب في السياقات

او تحريكات قدراتها اللغوية في تشكيل مقومات النص

............................................................

شكرا لدعاء زيادة

على انثويتها

ومقدرتها الفنية في التخطيط لكتابة هكذا نص مرتجل

استطاعت ان تدهش القلم والانفاس والتطلعات والانظار والترقبات

لانها امرأة جريئة حقا

ويجب ان اشد على يدها الكريمة

التي فاضت علينا بمثل هذه اللوحة الفنية المتعالية

والمتشابكة في حركة سريعة ومستفيضة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



مع تحيات جمال السائح

2006-03-30

Almawed2003@yahoo.com

www.postpoems.com/members/jamalalsaieh


View jamalalsaieh's Full Portfolio
tags: