شرح عوالم ماجدولين الرفاعي ـ الحلقة العاشرة

الحلقة العاشرة من شرح قصة (تباَ لك ايها الموت)

للسيدة المبدعة ماجدولين رفاعي

المنشورة على هذا الرابط في جريدة الاهالي



http://www.ahali-iraq.com/viewarticle.php?id=3534&pg=index&art=mp



...................................................................................................



بقلم جمال السائح



...................................................................................................



تقول ماجدولين :



لم أكن أعي أنني غادرتها لأعود..



ماجدولين تدع بطلتها تعيش حالة اغتراب قسري

كيف ومتى

عندما عادت الى الحياة تعيش غربتها

ولكن حين فارقتها او كادت بالاحرى

فانها ما كانت عاشت مثلها

بل العكس

كان لها ان تعيش كل وجودها

هنا حالة الاغتراب القسري

لاجيال شاخت في اوائل سنيها الزمنية

لا لسبب عضوي

لكن لترهل امكانياتها النفسية عن اللحاق بتحقيق وصنع مكاسبها

تلك التي تستهدفها وبرمتها

دون استرجال من احد من حولها

لكن بهوى من اصطلائها بالموجود الكائن في ذاتها

وبالتفاعل مع الخارجي منه

لكن ان وجد ما يعاكسه

فكان له ان يظل خزينا في عمق الموروث

والكائن في غابر الروح

تلك التي عادت الى الحياة في ظاهرها

وما علم من حولها

انها لم تعد الى الحياة

الا بفعل موروثها العقلي الخاص بها

هو وقودها الذي لم يفن

وما كان يتصور المتحلقون من حولها عودتها

الا بفعل عوارض ومشية خاصة

نعم

لكن اصل الحال

لم يكن لهم اي اطلاع عام عليه

ولا حتى خصوصي

تلك هي الازمة

ان الانسان يعيش ويظل سائرا على تصميمه

محتذيا سيرته الانبعاثية

كل هذا بفعل سيرورته التي دأبت على امتصاص حذلقته

وشحذها

وتشذيبها

قوى كامنة في نفسه

هكذا يعيش الانسان

وتعيش البشرية

لولا الامل كما يعبر الامام علي بن ابي طالب في معناه

لما كان للخلق روح تمشي بها ابدانهم

الامل هو نسيج البطلة

ودورتها الدموية التي اعادتها الى الحياة

رغم انها لم تصرح بذلك

وهذا ما يدلل على ان الحياة لا تقف عن شخص ما

لان بوسع الانسان ان يزرع الحب

وينتج اخر

ويحصد ثمرا اخر

لا تتوقف الاشجار عن التورد

ولا عن الانتاج

فتدر بحصاد من الثمر في كل عام

او فصل

وان كان لها ان تفقد ما انتجته في العام الماضي

او الفصل او الموسم السابق

الا انها تصر على الانتاج ثانية وثالثة وهكذا

الانسان هو الاخر كذلك

لكن لا يعي فلسفة الانتاج لديه

لانه يصنع الحب

من دون ان يفسر اتجاهاته

ومن دون استثماره في كثير من المرات

ولو فعل

لكان له ان يخلق المعاجز !



...................................................................................................



تقول ماجدولين :



لكنهم صاحوا:



الصيحان والصيحة

شيء يردان الانسان الى وجوده

نخال صيحة القيامة

لنهوض البدن

والتصاقه بالروح

او العكس

او التوالي

ومن ثم التوازن

للاتكال على صورة تقوم مقام العدم المستفز

من قبل صنعة الموت

هكذا تخترق المساقط وجود البطلة عند ماجدولين

لتحيلنا الى اشارات تسلطية

تثير فينا الحركة في المسارات التي لم تتحراها فينا من قبل

كل حواسنا غير الناطقة

تلك التي نستشعرها تتحرك وفق مقاليدنا الشخصية

حينها تنطق بنا

بافعالنا المذهبة بفعل طلاء الروح

ونفس الوجدان

هي تسترعيها مادة الصوت

ولكن لماذا الان

هم لم يصرخوا حتى عادت

فصراخهم لم يتأت قبل عودتها

كي نقول انه المؤثر الذي اعاد اليها الوجود

وارجعها الى الحياة

لو كان لهم ان يعرفوا اثر اصواتهم

ربما لتجشموا عناء ارتفاق نهج المدى

ولعاثوا في الفضاء باصواتهم

كي يخرجوها من غيبيات الروح

وتعلقات الوجدان المتثائب تحت رحى الانفاس المتواطئة مع الموت

والخيلاء

والتخييل

والانفس المطواعة لسياسة التدرج في انطوائيات الحس

وانقلابه بالتالي نفسه

سلاحا

كي يثير فينا غرائز اكبر

واحساسات اشرف

لنا ان نتشرف بها

لاننا سنواصل الحياة

والعيش

ولكن بصورة اجمل

رغم ما نقاسيه

ونعانيه !

هذا اثر الصرخة المتأخر

لكنه انفعال جاء متصدي لنبرة الحس لديها

ومن قبلهم هم

هم الذين كانوا امواتا في نظرها

لانهم لا يتقنون تحريك الموتى الظاهريين

لكنها استطاعت ان تحدث موتاها

هم لم يستطيعوا

لكنها تمكنت من ايصال مفادات وسائلها الى حبيبها الميت

الى شخوصها واهدافها

لكنهم لم يستطيعوا ان يحركوا قيد انملة ولا شعرة

كي يعيدوها

بفعل تأثيراتهم

لكن كان لها النصر

انها عادت من تلقائيتها

وتلقائية الذات المخزنة في داخلها

وبفعل الكمون الحاصل لديها

من قبل كل طاقاتها المختزنة

وهي وقودها الذي لم تحتضر بسببه

لانها كانت تتغذى عليه

وبه صارت تصارع نفس الموت

وتتحداه

وتثأر لحبيبها منه

وتنتقم

منه

وتنصب له العداء ابدا

لانه لم يتمكن من سحب اشلائها الروحية

بعد ان استطاع ان يلقن جسدها درسا لن تنساه

لا تنساه

لانها استطاعت ان تعيد له ماء وجهه

وابتياع كرامته !

وذلك بفعل ابائها الروحي

ونسيانها المادي

والنفسي

لكل حزنها

وتسليمها لحقيقة الامر

وضرورة غلبتها لنفس الموت

واحياء وجودها على انقاض نفس الموت

الذي غالبته في نفس احيائه لنفسه

ولم يفعل

لانه لم يستأخذها عنوة

بل اخذ حبيبها

وما كان اخذه الا عنوة

لكنها لم تسلم

ولم تستسلم

فلم تنتحر

ولم تسلم روحها وجسدها هدية رخيصة الى الموت

هذه بطلة ماجدولين

رضعت الجهد والشجاعة من نفس ماجدولين !



...................................................................................................



تقول ماجدولين :



حمدا لله.. بعد أيام من الموت عدت بيننا!



اقرار من قبل الجمیع

بانها کانت قد ماتت

ثم عادت

اياما من الموت

اذن كان شعور بموتها يسيطر على افكار الجميع

واحساس باليأس لا بد وان يكون مطردا

بانها من المستحيل ان تعود

او ربما كانوا يحتملون عودتها

لكن بعد اللتي واللتيا

والحمد لله

وهو الوحيد الذي لا يحمد على مكروه سواه !

طيب

عدتِ بيننا

وهل كانوا يعتقدون انه لو عادت

ربما كان لها ان تعود في مكان اخر

ام انه تحصيل حاصل

لبداهية في العرض والتوليف

ولاستمرارية في التوازن من حيث المبدأ والتعارض

وهو اعتراف تام بتجوالها في مساحات من الغيبوبة

هو هو تسابق بينهم وبين الحبيب

ايهم يحظى بها

تفردنا باشواطهم العجلى في جذلهم بحلولها بينهم ومن جديد

لكننا لم نتعرف على مجمل احساس الحبيب بقربها منه

او حين بعدها عنه

لم تظهر عليه بوادر شك باحساسه

ولا يقين بتلقائية الاحداث من حوله

لكنها كانت ولما تزل

هي الاخرى

متعلقة بعالمها الارضي

لانها تصف حال اهله باستعراضية

ومن دون نقصان

وهذا ما يعرب عن اهتمام كان صدر منها

او انه ليصدر وللساعة منها

عن اهل الارض

وهذا ما يدل على انها لا تزال

تعيش الارضية بسطوحها المتنازلة

وعرضياتها السببية

باعتبارها  ـ اولا

انها تعرض للاسباب

الموت وعدمه

ويقين الحالة وخلافها

باعتبار ان اهل الارض يعيشون الامور ومجرياتها كلها

وباسبابها الحقيقية

وليس باسبابها الكيفية حسب الغيبية وما سواها

وثانيا ـ انها ما تزال متعلقة باهداب من حولها

اقصد عوالمهم

لانها تفهم شأنهم

وتستعرض امرهم

بسهولة

وبكل بساطة

وهذا لا يحصل لديها

مع الحبيب

اذ انها لا تستعرض لنا شيئا من شؤونه

ولا مشاعره

كنت قد استطردت في هذا الامر من قبل

لكنها اشارة عجلى تتعلق بمظان الموضوع ثمت

واذن

هناك تواصل بينها وبين عالمها الارضي

واهله

يعني اهلها

تضامن

تناشء في التراتبية

وتعلق ضمني متعادل

او متقابل

وتوقعات مرئية وغير مرئية

واتباطات حسية ومعقولية

وشأنا يعترف بعالم الغيب

لكن ليس بخصوصية ما

لانهم يقولون الحمدلله

الله غيبي

طاقة وقدرة متعاليتين

تتم في ضمنيات ما كانت تسبح في عوالمه نفس البطلة

او له ان يشتمل على كل الكونيات

بما فيها عوالم الغيب والشهادة

لذا

الحمد يتصل بها ايضا

من حيث انها كان لها ان تذكرهم بعالم الغيب

من حيث لا يشعرون

جعلتهم يقرون بحقائقها الشخصية

والتي لم يطلع عليها احد سواها

وهي انها عادت من عالم الغيب

مع بسماتهم

وعدم استطلاعهم امر البطلة

وربما تندرهم غير المعقول على وضعها

لكنهم جعلوا وبشكل غير متصل

يقرون بواقعية الغيبيات التي كان لها ان تشرحها البطلة

لو انها قبلت بشرحها

او اطمأنت الى ايضاحها من دون ان تجد عيونا هامس

او شفاه تختلج

تشي بعدم قناعتها بما يحدث امامها

او بما تحدث به البطلة لو انها اذعنت

وكشفت لهم عن بواطنها

وعوالمها المغلّقة

واشادت بربحها

ورسالتها

وسفرها ذاك

في تلك الايام

لكنهم وبشكل اخر

كانوا اقروا بعوالمها الغيبية

اقصد المتصلة بنفس البطلة

لانهم كانوا اقروا  بغيبوبيتها لايام

حيث قالوا

بعد ايام من الموت

فهم يعلمون ان الموت يغيب الشخص

لكن بوسعه ان يبقى على جسده لمدة

لكن اي موت بامكانه ان يرجع البشر

لم نسمع عن موت يعيد الحياة الى بعض الناس

لكن هنا يقرون بانها كانت في رحلة غيبية

ولا يقرون بحبها وعشقها

لانها مفردات لا تتصل بواقعهم المادي

لكنهم بشكل لا شعوري

يفعّلون حالة التواصل مع عينياتها العلمية

وكيفياتها المتواصلة إبّان سفرياتها

وتجوالها

ورحلاتها الملكوتية

واذن

فهم يعترفون بحصول معاجز

لانه من يرحل لا يعود

لو كان الموت سائقه

فكيف نفس الموت يعود بها

لانه ليس لاحد سطوة عليه سوى الله

واذن فالله اعادها

لان حمدا كان يحصل في ترتيل كلماتهم

بل يتقدمها

ومن ثم يقرون بموتيتها

ولا يقرون بحبها

ويقرون بعودتها

ولا يقرون باستحالة مغادرة الحب

او بفهم معادلاته

او مفرداته

هنا ازمة نوعية

ومتطابقة مع دخائل المشهد

بشكل لا ينم الا عن نقد لاذع لحركة المادة في نفوس الناس

من الذين اجتمعوا حول البطلة

وهم الذين ما كانوا الا عيّنة من عيّنات البشر كافة

لان البطلة حين غادرت

غادرت في سفينة الموت

وهو عالمي

لا يقترن بصفة خاصة

او قطرية او محلية

انما هو عالمي

لذا عودتها ايضا

لها ان تنطبق بكل معادلاتها على كافة العالمية

للوجود من حولها

لاشيائهم ومعادلاتهم هم الاخرين

لا متفردا فقط بخصوصية اهلها والمقربين

من الذين تحلقوا حولها

لانهم عينة مكثفة

لجملة البشر

التي تقف اعينهم ازاء الموت

موقف المتسمر

لم يكن لاحدهم ان يحركها

او ان يعيدها من الموت

لكن الموت نفسه اذعن لله واعادها

بعد ان ادار مقود الحركة في داخل غيبوبتها

باتجاه نفس الخط الذي كانت انطلقت منها

وهي عالم الكينونة

ولم يواصل بها المسير باتجاه عالم الدينونة والادانة والحساب

ادار المقود

ورجع بها بعد ان قفلت عائدة هي الاخرى

مذعنة

لانها كان تسترهب تلك العوالم

ذلك انها ولجت اليها باختيارها

لكن حبيبها ما كان ولج اليها كذلك

انما قسريا وعنوة

اختاره الموت وتساقطت كل عاجيات الامل والطموح

وبقي التسلط الغيبي هو الذي يلعب دوره دون منافس

ولا حتى الاحاسيس او المشاعر

لكن احاسيس ومشاعر البطلة

تغلبت

لذا

كان حبها لحبيبها

اقوى من حبه لها

فلو كان فيه من القوة

ربما كان له ان يعود هو الاخر معها

او كان له ان يعود من دون ان يحتاج الى استعانة بها

رب قائل يقول

كان حبه اقوى او قويا للغاية

لكن اجله ما كان له ان يستأخر

نقول ربما

وربما انه لم يحاول ان يستعين برصيده من الحب لحبيبته

فلم يستخدمه

واراد ان يدخره ليوم يفر المرء فيه من صاحبته التي تأويه

او انه بعد ان كشف عنه الغطاء

وانقلب بصره حديديا

فضل المكوث هناك

لانه على يقين بلحاق الحبيبة به يوما ما

لكنه ليس مستيقنا بانه سيحصل على ما حصل عليه في اليوم

في يوم اخر

او رب اجابة اخرى

انه كان له من الرصيد ما كان

لكنه عزّ عليه ان يوظفه لمثل حاجاته تلك

كمن استصغر شأنه واستحقر امره

او انه انشغل عن حبيبته وهيامها

كمن يعيش الحب في حالاته المدنية

لكنه مقاتل يقف في خط النار

هناك

ربما كان الزمن لا يسمح بتجسيم العواطف

او الهابها

لان الوضع لا يسمح

والظرف غير مؤات ابدا

ربما كان ظرف الحبيب هو الاخر كذلك !

لكننا نعود ونؤكد

ان لحرارة الحب ان تصهر حرارة الموت

وتحيله بردا صقيعا

بدل ان يحيل هو جسد الانسان الى قمة في البرودة

بعد مغادرة الروح له !

كما انها اثبتت ولمرة اخرى

تفوقها على جميع الكائنات من حولها

لانها سافرت خلف حبيبها

تبحث عنه

عن سر موته

عن سر الخليقة

هي اشجع منه

واشجع من كل من حولها

كمن شاءت ان تبحث عن حبيبها

في ساحة الارض الحرام

في ساحة الوغى

والحرب مشتعلة

لانهم كشفوا لها عن فقدانه

واخبروها ان شهادته محتمة

لانهم لم يعثروا على جسده

وانه ربما وقع اسيرا

لكن .. لا يدرون اي الحقائق يصدقون

مما استيسر منها بين ايديهم

لذا صممت على ان تشد الرحال اليه وبنفسه

لتعيش موته

وتعيش احلامه

وصخب الحرب من حوله

والذي كان ولاوقات غدت في عمر المحتوم من القضاء المقدر

هو الاخر يعيش لوعات الحرب

فضلت ان تشاطره مأساته

وان تعيش معاناته

وان تثبت جدارتها في حبه

في نفس الوقت الذي اثبتت فيه

ربما وعن طول اسهام

عن عدم جدارته بحبه لها

او ربما لا

ما كانت تتحمل مشقة مثل هذا التفكير

لكنها لم تخف

فاقتحمت قسطل الموت وغبار الجثث

تفتش بين الاجداث عن جسده

وعن رائحته

وعن صورته

وعن ملمح له

لم يقعدها نفس الموت عن طلبه

هكذا هي بطلة ماجدولين

بطلة لا تخاف المنية

لانها طالما فكرت ان تطال حبيبها

فانها تقول للموت

لا عيش لي بعد الحبيب ابدا

خذني انا الاخر

خذني اليه

خذني معه !

وهي تناسب افكار الشهادة لدى المغاوير من ابطال القتال

وهذا الامر يخيف سكان الارض

لان الموت عادة يخيفهم

والمشاركة في الحرب

لا يبعث في نفسهم الا رائحته

لذا هم كانوا ولما يزالوا يعيشون بابدانهم الارضية

وافكارهم المادية

متمسكين بقوالبهم النفسية والجسدية اقصد البدنية

فحينما يشهدون امرأة تصارع الموت

وتتحدى ازمنته

كان لهم ان يهولهم منظرها

وتقيم الارض وتقعدها شجاعتها

ولم يفكروا في ابداء رأيهم الحقيقي بمستواها الكبير

خوف ان تهدر ماء رجولتهم

وتعرض كل كفاءاتهم الخجولة الى التساؤل والامتحان

لانهم اشفقوا على انفسهم

من حيث اشفقوا عليها

كمن يجر احدهم ويشده الى الوراء

ويقول له ارجع فالموت بانتظارك

وهو الاخر يتمنع ان يخوض غمار الوغى

ربما عن عقلانية

وعن سواها

وحسبما يقتضيه الظرف

كمن اراد ان ينقذ احد الباقين والمنحصرين في مكان

جراء اشتعاله بالنار

واخرون يمنعونه من اقتحام المكان

لينقذه بعد ان يجد في البحث عنه

هكذا اذن هي الحياة

متشابكة بتناقضاتها الواعية وغير الواعية

العقلانية وغير العقلانية

بكافة شكلانياتها المختلفة

وتجانساتها الاخرى ..



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



تمت الحلقة العاشرة وتليها الحلقة الحادية عشرة باذن الله

مع تحيات جمال السائح

2006-3

Almawed2003@yahoo.com

www.postpoems.com/members/jamalalsaieh


View jamalalsaieh's Full Portfolio
tags: