الحلقة الرابعة والاخيرة من دراسة عنيدة في نص غيداء الط

دراسة عنيدة في نص غيداء الطباع الى امي

.....................................

الحلقة الرابعة والاخيرة

.....................................

بقلم جمال السائح

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ماما أناديك من الغربة  

وأصبحت أما" لعصافير أربع ..

وأشاركك لعبة المحبة

حين أجدل ضفيرة

وأتذكر يديك الطاهرتين

لطالما زرعت محبتك

بقلوب أطفالي أيضا"

اللين والساره

والفرح ومحمد

فهم مثلي تغلغلت كالياسمين

وتربعت ملكة على قلوبهم

وأهدوك وسام

  أجمل وأحب الجدات

......................................................................



هنا تبرر غيداء كيف كان له ان تقضي الايام

تلك الاوقات التي كان مفروضا عليها

ومن الحس الداخلي

ان تنشغل بعدها

هذا في نفس الوقت الذي كانت تنشغل

ومن خلاله في القيام بمسؤولياتها

تجاه افراد اسرتها

والعناية ببيتها

في خضم اعمالها

كانت تعد الايام

لانها لا ترى الجدوى في اهمال بيتها

والانشغال بعد لا متناه

لكن لما كان بوسعها فعل مثل هذا العد

في ظل اطار قيامها بمسؤولياتها

وان هذه الاخيرة

ما كانت الا ردا على مفاخر والدتها

وانها تجبر بذلك خاطر امها

وانها بذلك ايضا لتستلهم من امها كل الخير

وتعرب عن وجعها في الغربة

وانها ما كانت تغترب عن امها

الا لضرورات حياتية

ربما كان عمل زوجها هنا ك

وشغل رب الاسرة

ومن ثم تفرعت عنه الى الاولاد

الذين وجدوا رحبة واسعة في الغربة

والتي اعتادوا سكناها

من ثم مزاولة اعمالهم ثمت

بعد ان توجهت بمثل هذا

استطاعت ان تعرب لوالدتها

ان في غربتها عنها

كانت تجسد نفس امومتها

حينما كانت تهدي عطفها وحنانها

لمن تحبهم امها

وما كانوا الا اولادها

يعني احفاد نفس الام

وبذلك تسكن غضب الام وعتابها

بانها ما كانت انشغلت عن امها

الا باحباب قلبها

وهنا لا بد وان تهدأ فورة الام

وتسكن مشاعرها  المتوهجة

لان غيداء ما كانت انهمكت عن الام

الا بورود اربعة

تحبهم نفس الجدة

يعني ام غيداء

لذا هي ترضى لها مثل هذه الغربة

واغلب الظن شريطة ان لا تطول

وان تطل عليها بين الفينة والاخرى

لتعبر عن ودها لها وللاب وللاخ

وهذا ما يثبته كلام غيداء

حينما تقول انها تعد الايام

يعني انه له موعدا

وهي ربما كانت عطلة نصف السنة الدراسية

او العطلة الربيعية والعطلة الصيفية

او حتى عطلة رأس السنة الميلادية

وغيرها من العطل والمناسبات المتاحة

لكي تقلها الى وطنها السعيد

حيث يحيا الاهل الاصل والجذع الاساس لاسرتها

......

ماما أناديك من الغربة  

......

لا زالت غيداء تئن تحت وطأة الغربة

لم تعرب عن راحتها

وعن طمأنينتها

وهي لما تزل تشتاق الى الوطن

والى مجاورة امها وابيها واخيها

.....

لكنها كذلك تعبر عن سلوى لها  اخرى ، حينما نراها تقول :

وأصبحت أما" لعصافير أربع ..

وأشاركك لعبة المحبة

حين أجدل ضفيرة

وأتذكر يديك الطاهرتين

لطالما زرعت محبتك

بقلوب أطفالي أيضا"

اللين والساره

والفرح ومحمد

......

فهي تبدي اعجابها بحالة التقمص

التي ارتدت يديها

لانهما غديا نفس يدي الام

وانها حين تعني باولادها

فما كانت تعني بهم في الحقيقة

الا يدي الام والجدة نفسها

ام غيداء

وهي بذلك تعبر عن انتمائها الى الام

وان طاعتها لها ما زالت في اشدها

وانها تعمل بما اوصتها به

وانها نسخة طبق الاصل عنها

وانها تكرر حنانها في نفس اطفالها

وهم احفادها

.....

لكنها في البدء

حينما تقول

ماما اناديك من الغربة

فانها ما عنت بها الا

اماه قد غذوت اولادي بحنان الامومة

لكني انا نفسي

احتاجه ثانية وثالثة

فانا ما زلت اعيش في غربة

يعني انا عوضتهم عن حنانك

وحنان الجدة

لكن انا من يعوضني

كما لو انها اعربت عن ضعف في المستوى البيئي

وهي حياتها الاسرية

المفروض ان الزوج له ان يعوض الزوجة عن غربتها

وعن بعدها عن الام

لكن

وهنا اشارة ضمنية الى مدنية القرن الجديد

وانه قد انتزع حتى الزوج من حضن زوجته

وترك الاخيرة لاحزانها واحلامها

لانه كان انشغل في اعماله واطماحه ومستقبل الاسرة

فتهافتت اثار الوحدة

تنازع غيداء وتجاذبها

ولولا الاحفاد يعني الاولاد

ما كان لغيداء ان تتمكن من العيش في مثل هذه الغربة

لانها تستذكرهم كما لو كانت تستذكر

ايامها التي كانت قضتها مع امها

حينما كانت تجدل ضفائرها

واليوم تجدل ضفائر ابنتها

او حين تزرع الحب في قلوب عصافيرها الاربعة

كما كانت تزرعه امها في قلبها

هذا نوع من الصراع الحضاري

يشتمل على نفس الاسرة والعائلة

التي لها ان تقف كصرخة بوجه الغربة

بفضل نفس الام

فغيداء تغذي عصافيرها وتزقهم بالقوة

بنفس القدرة التي كانت غذتها بها امها

ولذا

فلولم تغذها الام كذلك ومن قبل

فما كان لغيداء ان تحتمل ثقل الغربة التي ..

اكتظت بها مفردات حياتها

وما كان سلواها بالتالي

وموادها الاولية

سوى عصافيرها الاربعة

وهم بالتالي ما كانوا

سوى عصافير الجدة الاربعة

لذا فغيداء تحتج بهم

لانها تعلم كم هم اعزاء لدى امها

يعني لدى جدتهم ..

حيث تقول :

فهم مثلي تغلغلت كالياسمين

وتربعت ملكة على قلوبهم

وأهدوك وسام

  أجمل وأحب الجدات

هنا اصبحت هي الملكة

وولية العهد بعد الملكة الام

انها اليوم تحكم

كما حكمت امها في الامس

هكذا يمنح الله ثمرات الحب

لكل من احبوا

يهبهم الملك

لانهم كانوا قد زرعوا الحب في كل مكان حولهم

ولذا

كانت ثمرة حب الام

ان يكون الانسان نفسه اما

وان يكون ابا

يعني ان يكون ملكا

لانه طالما كان بارا بوالديه

كان له ان يحصد ثمن هذا البر

كم الرب هو عظيم

فواجبنا ان نكون بررة

لكن الرب يجازي على مثل هذا الاداء

مع انه تمثل له واجبا تطبيقه من قبلنا

ومع هذا هو يكافئ عليه

تشويقا من لدنه

وتحفيزا للاخرين

فغيداء اذن

هي تلوح بكل هذا

وتضيف اليه

ثمرات ما تجنيه من خدمتها وطاعتها لامها في الامس

انها اليوم تحصد ما كانت زرعته في الامس

كانت بارة بامها وابيها

واليوم اولادها يبرونها

وبنفس البر الذي برت به والديها من قبل

لانها عبرت عن نفسها

انها ملكة

والملكة لا تكون الا حينما يطيعها كل من حولها

والا ما كانت تسمى ملكة

والملكة لا تكون كذلك

الا اذا اثبت من حولها برها

واعلن عن تأييده لها

ونادى بضرورة ترشيحها ملكة

حتى نصبوها ملكة

والا ما كان لها ان تصبح ملكة

الا اذا حازت على اغلبية التشجيع من اسرتها

من الاسرة المالكة نفسها

اولا

ومن ثم من حولها من الناس

لكننا لا نرى لغيداء اي اهتمام بمن هم خارج نطاق اسرتها

وان يكن

فليس في هذا النص

بل هنا تثبت غيداء

ان مملكتها التي تعني بها

وتهتم بمنصبها الملوكي فيه

والذي لم يكن يسترعي انتباهها ابدا

الا في داخل بيتها

وهو محيط اسرتها

وافق عائلتها

وخطوط لا تتجاوز عصافيرها الاربعة

مملكة العصافير الاربعة اذن !

هي مملكة العصفورة غيداء

لانها كانت عصفورة

تزقها امها من قبل

واليوم هي تزق افراخها من العصافير

وكما كانت امها ملكة عليها

هي اليوم ملكة على كافة عصافيرها

هكذا يجازي الرب وبسخاء !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ماما أناديك من الغربة

وأعد الأيام لنلقاك

ونهديك ورود الأرض

وجميع الكواكب

والمرافئ

وقبل كثيرة

خبأناها بحنايا أضلاعنا

ماما،، بابا  

أحبكم

والعالم أجمع على الطاعة والولاء..

من :

سامر ..لؤي .. مجد .. وغيداء

لك كل المحبة و الوفاء والفداء.

.................................................................

هي لا تزال تعيش الغربة

وتكرر غربتها

لانها لم تستطع التغلب عليها

وندائها الى الام

مع كل تكرار للغربة

يؤيد حقيقة انها لم تتغلب على غربتها

الا بمعونة ذلك الحنان الامومي

والذي انقلبت تتغذى عليه

لكمونه في داخلها

لكنها كيف لها ان تغتذي عليه

وثمة اربعة اولاد

هم الاخرون بحاجة اليه

لذا كان لها ان تجد نفسها في هوة الصراع

فاولادها في خضم الحاجة الى امومة

وهي نفسها تخجل من الافصاح عن مثل حاجتها

لمثل تلك الامومة التي غابت عنها لبعد المسافة

لحرج اصابها

وصعوبة في الكشف عن نقاط ضعفها

خوف ان يصيب مسار تلك العلاقة مع اولادها خلل

يمكن ان يعكس عليها اعدادا من الضعف

وبعدد من تحب من اولادها

لكنها اكتفت بان عبرت

عن امومتها لاربعة من ولدها

وانهم هم الحنان

وانما هي تغذيهم بهذا الرصيد الذي اغتذت به من امها

لتعود هي تغتذي منهم وبشكل غير مباشر

لان البنت حين تصبح ام

يعوضها الخالق عن حنان الام

وانفصالها عن بيت العائلة

الى بيت الزوجية

يعوضها بحنان الزوج

وحنان الاولاد

وهنا تقصر الشرح على حنان الاولاد

ولو انها لا تشعر القارئ بحنانهم عليها

لكن كلامها كان يربو على حنان واكثر

تغتذي من حنانها لهم ووجودهم الى جانبها

هذا كان يكفيها ويغذيها

فتقول :

وان اصبحت اما لعصافير اربعة

لان الضعف ما زال يحاكي فيها كل الاشياء

ويعرب عن وجده المتداخل في نفسها

في دخائلها جميعا

عد الايام ايضا صار لعبة

كالمسبحة

كبتلات الورد

حين نقطفها كي نرى الحبيب يحبنا ام يسلانا

لكن هنا عدا دون اي اراءة

لانها متاكدة من امومتها الحالية

لذا كان لها ان تتاكد من امومة والدتها

وانها ما تزال تلك الصغيرة بالنسبة لها

باعتبار برها لها

ثم تهديها كل الحب

وهنا تدمج معها ابيها

ماما بابا احبكم

ولم تقل احبكما

لانها كانت جمعت نفسها معهما

لانها هي الاخرى كانت اصبحت اما

وبفضلهما

كما انه ربما لاح لها ان تخاطبهما بلغة الجمع

اعرابا لهما عن احترامها لهما واعتزازها بهما

.....

من ثم تجمع العالم في 4 اولادها

وعصافيرها

لانهم كانوا يمثلون عالمها

مثلما كانت هي ومن قبل تمثل عالما لامها

ذلك حينما تقول :  

والعالم أجمع على الطاعة والولاء..

من :

سامر ..لؤي .. مجد .. وغيداء



هكذا تختصر غيداء الطباع اسطورتها الفنية

في وصالها مع الام الحقيقية

وهي وطنها الغالي

وارضها العزيزة

وحياتها المستنيرة

بدفء الامومة التي انتقلت معها الى الغربة

لانه وبفضل الوطن

كان لها ان تغذي الغربة من رحيق الحنان

والامومة كذلك

مثلما فعلت معها الام من قبل

مثلما كان فعل معها الوطن من قبل

لتصبح هي نفس الوطن في الغربة

مشاعرها

تظل تعيش في كنفها

تتغذى عليها

تجتر حنانها الكامن في اعماقها

ذلك الحنان المدخر ..

كي يحرك فيها السعادة المفقودة

حلمها الامومي المتحقق

وغربتها

وحبها

واشتياقاتها



..............................

تمت الدراسة بنعمة الله



مع تحيات جمال السائح




View jamalalsaieh's Full Portfolio
tags: