الحلقة الثالثة من دراسة عنيدة في نص غيداء الطباع الى ام

الحلقة الثالثة من دراسة عنيدة في نص غيداء الطباع

الموسوم الى امي  في عيدها

http://www.postpoems.com/cgi-bin/displaypoem.cgi?pid=469130

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم جمال السائح

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ماما أناديك من الغربة  

أناجي  ربي أن يحميك

مازالوا يقولون

أني جميلة

ولا يدرون أن نورك

أضاء وجهي

مذ كنت برحمك

وانعكس حبك

وشكّل وجهان للقمر

فلندعهم يقولون ما يقولون

........................................................................

هل هو تناسخ في الروح

ام تقمص لوحي الجمال

ام انه انعكاس لا يتم الا اذا التزمت غيداء

بكافة وصايا الام التي وصفتها غيداء فيما بعد بالنبل

وهل هذا يدلل على ان غيداء الان

تتمتع بكل نبل كانت ارضعتها اياه نفس امها

وانها بشكل عريق

غدت لا تنعتق عن حب امها

تعد امها بان اولادها هم الاخرون

يعني اولاد غيداء

لا بد وان يكونوا معها

بنفس ودها الذي تعاطت به مع امها

اقصد نفس غيداء وتعاطيها مع والدتها

يعني تكهنات بدوام مثل هذا النور

والذي يعكس ايضا

رضا والدة غيداء عن نفس غيداء

وهو النصر المؤزر

الذي حدا بوجه غيداء

ان يعكس جمالا

وما كان هو في الاساس

الا بسبب من نور الام

والذي كان له ان يعكس مثل هذا الجمال

يعني هي السبب في وجود غيداء

وليس هذا وحسب

بل انها اكتست بضياء

والضياء يعني جمالا

وبشارة في السريرة

وبشاشة في الوضاءة

وهذا كله لا يجتمع دائما مع الجمال

ثمة جمال لكن مع جمود في الملامح

والمشاعر والاحاسيس

لكن في غيداء

اجتمعت مثل هذه القضايا

لتبرهن عن احقية النبل الذي ستصف به غيداء

امها فيما بعد

.....

ضوء ينسل من وجه غيداء

لينطلق فيسكن في الاحداق

بعد ان يعكس جمالا

يضيء بوجه غيداء

لكن غيداء تقول انه الحب

حب الام

هو الذي انعكس

نور الام

انعكس ضوءا في وجه غيداء

لان النور والحب اجتمعا

في وجهي القمر

لان الاقمار لدى غيداء

تضيء من الوجهين

الحب ونور الام

اذن ما كان النور ان يتسلل الى وجه غيداء

الا بتفعيل حالة الحب بين غيداء ونفس الام

والا ما كان لمثل هذا النور ان ينعكس جمالا

في وجه غيداء

هنا غيداء تجسد اهمية حب الام

وتواصل الانسان في علاقته معها

لانه يعكس جمالا وضياء

لانه سيكون السبب في احالة حياة الانسان

الى نور وضياء

وبالتالي الى رفاهية وعيش سليم

لكنها لا تخفي امتعاضها

ممن حولها

من الناس

من اقاويلهم

فلندعهم يقولون ما يقولون

هنا انتباهة

دون سابق وطء لها

لانها تحدث عنهم بانهم يقولون عنها جميلة

لكنهم ما يعلمون انه سر الامومة

التي زرعته ام غيداء في نفس غيداء

حتى كانت قد ارضعتها الحب لاولادها

وهو نفس الحب الذي كان نما في قلب غيداء

وعاش لنفس امها من خلال منحه غيداء

لمن حولها من الاولاد

لكن

السؤال الذي يطرح نفسه

لماذا لم يتمكن حب الام وضياء غيداء

من اصلاح ما حولها من الناس

الذين اعلنت غيداء عن استيائها منهم

وانه يا امي لا تشغلي بالك بهم

فليقولوا ما يقولوا

كما لو كانت تحدث عنهم انهم لم يفهموا

بان سر جمالها وحسن عيشها

ما كان خيره متأتيا الا بسبب من برها وحبها لامها

اي انها تعيش الام في داخلها وخارجها

بينما من تعاشرهم لا يفهمون هذه القيمة الخلقية والانسانية

لا بد وانها عرجت الى مثله

وانهم لا يصدقون كل ما تحكيه سريرتها عن الام

كما لو انهم يستثقلون منها ان تلغي نفسها

لتذويب وجودها بالتالي في نفس امها

هنا يتمثل صراع خفي

غيداء من طرف وما تحمل من موروث امومي

والناس من حولها

فاصلة شاسعة تعيشها غيداء

ثقل نفسي

لا تعبر عنه الا كفلتة لسان

حينما تعي ان الحظ يطرق نفسها ليس بغتة

لكن بسبب من مواقفها

فارادت ان تعلن لامها وان لم تعرب الاخيرة عن يأسها من الناس

لاننا لا نرى تصريح بمثله

لكن غيداء تقرأ الام

وتعيش ذهنية الجيل السابق

كيف ان ام غيداء تتحسر على مثل هذا الجيل

بان عليه ان يغذي اولاده وافراد اسرته بحب امومي

كي يستدرونه في وقت الشيخوخة وفي الغد

فكما لو ان غيداء تقول لامها

لا تذهب نفسك عليهم يا اماه حسرات

دعيهم .. فربما سيفهمون في الغد

ما نفهمه انا وانت في اليوم  

ما شأننا بهم

نحن قد فعلنا ما موجب علينا فعله تجاههم

ذكرناهم بحب الام لكنهم لا يعون الا وجودهم

لا يلتفتون الى الوراء كثيرا

ولو التفتوا

فانهم حتما كان سيكون لهم

ومن اسباب النجاح

اعظم مما لديهم في اليوم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ماما أناديك من الغربة

أعد الأيام لألقاك

باختصارات أشواقي

كيف حالك يا سنبلتي؟

أيتها  النبيلة الأسطورية

وكيف حال أبي وأخي ؟

والجود والكرم ؟

وحديقة بيتنا  ؟

والأشجار المبللة

بندى المطر

والشام المعطرة

المعتقة

بطهارة كل الأمهات ؟



...............................................................

تعرب غيداء في هذه الاضواء المتلاحقة

عن فراقها لامها

وانها تعيش في غير المكان الذي تعيش فيه نفس الام

ومن ثم ان عيشها انقلب الى احصائيات

هي تعد الايام كي تأتي مناسبة بعينها

ويكون لها الحظ في زيارة والدتها

ومن ثم تسأل عن ابيها واخيها

هما الاخران يسكنان مكانا لا تسكنه هي

هم جميعا يسكنون الشام

وهي لا تسكن الشام الان

انما تسكن بلدا يبعد عن الشام

والا لكان لها ان تتردد عليهم اكثر من المعتاد

ولما كان لها ان تعد الايام

كي تتوافر لها فرصة

تجتمع فيها الاسرة وتشد بهم الرحال الى موطن الاجداد

هنا ترتيلة اخرى

اي ان غيداء وعلى الظاهر

هي لا تسافر وحدها

انما تبتعث في وجدانها السفري

حالة من المطرية الغزيرة

داخليا وخارجيا

مثل حب الام

ربما كان لها ان تصطحب الاولاد

ولما كان الاولاد مرتبطين بمدارس

فما كان لها ان تتركهم وحدهم

لذا ارتبطت بهم داخليا وخارجيا

هم معلقين بمسؤوليات

وهي معلقة بمسؤوليات تجاههم

بغض النظر عن نفس مسؤوليات غيداء العملية

ولكن اين حب الرجل

لانها هنا ذكرت ابيها

ولم تستذكر زوجها

كما سيكون لها ان تستذكره

في المقطع الاخير

حينما تقول

......

ماما،، بابا  

أحبكم

......

وكيف لها ان تعيش حياة الاب

في نظرها الى الزوج

لم تشاطر ابيها

حياتها مع زوجها

وشراكتها لحبيبها

ابو عيالها

ولم تشق لحبها زوجها اي طريق

يفترض انها كانت تستذكره بمعية الخطاب

فلم تعرب عن حبها لابيها

بنفس تلك الكثافة التي اعلنتها لامها

وربما اجابتنا غيداء

بانها هي نفسها

كانت تعبر عن الاب ايضا

لانشغالات الزوج

فكانت غيداء تمثل الام والاب لاولادها

وبذلك فهي لم تنس الرجل

وشريك عمرها الجديد

مثلما هي لا تنسى

الاب والام

شريكي عمرها القديم

.....

ربما قائل يقول

ان قصيدتها هذه كانت منحصرة في الام

ربما في اخرى تحدثت عن الاب

او الحبيب

وفي كثير من ملاعب الادوات الادبية

وربما بكل اسهاب

لكن ومن ثم

كان يفترض بها

ان توجه اشارة مستلهمة في هذا الامر

وان تخلي حيزا معينا

وان توطئ المجال للشريك

كي يعرب عن تحاياه

وعن مشاركته الحب

في حفظه لغيداء وامانة الرب التي في عنقه

والتي كان استودعها اياه ابواها

يعني ابوي غيداء

......

كما لو كان لها ان تعلن وللاب

يعني غيداء لابيها  

ان بعلي الذي يزداد حنانا على اولاد

كلما استفاق على وجه تحناني انا الاخرى عليهم

هو ليسلم عليك

ويشير اليك بتحاياه

وكيف انك انجبت مثلي

واهديته غيداء

لتعيش معه والى الابد !

كان للقصيد ان يبدي فاعلية اكبر

وزخما يتناسب وعظم الضخ المتوالي في الاشطر المنفتحة

ربما وفي كل الاتجاهات

لكن السؤال المباغت هو :

كيف لغيداء ان تجمع ما بين كل هذا العد

وهذا الانشغال بعد الايام

بمسؤولياتها الاسرية والعائلية

انها تفصح عن ذلك في المقطع التالي  

وهذا هو نص افصاحها

وادلتها التي تستاقها بعناية

وهنا تتضح عظمة التحقيق المتثاقبة لدى غيداء

حينما تسوق المعلول مردفة اياه بالتعليل

بعد ان تمهد لتناسبات تقنية في النص

من حيث انها اهتدت الى ضرورة الكشف عن وقائع وخفايا حياتية

حتى كان لها ان تستكنه اغوار تلك الملامح

وتغرز مكاييلها في كل اكف الغربة الوثنية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهت الحلقة الثالثة  وتليها الحلقة الرابعة انشاء الله

مع تحيات جمال السائح



Almawed2003@yahoo.com

www.postpoems.com/members/jamalalsaieh


View jamalalsaieh's Full Portfolio
tags: