الحلقة الاولى من دراسة عنيدة في نص غيداء الطباع الى امي

دراسة تحليلية في نص غيداء الطباع

والموسوم بــ  :  إلى أمي في عيدها



يمكن ملاحظة النص على هذا الرابط  :

http://www.postpoems.com/cgi-bin/displaypoem.cgi?pid=469130

..................................................................................................

في البدء احيي لون القلم الذي تسطر به غيداء كتاباتها

لانها حين تكتب تسجل صبغة الاسترسال مع الزمن

خوف ان يتسابق فيها كل وجل

يمكن ان يعكس لديها كل صور الحب والالوان

في اغلب كتابات غيداء ثمة حس بالخوف

الخوف من كل شيء سوى المعبود

يشعر المرء حين تجواله في واحتها

انه يحتك برنين يمتد سنينا طوالا

باشياء لا تبيح له استراق السمع

ولا التنصت على حكايا الجدات

بل تلقي عليه بلائمة متناسقة مع حكايا النفس

كلماتها بسيطة للغاية

لكن وجودها اقوى

ومعانيها تزيد المرء امتنانا

وكلما حاول التعالي على لوحة اشتياقاتها

وجد نفسه ينسكب بروحيته الطافحة بالحيرة

كما الطعم تستمتع به الذائقة

وهي لما تزل تشتاق الى نكهة اخرى

وهكذا

حتى يشعر القارئ

بضرورة الرقص

مع جيوب كل التواريخ والازمنة المعتقة وغير المعتقة

لكل اوراق غيداء

والتي يرى نفسه ملزما بتقليبها

لكنه ما ان يسارع اليها

حتى يضج وعيه بالصخب والاعياء

لانه لا يجد فيها غيداء

بل يجدها مجتمعة في اسرة

وكلما بحث عنها

الفاها اسرة لا تتجزء

ولا يمكن تصفح وجدانياتها

الا اذا اضطر الى تصفح وجدانيات كل الاسرة

تعتز غيداء بوجودها المنتمي الى الصيغة الجمعية

ولا تشترك في الحب

الا اذا كان لالوانها ان تتميز

لانها لا تكترث للون دون اخر

فالالوان في قاموسها جميعا

تشكل وحيا لنصب الطيف الشمسي

حينما يتعلق نداه في اشراقة السماء

........................................

النص بالكامل يمثل مسلّة روحية

وتعالٍ فوق اطاريح كل مدارات الزمن

وسمو للوصول الى حلقات متعاقبة

دون ان يجمعها سلك منظور

لان في اشتياق احداها للاخرى

تجد كل ما له ان يفوق حد التصور

بما يمكن معه احتواء كل المدائن

عبر لملمة لكل اجزاء الوطن العائلي

اتعلم عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة

ان غيداء حينما تعي ضرورة للقيام بفعل ما

فانها ما كانت تتجرد الا من سنيها

لانها لا تنحصر في عنقود من العمر

او في ثوب من الاثواب

هكذا يعلمنا الطير الذي ينسرب بين حكاياها

يساير فينا الرحيل صوب احلامها

ويعلمنا كيف تنام غيداء

وكيف تحيا صباحاتها

ولياليها كيف تتقضى

انها خلجات سافرة

ومن دون رتوش صاخبة

لانها تعيش المدى

وبكل أرقه

بينما تستغرق الحلم كافة

وبكل أزمنته

فرغم الازمات

هي تتعالى على الازمّة

ولا تجيز لها الانفلات

مع انها لا تلقي بحبلها على الغارب

لانها ما كانت لتلقي بالكلام على عواهنه

ولا كانت بالتي تختفي خلف البستها

لانها ما كانت غيداء ثمت واحدة

فهي اسرة قاطبة

وعشيرة متداخلة في الحب والسلام

لان غيداء

كانت ولما تزل في اكثر كتاباتها

تعبر عن السلام

ومن وجهة نظرها

بمزيد من التصورات الجديدة

عن الحب الذي لم يأت مثله ابدا !

هنا قيد الاسطورة

وحلقة الزمن

وتغاريد الرجع غير الموجع

بيد ان سجية تطفح في مخيلتها

لها ان تغرق ما اجتمع بين الخافقين

بكل شفيف من سيب الشعور لديها  

تعلق انفاسها فوق باحة من باحات السنين

فيها من المشاعر البسيطة

والايديولوجيات النفسية المسترسلة ..

ومن دون اي صخب او مغالاة

فيها من الواقعية والرومانسية

خليط من الوحي

والتلبس بسطوع الايام الماضية والاتية معا

غيداء تحاول ان تقول شيئا

طول النص تتفاعل مع ابسط قواعده

لكنها لا تعرب عن امكانية التواصل

سيما وانها تود ان تفجر غاياتها

لكنها تقف عند وسيع من الاشتقاقات التي انستها

حتى ذكرى الحان من المجد

الذي لها ان تعيشه بفضل امها

فهي وان غمرت نفسها بحب عتيد

لم يولد معها

انما كان ثاو بمعيتها مذ ان كانت في الرحم الامومي

هي تستخدم صيغ شتى في التعبير عن احاسيسها

لكن القارئ يقف حيالها موقف المغرم بكلماتها

في كلماتها البسيطة انشودة رائعة

تهتدي الى كيان الشخص من دون مواربة

كما انها لا تتفاعل معه حين القراءة

يحصل مثل هذا حين يفكر القارئ بتلاوة النص

او بالاستهلال بمشربيته المستطابة

لكنه

حين يتطاول في خيلاء الكلم الذي ..

ينتمي الى سعة هذا الافق الذي وجدت فيه غادة نفسها

وهي تعيش الاهات والمرح في تناسق آحادي المطلب

يتناسب مع شجن يكاد يعرب عن منطقه خلسة

ومن دون ان يحصل لمساحات التعبير لديها

اي نسيج من اطلاق التفكيك في زخم العناصر

تلك التي لها ان تؤسس لبناء النص الواضح

انه واضح الى درجة ان القارئ يستلهم منه فضفضة

حتى اذا ما استيقن العبور وناشد الوصول الى سواحل المتن

وجد نفسه تشتاق الى مطاوعة الرهبة في كل وجبات النسق

تلك التي تفتحت مع كل غدوة وترويحة

كان لها ان تسكب لحنا يتماوج مع عصير الذكريات

يفوح متى ما شاءت له غيداء

لكنه يتفتح انساما وزهورا

حالما يعاود الطيف قارئ النص لدى غيداء

حتى يشعر بضرورة العودة

من حيث بدأ

لان فيه نشابا يقتضي ان لا ينسلخ عن مطاويه

حتى تسكن سكرات النغمة في داخله

ورويدا رويدا

يجد نفسه يتآخى مع معالم التعبير كافة

سلكا يحرك سلكا

واخر يتماشى مع وجوه اخريات

لها من السكنات ما تدع نفس القارئ معها

تسكت عن الترتيل استذواقا منه لطعم الملاحة التي ..

كان وجدها في رحيق المنشأ الذي انطلق معه

مذ ان ودعته تلك الوازعات

صوب استكمال اسطورة الحكي

حين يكون لها ان تتعملق وهي تتناسج

وفق مخيلة الشاعرة وانحسار المكاشفة

عن ولادة لنفس القارئ

حينما يكتض مزحوما بعرجونية النفس الغيدائي

رغم بساطته

رغم عدالته

ومع كل اغراءاتها للقارئ

بانها ما كان لها ان تمسه ولا بعنق لمسة شافية

حتى اذا ما اطمئن الى انعدام التأثير

وانطواء الحجم في سياقاته

بعيدا عن ابعاده

ومتنائيا عن غربلته الخاوية لعناصر البناء

نجد ان البطانة الذهنية لدى العنصر القراءتي

والمتوافر في حسية نفس القارئ

تخر مغشيا عليها

بعد ان تتنفس ولادة تلو الاخرى

حين القراءة والاستطلاع

حيث تستطيل فيها المنافحة غير المستأسدة

لتصل بها صوب استعلاء غير مندلع

لكنه مؤجل بفعل التماهي المتنامي هو الاخر

والذي له ان يتساوق تلقائيا

مما يؤدي بالقراءة الى ان تستغني عن نفس القارئ

وتصبح لنفس الكلمة كل السيادة

كي تنطلق بحواس القارئ صوب المثارات غير المندرجة

ولا حتى في نفس عنوان القصيدة

ولا حتى في نفس صلب القصيدة

او الخاطرة التي تغذي سياق النص وبالكامل

هنا وجع السيادة يستند الى مثابة غير مرادة

يستنيم عندها وعي الفرد

من خلال استطالة وعي الجمع

وبين هذين تكون غيداء

قد ضربت ضربتها العصماء

وبكل تلك التلويحات غير المتراجعة

لذا

فاننا نجد ان النص يتمكن من قارئه

بكل وضوحه

وبساطته

وغزارة السيول التي تتشرب بها كل تلك المسافات

التي تغطي اخاديد وقناطر كل المقاطع

بما فيها عناقاتها المجتزأة

من دون تفرد او مغامرة في الاستكانة نحو التجميع المغالى فيه

هدآت

وتحركات

وعناقات

وتناسبات

تلتحم في كل وعي تلك الجملات

التي كانت ساقتها غيداء بملاحة

ومن دون تفعيل لكل تناوئاتها

لتتركها تتفعل في داخل الذهنية

تتوقد خلسة

لتصطلي بها سحنات وعت نشيج كلماتها

في داخل وعي النفس غير المشار اليه

على انه المقصود

واذن

هي كانت قد ضربت كل ضرباتها

ومن دون اثارة للتوجع

ثم استوطنت بنفس حروف كلمها

في داخل الصورة المتراكبة داخل المتلقي

ثم فجرت قنابلها الموقوتة

بعد ان تركت القارئ يستكين الى وحيها

ومن خلال اللا شعور

كان لها ان تترك كل معاولها

تعمل انفاسها في رحى الداخلية النفسية

من دون ان يشعر نفس المتلقي بكهربيتها غير المتحولة

انه امر مدهش

ان نستثمر عقول الاخرين

لتغذية اعصاراتها

بعصير الكلم الساكن بين اخيلتنا

بحيث نجعلها قوى كامنة

تتحرك وفق تجلياتها الخاصة

من دون ايذاء

ولا استمكان قهري

لكن من خلال غزو طوعي

تنوء به مسلمة كل عرائس الفطرة المهادنة

لدى المتلقي

في نطاق كل مساحاته الفارغة وغير الفارغة

تحل في مكان الفراغ

او تنازع الموجود بمماحكة بيضاء

بعد ان يعجز عن مناوءتها

حتى تصابره بالتكاثر في عناصر الوعي لديه

ثم تنقض تتركه لا يبالي الا بالتسليم لها

لان الوعي الداخلي لدى المتلقي

سيجد نفسه لا يقوى على التخلي عن طيبة غيداء

ومشاعر غيداء

وانس غيداء

ووشاح سلامها

وعقد اورادها

وبكل تغاريدها الانشائية

والتي لها ان تتحرك وفق كل المسارات

التي تؤدي ظاهريا وباطنيا الى نفس وحدات الموضوع

التي لها ان تتآلف من دون انسلاخ

مع حالات الشخصية المترابطة لديه

بعد ان تعبر له

عن تفننها في الكلام

وانها ما كانت تحدث الا نفسها

وفجأة

تجد انها استوعبت انفس اكبر

بحيث تتعدى نفسها لتشمل نفوس اخرين

وبذلك كان لها ان تتحرك بتلقائية دون تعقيد

ومن دون ان تجوس الديار

وتحكي قصة الحملات

وكيف غزت ايام الحواضر

والتهمت داثر احلامهم التي ..

كانت تغط في مناشئ غيبوباتها الرؤيوية  

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



مع تحيات جمال السائح

www.postpoems.com/members/jamalalsaieh


View jamalalsaieh's Full Portfolio
tags: