قراءة في قصيدة طوق الياسمين احلام خادعة





قراءة في قصيدة طوق الياسمين احلام خادعة



بقلم جمال السائح





نص القصيدة تجدونه هنا



http://groups.yahoo.com/group/SyrianStoryFriends/message/679



ونص مقالتي تجدونه هنا هو الاخر



http://groups.yahoo.com/group/SyrianStoryFriends/message/686





> تقول : أحلام خادعة تنطوى خلف الشروق

اذن ليس كل الاحلام مخادعة انما التي تعترضها كانت كذلك

لكنها استخدمت لغة اعتملت وحي التدليس وهو ان قوة نير الضوء يبيح

الاستتار

وان ليس لون الظلمة فقط والعتمة ايضا لهما ان يسترا كل هجين وقبيح من

الافكار والاحلام

بل ان للون الوهج الاصفر والبياض الساطع خاصة وقت الشروق له ان يخبئ صوت

الكفر المستتر خلف الخداع

هذه نقلة اولية وقفزة غير متأنية لكنها جاءت في حينها كمن دخل في

الموضوع دون استرسال وبدهية بل استهل واقعه بعنن كان يصيب فاقة الموضوع

لذا ما كان من طوق الياسمين الا ان تضعنا ومن اول سطر امام سطوع القضية

وان علينا ان نستأخذها بصورة البدهيات خلاف ما كان مفروغا منه لدى

الاوساط كافة وهو ان الضوء رمز الخير والوفاء

لكنه ربما يصبح وبالا حينما يحتضن الخداع



تقول :

> سطور مكتوبة بدماء الثكالة

ربما كانت نتيجة عن ذلك الشروق المنافق

لكنها سطور

وخطوط الشمس حين الشروق هي الاخرى تتمثل السطور النافرة من جانب الافق

الدماء حمراء

شروق الشمس اصفر

هي تعدنا لموجة اخرى

والثكلى من تفقد عزيزها

فهل كانت ولادة الشمس مستعسرة

يغلفها ضباب من السحاب المعتم

او ان ولادتها كانت ميتة

لذا كان الثكل رفيقا غير مباح حضوره في مثل هذه المواضع

اذن كان الشروق معدما

فما يخلف وراءه الا غروبا معدما هو الاخر

وهذا ما سنجده في الشطر القادم



تقول :

> غروب حالك يلف السماء

انتقالتها كانت عن وعي اخاذ

وربط مسبوك ما بين الشروق والغروب

لتفي بحدود المعادلة وتخرج من بطونها بشتى النتائج

بينما كان الشرق غارقا في الخداع

خداع الولادة

من ثم يبشر نوره بالوليد ميتا

نرى المساء هو الاخر



تقول :

> شمس باردة تتدثر بعباءة بالية

هذا ما اوضحته انفا لان العباءة وان بلت فلها ان تستر ما انفضح امره في

الصباح ذلك ان مساءا باردا يغتم بظلمة وهجه ولسعة صرده فلا ضير ان يخرج

المرء في مثله وهو يتستر على ما لا يود احد ان يكتشفه

لان البرد يمنع الناس من التسلل خارج البيت

ومن ثم المساء

وعتمته

ووقت عودة المرء الى بيته

او اقراره فيه



تقول:

> قلوب نحتت من صخور صلبة

وهنا افصحت عن وعيها غير المستتر

هذا هو حال الامر

قلوب لم يخلقها الاله

بل صنعها الابتذال العصري

ينحتون في كل ريع آية

قلوب لها ان تقاوم الزلازل

لكنها خالية من ذكر الله

لا تعمر بتسبيحه

لانها صماء وان علت

هنا حرب الحضارات

وتوهج في الافق

يستدعي شروق شمس حية

لكنها ميتة كلون المساء

ثم قلوب لا تصغي

فهو عالم اثير بالشفقة

لانه هالك لا محالة

ذلك انها كانت عرضت الى المساء

والمساء نهاية اليوم

لكنه كان باردا كلون الحضارة اليومية

الخلية من كل قلب حي



ثم تقول :

> إلهى الاغريقى صعد على جبل عالى

>

> يرانى صغيرة وأراه أصغر

>

جميل هذا التصوير

تصوير للمستكبر

اله مستكبر

حينما يتكبر

فيرى الناس صغارا

ينسى انهم هم الاخرون سوف يرونه كذلك

ثم لماذا كان اغريقيا

لان الاغريق كانوا يمثلون حضارة

لكنها في اليوم تلاشت

واستبدل الله اخرين بهم

يحملون عروشها وهجا يسبح بفنون التقدم والتطور

اذن هذه نهاية الحضارة التي نحتت قلوب اوليائها ورعاياها من الصخر

والهها وربها ما كان يسكن الا الجبل

لذا زلزلها الله فيهم فتنزلت اوعيتهم الحضارية

ليستلمها قوم اخرون

كما نرى في اليوم تقدم الغرب

ولو ان هؤلاء ايضا ربما كانت لهم قلوب من الصخر

لكن قياسا الى قلب الشمس الذي لنا ان نتوسم فيه كل دفء وحرارة

وهي تشرق بين افناننا

تكون قلوبهم اكثر عمرانا بذكر الله

هنا الامر يختلف

هنا الوهج ينكسر

لان قلوب الاخرين كانت حية تتحرك

حتى حين ولادة شمسها

فلا تولد ميتة

كما تولد قلوبنا

خالية من الايمان

ولو ان ظاهرها المسلم والتسليمي لله هو واقع غالب كلون الشمس في اول

الصباح

لكنها ساحرة تطلي الامر على الناظرين

الشمس عندنا متوهجة

لكنها ميتة

وهجها يولد ميتا

والشمس عند غيرنا

ليست بمثل توهجها عندنا

لكن وهجها يولد مضيئا حيا وليس ميتا

رغم ما يلف افاقها من البرودة والصقيع

ورغم ما يلف افاقنا من الحرارة والدفء

لكنها تولد عندنا صخرة ميتة

بلون القلب الكامن في صخرة صدورنا

كل منا اصبح اله اغريقي

متكبر



تقول :

> أطرق باب الساحرة العذراء

لان العذراء لم تتخلى عن عذريتها بعد

فهي ما تزال متسربلة بلون الطهارة والنقاء

كما انها وان كانت عذراء

فهذا لا يعني حدثها او صغر سنها

فلربما ما وجدت فرصة للنكاح وازالة عذريتها

لكنها ساحرة

بامكانها ان تستجلب فنون الحظ كي تركع بين يديها

اذن هي صغيرة

لم تتعلم السحر بعد

لكنها تتمنى ان تقيم سلطتها في قلب بطلة قصيدة طوق الياسمين

لان بابها ما كان يؤدي الا الى باب البطلة نفسه

اذ انها تطرق بابها نفسه

كي تكشف للساحرة عن وجعها

كل هذا يحدث حين تلامس باب الساحرة

حضارتنا ساحرة هي الاخرى

وتحتاج الى سحر اقوى كي نتمكن من العيش بين اكنافها

لذا تلجأ الشاعرة الى ساحرة

كي تفك الحديد بالحديد

وتصهر الصقيع بدفء التنوير السحري



تقول :

> أقطف ورود الخيال القابعة فى

>

> أحلامى السوداء

تنعكس اوجاعها على احلامها

ولما كانت الاوجاع مثيرة

كان للحلم ان يكون اكثر اثارة

لذا كان له ان يفرز خيالا

تقطف وروده

انظر الى سرعان ما اينع ورده

هي تستعجل الامر

فتقطف الورد

ولا تنتظر الثمر

لان حلمها اسود

تريد ان تنفحه باريج الورد

كي تبدد رائحة الظملة وحنادس ليله

هي تستقوي بذاتها

لان الحلم ذاتي

لكنه يعكس صورا خارجية

تتفاعل مع الباطن المستتر خلف نوازعها الحالمة

بكل سوداوية

لانها انطوت على نفسها

وما كان معها من وهج تنير الداخل

الا ما تنتزعه من الخارج

لكن الخارج كان شروقا يخبء مساءات باردة

فلم يعكس على حلمها سوى السواد ولون الحلكة

لكنها انارت وعيها بورد له ان يشرق

وان لم تعزو اليه ما لمثله ان يتوهج

لان للطيب ان يخرج من الخبيث

فالنور يشتق من الظلمة

كما الشمس حين تشرق من رحم الظلام

ورحم الليل والعتمة

هي تحاول تصحيح التأريخ

فتعيد اشراقة الشمس

ولكن

حسب المعادلة الصحيحة

الشمس وردة

تتفتح عند الصباح

وتغلق اجفانها عند المساء

هكذا كانت احلامها

احلام حضارة



تقول :

> أتألم لرحيل رياح الشمال

>

> عن خارطتى



لذا فهي تؤرجح السير

وان كانت تعلن عن ضعف افكارها

وانها ما زالت في البدء

تحبو وتسير

مثل عذرية ساحرتها التي تكمن في قلبها

غير المنحوت من الصخر

لكنه منحوت من وهج الشمس الحقيقي

لذا فان وهج وردتها الذي ينسل من حلمها الاسود

هو بداية

بامكان رياح الشمال ان ترحل بشمسها

تشبيه رائع

تخاف من ريح الشمال ان تذهب بشمسها

الريح هي التي تحرك الشمس عند طوق الياسمين

انظر الى براعة التصوير

وان كانت دخلت فيه من حيث لا نشعر

لانها تقول بعدئذ :



> أهمس فى أذن الغروب

>

> كى تعود مجددا الى ديارى



تبحث عن رياح الشمال

ام عن الشمس

ام عن كليهما

عن الشمس اذن

وخادمتها رياح الشمال

هي تطلبها

كي تعود بشمسها

لان رياح الشمال لها ان تسير بشمسها في الافلاك

فتعلن عن اسفارها ورحيلها

لذا تطلب عودتها

وما طلبت في الحقيقة الا عودة شمسها

التي لها ان تضيء في قلبها

المورد بوردات نسلت من جفنة سوداوية الواقع الخارجي المنعكس في داخلها



لانها ستقول من ثم :





> أهيم وراء روحى أبحث عن

>

> مجهول سلب قلبى وعقلى

>

> أترك أخباره هنا وهناك

>

> لا أجد من يدلنى عليه



هنا يدخل وعيها موقع التنفيذ

دراسة في الذات

وقراءة في الداخل

حين البحث الخارجي

لانها تترك اثرا في كل مكان

يدل عليه

لكن ما من واقع خارجي يدل عليه

كثير هو هذا الواقع غير الداخلي

لكن ما فيه ولع واحد يستدل من خلاله على فك طلسميات مشكلاتنا

اين المفر

حضارة لا تجيب عن تساؤلاتنا المدهشة

تساؤلات محيرة

تساؤلات يكمن فيها المجهول

فيها من الحب ما يقتل

لكنها لا تجيب

لانها صماء

مع انها تتحرك وتبذل قصارى جهدها

فتترك اخباره هنا وهناك

يعني ثمة تحرك معاكس

لكن ليس له ان يؤثر في مثل هذه الحضارة واناسها

ليس له ان يصهر قلوبهم كما تفعل الاجفان بالعين

حين تغمض فتستريح الاحداق

وحين تنحسر يتحرك الضوء فيها

هنا يعلق الحب

والبحث عنه يحتاج تعليقا اكثر

لان حياة بلا حب

كمجهول لا نجد له اثرا

وان كان القلب فينا يترك له كل اثر واخر

كثير منا من يحكي قصة الزمن

انه يفعل الخير للاخرين

لكن هؤلاء لا يقابلونه بمثله

فمتى ما يحتاج اليهم لا يعينوه

مع انه كان سباقا لاعانتهم في كل حين واخر

هذه قصة الزمن باختصار

والبحث عن حبيب يقوى على مجاراة دفق القلب لدينا

لاننا نترك اثار الخير تدل على قلبنا المحب في كل مكان واخر

لكننا لا نجد لمثله فعل صدى ولا مثيل ولا نظير

هذه الوحدة القاتلة التي تهشم ضريح الحياة فتنصب عزاء للشمس التي تحتضر

فيولد شوقها المضيء ميتا

في عالم حالك من الرماد والليل والسواد والبرودة

لانها ستغرب قريبا وبسرعة

اذ ان شعاعها وحرارتها لا يكفياها كي تدور بهما كل دورتهااليومية

ليس لديها من وقود يحركها في عنان السماء وكبدها

فتعينها بل تستغل امرها

رياح الشمال

فتدفع بها نحو الغروب

لكن اي غروب

غروب اخر غير غروبها

واذا ما كان كذلك

فان شروقها هو الاخر سوف يتعطل لليوم التالي

لانها ستغرب في غير مكانها

وهنا منتهى الحضارات

وعلامات الساعة



تقول :

> أغمض عينى وأفتحها

>

> لاجد نفسى أنام فى مخدع الشيطان

>

> أغمض عينى وأفتحها أجد نفسى

>

> مع الاطياف

>

> ما بى !!

>

> هل أصبحت أهذى مؤخرا !!!



هذا اعتراف باصل الحال ونهاية القضية

تسليم غير مذعن به

لكنه تسليم لا محالة له

ولا مناص عنه

مخدع الشيطان

وهو ضرب من التجني على الذات

وجلدها بالوهم

يعني انا الاخرى ساصبح

أليفة لمثل هذا الواقع

حتى اصبح مثل اهله

هنا تعجب وتتساءل

هل ساصبح ذات يوم مثلهم

لانه ليس لي مناصا من العيش معهم

حتى ساتاقلم مع واقع مثل هذه الحضارة

وبالتالي

ستكون احلامها تلك كالاطياف

تظل تحلم بها

تغمض عينها وتفتحها

يعني في السر والعلن

يعني في المنام والواقع

سيكون الامر لناظرها سيان

سيكون حلم

فقط حلم

وستعيش الامر الواقعي والخارجي

كما تعيش الحلم

وستظل تتشوف الى تحقيقه

لانها تقول

هل اصبحت اهذي مؤخرا

يعني هل من الممكن ان يكون تخلييي عن تحقيق امالي نوعا

من الهذيان

فهي تصادر على امرها كذلك

ان هي تخلت عن تحقيق ولعها

سيصبح الامر بالنسبة لها اشبه بالهذيان ليس الا

لانها لا تتقبل التنازل عن اهدافها

لكنها تظل بهذه الكلمة

تحكي لغة المقاومة الحضارية في نفسها

لانها تعلن عن لغة التمرد والتساؤل

واثارة الحكي الجاد

والاستفسار غير المعبأ بسلطة المحدود

لان في عينيها شمس تشرق وتغيب

كحدقتيها

حين تتركان الجفنين

الشرق والغرب

المشرق والمغرب

يفتح ويغلق

كشروق الشمس وغروبها

تفتح عينيها وتغمضهما

لذا فهي كانت مترددة

لانها اخر من تصدق انها هي الاخرى لها ان تصدق

بمثل هذه الاخيلة

والا فان تفعل

فما كانت الا هاذية

لانها في البداية كانت اطلعتنا على وحي الخداع

المستتر خلف شروق الشمس

وانها ما كان لها ان تصدق بمثله

لذا كان مثل هذا الحلم

خداع وليس سواه

لذا فالامر لا يمكن ان ينطلي عليها

وعلى امثالها

وهنا موقف الامل

والتحدي غير المعلن عنه

لانها هي نفسها

كانت قد انقلبت شمسا

فكيف يمكنها ان لا تفضح ما مكنون خلفها من عري وخداع



تحياتي الى طوق الياسمين

وشكرا

جمال السائح

www.postpoems.com/members/jamalalsaieh


View jamalalsaieh's Full Portfolio
tags: