شرح عوالم ماجدولين الرفاعي ـ الحلقة الرابعة

الحلقة الرابعة من شرح عوالم ماجدولين الرفاعي من خلال التجريد في بيان اقطاب الحب المستعارة وغير المستعارة في ظل مثل هذا الاديم من الوحي والترنيم المستاق في نصها المنتقى من وحي السماء :

تبا لك ايها الموت !

............................

الحلقة الرابعة

............................

بقلم : جمال السائح

...........................



( 1 )



تقول :



كنت أنتظر أن ترحمنا مسافات البعد



سهو من البطلة عن تعال الزمن

ومعرفة منها مستيقنة بالموروث

لكن توقعها كان غير مصبوب

في ظل المتعارفات والاحدوثات ..

ولو انه كان موصوبا بعناية

كانت تحشم كل الدلالات فيها

كي تصل الى بغيتها



( 2 )



غير ان وعيها اللا شعوري

كان دلها الى البذخ في انتقاء توقعها المحتشم

والقائم على لون من الوان الهدنة مع الزمن

لانه صاحب مسافات البعد

غير انه ما يزال لا يعني الرحمة

الا من حيث يؤدي دوره بغاية ونكهة متقنة



( 3 )



تقول :



فتنكمش على ذاتها



هنا قمة الاندحار

ومن ثم صيرورة نحو التلاشي

غير المغيا في صور ومنتحيات

لانها لا تجد سوى ذاتها

نفس صور عوالمها التي تأبّن سعيها

وتنعى اليها قمرها

والانكماش هو وحي من التجلي الداخلي

والانفتاح على الوعي الباطني

والانقلاب الى الحالة اللا شعورية

كي ترصد ما كان مدخرا عندها



( 4 )



هي حالة اشبه بالمقارنة

حين يتفعل الخارج وفق حالة سلبية

يكون الهرب الى الداخل وفق حالة تحييدية

تنبئ عن ايجابية مقلقة

لان الذات لا يمكن ان تشهد على نفسها

الا اذا حملت ذاتا اخرى في وعيها

وهذا يتطلب مناشدة وانتداب

ومن ثم يستدعي ردودا وتجاوبا من الذات الاخرى

والتي ما كانت تصغي الا الى لغة لا تجهلها



( 5 )



فكيف للذات الاخرى ان تفهم حروفا

بوسعها ان تستعصي عليها

طالما ثمة نداء لها

دون اجابة ومسعى

لان حالة الانكماش

تفي بحالة الانطوائية

وهي تتفرد بالوحدانية الشخصية

كما النأي الى النفس

حين الانفلات من حالة الجمع



( 6 )



لذا هي تبحث عن قرين في داخلها

عن وعي مخبأ

يفهمها وتفهمه

لانه ليس من احد يفهمها في خارجها

لذا هي تستعيد حالة الاستحالة

وتحيل النضوب الذي فيها الى تهجيس

بفعل المحاكاة معه

والمناجزة بوطر من التحريك لكل الموهوم في داخلها

باعتباره مسكوت عنه



( 7 )



لذا كان من الضروري لها ان تستمر

في عطائها النفسي

كي تحرك في المغيب خلف العراء

لغما ناسفا

يقيم سحنتها ولا يطيل عليها مقلة الوجد



( 8 )



تقول :



وتقصر لأجل اللقاء!



هنا تفصح عن ذاتها باقوى تجليات الافصاح

انه هو

هو لاغير

هو الاله

هو العطاء

هو الوحي

هو الحبيب

هو الخيال

هو الموجود



( 9 )



وهو الحقيقة المثلى والوعي الثاقب

لانها رحلت الى الاله ولم تجده

لكنها رحلت الى الحبيب ووجدت عنده الاله

ففضلت استعادة رباطة جأشها

والعود من جديد

خوف ان تنكل بها مقومات اللقاء غير المحتسب

هي كانت تهوى الحبيب



( 10 )



ولما رحلت وراءه

وجدت حبيبا يشدها اليه بقوة

هي اعظم من قوة حبيبها

لكنها استوعبت مناحي الطريق

ففضلت العود على خسارة الفوز

كمن يدخل امتحانا

يفضل ان يخرج منه غير ممتحنا

على ان يمتحن ثم يرسب في نتائجه

وعندها سيحتفظ بالفرصة التي تؤهله ..

لخوض الامتحان ثانية



( 11 )



هي رحلت

لكنها وجدت عالما اخر

لم تكن متهيأة له

ولما عادت

عاد معها وعيها المدني والدنيوي

فاشتعل الراس شيبا بكل ذنوبه المادية

وعاد يستذكر حبه الذي عاد الى توقده ..

هو الاخر ..

حالما استعادت وعيها  

باعتبارها انها كانت ماتت

ومن ثم عادت الى الحياة

او انها لم تمت

لكنها انبعثت من جديد

تقاوم البأس والشقاء

كمناص لها

دون اللجوء الى حلول لا تجدي



( 12 )



تقول :



آهٍ.. كم اشتقت لك!



تعبير عن الحرمان

عن الوجع المثالي

عن التنهدة المتأتية من صبر مدقع

وجود للشوق

مع علم مصدق عليه بخطئيته

بل باستحالة وصوله الى نتيجة

يعني مثل هذا الشوق

لانه بات عقيما

لكنها مع ذلك ..

فهي تشتاق

لتعبر عن وقوفها الصارخ

ودأبها الواقع

لمواصلة العزم على عدم التخلي عن حبيبها



( 13 )



تقول :



كنت أشتاقك



ثم عندما تتوكأ على عصا الاشتياق

وترى انها بمقدورها ان تحمل ظلها

او ان تستند اليها

تعود لتفصح عن واقع هذا الاشتياق

هنا تفتح ملف الذاكرة

لتعود بنا بشكل يسجل منحى خلفي

لنفس الشخصية

عبر استبطان واقعها الخارجي

من خلال توثيق داخلي لها



( 14 )



فهنا تدعيم ثنائي

يعتمدها هي وهو

اشتاقك وليس اشتاق لك او اشتاق اليك

اريدك نفسك لا غير

ربما اشتاق اليك

واجد من يشبهك

فتحلو لي الحياة ..

بالترنم بين يديه ..

علني استذكرك من خلاله



( 15 )



لكنها تشتاقه هو نفسه لا غير

يعني انه ليس بوسعها وعلى اقل التقادير

في مثل هذه اللحظات

ان تستغني عنه

او ان تستبدل اخر به !

هي تريده وبالكلية

لانه يحوز على ايامها

وكل ثقل ماضيها المنطلقة من عنده

ينطلق منه

يلتف حوله

متشبث به



( 16 )



فهي اذن مشدودة الى الماضي

اليه وبكل قوة

اشتاقك يعني

واضمك

واحتضنك

و... بكل ما تحمله من معان واخرى مفصحة



( 17 )



تقول :



وأعلّل النفس بلقياك..



هي تعلم انها سوف لا تلتقي به

واذن كيف تعلل النفس بلقياه

وهي تدرك حقيقة الموت

هل هي حالة من التعالي على الحقيقة

ام انها صراع مع هذه

ام انها حقا تعني ما تقول

من حيث انها طمحت الى لقائه

عبر الموت لو كان له ان يستلبها روحها

فيرسلها الى لقاء حبيبها ؟ !

او ربما كانت تستغل هذا الضخ من المعنويات

كي تترك وطنيتها العاطفية متواصلة التدفق

ريثما تهدأ



( 18 )



فبسبب من هذا التعويل والتوقع والتعليل

من الممكن ان تكون هذه العوامل سببا نائيا

في الهاب الحماس عندها  

او بعث الشعور لديها

كي تواصل العيش

ولا تنتحر

مع انه ليس ثمة من ذكر للانتحار



( 19 )



وحتى لو كان بشكل ضمني

فالاستجابة اليه من قبل البطلة

ما كان قويا ولا ملوحا به في الاصل

او انها ما كانت متوفرة على مقدماته

او من ثم ان تموت

تموت كما لو اراد القدر ان يستجيب لها  

بسبب من معاناتها

وعدم طاقتها على الاحتمال

وصولا الى هلاكها



( 20 )



تقول :



ما عساي أفعل الآن



هنا اعلنت عن استسلامها

وخضوعها لقدرات اقوى منها

ولقوى اكبر منها

وتبرير لكل هذا الوقت المنصرم

من دون نتيجة

تدعم لقاءها بالحبيب

سواء عبر لحاقها به ..

او عبر استرجاعها اياه !



( 21 )



تقول :



والان



تبرر عندها تلقائية الضعف

وعدم الصمود

وثقل اللحظة التي تعيش فيها

او تستحوذ عليها بآنيتها !



( 22 )



تقول :



وأنت أبعد من قدرتي على لمسك؟!



هنا تسليم اخر

لواقع اخر

وهو الاعتراف ..

بان حبيبها غدا في عالم

لا يمكنها الوصول اليه

لانه يختلف عن عالمها

بكل تلك الصور التي يسبغها ..

على افراده

حيث ان عالمه بعيد

وعالمه غير محسوس

والا لكان لها ان تصل اليه



( 23 )



لكن ..

لما كان عالمه غير ملحوظ بالحسيات

ما كان باستطاعتها بلوغه

لان عالمها يعترف بالحسيات

ولا ينكر الغيبيات

لكنه يعجز عن بلوغها بقدراته الحسية



( 24 )



لذا ..

هنا اشعار اخر منها

بان اسلحتها الغيبية ..

هي الاخرى ما كانت الا اضعف ..

من ان تصل بها الى لمس حبيبها

فهي لا تملك مثل هذا البأس

بل تعدم كل فرصة واخرى

للتوفر على مثل تلك التقنيات الغيبية

غير الظاهرة وغير المحسوسة



( 25 )



اصبحت الان تلقائية

بل استرسالية من دون عزم

على ان تخالف وقفتها

لكنها انقلبت اضعف

تسلم بوضعها الحالي

وبنقص في حجم استطاعتها

وبمعتقدها

لانها تريد ان تلمسه

كي تتاكد من حياته



( 26 )



اذن

هي ما زالت تمارس معه التناجز

من خلال وجهة نظرها

ووجهة نظر عالمها الذي يؤمن بالمحسوسات

وليس من وجهة نظره الذي اصبح في عداد الغيبيات

هي ما زالت تئن تحت وطأة الماديات

متشبثة بها من حيث تدري

ومن حيث لا تدري

انها تعلن عنها مبدئيا

وبصور مدهشة

لا تسلط الضوء عليها بكثافة

لكن مفرداتها المادية ما كانت

الا لتكشف هي ..

وبنفسها للضوء عن نفسها !



( 27 )



هنا تسجل تراجعا في تقدمها نحو لقائه

تسلم بحقيقة غيبته القدرية

وانها ما زالت في عالم اضعف ..

من ان يؤهلها للقاه



( 28 )



تقول :



إذاً قرّرت السفر أخيرا والقدوم إليّ ؟



واذن ..

فالعزم خار

وتناهى في صيته

وتراجعت عن مطالبتها الاقدار به

مطالبتها الضمنية

عبر ثورتها الدعائية

والايمان بحقيقة اخرى



( 29 )



انه هو الاخر لا يمكنه ان يحرك ساكنا

هنا هي تعمل على استغلال هذا المحرك

كي تجنب نفسها ويلات المؤاخذة

وتشرك حبيبها هو الاخر

في مغبة مثل هذه الدوامة

بعد ان تحيله هو الاخر الى ضعف موسوم

بعالمه وبه نفسه



( 30 )



اذ ان عالمه هو الاخر وعلى عظمته

لا يجرؤ ان يعيده الى عالمها السفلي

عالم الارضيات



( 31 )



هنا مورد تناقض عظيم

تحيلنا اليه عالمتنا الفنية بادب القص والترميز

سيدتي ماجدولين الرفاعي

حينما تستعرض لنا وبكل واقعية مثلى

عجز كلا العالمين على الترابط

وحل اقدم مشكلة ازلية

واعتى معضلة

بل وابسطها

لو قيست بكل الازمات الاخرى

وهي لقاء حبيبين



( 32 )



هي ترميه بعدم قدرته

وهي تعترف من قبل بعدمها لديها

لكنها هنا

لا تستدخل نفسها فقط في هوة الاتهام

بل تشركه في المسترد

وبطائلة اللائمة



( 33 )



اذ ان الحبيب هو الاخر

ما كان قد حرك ساكنا

ولا قدم مجهوده

بل انه مغيب بالقوة والفعل ..

وبالكلية

كما لو كان محالا على العدم

وبكله ..

وبالكامل !



( 34 )



فمن كانت تحب اذن ؟ !

ولماذا لا يمد اليها يد المساعدة ؟ !

والمفروض على كل حبيب

ان يشاطر حبيبته

التي الهب فراقه كل مشاعرها

لكننا نراه لا يحرك اي حس

ولا اي قدرة غيبية

ولا تشعرنا بانه يستفعل هو الاخر

مثلما هي تستأخذ الاسماع والحواس



( 35 )



لكن ما من صدى

او رد انفاس تعالج مثل هذا الوقع الحاصل

اذن نحن امام عالمين منفصلين

عالم المحسوسات وعالم الغيبيات

لا يمكن للانسان قهر احدهما بالاخر

لكن يمكن التوسل باحدهما ..

لاستبطان غور علائقه بالثاني

او حتى غور عوالم الثاني



( 36 )



وهكذا ..

لكن البطلة لم تبد حراكا ازاء العملية

ولم تدهشنا بقدرتها ولا حتى النسبية منها

على امكانية التوغل في عوالم الحبيب الجديدة

لكنها كما لو كانت تدخر مثل هذا الامر

لتفاجئنا به

او تطلع علينا به

في حلة جديدة ..

او صبغة علية اخرى !



( 37 )



تقول :



ما أسعدني وأنا أستعد للقياك..



هنا روعة مفاجأتها

التي كانت كما لو انها

الحفت في تخبئتها وكتمان امرها

وهي جزء من صراع مغالىً فيه

وانطلاقا من حس العطاء للقوة

وبناء على ضخ لطوية السعادة  

التي لها ان تستغرق نفسية البطلة

من دون ان تقوى على اقناعنا بلقياه



( 38 )



رغم انها تعد نفسها بما ترى

في حدود اطلالتها الشعورية وحسب

والتي لها ان تمتد في غمرة وحيها الداخلي

وهي تنساب في خلاصة امنية

لا تعبر عنها كذلك



( 39 )



لكنها تمني النفس بها

لان القارئ حين يطالعها

يحس بالم وامتعاض

وحقد وحزن بعيدين

وليس من خصال من يدنو لقاؤه بالحبيب

ان تتلبسه مثل تلك الموسيقا

الغائرة في وجدان متهالك

يعيش الهم

والسعادة ربما كان يراها قاب قوسين او ادنى



( 40 )



لكنه يدرك انه سوف لا يطالها

او انه لا يريدها حقا

وان عيل صبره بانتظارها

وان منح كل قوته للقاء بها

لان هذا التمني كان سبب احباطه

انها كانت ترغب في ان يبقى الى جانبها

وان يكون مثل هذا اللقاء في الحياة الدنيا



( 41 )



لهذا السبب كانت تعيش لوعة المقاهرة

وهي انها ترفض في صميم نفسها

كل قرار للحاق بالحبيب

وان عمدت الى تقديس مبدأها بالالتحاق به

والبطل ما يزال يئن تحت وقع الصدمات واللطمات



( 42 )



فهي من الضعف تمنح نفسها شيئا من القوة

هذا الضعف الذي يشتمل عليها

يسبب عندها مثل هذه الردود ..

من الفعل والصدود غير المعلن عنه

كما التي كانت تصر عن ارهاب

وتنافح عن مكابدة ووعي أخّاذ

كما لو انها آمنت بانه

ليس للتراجع عنه من سبيل !



( 43 )



لكنها تبقي على تحفظاتها

وتسجل كل مؤاخذاتها

دون ان تصير بها الى البوح

والغليان غير المطرد ..

مع سياساتها الظاهرة

والاعجب اني احس انها التقته

وانها كانت الى جنبه



( 44 )



لانه كان يعيش في داخلها

كجنين يغامر القدر باخذه

تستتر عليه

لكنها تعلم انها ميت

وان كانت تحتضنه

وتنطوي عليه كل احشائها

لكنها كانت تعلم انه لا ينطق

ولا يتحرك



( 45 )



لكنها كانت ترغب في ان ..

تتملى منه حد الاشتياق والشبع

ثم اكبر من كل هذا

هي تعيش هذا الوجد والاجحاف معا

في نفسها ومن شتى ضروب القدر



( 46 )



الا انها كانت تدرك انها تشتمل عليه

هي تريد العيش في بحثها عن مجهول

عن حب واطوار

تتحسسه ومعانيه

تشتاق الى الحب

لا بالذات الى نفس شخصه

لانه كان علمها الحب



( 47 )



لكنه ظل يعيش في داخلها

حتى لو ظنته كما الجنين الميت

لكنها كثيرا ما كانت تتحدث اليه

ولا يسمع صوته احد سواها



( 48 )



لذا ..

كانت مستيقنة بسعادته بها

وسعادتها به

لكنها ما كانت تعيش مثلها

بل كانت تشعر انها موعودة بها

كمراهقة يعدها القدر بحب وبيت

وجنس ومضاجعة والق ليل

وقلق واولاد وسحاب

واشتياق وشبق ووهج ارتياح



( 49 )



فضلا عن ارتياد لكل علائق الحياة

وايام العيش الكريم

وزوجية الحياة المشتركة

كل الناس يعدونها بها

حتى الذين يتحلقون حولها

هم الاخرون يعدونها بها

لكنها وان كانت تنطوي دفقاتها

على كل فرحة واخرى



( 50 )



الا انها لم تعشها بعد

لعدم وجود مثل هذا الحبيب حقا

الا في الخيال والوحدة والالام

حتى امالها كانت كالالام

لكنها تستقطر منها لذ ات

ومتعة وشجن ورهبة ورغبة



( 51 )



تعيش الخيال في وضح النهار

وصخب الانتظار

في اصطبار للحظة الزمن الاتي

هنا اللهيب تصطلي بحذوه

وتنكوي بشرارة كان عمد بها

صوب منتحاها



( 52 )



لانها ما زالت تعيش الحب

كفارس ابتاع ثوبا زاهيا

وبين الحين والاخر

يطالعه

ويتطلع اليه

ويقول في نفسه

ترى من ستكون صاحبة الحظ

وترتدي هذا الثوب

لتصبح عروسي

وحبيبتي



( 53 )



فكانت اسطورة الحكي لدى بطلة ماجدولين

هي اشبه بهذا الفارس

مستوحاة من حزنه وفرحه

وانتظاره وانفجاره



( 54 )



اقول هذا

حتى لو كانت تعيش قصة حب حقيقية

فانها كانت تسترفد من وحيها الغالب

وبكل رومانسيته

كل حياكة ونسيج

كي يقلب ازمتها

من حقيقة الى خيال

ومن مصيبة الى كابوس

تنتهي منه



( 55 )



لكنا سنراها

وفي المقاطع القادمة

انها سوف ..

لا تنتهي منه ابدا

بل سوف يلازمها

كظلها

كذكرى لا تريم

ولا تود ان تتزيل

بل ودها الصريح

وكل جزمها

ان تمكث في نفسها

ولا تغادرها ابدا

ولا ترحل عنها قط !



( 56 )



كل هذا

لانها كانت قد استطابت حلمها

كمنام لذيذ

تريد الاستمتاع بوهجه المذهل

ومن حولها

يريدون ايقاظها عنوة

ودّا منهم في استرحام حالها



( 57 )



وما كانوا يشعرون

ان كل حالها ليقوم على تواصل مثله

مثل هذا المنام

الذي كان ولما يزل يقوم على أودها

وأود كل مشاعرها التي ..

راحت تتبلغ بسنا لحاظ حبيبها

المشرقة في داخل المنام

منام الموت

وغلبة الوحي

وسلطة الضمير العاطفي

ونأمة الشجن المحيطة بأفلاكها

كل هذا وفره لنا نص مقتضب

صغير بكل كلماته القليلة ..

والموجزة

لكنه بليغ بكل فحواه

وشيق ممراح بكل نعومته المشجية



......................

انتهت الحلقة الرابعة من شرح عوالم ماجدولين الرفاعي

وتليها الحلقة الخامسة والاخيرة انشاء الله

......................



جمال السائح

Almawed2003@yahoo.com

www.postpoems.com/members/jamalalsaieh




View jamalalsaieh's Full Portfolio
tags: